العراق: مزيداُ من الجند.. مزيداً من العنف

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1827 - 2007 / 2 / 15 - 05:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تصاعدَ العنف والقصف بعد رفد القوات الأمريكية في العراق بأعداد إضافية من الجنود. بلغ متوسط عدد هذه القوات للفترة ما بعد الاحتلال بحدود 142 ألف عسكري. وخلال هذه الفترة التي قاربت الأربع سنوات زادت أعمال العنف ضد كل من القوات الأمريكية والمدنيين العراقيين.
رغم وعود الحرية، الديمقراطية والتحرير، استمر العراق يُعاني من تدهور: الأمن والنظام، الخدمات العامة، البنية التحتية والوحدة الاجتماعية منذ بدء الاحتلال الأمريكي.
"إن زيادة عدد القوات الأمريكية بواقع 20 ألف جندي تؤدي بالتأكيد إلى تحسن وضع هذه القوات المتواجدة أصلاً في العراق، لكن تحويل الوضع من الهزيمة إلى النصر يتطلب أكثر بكثير من هذا العدد،" قالها اللواء العراقي المتقاعد أحمد العيسى لـ IPS.
أوضح تقرير صدر عن معهد بروكنغ Brooking Institute بتاريخ 5 فبراير/ شباط "... إن إضافة 21.500 جندي إلى القوات الأمريكية (132 ألف في يناير/ ك2) لا زالت دون العدد الذي كان متواجداً في العراق (162 ألف) في ديسمبر/ ك1 عام 2005. مع ملاحظة وجود 14.650 من قوات الدول الأخرى المتحالفة وهو أقل عدد منذ بدء الاحتلال.
يعتقد بعض العراقيين الاستراتيجيين أن الزيادة الحالية في القوات الأمريكية سوف لن تفلح في إعادة الأمن وتحسين أحوال الناس.
"إن هدفهم هو سحق أكبر عدد ممكن من المعارضين،" حسب قول دريد عزيز (46 عام- محام ومحلل عسكري من الموصل كان في زيارة إلى بغداد) لـ IPS. إن الخطوة الأولى في سياق تنفيذ خطتهم تتمثل في الإغارة على الأعظمية- إحدى مناطق طائفة (الأقلية) في بغداد. في حين أن فرق الموت لجماعة الصدر (وغيرهم) مستمرة في قتل العراقيين على مرأى ومسمع الجيش الأمريكي."
يعتقد عزيز أن القوات الأمريكية تخطط لتسليم البلاد إلى المليشيات مثل فيلق بدر- الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق- الحزب الذي يتزعم أحزاب طائفة (الأغلبية) المؤيدة لإيران. وأضاف "أن هذه الزيادة في القوات الأمريكية غرضها الوحيد هو قتل أي شخص يقاوم الاحتلال."
أخبر متحدث للجيش الأمريكي الصحفيين بتاريخ 7 فبراير الجاري أن الخطة الأمنية لـ بغداد قد وضعتْ موضع التنفيذ." لكن الكثيرين من العراقيين غير مقتنعين بنجاحها.
"هذه مجزرة، وكل شخص سليم النظر قادر على مشاهدتها،" قالها محمد حداد- أحد ناشطي حقوق الإنسان في بغداد- لـ IPS.
ذكر كميل عباس- مدرس في مدرسة عالية بمدينة الأسكندرية جنوب بغداد- لـ IPS أن القوات الأمريكية ومعها القوات العراقية "ارتكبت مجزرة أخرى مؤخراً بعد مذبحة النجف،" وأن هذه المجزرة ارتكبتْ "في سامراء جنوب بغداد."
وأضاف "إن هذه القوات المشتركة- الأمريكية العراقية- سوف تستمر بهذه الممارسات لأنهم لا يريدون لأي عراقي أن يشعر بآدميته ويتصرف كإنسان حر."
ذكر معهد بروكنغ تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية وقوات الأمن العراقي خلال شهر ديسمبر 2006 إلى 185 هجمة يومياً. مسجلة بذلك أعلى رقم قياسي منذ بدء الاحتلال.
كما ارتفع عدد القتلى بين الجنود الأمريكان في العراق خلال الأربعة أشهر الماضية مقارنة بأية فترة منذ بدء الاحتلال في إبريل/ نيسان 2003.
بينما ذكرت السلطات العراقية في 5 فبراير الجاري مقتل 1000 عراقي، على الأقل، خلال الأسبوع الفائت نتيجة العنف السياسي.
"إن زيادة عدد قتلى الجيش الأمريكي في العراق تعني فقط تصاعد كروب وفواجع الناس في البلاد." حسب قول الدكتور سالم الدليمي الذي مارس التدريس بجامعة بغداد لـ IPS.
"يمارس الرئيس بوش فقط الهروب إلى الأمام، في حين ينتظر أن تتحقق معجزة لإنقاذه من هذه الورطة، وبغض النظر عن الأعداد المتعاظمة لضحايا الحرب. أرى أن هذه الزيادة المتصاعدة في ضحايا الحرب عاملاً آخر لتعكير واضطراب الوضع في العراق وطريقة أخرى لكسب الوقت على حساب المزيد من دماء العراقيين."
تواجه مناطق طائفة (الأقلية) وقتاً عصيباً مع تنفيذ الخطط الأمنية الجديدة للقوات الأمريكية والقوات العراقية. الناس في هذه المناطق كافة يعتقدون أن زيادة القوات والإجراءات الصارمة التي ترافقها، موجهة ضدهم."
من جهة أخرى ، يظهر أن زيادة وجود القوات الأمريكية في العراق لم تقلل من قوة دفع المقاومة العراقية. يقول شاب من الفلوجة أثناء زيارته بغداد لـ IPS "دع بوش يجلب المزيد من المغفلين norms... سوف نرسلهم جميعاً إلى نار جهنم. يظهر أن هؤلاء الناس لم يتعلموا كفاية من الدروس السابقة، ومدرستنا لا زالت مفتوحة!"
مممممممممممممممممممممممممـ
Iraq: More Troops, And More Violence (Dahr Jamail and Ali al-Fadhl, Inter Press Service), Uruknet.info- 13 February,2007.

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل