أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق في ظل الفوضى














المزيد.....

العراق في ظل الفوضى


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1840 - 2007 / 2 / 28 - 04:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وهكذا قرر توني بلير- رئيس وزراء بريطانيا ودمية بوش hand puppet- أن يضع اللمسات الأخيرة على خطة سحب قواته من العراق.
بالنسبة لأي متابع للتورط البريطاني في الحرب- 40 ألف قوات بريطانية أثناء الغزو/ الاحتلال، تراجع الرقم إلى 9000 بعد سنتين، ثم إلى 7000- قلّما يُثير هذا التحرك دهشته. لقد واجه بلير ضربات متتالية شديدة من استطلاعات الرأي العام البريطاني بشأن كل البلايا التي ورّط فيها بلاده على مدى سنوات. ومن المشكوك فيه أن هذه الحركة المتمثلة بسحب قواته خارج العراق يشكل أية علامة مبكرة لتوجهاته في ترك منصبه مع نهاية هذا العام. ولكن ماذا يعني هذا الانسحاب بالنسبة إلى الولايات المتحدة؟
يبين أولاً أن الناس في أي بلد يمكن أن يصلوا إلى نقطة الإجهاد breaking point تجاه التبجح. ليس مهماً كم تُحاول بشق النفس وترتكب الإثم وتتزلف للجمهور بغية تأييدك. قد يرغب الأمريكان أن يتخذوا موقفاً قريباً من مستوى الماسوشية masochistic (تلذذ المرء باضطهاده من قبل الغير)، ولكن في أماكن أخرى، الناس ممن يملكون قدراً من الشعور والإحساس بالذات يرغبون في محاسبة قادتهم عند مواجهتهم الفشل الذريع.
ويكشف ثانياً أن أي قدر من تأييد الناس لحرب العراق قد زال تماماً. عندما تصل إلى نقطة في الحرب، كما في حالة بريطانية بلير- الكلب الدولي اللَعِقَْ الوفي في حضن الأمريكان- على مدى سبع سنوات، على الأقل، وهو يسحب قواته، عندئذ عليك (بوش) أن تعلم بأنك تواجه مشكلة حادّة.
كانت رغبة بلير قوية للتحرك نحو الورطة مع إدارة بوش إلى حدود تُمكن كونداليزا رايس أن تأتي بصندوق من الدمى وتفرشها على أرض الجمعية العامة للأمم المتحدة! ومن المشكوك فيه أن الشعب البريطاني كان سيرف له جفن.. ربما اعتبر عندئذ هذه الدمى مجرد "أعداء مقاتلين"، ويترك الأمر عند هذا الحد.
بغية حفظ ماء الوجه، لجأ بوش إلى عادته في البحث عن كلمات منمقة لتركيب جملة ملفقة يحول بها انسحاب بلير من الهزيمة إلى نصر بشأن حربه في العراق، كما كان يفعل منذ انتخابات 2004. وبدلاً من التعامل المنطقي مع الانسحاب البريطاني الذي جاء نتيجة الحالة الضخمة من عدم الرضا بشأن الحرب والضغوط السياسية ضد إدارة بلير، أعلنت إدارة بوش أن القوات البريطانية أصبحت لا حاجة إليها وأنها أكملت مهمتها من احتلال البصرة!
هذا يطرح بالضرورة السؤال التالي: إذا كانت القوات البريطانية بهذا القدر الرفيع من النجاح، لما ندفع بـ 20 ألفاً من القوات الإضافية إلى العراق؟ فحسب منطق بوش علينا سحب جزء من قواتنا، بدلاً من إرسال المزيد منها. على أي حال، فسّرت إدارة بوش هذه النقطة بشكل خاطئ ومُخادع ومتكرر في أكثر من مؤتمر صحفي وفق منطقها القديم "لن نترك قبل إنهاء مهمتنا."
ولكن هذا الموقف ربما عبّر عن طبخة مدروسة.. عودة إلى السبعينات عندما كان الأمريكان معنيين.. وحرب فيتنام تتجه نحو نهايتها المحسومة.. أعلن ريتشارد نيكسون، وبمساعدة هنري كيسنجر (وهو أيضا مستشار هادئ لـ بوش)، أن الولايات المتحدة ستنهي الحرب بـ "سلام مُشَّرف." أو إذا كنت تُفضل "ننسحب من الكارثة العامة الباهظة الثمن في حين نُحاول بشكل مستميت حفظ ماء وجهنا محلياً ودولياً."
وهنا، بتلوينه الانسحاب البريطاني بأصباغ وردية، يُحاول بوش إيجاد مخرج لسحب قواته أيضاً. ففي زعمه أن البريطانيين يستطيعون الانسحاب بعد إنجاز مهمتهم، يكون بوش قد فتح الباب ليقول " انحدروا إلى الأرض.. والاحتمال الأكبر مع نهاية ولايته." إنه يسحب قواتنا خارج العراق لأننا حققنا مهمتنا- أيا كانت هذه المهمة- أنجزناها حسب قدرتنا. إنه مشكلة العراق الآن..
وبطبيعة الحال نترك مشكلة لا مثيل لها. فالحكومة الدُميّة التي نصبناها في العراق أصبحت دنيئة abject تنتقل من فشل إلى فشل، وورطت العراق على مدى سنوات بحمامات الدم والفوضى، إنها أصبحت فقط أكثر ضعفاً من السابق وأقلَّ فعالية. تناسَ المتمردين (المقاومة).. تناسَ الحرب الأهلية- العراق الآن، بالعلاقة مع كل المقاصد والأهداف، في حالة فوضى. لا توجد حكومة مركزية.. لا يوجد قانون/ نظام- فقط الفوضى والموت. كيف يمكن أن نسحب قواتنا إذا علمنا أن المنطقة كلها ستنفجر ضمناً في اللحظة التي ننسحب فيها؟
الجواب، لأن هذه الحصيلة قد تحققت منذ فترة والمنطقة تعيشها. لقد دفعنا الأمور نحو ألا رجعة منذ زمن.. ليس هناك خلاص من خطيئتنا. لا توجد طريقة لدرء الأذى الذي سببته سياستنا الخارجية المدمّرة والمضللة. إن الأمر المنطقي الوحيد الذي يمكن أن نفعله هو أن نتبع المثل البريطاني.. أن نسحب قواتنا ونوقف القتل غير الضروري، وهو ما نقدر عليه. لقد انتهى الأمر.. خسرنا.. فتحت بريطانيا الباب لتبرير انسحابنا السريع.. وإذا كان بوش يملك أي قدر من الإحساس أو الإنسانية، عندئذ سنتبعهم..
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraq under anarchy, Pete Nichols, (MSU State News),uruknet.info- 25 February,2007.
Pete Nichols is the State News opinion writer. Reach him at [email protected].
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد




#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصاب النساء مَحلّ مكافأة.. فقط في العراق!
- انتهاك حرمة نساء العراق
- الشركات الغربية ستسيطر رسمياً على النفط العراقي قريباً-مرفق ...
- اليورانيوم المنضب: قاتل خبيث يستمر في القتل1
- من عراقي إلى أمريكي: حقائق عن العراقيين
- سيد بوش، الكتابة واضحة على الحائط: اترك العراق
- العراق: الخطة الأمنية الجديدة يمكن أن تُزيد من تشرّد العائلا ...
- العراق: إغراء الأطفال تعاطي المخدرات والبغاء!
- العراق: مزيداُ من الجند.. مزيداً من العنف
- استقلال الطاقة أم بزوغ إمبريالية النفط الأمريكية؟
- من هي دولة الإرهاب الأولى في العالم؟
- ميزانية بوش لعام 2008: بلايين الدولارات لحرب العراق
- هل هؤلاء ممن يمارسون عملياتهم في العراق جيش الدولة الأكثر -ت ...
- دفع الفلسطينيين لمزيد من الفقر يدفع حماس الاقتراب أكثر من إي ...
- الولايات المتحدة تقود الشرق الأوسط نحو الكارثة
- إسرائيل تشتري قنابل ذكية من الولايات المتحدة
- على إيران الاستعداد لمواجهة هجوم نووي!
- المحافظون الجدد مدفوعون بهجوم عسكري على إيران يبدأ من العراق
- غالاوي: لا يوجد شيء اسمه حكومة العراق
- الترحيل المزدوج: مأساة الفلسطينيين في العراق المحتل!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - العراق في ظل الفوضى