أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - كل السنة في رأس السنة!














المزيد.....

كل السنة في رأس السنة!


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


كانت الساعة تشير إلى التاسعة مساءً، حين جلس أربعة أشخاص حول طاولة في مقهى يضج بالأضواء والموسيقى، استعدادًا لحفل رأس السنة.
ماريان وزوجها أيمن،
وسارة وخطيبها حسام.

قال أيمن وهو ينظر إلى ساعته:
— أحمد بيه دايمًا بيتأخر.
ابتسمت ماريان:
— لا يا أيمن، منى هي اللي بتأخره… بتخاف تسيب الأولاد لوحدهم.

لم يكد الحديث ينتهي حتى دخل أحمد بخطوات سريعة، تلحقه منى لاهثة بجسدها الثقيل.
تبادل الأصدقاء القبلات والتحيات، وما إن جلست منى حتى التقطت عيناها الحقيقة المؤلمة: نظرات زوجها المتلصصة، تتبع أجساد الفتيات الرشيقات المارات قرب الطاولة.
شعرت بوخزة حادة، كأنها ترى نفسها بعينيه… زائدة عن الحاجة، زائدة جدًا.
ماريان، على الطرف الآخر من الطاولة، تتجاهل اتصال ملح في هاتفها وتكتم صوته، يتابعها أيمن بنظرات متسائلة.
لم تستطع منى منع نفسها من المقارنة، ماريان وسارة رشيقتان، بملامح شابة، فساتين زاهية الألوان، بينما هي اختارت فستانها الأسود القديم، الكئيب، الذي يخفي بعض سمنتها ولا يخفي إحساسها بالهزيمة.

اقترب الجارسون.
سأل أيمن ماريان، بنبرة حانية:
— تشربي إيه؟
— عصير برتقال، قالتها بدلال.
— أيمن: وأنا كمان، قال فورًا.

أحمد لم ينظر إلى منى، قال ببرود:
— أنا عايز قهوة زيادة، وأشار إليها بلا اهتمام
شوفها هي عايزة إيه.
احترقت منى من الداخل،طلبت شايًا أخضر بدون سكر. طلب غريب عنها، فهي لا تحب طعمه، لكنها شعرت فجأة أن الوقت قد حان لتغيير شيء ما، أي شيء، حتى لو كان وهميًا… ربما تبدأ هنا، ربما تنقص وزنها، ربما تنقذ زواجها.

نظر حسام إلى سارة منتظرًا.
سارة:اتنين كابتشينو، لم يعلّق.

صارت منى تنظر إلى ساعتها كل بضع دقائق. انسحبت بهدوء واتصلت بوالدتها.
— الأولاد كويسين؟ هبة خدت الدوا؟
— كويسين وناموا، كله تمام… ممكن تنبسطي بقى وتاخدي بالك من جوزك شوية.
— حاضر يا ماما، قالتها بنفاد صبر.

أغلقت الهاتف، التفتت فرأت ماريان وأيمن يرقصان.
أحمد جالس على الطاولة، يكتب في هاتفه. أكيد بيكلم الهانم اللي مصاحبها.
سارة دخلت في وصلة رقص بلدي، وحسام اكتفى بالتصفيق.

اندفعت منى إلى الحمام. أغلقت الباب خلفها، وانهارت. لم تنظر إلى جسدها في المرآة، إلى كومة الشحوم التي باتت تكرهها. رفعت رأسها ببطء، واجهت وجهها الباكي.
— كفاية بقى… خسي. جوازك بينهار يا هبلة.

على ساحة الرقص، قال أيمن وهو يدور مع ماريان:
— حبيبتي، عايز أقولك على حاجة.
— أيمن، إحنا مبسوطين، أرجوك.
— عمو كلمني… هو بس عايز يعيد عليكي.
— أيمن… خلاص.

تركته وعادت إلى الطاولة. أغلقت هاتفها. ثلاث إشعارات من والدها: مكالمات ورسائل بلا رد.

جلست منى وماريان يتحدثان عن الرجيم. فرحت ماريان بقرار منى، شجعتها، دفعتها للأمام.
— أولادك كبروا يا منى… حاولي تشوفي نفسك شوية.

قال حسام بإرهاق:
— سارة، كفاية رقص.
— أنا هكمل رقص، اقعد لو تعبان، قالت بلا مبالاة.

ابتعد حسام، أشعل سيجارة، ورد على مكالمة.
— كل سنة وانت طيب، قالت مريم، زميلته في المكتب.
— وانتي طيبة، عام سعيد.
صمت قصير.
— إن شاء الله السنة الجاية تكون أحسن، وتلاقي فيها الحب والسعادة وراحة البال.
— شكرا يا مريم… وانتي كمان.

أنهى المكالمة، شرد فيها. حبها واهتمامها يفضحانها. تراه رجلًا حقيقيًا، تحترمه، تهتم لأمره. تنهد هامسًا:
— ملعون أبو حبك يا سارة.

عاد إلى أحمد وأيمن.
حسام: إيه يا وحوش، الشغل أخباره إيه؟
—أيمن:كله زي الفل… سيبك من الشغل، شفت صاحبك المجنون؟ عايز يتجوز على منى.
أحمد: مش مجنون، ده شرع ربنا يا مسيحي.
ضحك أيمن:حتى لو الشرع عندنا يسمح، مستحيل أعملها… أنا بحب مراتي.
أحمد: وأنا بحب مراتي، ومش هسيبها، بس بصحح أوضاع، منى ست بيت هايلة وأم عظيمة، بس الدلع يا أخي.
حسام شارداً: ساعات الستات مبتحسش بقيمة الراجل وبتهمله، أكمل متداركاً: حاول تلفت نظرها قبل ما تستعجل وتخرب البيت.
أحمد: يوووه…مفيش حاجه معملتهاش،تلميح وتصريح انا بقالي 3 سنين بلمح ، إنت عارف أنا دفعت اشتراك الجيم كام مرة بعد ما نقعد ونتفق 5 مرات ، 5 مرات اروح وادفع وفي الآخر ولا حاجه.
أكتر مره إلتزمت فيها كانت إسبوع ، وشكرا.

عادت ماريان ومنى من البوفيه بأطباق اللحم المشوي والسلطة. انضمت إليهما سارة.
ماريان لأيمن:جبت لك أكل معايا.
جلست منى في صمت، تلتهم طعامها ببطىء،لم تنظر إلى أحمد.
سارة: يا اندال مجبتوليش أكل، حسام قوم يا روحي هاتلي مكرونة وبانيه بلييييز .
يقوم حسام : أنا كمان جعان، تعالى معايا يا أحمد .
ماريان لسارة : شفتي منى خلاص قررت تخس ابتدينا دلوقتي حالا وحتنزل معايا جيم من بكره
سارة باشمئزاز: والله طب حلو ..
لم تنظر منى إليها،اتصلت بأمها، جاء الرد رسالة واتس آب:منى، الأولاد نايمين وأنا داخلة أنام.

كان أيمن وماريان يتهامسان ويضحكان.
كانت سارة تكتب على واتس آب:
مفيش كل سنة وانتي معايا يا سرسورة؟ ولا المدام جنبك 😂.

عند البوفيه، قال أحمد:حسام، إنت كويس؟
حسام: أيوه، كله تمام.
أحمد: لا، مش تمام، إنت مش مبسوط، خطيبتك دي مش تمام معاك.
حسام: أحمد، من فضلك، النهارده رأس السنة، خلّي الليلة تمشي حلو.
ثم ابتسم بتعب: كل سنة وانت طيب يا صاحبي.

يتبع،،



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروس المنوفية: جريمة تكشف أوضاع النساء في مصر
- كن أنت جمهورك… فالحشود لا تُؤتمن
- محمد صلاح … حين يصبح الخروج من منطقة الراحة ضرورة
- -حين ينسحب التشدد من دولة… ويزدهر في أخرى-
- علّمني الخيبة يا با!!
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-
- حرب المال والبلطجة من أجل عيون المواطن!!
- أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!


المزيد.....




- من هم -الحشاشون- وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟
- تنزيل تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجديد .. ثبتها الآن واست ...
- أربعة أفلام عربية تنضم إلى سباق أوسكار أفضل فيلم دولي لعام 2 ...
- اتهام نجل المخرج روب راينر بقتل والديه في لوس أنجلوس
- نجم مسلسل -General Hospital-.. رحيل الممثل أنتوني جيري عن عم ...
- تعليق ترامب على مقتل المخرج روب راينر يثير الغضب
- تجسد الشخصيات للمرة التانية على التوالي .. هل فيلم الست حقق ...
- صور مذهلة تكشف عن العوالم الخفية داخل الآلات الموسيقية
- الوقف السني يدين الشاعر علي نعيم: أي إساءة تُطال الصحابة تسه ...
- مقتل المخرج الأمريكي روب راينر وزوجته بلوس أنجلس واتهام الاب ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - كل السنة في رأس السنة!