أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين علوان حسين - اللغات محايدة الجنس النحوي والنظام الأبوي وأمومية اللغة العربية (1)















المزيد.....

اللغات محايدة الجنس النحوي والنظام الأبوي وأمومية اللغة العربية (1)


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 02:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مفهوم "الجنس النحوي" (The Grammatical Category of Gender)
الجنس النحوي هو نظام لغوي يصنف الأسماء إلى فئات (مذكر، مؤنث، محايد) ليؤثر هذا النظام على أدوات التعريف والصفات والضمائر، حتى لو لم يكن للاسم جنس بيولوجي. وهناك من يحاو له الزعم بأن اللغات التي تمتلك هذا النظام تكون مجتمعاتها "أكثر أبوية" لكون لغاتها تميز بين الذكر والانثى على أساس الجنس (المذكر هو الأصل والأنثى ليست كذلك، وبالتالي فهي مختلفة عن الذكر، أو هي على الأقل أدنى منه مرتبة لتبرير ظلمها واستغلالها والتمييز الإجتماعي ضدها). هذا الزعم ساذج وغير علمي البتة وتنفيه الوقائع الاجتماعية القائمة. لا توجد علاقة ترابط لازمة بين مدى أبوية المجتمعات وبين وجود أو عدم وجود الجنس النحوي في لغاتها. أولاً، هذا الزعم يخلط بين مفهوم "الجنس البشري" وبين مفهوم "النوع الإجتماعي" المختلف عنه تماماً. يُعرّف كتاب "اللغة والنوع الاجتماعي" لبينيلوبي إيكرت وسالي ماكونيل-جينيت (2003) مصطلحي الجنس البشري (sex) والنوع الاجتماعي (gender)، ويُبيّن الفروقات بينهما . يشير مصطلح الجنس إلى الاختلافات الجينية والجسدية والبيولوجية بين الإناث والذكور. بعبارة أخرى، يُمثّل الجنس الخصائص البيولوجية التي تُقسّم الناس إلى نوعين أساسيين : إما أنثى أو ذكر. من جهة أخرى، يُستخدم مصطلح النوع الاجتماعي للتمييز بين الجنس البيولوجي والنوع الاجتماعي كبنية اجتماعية حيث يُظهر النوع الاجتماعي الأدوار الاجتماعية المُهيكلة، ليُبيّن لنا الاختلافات الأساسية والهامة بين الرجال والنساء وفقًا لسلطتهم، وعلاقاتهم، وسلوكياتهم، وقيمهم، ومواقفهم، وخصائص شخصياتهم. ويشير مصطلح النوع الاجتماعي إلى المشاعر والقيم والاتجاهات التي تُنسب إلى الجنس البيولوجي للفرد من خلال الجوانب الثقافية. ويمكننا اعتبار النوع الاجتماعي هويةً مُلزمة تتطور وتتغير بمرور الوقت وتختلف من ثقافة إلى أخرى في جميع أنحاء العالم. ولا يقتصر النوع الاجتماعي على الاختلافات الاجتماعية بين النساء والرجال فحسب، بل يشمل أيضًا العلاقات بينهما. وبالتالي، يمكننا القول إن الجنس يعتمد على الطبيعة بينما يعتمد النوع الاجتماعي على الثقافة. فإذا ما اختارت البنى الثقافية للمجتمع (ومنها لغته) التمييز الجنسي بين أفراده نحوياً بالإستناد على الأختلاف الطبيعي الكائن بين الجنسين، فإن هذا التمييز لا يجوز عزله كمعيار مدلل على سواد المجتمع الأبوي. مثل هكذا تعميمات غير صحيحة وتتنافى مع وقائع التاريخ ولا الوضع البشري القائم، مثلما تتنافى مع الأسباب الاقتصاجتماسية الحقيقية الكامنة وراء نشوء ودوام وتغير المجتمع الأبوي (سأعود لهذا الموضوع).
وقبل الاستمرار بالوصف، ينبغي لي توضيح حقيقة أن الوضع الاجتماعي المرأة منذ 12000 إلى اليوم يمثل قمة الفشل الفاضح والمخزي للمجتمعات البشرية كافة في تحرير المرأة من أنواع الظلم الاجتماعي كافة التي رزحت تحت كاهلها طوال هذه الفترة، وذلك عبر الأعتراف بحقوقها الطبيعية المساوية للرجل والتي تتفوق عليه بميزة خلق الحياة التي تتفرد بها، مع ميزات كثيرة أخرى. كما أستطيع القول أن الظلم الاجتماعي اللاحق بالمرأة قد طال أكثر مما يجب وقد حان أوان تغييره جذرياً وبخطوات ثورية وجذرية متسارعة. ولكن هذا أمر مستحيل في ظل هيمنة دكتاتورية رأس المال التي تعتاش وتنتعش على تسليع المرأة والرجل والطفل. ولكون دكتاتورية رأس المال لا تستطيع ادامة نفسها إلا باستغلال البشر، نرى اجهزتها الاعلامية تعمل جاهدة لخداع المرأة بالإجراءات الرمزية الترقيعية (مثل تدشين ضمير الغائب الحيادي (hen) في السويدية) للدلالة على عدم وجود التمييز المدعى بين الجنسين؛ في حين أن التمييز الاقتصاجتماسي ضد المرأة ولمصلحة الرجل والطبقات المستغِلة في التوظيف والاجور والأدوار الاجتماعية قائم في كل مكان بضمنها السويد على قدم وساق. في علم اللغة يسمى هذا التلفيق الإلهائي المخادع بـ (red herring).
أمثلة مجتمعية معاصرة على استقلال استغلال المرأة والمجتمع الأبوي عن مفهوم "الجنس النحوي" في اللغة
يشير مصطلح "الحزام الأمومي في أفريقيا" إلى منطقة مهمة في جنوب وسط أفريقيا تمتد قطرياً من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، وتضم أجزاء من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأنغولا، وزامبيا، وملاوي، وموزمبيق، وناميبيا، والغابون، وتنزانيا، حيث يُتتبع النسب الاجتماعي والميراث تقليديًا من خلال خط الأم ( النسب الأمومي)، بدلاً من خط الأب، مع التركيز على النسب الأنثوي. وغالبًا ما يرتبط هذا الحزام بسواد الاقتصادات الزراعية والبستنة في تلك المنطقة، حيث جعل تفشي ذبابة التسي تسي (التي تسبب لسعتها النعاس ثم الموت) تربية الماشية من طرف الرجال الرعاة هناك مستحيلة، مما دعم الأدوار الإنتاجية للمرأة في الزراعة . صحيح أن هذه المجتمعات ليست "أمومية" بالمعنى الدقيق للكلمة (حكم النساء)، ولكنها أمومية النسب، مع التركيز على النسب الأنثوي والهياكل الاجتماعية. وفيها،غالباً ما تنتقل القرابة والميراث والملكية من الأم إلى الابنة أو من الخال إلى ابن الأخ. كما يرتبط هذا الحزام الأمومي بالناطقين بـمجموعات لغات البانتو . يُقدّر العدد الإجمالي للغات البانتوية بما بين 440 و680 لغة متميزة، وذلك تبعًا لتعريف "اللغة" مقابل "اللهجة" . ويُقدّر إجمالي عدد المتحدثين باللغات البانتوية بنحو 350 مليون نسمة في عام 2015 (ما يُعادل 30% تقريبًا من سكان أفريقيا أو 5% من سكان العالم ).
في كل اللغات البانتوية الكثيرة العدد، لا يتم التمييز بين المذكر والمؤنت في الضمائر والأسماء والأفعال. وهي تصنف ضمن اللغات محايدة الجنس النحوي. واللغة المحايدة الجنس النحوي هي لغة طبيعية أو مصطنعة لا تحتوي على تمييزات للجنس النحوي - أي لا توجد فئات تتطلب توافقاً صرفياً للجنس بين الأسماء والضمائر أو الصفات أو أدوات التعريف أو الأفعال المرتبطة بها.
هنا لدينا واقع اجتماعي معاصر قائم تتوافق فيه حيادية الجنس النحوي في اللغة مع الشكل النسبي السائد من النظام الاجتماعي الأمومي الممكِّن للمرأة. فهل هذا يعني أن كل المجتمعات الناطقة بلغات حيادية الجنس النحوي يعلو فيها كعب النظام الأمومي وينخفض فيها كعب الهيمنة الذكورية؟
الجواب: العكس هو الصحيح تماماً. هناك العديد من المجتمعات الناطقة بلغات حيادية الجنس النحوي، ولكنها القمة في التعسف الإجتماعي الأبوي ضد المرأة.
تشتمل اللغات المحايدة الجنس النحوي كذلك على جميع اللغات الكارتفيلية (بما فيها الجورجية)، وبعض اللغات الهندية الأوروبية (البنغالية ، والفارسية، والدارية في أفغانستان، والسورانية، والكردية، والأرمنية)، وجميع اللغات الأورالية (مثل المجرية، والفنلندية، والإستونية)، وجميع اللغات التركية الحديثة (مثل التركية ، والتتارية ، والكازاخية)، والصينية، واليابانية، والكورية، ومعظم اللغات الأسترونيزية (مثل اللغات البولينيزية)، وبعض لغات السكان الأصليين في الأمريكتين (مثل الشيروكي)، والفيتنامية .
هل يوجد مجتمع ذكوري أرهب من المجتمعات الايرانية والافغانية والكردية والبنغالية واليابانية ووو التي تنطق بلغات محايدة الجنس النحوي؟
ثم، حالياً، أيهما أبشع ذكورية: المجتمعات الإيرانية والأفغانية والكردية والبنغالية واليابانية التي تنطق بلغات محايدة الجنس النحوي، أم المجتمعات الفرنسية والإلمانية والايطالية الناطقة بلغات غير محايدة الجنس النحوي. الجواب واضح!
ومن المعروف تاريخياً أن اللغة الفارسية القديمة قد فقدت نظامها النحوي للجنس خلال فترة الانتقال من اللغة الفارسية القديمة إلى اللغة الفارسية الوسطى، وهي عملية حدثت بين حوالي 300 قبل الميلاد و200 ميلادي. وقتها، كانت اللغة الفارسية القديمة السائدة خلال الإمبراطورية الأخمينية تمتلك نظامًا كاملاً من ثلاثة أجناس نحوية: المذكر والمؤنث والمحايد. كما كانت تمتلك نظامًا إعرابيًا معقدًا، مع العديد من تصريفات الأسماء والضمائر، وهو أمر شائع في اللغات الهندوأوربية القديمة. خلال حكم السلالة السلوقية، ثم حكم الفرثيين (وهم شعب إيراني من آسيا الوسطى) الذي دام أربعمائة عام، شهدت اللغة تحولاً كبيراً نحو شكل تحليلي. وقد أدى هذا التحول إلى فقدان معظم تصريفات الحالات الإعرابية، وإلى التخلي التام عن فئة الجنس النحوي. حصل هذا التحول في قمة تغول المجتمع الذكوري الإيراني باستعباد طبقته الحاكمة للمرأة. ما هو الدافع لهذا التغير؟ إنه بالتأكيد ليس لتحرير المرأة؛ الدافع هنا لغوي: الاقتصاد في الجهد حسب قانون "الجهد الأقل" (The Law of the Least Effort) الفاعل المفعول لغوياً في كل زمكان، وهو الذي أنتج اللهجات العربية المعاصرة اللاغية تماماً لكل قواعد الإعراب للعربية الفصحى.

ما ذا يعني هذا التاريخ والواقع اللغوي القائم؟ إنه يجزم على نحوٍ قاطع بكون المجتمع الذكوري هو حقيقة اقتصاجتماسية وليست لغوية، البتة.

يتبع، لطفاً.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ والجبل
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (12)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (11)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (10)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (9)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (8)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (7)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (6)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (5)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (4)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (3)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (2)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)
- الحلم بالجمال السامي لدى الشاعرة ديلان تمّي: تعليق وترجمة
- -ألصابئون في القرآن الكريم- للأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللط ...
- عربة حكومة ولاية بَتّيخ
- ما قُربَ الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (2-2)
- ما قرب الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (1-2)
- إعلان وفاة
- الدرس الأول للعام الدراسي الجديد


المزيد.....




- مرشح أقصى اليمين يفوز بالرئاسة في تشيلي
- تحول -غير مسبوق- من أوكرانيا.. وتقدم في مفاوضات وقف الحرب
- مستشار خامنئي: إيران ستدعم حزب الله بحزم
- الكافيين يطارد المراهقين في موسم الامتحانات.. انتباه لحظي وم ...
- فيديو متداول لـ-احتفال مؤيدي الحكومة السورية- بهجوم تدمر.. ه ...
- وسط تقدم المفاوضات.. أوكرانيا تتخلى عن طموح الانضمام للناتو ...
- اكتشاف لوحة فسيفساء ضخمة شمال غربي دمشق أثناء أعمال زراعية
- مؤتمر الجزيرة للدراسات يدعو إلى رؤية أفريقية لتجاوز التبعية ...
- مصرع 14 شخصا في فيضانات مفاجئة بالمغرب
- أستراليا تكشف مفاجأة عن مطلقي النار في سيدني: أب وابنه


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسين علوان حسين - اللغات محايدة الجنس النحوي والنظام الأبوي وأمومية اللغة العربية (1)