حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 20:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
تمهيد
في العدد: 8416 - 2025 / 7 / 27 من الحوار المتمدن الأغر، نشر الرفيق العزيز الأستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم مقالته الموسومة: "الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية"، ونصها:
"نشر الرفيق والاستاذ العزيز د. حسين علوان حسين المحترم ترجمة لمقالة بعنوان
"الكومونات الاشتراكية ومناهضة الإمبريالية: النهج الماركسي"
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=878376
ولدي بعض التعليقات والاستفسارات بخصوص هذا المقال البالغ الاهمية. ولكن بسبب صعوبة تجزئتها او ارسالها في تعليق واحد, ولغرض تعميم الفائدة, ارتأيت نشرها في هذا المقال القصير!
-----------
الرفيق والاستاذ العزيز د. حسين علوان حسين المحترم
كل الشكر على ترجمة هذا المقال البالغ الاهمية لان الحديث عن الكومونات يؤسس, كما يبدو لي, منهجا ماركسيا ثوريا, وان كان ليس جديدا بالضرورة, وتقدميا في جعل التغيير يكون من القاعدة والبنى الانتاجية التحتية وليس كمبادرة فوقية بيروقراطية سيكتب لها الفشل في التحقق او, اذا نجحت, فانها لن تدوم طويلا بسبب انعزالها المميت عن جماهيرها. وهذا ما شاهدناه في جبهة الحزب الشيوعي مع البعث في سبعينات القرن الماضي بسبب اكراه الحزب الشيوعي على قصم عموده الفقري- الديموقراطي بتجميد منظماته الجماهيرية-وان كانت هي ليست كومونات بالتعريف الدارج.
ولدي بعض الاستفسارات والتعليقات:
1. لماذا لم يجر التطرق في المقالة الى كومونة باريس ما عدا بايجاز بالغ ( "وإن كان ناقصًا، في كومونة باريس") ومؤخرا "هي ما دفع ماركس إلى الاحتفاء بكومونة باريس باعتبارها شكلت "حكومة وطنية حقيقية", وايضا في الحاشية 48, رغم الدور الهائل, وان كان قصيرا في مدته, في اشعال جذوة الثورة والتحدي وكذلك في الدروس المستخلصة من هذه التجربة؟
2. هل سبق ان تشكلت كومونات مماثلة او بأي شكل كان في الاتحاد السوفيتي السابق او الدول الاشتراكية سابقا, هذا رغم ان الكولوخوز-السوفوخوز في الاتحاد السوفيتي ممكن اعتبارهما نوع من الكومونة الفلاحية ان صح التعبير؟
3. ما المانع وما هي العوائق بكافة اشكالها التي تحول الآن دون قيام كومونات ريفية او فلاحية, او خلافها, في بلد مثل العراق؟ هل الاسباب متعلقة بوعي المزارعين مثلا ام بمقاومة القوى الرجعية المالكة لزمام الامور؟ هل هنالك دراسات ميدانية بهذا الخصوص؟ ما هو موقف المكتب الفلاحي للحزب الشيوعي العراقي هنا؟ وهل له اصدارات او وثائق او دراسات لموضوعة الكومونة الفلاحية في العراق؟ واذا توفرت, فساكون شاكرا جدا ان تمت تسميتها والاشارة الى طرق الاطلاع عليها. وما هي شروط تحولها من كومونات حيادية (!) او اصلاحية الى كومونات مناهضة للامبريالية في العراق ونحن نعلم ان الوعي الجماعي بهذه الموضوعة مجرد وشكلي ولا يتجسد في افعال لخلق الوعي او لرفعه؟
4. الا تعتقد ايضا ان ربط الكومونات ببعضها البعض, في حال انشاءها في العراق, سيخدم الحركة الزراعية ويساهم مساهمة فعالة في تقويض طائفية او محاصصة العملية السياسية واستعادة السيادة الوطنية كما هو الحال في فنزويلا او البرازيل, وكأساس للاشتراكية في مشروع للتحرر الوطني كما ورد في مقالتكم
-ذهب ماركس إلى أبعد من ذلك من خلال تأييد للكومونة الريفية كأساس للاشتراكية في مشروع للتحرر الوطني-؟ او "الشيوعية الزراعية" بعرف روزا؟ وكيف يمكن انشاء هذه الشيوعية ضمن توجه نيوليبرالي على مستوى السلطة؟
5. هل الكومونات في "إل بانال عمالية ام فلاحية ام ابوابها مشروعة لكل المناهضين للامبريالية في كاراكاس؟
6. كيف يختلف مشروع الكومونات عن المشروع الفوضوي, جوميسكي او democracy today على سبيل المثال, في بناء الديموقراطية من تحت وعلى اساس لامركزي او غير بيروقراطي- وهو ما عارضه لينين او يعارضه جيجك الآن؟
7. اليس هنالك خلطا بين الفوضوية وما بعد الحداثة في المقالة بقولها
"والذي غالبًا ما يتأثر بنظريات الاستقلالية أو ما بعد الحداثة أو الفوضوية- في تجسيد عملية التحرر الوطني من الإمبريالية القابلة للتطبيق، أو قد يُدير ظهره للجهود القائمة"
8 - تذكر المقالة
-واحتفل (ماركس) بتمردات الهنود-!
ان سكان امريكا الاصليين ليسوا هنودا. وتسميتهم بالهنود كان لخطأ ارتكبه المستعمِر كريستوفر كولومبوس. كيف غابت هذه الحقيقة عن ماركس؟
9. تقول المقالة
-واحتفاءها (روزا) بالمقاومة التي حافظت عليها من مجتمعاتها "الشيوعية". فهل الشيوعية تعني الجماعية فقط سواء كانت مرتبطة بالعداء للامبريالية من عدمه؟
الجماعية ليست بالضرورة شيوعية وقد تكون نقيضها, "الآفات الرأسمالية", او الكيبوتسات!
10. لا استطيع ان افهم كيف ان نظام تشافيز الذي يتسم بتفشي الفساد, يكون "وفيًا لنهج ماركس الشامل" من خلال ميزاروس, ويدعي العداء للامبريالية رغم عداءه وقمعه للحزب الشيوعي الفنزويلي!
مع فائق تقديري واحترامي"
انتهى نص مقالة الرفيق الاستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم.
في حينها، كنت قد سبق لي وأن اتفقت مع الفنان والناقد الهمام الأستاذ: صلاح عباس – مدير تحرير مجلة "رواق التشكيل" التي تصدر عن جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ببغداد – على كتابة مقال عن مميزات الأعمال الفنية للرسام التشكيلي العراقي الراحل "رسول علوان حيدر" وترجمته للانجليزية، مع ترجمة خمس مقالات أخرى لنقاد وأساتيذ أفاضل عن حياة وفن الرسام المذكور وذلك في بحر أسبوعين بغية اصدارها معاً في كتاب فخم يطبع بعمّان باشراف الفنان الفوتوغرافي الكبير الأستاذ هيثم فتح الله.(هذا هو الموضوع لمقالي اللاحق بخصوص هذا الكتاب). وعليه، فقد كتبت تعليقاً سريعا هذا نصه:
تساؤلات ذكية ومهمة
2025 / 7 / 26 - 22:54
التحكم: الحوار المتمدن حسين علوان حسين
الرفيق العزيز والاستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم
تحية، وبعد
تساؤلاتكم مهمة وذكية، سأجيب عليها بالتفصيل في مقال لاحق ، وألتمس منكم بعض الوقت لإتمام ذلك لأنشغالي بالتزام سابق يجب علي تنفيذه.
فقط بخصوص الملاحظة 8 عن تمردات الهنود.
أنت أدرى مني بدقة ماركس. الاشارة هنا هي ليست لمن اسماهم الغرب بالهنود الحمر من السكان الأصليين للامريكتين، بل لهنود الهند ، وما اسماه ماركس بانتاج المجموعة القروية لانعزالي والمكتفي بذاته في الهند (والذي ما كان اقطاعياً ولا عبودياً) الذي دمرته بريطانيا بنشرها للسكك الحديد الرابطة بين القرى وباغراقها للسوق الهندية بأرخص انواع السلع المصنعة .
هناك دراسة فيتنامية ممتازة لهذا الموضوع، عنوانها:
Karl Marxs Studies on Indian Village Communities
متوفرة على الرابط:
https://en.vass.gov.vn/UserControls/News/pForm--print--.aspx?UrlListProcess=/noidung/tintuc/Lists/TinTucHoiNghiHoiThao&ListId=771497de-bb14-47c3-adf3-98ac4b9436e8&SiteId=37596567-bc8d-47de-878d-a9d5b872324b&ItemID=888&SiteRootID=c03d34ea-b745-420d-9d8f-2c23c271f280
فائق الحب والتقدير والاعتزاز
انتهى نص تعليقي.
وقد أدركت لاحقاً أنه كان من الأجدر بي الإحالة لنص ماركس بهذا الصدد بدلاً من المقال أعلاه لحسم هذا الموضوع.
وبودي أولاً التوضيح أن المجلة الإشتراكية الأمريكية المستقلة "المراجعة الشهرية" (Monthly Review) تعتبر واحدة من المراكز المهمة جداً للبحوث الماركسية المعاصرة في شتى الموضوعات المتاحة مجاناً وذلك على موقعها الألكتروني:
https://monthlyreview.org/
وهي مصدر لا يستغنى عنه للإطلاع على آخر البحوث المستجدة عن القضايا الماركسية من منظور عالمي متنوع ومن طرف شتى الباحثين الماركسيين من أوربا والامريكتين وآسيا وأستراليا وذلك وفق أصول البحث العلمي والتوثيق الأكاديمي. المشكلة هي أن المقالات المنشورة فيها غالباً ما تحيل القاريء إلى مجلدات الأعمال الكاملة لماركس وانجلز الصادرة باللغة الانجيزية ، والتي هي - وفق معلوماتي - غير متاحة لحد الآن في المكتبة العربية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن موضوعي المترجم بالعنوان المثبت في مقالة الرفيق العزيز الأستاذ الدكتور طلال الربيعي المحترم هو مقال واحد فقط ضمن محور متكامل لعديد المقالات عن موضوع الكومونة الاشتراكية والتطبيقات الاشتراكية الأخرى المشابهة - التي تجيب مندرجاتها على غالبية الاستفسارات الواردة في المقالة أعلاه. وقد ضم هذا المحور العناوين أدناه:
1. عدد خاص عن الكومونات في البناء الاشتراكي
بقلم كريس جيلبرت وشيرا باسكوال ماركينا
المقالة مستوحاة من المشروع الفنزويلي لبناء الاشتراكية عبر الكومونة ، يبحث هذا العدد الخاص في محاولات استخدام النماذج المجتمعية في المشاريع الاشتراكية في مجموعة من السياقات المختلفة ، وكذلك الأسس النظرية لمثل هذا المسعى. في مقدمتهما ، يجادل المحرران الضيوف كريس جيلبرت وشيرا باسكوال بأن موضوع الكومونات في البناء الاشتراكي يتيح فرصة مهمة للتفكير الماركسي.
2. تحالف الفلاحين العمال في الانتقال إلى الاشتراكية اليوم
بواسطة برابهات باتنايك و أوتسا باتنايك
ينظر الكاتبان في وجهات النظر التاريخية للعلاقة بين البروليتاريا والفلاحين خلال الانتقال الثوري إلى الاشتراكية والنضال ضد الإمبريالية. ففي حين اقترح مفكرون آخرون أنه يجب التخلص من التحالفات بين المجموعتين من أجل إكمال الثورة ، يقترح البانايكس إطارًا للتعاون الطوعي يستفيد منه الجميع.
3. ماركس والمجتمع الكوموني
بواسطة جون بيلامي فوستر
في هذه الدراسة الأصيلة، يصل جون بيلامي فوستر إلى قلب كتابات ماركس عن المجتمعات المجتمعية - وهو جانب من جوانب عمل ماركس الذي غالباً ما يتم تجاهله، على الرغم من أهميته للمشروع الاشتراكي. من خلال ربط دراسات ماركس للأنثروبولوجيا والتاريخ والإثنولوجيا ، يضيء فوستر مركزية المجموعة الطائفية على نقد ماركس الشامل للمجتمعات الطبقية.
4. رسم مسار مجتمعي بيئي: ما وراء صنم النمو
بواسطة بريان م. نابوليتانو
يعيد الكاتب النظر في مفهوم الإيحاء الذاتي المعمم ، الذي يُعرّف تقليديًا على نطاق واسع بأنه "الإدارة الذاتية" ، ووضعه في سياق مسار بيئي للاشتراكية. باستخدام هذا التوجه ، يوجّه نابوليتانو القارئ للنظر في إمكانات النهج الاجتماعي البيئوي لإصلاح الصدع الأيضي والسعي لتحقيق التنمية البشرية المستدامة.
5. الأرض والتعاون والاشتراكية
بقلم جواو بيدرو ستيديل، سييرا باسكوال ماركينا وكريس جيلبرت
يتأمل جواو بيدرو ستيديل - مؤسس الحركة العمالية البرازيلية التي لا تملك أرضاً - في جهود الحركة لبناء بديل اشتراكي من خلال احتلال الأراضي، والإنتاج التعاوني، والتعليم السياسي. ويسلط الضوء على أهمية النضال الجماعي وتعميق العلاقات مع الحركة المجتمعية في فنزويلا كجزء من مشروع أوسع لبناء مجتمع عادل وتضامني.
6. السلطة الشعبية في البرازيل: ما الذي يمكننا تعلمه من تاريخ السكان الأصليين والأفارقة والفلاحين للمقاومة الجماعية؟
بواسطة روبرتا تراباسديني
تكتب روبرتا تراباسديني: "للإخبارعن تاريخ المقاومة، نحن بحاجة إلى التحقيق في المناطق التي يعيش فيها الناس حياتهم اليومية". باستخدام كل من التحليل التاريخي والبيانات المعاصرة ، تكشف الكاتبة عن أهمية مجتمعات كويلومبولا البرازيلية كمواقع محلية للنضال ضد الاستعمار والرأسمالية والإمبريالية. وتجادل بأن هذه الكويلومبولات تكشف عن الإرث الثوري الذي لا يزال قائما بين أكثر الفئات تهميشا في المجتمع البرازيلي …
7. الزراعة في الاتحاد السوفياتي. التناقضات الاجتماعية الإيكولوجية في تطوير الزراعة الجماعية الاشتراكية: الاستفادة من تجارب الاتحاد السوفيتي والتاريخ المجري
بواسطة سالفاتوري إنجل دي ماورو
من خلال استكشاف مفصل لتأثيرات الزراعة الجماعية على التربة المحلية ، يشارك سالفاتوري إنجل دي ماورو في المسائل الرئيسية حول الماضي والحاضر للإنتاج الزراعي المشترك. سلطت هذه الأفكار الضوء ليس فقط على مشاريع محددة ، ولكن على اعتبارات مستقبلية للزراعة المجتمعية ، مؤطرة بالعلاقة الجدلية للطبيعة والمجتمع.
8. بناء البديل: جعل كل ساحة مزرعة، كل مرآب مصنع
جعل كل ساحة مزرعة وكل مرآب مصنع: نظرية وممارسة التعاون الجاكسوني
بواسطة كالي أكونو
يحدد الكاتب المشاريع والأهداف الجارية للتعاون الجماعي القائم على جاكسونية المسيسيبي. يعدد أكونو العديد من الطرق التي عمل بها التعاون الجاكسوني على تحسين الظروف المادية وبناء القوة المزدوجة لدعم الطبقات السوداء العاملة والفلاحين في منطقة دلتا نهر المسيسيبي.
9. الحوكمة والإنتاج المجتمعي في المناطق الريفية في الصين اليوم
بواسطة سيت تسوي ولاو كين تشي
يوضح الكاتبان تاريخ الكومونات الشعبية في الصين كما قيل من خلال عدسة ثلاث قرى ريفية في الوقت الحاضر. في هذه القرى، تلاحظ آثار تفكيك المشروع الكوموني وتناقص الملكية الجماعية وإدارة الأراضي ، مع الاستنتاج بأن العودة إلى الجماعية أمر حيوي للمضي قدمًا في المشروع الاشتراكي.
10. داخل كومونة الشعب: تقرير من تشلينغ
بواسطة تشو لي وتيان كيه يون
"داخل كومونة الشعب" هو عنوان كتاب صغير صدر عام 1974 يوثق الحياة في الكومونة المتقلبة ، وهو أحد أقدم الكتب الصادرة في الصين الثورية عن تجربة كوموناتها. يستكشف النص تنظيم البلدية والتحديات والإنجازات والطابع الجماهيري. وقد استلهم هوغو تشافيز في وقت لاحق من مندرجات هذا الكتاب، مستشهدا به عند إطلاقه المشروع المشترك لفنزويلا. واليوم، لا يزال هذا الكتاب بمثابة أداة تربوية للمجتمعات الفنزويلية التي تعمل على بناء نظام موحد للحكم الذاتي الاشتراكي.
يتبع، لطفاً.
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟