أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - عربة حكومة ولاية بَتّيخ















المزيد.....

عربة حكومة ولاية بَتّيخ


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 22:14
المحور: الادب والفن
    


- مساء الخير، أستاذنا الجليل! جنابكم الكريم هو طبعاً هو دولة البغل الأسود قائد عربة الحكومة، أليس كذلك؟
- أجل، بالتأكيد! جناب حضرتنا هو: دولة البغل الأسود، قائد عربة حكومة ولاية بَتّيخ، على سن ورمح!
- تشرفنا، جناب دولة البغل الأسود. أنا الصحفي الذي طلبتم منه إجراء مقابلة تلفازية معكم لأغراض الدعاية للانتخابات القادمة.
- أهلاً ومرحباً. إسمع! لا يجب أبداً أن تجري معي المقابلة قبل أن يُتمَم صبغ شاربي وشعر رأسي الأشيبين، وارتداء بردعتي وغطاء حوافري، وهي المصنوعة لي في باريس خصيصاً لهذه المناسبة، وذلك من أفخر الخز اللّمّاع وجلد الغزال وزُغُب العَيدر.
- طبعاً، طبعاً، دولة البغل الأسود الجليل الجميل! هل يسمح لي جنابكم ببعض الأسئلة الكائنة خارج نطاق اللقاء كي نستطيع معاً فبركة توليفة عبقرية من الأجوبة الابداعية المقنعة بصدد نقاطها لقشامر ولاية بَتّيخ؟
- طبعاً، طبعاً! يُمكن أن تسأل عن كل شيء ما دام يبقى الموضوع خارج مندرجات المقابلة التلفازية!
- بارك الله بك، جناب دولة البغل الأسود. أول سؤال يخطر على بال الناس هو: ما هذه العربة المـُﭼَرْقَعة والمُطَعْطَعة والمُقَرْقَعة التي ما فتئتم تجرجرونها بالشافعات؟
- ألا تراها؟ أنها عربة حكومة ولاية بَتّيخ التي أقود، على سن ورمح!
- ما شاء الله! ولماذا هي مـُﭼَرْقَعة ومُطَعْطَعة ومُقَرْقَعة بهذا الشكل؟
- لأن كل براغيها السود سائبة وفَلَت ومرطوبة ومزنجرة وخائسة، مثلما ترى.
- ولماذا لا تقوم باستبدالها وبشدّها وظبّها وتضبيطها حسب الأصول؟
- لأن الإستبدال الشد والظب والتضبيط ليسوا من صلاحياتي!
- صلاحية مَنْ، إذاً ؟
- صلاحية أفراد عصابة أبو ناجي الخارجي: الشرقي والشمالي والجنوبي والغربي والبعيد.
- وكيف يمكن حسب رأيكم السديد الضحك على ذقون قشامر ولايتنا بصدد هذه النقطة تحديداً في سياق المقابلة التلفازية مع جناب دولتكم السامي؟
- هذا ليس شغالي أنا، بل هو شغلكم!
- صحيح! ستجيبني عن حال عربة الحكومة التي تقودها بالقول: إنها تمضي بتنفيذ وظائفها الحيوية على نحو مثالي مضبوط، مثل ضبط العقال العراقي والساعة السويسرية. مضبوطة مثل ماذا؟
- مثل ضبط العقال العراقي والساعة السويسرية.
- عليك نور!
- ولكن: ألا أستطيع أن أقول أنها مضبوطة مثل ضبط قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، أو مثل ضبط برنامج "لافندر" الإسرائيلي بالتعاون مع غوغل لتنفيذ الإبادات الجماعية الرقمية بسرعة البرق لأهالي غزة العُزَّل وبما يعادل 17 قنبلة نووية طوال سنتين، وذلك حسب قواعد الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتحضر الغربي، باعتبارنا بلداً ديمقراطياً للقشر؟
- قطعاً، لا! إلى متى تبقى بغلاً أسودَ، دولة الرئيس؟!
- أنا أسحب كلامي! حكومتي مضبوطة مثل ضبط العقال العراقي والساعة السويسرية.
- طيب. لماذا أرى ألواح الأخشاب المشكَّلة منها عربة حكومتكم وكل خشبة منها لا تشابه أختها، بل تنافرها؟ كيف تختارون أخشاب تشكيل عربة الحكومة؟
- نضع كل الأخشاب المرشحة لتشكيل عربة الحكومة في خزان ماء كبير فائر، ونتخيرّ منها الألواح التي تثبت قدرتها على الزلبطة والزعبطة والزقططة والخفة والحنقبازية في الطفو والسباحة فوق سطح الماء، فيما نستثني الألواح الثابتة والثقيلة الوزن.
- جميل! في المقابلة إياها، يجب عليك تقول بأن الألواح المصنوعة منها عربة الحكومة هي من كل بستان فاكهة، ويتم اختيارها كل واحدة منها لأريجها الفوّاح ولنضجها الضوّاع!
- ولماذا لا أقول أنها من الألواح القريبة إلى الله، والمتوضئة السواعد؟
- قطعاً، لا! إلى متى تبقى بغلاً أسودَ، دولة الرئيس؟! نحن نتكلم عن مجرد ألوح أخشاب أبعد ما تكون عن البشر الطبيعيين الأسوياء!
- أنا أسحب كلامي! الأخشاب المصنوعة منها عربة حكومتي هي من كل بستان فاكهة، ويتم اختيارها كل واحدة منها لأريجها الفوّاح ولنضجها الضوّاع.
- طيب. أرى أن غالبية البراغي السود المزنجرة لعربة حكومتكم رأسها علامة الناقص، والتي تجعلها الاهتزازات المتواصلة للعربة تتقلقل وتتراخى وتنفك بين حين وآخر. لماذا استبعدتم استخدام البراغي ذات علامة الزائد المشهود بقوتها في الشد عند تشكيلكم لعربة الحكومة؟
- أنا لا علاقة لي بهذا الأمر. براغي تشكيل العربة تختارها عصبات أبو ناجي الخارجي؛ وشعارها هو تمكين كل برغي من إنقاص قوى كِلية محله، حسب الأصول، وليس زيادتها.
- ومتى يقوم أبو ناجي الخارجي بتضبيط شد براغي عربة الحكومة؟
- فقط عندما يشتد عياط العربة، فتصل أسماعه للضالّين، وتوشك على التفكك!
- هذا يستوجب عدم التطرق مطلقاً في المقابلة لموضوع البراغي السوداء المزنجرة والخائسة أم الرأس الناقص في عربة حكومتكم.
- لماذا لا أقول بأن البراغي السوداء المزنجرة والخائسة لعربة الحكومة هي الرمز للعرس البنفسجي التاريخي لشعب ولاية بَتّيخ البَطل الشجاع؟
- قطعاً، لا! إلى متى تبقى بغلاً أسودَ، دولة الرئيس؟!
- أنا أسحب كلامي!
- طيب. أرى أن عدداً من براغي عربة الحكومة قد جرى تثبيته من تحت لفوق، بحيث أن نهاياتها المدببة ناتئة ونافذة فوق سطح العربة. ما سبب ذلك ؟
- لمنع الطارئين ممن لا نريدهم من التربّع بالجلوس على سطح عربة الحكومة.
- طيب. أرى بعض براغي العربة رطباً ومداخلها نتنة وخائسة، فلماذا ؟
- الطراوة مطلوبة لأغراض المناورة والمراوغة والمزاوغة، أليس كذلك؟
- عندما أسألك على نحو موارب عن هذا الموضوع، أجب بكونه إحدى تجليات تطبيقكم العبقري والدينامي لشعار: "لا تكن صلباً فتُكسر ولا ليّناً فتُعصر"؛ هل فهمت؟
- فهمت!
- أرى العربة منبعجة ومضروبة عدة ضربات من الأمام والخلف والجانبين والسقف، فلماذا؟
- لعدم وجود دروع التسليح الحافظة لها.
- لماذا؟
- لأن عصابة أبو ناجي البعيد منعتنا منعاً باتاً من تدريعها وتقويتها وتسليحها ضد الضربات الخارجية.
- وكيف نستطيع تبرير ذلك لقشامر ولاية بَتّيخ؟
- أقول لهم في المقابلة – بغية دغدغة مشاعرهم الدينية: إن حكومتي إنّما تطبق حكمة سيدنا المسيح - عليه أفضل الصلاة والسلام - القائلة: "من لطمك على خدك الأيمن فاعطه الخد الآخر أيضًا" في الدعوة لعدم مقاومة العنف بالعنف والتحلي بالصبر والمسامحة والرحمة والحب!
- قطعاً، لا! إلى متى تبقى بغلاً أسودَ، دولة الرئيس؟!
- أنا أسحب كلامي! ماذا أقول؟
- قُل: إن حكومتي البطلة المجاهدة قد أعدت خطة متكاملة وجبارة لم يشهد العالم كله مثيلاً لها قط لتدريع وتسليح عربة الحكومة بآخر مبتكرات تكنولوجيا منظومات التدريع والتسليح، وذلك بما يليق بالتاريخ المجيد لشعبنا الجبار؛ مفهوم، دولة رئيس حكومة ولاية بَتّيخ؟
- مفهوم، مفهوم.
- ولماذا عجلات عربة حكومتكم بدون دواليب مطاط تيسِّر دوران مسيرتها؟
- أنا أقول لك: كي تطرقع في مسيرتها، فيخاف منها الداني والقاصي!
- عندما أسألك عنها في المقابلة، قل أنك قد أوليت هذا الموضوع إهتماماً شخصياً خاصاً، وذلك حفاظاً منك على الهدوء وطمأنينة أبناء الشعب الأعزاء الأشاوس، وأن دولايب المطاط الميسِّرة لمسيرة عربة الحكومة قد تم شحنها بالفعل، وهي مصنَّعة من طرف أفخر المناشيء العالمية.
- ومن المعلوم أن ذاكرة القشامر قصيرة الأمد، وسرعان ما سينسون هذا الموضوع وغيره، مثل نسيانهم لمئات الوعود الكاذبة في الإنجاز للحكومات السابقة الفاشلة لولاية بَتّيخ، ولحكومتكم أنتم، بالطبع، دولة السيد الرئيس.
- وأنا أعترف - بيني وبينكم - بكل صراحة : إنَّ منصبي هذا هو أحسن المناصب في العالم: جاه ووجاهة وهيلمان وتلال من سبائك الذهب المصفّى، وأنا بغل فحسب، وكل ما عليَّ عمله هو مجرَّد دوام إدامة الضحك على ذقون المغفَّلين! تعيش دولة ولاية بَتّيخ، تا-
- تعيش، تعيش، تعيش!



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قُربَ الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (2-2)
- ما قرب الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (1-2)
- إعلان وفاة
- الدرس الأول للعام الدراسي الجديد
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (7-7)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (6)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (5)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (4)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (3)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (2)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (1)
- الموساد صوَّر أشرطة لترامب وهو يغتصب القاصرات
- استخدام الرياضيات في البحث الماركسي
- تاريخ الكومونات الاشتراكية (3)
- تاريخ الكومونات الاشتراكية (2)
- تاريخ الكومونات الإستراكية (1)
- الفنان التشكيلي الكبير رسول علوان حيدر في كتاب جديد
- إيضاحات بصدد الكومونة الاشتراكية
- الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية: النهج الماركسي
- أعلام عراقية شامخة: الأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللطيف علوان ...


المزيد.....




- -أنجز حرٌّ ما وعد-.. العهد في وجدان العربي القديم بين ميثاق ...
- إلغاء مهرجان الأفلام اليهودية في السويد بعد رفض دور العرض اس ...
- بعد فوزه بجائزتين مرموقتين.. فيلم -صوت هند رجب- مرشح للفوز ب ...
- حكمة الصين في وجه الصلف الأميركي.. ما الذي ينتظر آرثر سي شاع ...
- الأنثى البريئة
- هل يمكن للآلة أن تصبح مؤرخاً بديلاً عن الإنسان؟
- حلم مؤجل
- المثقف بين الصراع والعزلة.. قراءة نفسية اجتماعية في -متنزه ا ...
- أفلام قد ترفع معدل الذكاء.. كيف تدربك السينما على التفكير بع ...
- باسم خندقجي: كيف نكتب نصا أدبيا كونيا ضد الإستعمار الإسرائيل ...


المزيد.....

- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- پیپی أم الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - عربة حكومة ولاية بَتّيخ