أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - غالب العاني - العراق إلى أين؟ بين مشروع التحرير ومشروع الهيمنة الولائية














المزيد.....

العراق إلى أين؟ بين مشروع التحرير ومشروع الهيمنة الولائية


غالب العاني

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 21:18
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


العراق إلى أين؟
بين مشروع التحرر ومشروع الهيمنة الولائية.:

غالب العاني.

يقف العراق اليوم عند مفترق طرق بالغ الصعوبة والخطورة، غير أن هذا المفترق، على قسوته، ليس طريقًا مسدودًا. فالتغيير الجذري الذي يصبو إليه الشعب العراقي ما زال ممكنًا، بل وملحًّا، لأن واقع الهيمنة الولائية والبؤس والانسداد السياسي الذي يعيشه البلد منذ ما يقارب ربع قرن لم يتغير، ولأن دماء شهداء انتفاضة تشرين ما تزال مهدورة، فيما ينعم القتلة واللصوص بالحصانة داخل أسوار المنطقة الخضراء.

إن جوهر الأزمة العراقية لا يكمن في سوء الإدارة فحسب، بل في طبيعة الصراع القائم ذاته. فالعراق يعيش اليوم حالة صراع وطني حقيقي، يمكن توصيفه بوصفه حركة تحرر وطني في مواجهة هيمنة “دولة الفقيه” ونفوذ أذرعها المتشعبة، العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، داخل بنية الدولة العراقية. إن القضاء على هذا النفوذ الإيراني المتغلغل يشكّل المدخل الحقيقي للتحرر والاستقلال الوطني، وهو الشرط الأساس لتحرير العراق من أي تدخل أجنبي آخر، أيًّا كان مصدره أو شكله.

ومن المعروف أن العراق تحوّل، بفعل هذه الهيمنة، إلى أحد الممولين الرئيسيين لاستمرار نفوذ الحرس الثوري الإيراني، ولإدامة سيطرته على أذرعه الولائية في العراق ولبنان واليمن، ولا سيما بعد فقدانهم الساحة السورية. وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على الحياة السياسية العراقية، وعلى ما سُمّي بالعملية الديمقراطية.

فما أُطلق عليه “الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة” لم يكن، في جوهره، سوى مؤامرة سياسية متكاملة الأركان، جرى حبكها في معاقل الحرس الثوري الإيراني، وبالتنسيق مع الفصائل الولائية، وبتواطؤ المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي طبّقت عمليًا قاعدة معكوسة مفادها: كل ممنوع مسموح، وكل مسموح ممنوع. وقد شاركت في هذا المشهد قوى مؤثرة أخرى، وبمساعدة وإشراف القضاء العراقي، الذي تحوّل إلى حارس للدولة العميقة، ورمز للفساد السياسي والاقتصادي، وأحد الأسس الرئيسة لخراب الوطن وارتهانه.

ورغم ذلك، جرى التصديق على نتائج هذه الانتخابات ومنحها صفة الشرعية والقانونية، بل وجرى وصفها – على نحو مثير للسخرية – بأنها “الأكثر نزاهة”، في استخفاف واضح بإرادة الشعب العراقي ومعاناته.

إن المطلوب اليوم هو استثمار اللحظة الراهنة، داخليًا وإقليميًا ودوليًا، والعمل الجاد على تشكيل جبهة وطنية عراقية واسعة، تتصدى لهذه المهمة التحررية التاريخية التي طال انتظارها. لقد آن الأوان لوضع حد للمراوغات والخداع السياسي، وللتحليلات الوهمية المنفصلة عن الواقع وعن متطلبات المستقبل.

فجميع الظروف الموضوعية والذاتية باتت مؤاتية وناضجة لإحداث التغيير الجذري المنشود. وبناء دولة المواطنة الحفة دولة العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
والعراق، في نهاية المطاف، وطنٌ يتسع لجميع أبنائه، بلا وصاية ولا تبعية ولا إقصاء.

فانصروا العراق.

17 / 12 / 2025



#غالب_العاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان اومرك بمناسبة 77 عاما على صدور الالعلان العالمي لحقوق ا ...
- خاطرة في الطريق،، تأملات في العولمة…!
- خيمة السلام في حفظ البشرية
- رسالة مفتوحة إلى مؤتمر القمة العربي/ الإسلامي
- بيان بشأن الاعتقالات التعسفية
- نداء من منظمة أومرك
- نداء من منظمة اومرك بشان سياسةاللجوء الجديدة في الاتحاد الأو ...
- حين يخون الاتحاد الأوروبي
- نداء عاجل الى الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان
- نحو تحقيق جوهر أخلاق عصر النهضة
- نداء ومناشدة
- مناداة صادقة..العالم..إلى أين؟
- تصريح صحفي حول موضوع رواتب المواطنين في الإقليم
- حصار غزة
- اوقفوا سياسة معاداة الانسان
- السيد أولوف شولتز. رئيس مجلس الوزراء الألماني المحترم...
- خاطرة كلمة الرئيس اللبنانى
- هل ممكن محاربة الفساد باجهزة فاسدة؟؟
- رسالة مفتوحة الى ابناء وبنات ثورة تشرين الباسلة…
- الولادة العسيرة في مهبات العواصف ومطبات الاعاصير..المعادية.


المزيد.....




- كيف ينتهي المطاف بحقيبتك المفقودة للعرض للبيع في ألاباما؟
- الجزائر.. مسار حركة -ماك- من -الربيع الأسود- إلى إعلان الاست ...
- فرنسا: مزارعون غاضبون يغلقون طرقات وسكك حديد في عدة مدن لإجب ...
- بقرار من سموتريتش.. تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة في قلنديا با ...
- قوات الاحتلال تمنع الصحفيين من تغطية عمليات الهدم في رافات
- تحذير أممي من تزايد خطر الموت في غزة بسبب البرد
- هذا ما كشفته التحقيقات بشأن هجوم شاطئ بوندي بسيدني
- موسكو ترفض هدنة مؤقتة مع أوكرانيا وتعارض وجود قوات لحفظ السل ...
- تقرير: واشنطن تدرس خطة لتخفيض قوتها العسكرية في الشرق الأوسط ...
- رائحة غريبة.. تقود رجلًا الى إكتشاف ثعبان تحت غطاء محرك سيار ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - غالب العاني - العراق إلى أين؟ بين مشروع التحرير ومشروع الهيمنة الولائية