أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (6)















المزيد.....

عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (6)


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 00:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أواصل تحليل ونقد نص مقالة المهندس الكيمياوي عبد الحسين سلمان عاتي المعنونة: "مذبحة الترجمة مرة أخرى" المتضمنة ما يقول أنها ترجمته الخاصة من الفرنسية للعربية لكِتاب: "التاريخ الخفي للاسلام" لخدم الفاتيكان، كل من :الفرنسي خريج مدرسة إدارة أعمال أودون لافونتين الأمي بالفباء التاريخ وباللغة العربية، وعرّابه القس الكاثوليكي الفرنسي إدوار ماري صاحب أطروحة الدكتوراه التي يقتبس لافونين منها، والمشرف على تلك الأطروحة رولان مينرات، رئيس أساقفة ديجون وعضو مجمع العقيدة والإيمان للفاتيكان. تنص المقالة على:


"إلا أن المنهج العلمي، وهو جوهر منهجنا التاريخي النقدي، يتطلب إعادة التقييم هذه. جوهريًا، يجب أن نبدأ من الصفر، ونبحث في تاريخ محمد من خلال مراجعة شاملة لجميع الشهادات، بما في ذلك المصادر غير الإسلامية، ووضعها في سياقها التاريخي الفعلي. هذا يستلزم فحصًا نقديًا دقيقًا للمصادر الإسلامية (... ) سنة ميلاده غير مؤكدة، ويُرجّح أنها كانت في أواخر القرن السادس الميلادي، بين قريش الذين استقروا في منطقة اللاذقية بسوريا. "

انتهى النص المقتبس.

السؤال هو: ما دامت "المهمة" المكلف بها خادم الفاتيكان هذا حسب إعترافه في إعادة تقييم تاريخ محمد تتطلب بالضبط وبالتحديد – حسب نص قوله – "مراجعة شاملة لجميع الشهادات، بما في ذلك المصادر غير الإسلامية، ووضعها في سياقها التاريخي الفعلي"، فلماذا تستلزم "المصادر الإسلامية" فقط عملية المراجعة الشاملة دون غيرها من الشهادات التاريخية، مثلما يؤكده النص أعلاه؟
إذا كان "المنهج التاريخي النقدي" (إقرأ: منهج تزييف التاريخ!) يتطلب "المراجعة الشاملة لجميع الشهادات التاريخية"، فإنه من الأولى لمن يريد أن يضطلع بهذه المهمة أن يقوم بـ "المراجعة الشاملة" لأصالة ودقة وحياد كل الأدلة التاريخية المتوفرة التي يستعين بها. ولما كان خادم الفاتيكان هذا يلغي حيادية وصحة المصادر الإسلامية بجره قلم بفرية كونها صادرة من بلاد المسلمين المتحيزين للإسلام، فلماذا لا يطبق نفس هذا المنهج التشكيكي على مصادره المسيحية المعروفة بمناوئتها للإسلام؟ لماذا يعتبر المصادر المسيحية فقط هي الصحيحة والموثوقة والمعتمدة، في حين أنه يبيد كل المصادر التاريخية العربية المباشرة لتاريخ محمد؟
هل يجوز أن يسمح أي مؤرخ علمي وموضوعي لنفسه أن يكتب تاريخ الفاتيكان - مثلاً - بالاعتماد على المصادر الإسلامية عنه فقط، فيستبعد المصادر المسيحية بفرية "كونها غير حيادية" ؟ ثم، من أين مَنَحَ خادم الفاتيكان هذا لنفسه ولمصادره التاريخية "المخربطة، مثلما سأبين" حق "الفيتو" على مصداقية الأدلة التاريخية الاسلامية المباشرة عن تاريخ محمد ؟ لماذا كل هذا الكيل المفضوح بمكيالين، ومن ثم الافتراء بادعاء "علمية المنهج" المتَّبع؟ هل أن عملية "إعادة كتابة التاريخ" خاضعة لحق النقض (الفيتو) من طرف المصادر غير الإسلامية ضد المصادر الاسلامية الراسخة والتي لا يمكن نفيها، مثلما تخضع قرارات مجلس الأمن الدولي المثبتة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير لفيتو حكام الامبريالية الصهيوغربية المبيدة للشعوب: أمريكا والكيان الصهيوني؟ كيف يحق لأي مؤرخ تقسيم أدلة التاريخ تحكما بأمر الفاتيكان إلى أدلة مسيحية موثوقة، إزاء أدلة إسلامية غير موثوقة؟ هل كتابة التاريخ خاضعة هي الأخرى للتمييز العنصري-الديني؟ سأعود لاحقاً لهذا الموضوع.

ثم يقول خادم الفاتيكان هذا عن محمد: "سنة ميلاده غير مؤكدة، ويُرجّح أنها كانت في أواخر القرن السادس الميلادي ..."

طيب، لنضع جانباً تثبيت المؤرخ أحمد بن إسحق وغيره – بسند متصل صحيح – أن محمداً قد ولد في عام الفيل (12 ربيع الأول، 5 مايس 570م.) وفي يوم الاثنين تحديداً الذي أخبر محمد أصحابه أنه يصوم فيه لكونه يوم مولده وبعثته، ونسأل هل أن دول شعوب العالم في القرن السادس والسابع الميلاديين – مثل اليوم – كانت تُجري التعدادات العامة لسكانها وتمسك سجلات النفوس بأسماء وتواريخ ميلاد كل مواطنيها حتي يحتج خادم الفاتيكان هذا على محمد بكون "سنة ميلاده غير مؤكدة"؟ ما دامت هذه هي اشتراطاته التحكمية، فلماذا لا يحتج خادم الفاتيكان هذا على كون كل بابوات الفاتيكان طوال سبعة قرون، من أولهم بطرس (حوالي سنة 30م) إلى البابا رقم 75 سانت مارتن (دامت بابويته من 649-655م) سنوات ميلادهم غير مؤكدة، حتى من عاصر منهم محمداً؟
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_popes

المؤرخ المنصف وغير المُغرض (المُغرض يدمغه غرضه) لا يُرحِّل معايير اليوم الى الماضي ويطبق اسقاطاتها عليه؛ ولا يفتعل على هواه اشتراطاته التحكمية غير الواقعية على وقائع التاريخ؛ فإن فعل ذلك فإنه يثبت للعالم لاواقعيته وعدم كفاءته للمهمة التي يتصدى لها لعدم فهمه لحقيقة أن كل حقائق التاريخ هي - بطبيعتها، مثلما أوضحت سابقاً - ناقصة إلى هذا الحد أو ذاك.
كيف يُقارب المؤرخ العلمي الحيادي موضوع سنة ميلاد محمد، وكل تفصيل تاريخي آخر؟ الجواب: إنه يحرص كل الحرص على ايراد كل الروايات الواردة عنها بلا استثناء ومن دون استبعاد تحكمي، ثم – إن اختار أن يرجِّح أحداها على غيرها - فإنه يسبب علمياً ومنطقياً دواعي هذا الترجيح، أو يترك للمتلقي خيار تفضيل ما يراه مناسباً أو معقولاً عنده. يلتزم ويتَّبع المؤرخ هذا المنهج دوماً لإثبات حرصه العلمي على عدم استبدال وقائع التاريخ بتخميناته وتخيلاته الشخصية كي لا يدمغ بتزييف التاريخ. هكذا يكتب المؤرخون العلميون وقائع التاريخ بكل حيادية وتجرد واحترام لشرف الكلمة.
نأتي الآن إلى جملة: وُلِد محمد: " بين قريش الذين استقروا في منطقة اللاذقية بسوريا "!
هاهاها!
هاي خوش نكته! قويةّ! كلش وكلشون!
كانت المرحومة "باتريشيا كرون" – التي درَّسها أبو ناجي في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، بجامعة لندن، التي من مهامها تخريج الجواسيس لبريطانيا مثلما بينت سابقاً – قد تفضلت في زمانها على البشرية بتزييف حقائق التاريخ، فـ "أعطت مكة وأهلها قريش طرّة قوية كلش كلش، شالتها من مكانها في جنوب غرب الحجاز، وحطَّتها – بعد عيني – على البتراء بالإردن؛ مو هوايا بعيد، بس 1300 كم"! ثم جاء هرقل الجبار أودون لافونتين فدفع مكة وقريش دفعة ثانية مال ييزي قهر، فاستقرت مثل الريشة بأنطاكيا على مبعدة 1,681.37 كم من مكانها الحالي، وبس. هاي وينها، هنا: شمرة عصا"!
ولازم بابا ترامب بالفاتِكان هذا الجديد دا يدرِّب هسّا فرد واحد بهلوان جديد يدفع مكة دفعة ثالثة امبريالية أبدية حتى تحط - من كل ولازم - بلاس فيغاس أو بتكساس ! الإمبريالية كشّي تقدر تسوي! ألم يضحكوا على العالم أجمع بفرية النزول على القمر عام 1969، وأخرجوا لنا السماء فوق القمر سوداء بلا أنجم؟ حتى النجوم معرَّضة للابادات الجماعية في شرائط هوليوود الامبريالية!
Might is right!
بلابوش دنيا!

السؤال الآن هو: لماذا يجب "شيل مكة وقريش" من جنوب الحجاز "وحطهم" بأنطاكيا شمال سوريا؟
الجواب: حتى تصبح مكة وقريش قريبتين جداً من بابوات القسطنطينية والفاتيكان، فيتولى هؤلاء "دَز" طارش منهم يعلِّم محمد الإسلام على الطريقة اليهودية النصرانية، كما يدجّلون!

عود لويش البابوات ما يعلّمون محمد المسيحية فقط وينقلبون تالي ما تالي إلى يهود نصرانيين؟!

فتَّش عن "الديانة الابراهيمية" الجديدة التي صاروا بها اليوم يبشرون!

لا يعلم الفاتيكان ولا خادمه أودون لافونتين هذا أن أفكار التوحيد والإله المخلِّص والبعث والثواب والعقاب والحج والصلاة والزكاة وغيرها كلها كانت معلومات عامة (common knowledge) عرفتها كل شعوب الشرق الأدنى القديم على الأقل منذ 2000 ق.م.؛ وأن لا الديانة اليهودية ولا النصرانية كان لديها أي شيء جديد من عندها كي تعطيه لغيرها من شعوب الشرق الأدنى في زمن محمد. كل التعاليم المبدأية لهما مستعارة أساساً من الحضارات القديمة لوادي الرافدين والنيل والفينيقيين والكنعانيين وغيرهم من الأقوام الأقدم في المنطقة، وفاقد الشيء لا يعطيه – حتى وإن صنَّعت ماكنة كهنة الفاتيكان اليوم جماعة دينية خرافية أسموها: "اليهود النصرانيين" كي يقلبوا أمة محمد إلى: "يهونصرامسلمين"!
هذا هو موضوع الحلقة القادمة.

يتبع، لطفاً.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (5)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (4)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (3)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (2)
- عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)
- الحلم بالجمال السامي لدى الشاعرة ديلان تمّي: تعليق وترجمة
- -ألصابئون في القرآن الكريم- للأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللط ...
- عربة حكومة ولاية بَتّيخ
- ما قُربَ الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (2-2)
- ما قرب الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (1-2)
- إعلان وفاة
- الدرس الأول للعام الدراسي الجديد
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (7-7)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (6)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (5)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (4)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (3)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (2)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (1)
- الموساد صوَّر أشرطة لترامب وهو يغتصب القاصرات


المزيد.....




- فلسطين: صناديق عربية وإسلامية تدعم مشاريع تنموية بنحو 72 ملي ...
- ترامب يضيق الخناق على -تنظيم الإخوان-.. هل تتبعه أوروبا؟
- فلسطين: صناديق عربية وإسلامية تدعم مشاريع تنموية بنحو 72 ملي ...
- رابطة الدفاع اليهودي.. منظمة وُلدت من رحم التطرف
- الأحزاب العربية في إسرائيل غاضبة لتلميح نتنياهو بحظر الحركة ...
- الإخوان في عمق المجتمع الأميركي.. شبكات نفوذ تمتد لـ6 عقود
- اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس تلتقي كهنة محافظة رام الله وال ...
- في أول جولة خارجية له.. بابا الفاتيكان يزور تركيا ولبنان
- الأحزاب العربية غاضبة لتلميح نتنياهو بحظر الحركة الإسلامية
- البرهان و-فزاعة الإخوان-.. هل يتحدى خط ترامب الأحمر؟


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (6)