أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)















المزيد.....


عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 13:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تثبت وقائع التاريخ الموثقة وغير القابلة لأدنى ذرة من الشك أن نظام التنافس الرأسمالي بين القوى الإمبريالية طوال القرون الخمسة الماضية قد أفضى إلى التطبيق الممنهج والمستدام لعمليات القتل الجماعي لشعوب الامريكتين وآسيا وأفريقيا من خلال شن العدوانات الامبريالية المسلحة والمتواصلة لغزو الأراضي البلدان الضعيفة للاستحواذ على ثرواتها الطبيعية، وتوسيع ميادين هيمنتها الاقليمية. وكان – وما يزال – في صلب سياستها ارتكاب الإبادات الجماعية المتعمدة لشعوب البلدان المقهورة عبر تطبيق ستراتيجيات قطع رؤوس الأطفال والنساء والرجال العزل عن بُعد وذلك على نحو مباشر أو بالنيابة، مع إقامة معسكرات الاعتقال والتجويع والتهجير القسري والتطهير العرقي وتدمير أسلوب حياة الشعوب الأصلية وثقافاتها. ولقد اشتملت فترة الاستعمار الأوروبي في أمريكا الشمالية والجنوبية على اقتراف جرائم إبادات جماعية مروّعة سببت انخفاضاً كارثياً في أعداد السكان الأصليين في القارتين المذكورتين، بلغت حد أبادة 90% منهم في بعض المناطق. ومعروفة هي فظائع ألمانيا القيصرية والنازية التي ابادت شعبي هيريرو وناما في ناميبيا والشيوعيين واليهود الأوربيين، والابادات البريطانية للسكان الأصليين في ايرلندا وتسمانيا والهند والصين وميانمار، والإبادات الجماعية البلجيكية في الكونغو،وإبادة الامبريالية الأمريكية لشعب اليوكي في كاليفورنيا مع مطلع القرن العشرين، ومن بعدها في هيروشيما وناغازاكي، والابادات الصهيونية-الغربية المتوصلة منذ عام 1946 لليوم للشعب الفلسطيني وتهجيره، وآخرها حرب إبادة شعب غزة المتواصلة منذ اكثر من سنتين والتي أسفرت عن قتل وجرح مايزيد على ربع مليون من سكانها العزل، وذلك بالأشتراك المباشر مع خمسين دولة أخرى بضمنها إدارة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وبلجيكا وقبرص وبولونيا وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا والإمارات والسعودية والأردن ومصر...
حبل الإبادات الجماعية الامبريالية على الجرّار...
ومن أهم خصائص الإبادات الجماعية الإمبريالية - علاوة على التوسع الإقليمي ونهب الموارد - هو التدمير الثقافي والديني بغية القضاء الممنهج على أسلوب حياة الشعوب الأصلية بترويج فرية "اتباع مسيرة التقدم واللحاق بركب الحضارة والتنمية والأخذ بأسباب العلوم". لا تكتفي إمبريالية الغرب بتدمير الحضارات العريقة وأبادة شعوبها، بل وتتدخل لتكتب هي تاريخهم على هواها، على قاعدة: المنتصرون هم الذين يكتبون التاريخ، في حين أن الجناة يختلقون الخرافات لتبرير جرائمهم، مثل فرية امتلاك أسلحة الدمار الشامل لتبرير حصار ومن ثم احتلال العراق عام 2003، وفرسة الاتجار بالمخدرات (التي تمارسها صراحة السي آي أي منذ نصف قرن) لتبرير التآمر الجاري من طرف أذرع الشر للبيت الأبيض الأمريكي على قدم وساق لابادة الاشتراكيين وحكومة مادورو المنتخبة شرعياً في فنزويلا .
وبقدر تعلق الأمر بتاريخ الإسلام، فقد خططت الدوائر الإمبريالية البريطانية والفرنسية والألمانية – ومن بعدها الأمريكية – مع المشاركة الفعالة للفاتيكان منذ القرن الثامن عشر إلى اليوم وحتى المستقبل لإبادة تاريخ العرب والإسلام وثقافات الشعوب المسلمة على نحو ممنهج ومدفوع الثمن عبر تجنيد ثلة من التحريفيين الكذابين على طول الخط لفبركة تاريخ جديد كاذب للعرب وللمسلمين يتم تفصيله وفق مقاسات الآيديولوجيا المسيحية الصهيونية المهيمنه اليوم على مقدرات بلدان حلف الإبادات الجماعية للناتو. ومثلما تم ويتم ترتيب الإبادات الجماعية لثوار العالم في كل مكان ومحاصرتهم وتجويعهم (جرائم الابادات الجماعية ضد الشيوعيين في قارات العالم أجمع منذ بداية القرن العشرين حتى اليوم فيما يًعرف بالإرهاب الأبيض الذي تزامنت معه حملة ايديولوجية مسعورة لتشويه الماركسية بالأكاذيب)، فإن الهجمة الصهيوأمبريالية ضد تاريخ العرب والإسلام تستخدم سلاحها التقليدي: الإبادات الجماعية لكل مصادر التاريخ المعتبرة، المتواترة، الموثقة، والمعترف بها عالمياً وذلك على نحو غير نزيه علمياً وبمكر سيء مكشوف، بغية الإلغاء التام والممنهج للتاريخ الحقيقي الراسخ باستبداله بتاريخ مفبرك مسخ يكتبه على هواهم أعداء العلم والحقائق التاريخية من خريجي مدرسة لندن للدراسات الشرقية والأفريقية (ٍSOAS) وشركائها. أسست الدولة البريطانية بشخص ملكها جورج الخامس هذه المدرسة في خضم الحرب العالمية الأولى عام 1916 كأداة لتعزيز الوجود السياسي والتجاري والعسكري لبريطانيا في آسيا وأفريقيا وذلك من خلال توفير التعليم للمسؤولين الاستعماريين (الخدمة الاستعمارية والخدمة المدنية الإمبراطورية)، والمديرين التجاريين والضباط العسكريين، وكذلك للمبشرين والأطباء والمعلمين، وذلك بلغة كل بلد من آسيا أو أفريقيا يتم تعيين كل منهم فيه. وسرعان ما أصبحت هذه المدرسة جزءًا لا يتجزأ من تدريب الإداريين البريطانيين والمسؤولين الاستعماريين والجواسيس للمناصب الخارجية في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية؛ وقد أُضيفت "أفريقيا" إلى اسم المدرسة عام 1938. كما دشنت هذه المدرسة – بالتعاون مع من يتوائم معها من الجامعات الفرنسية والأمريكية والألمانية المجندة في خدمة الامبريالية ما يعرف بـلعبة "تحريف علم التاريخ" عبر الإنكار التام للسجل التاريخي الراسخ برمته، وبضمنه الإنكار لصحة الوثائق التاريخية والأماكن والأزمان والتلاعب بالبيانات التاريخية للوصول إلى الاستنتاجات المحددة مسبقًا والتي تدعم الأهدافً السياسية لهياكل السلطة الصهيوأمبريالية على العالم الإسلامي. كما وتعمد مدرسة تحريف التاريخ هذه إلى تدمير وتغيير مواقع التراث الثقافي عبر الإبادات الجماعية الممنهجة للحقائق التاريخية للجماعات المستهدفة، واستبدالها بالافتراءات والأكاذيب المفضوحة والممجوجة، وبيع كل هذا ضمن إطار "العلم" و"الموضوعية" و "النزاهة" و"النقد"، رغم أن كل هؤلاء التحريفيين وأسيادهم هم أعدى أعداء العلم والموضوعية والنزاهة والنقد العلمي الحقيقي. مباديء الموضوعية والعلم والنزاهة ترفض أول ما ترفض إلغاء مدونات التاريخ القديم لشعوب العالم تحكماُ ولأغراض مبيتة دنيئة واضحة وضوح الشمس، ألا وهي خدمة الآيديولوجيا المسيحية الصهيونية الامبريالية. مثل هذه التسلكات هي ليست فقط معادية العلم وللموضوعية وللنزاهة، بل هي عدوان آثم بحق كنوز حضارات شعوب العالم، كائناً ما كانت تبريراته التلفيقية؛ والتي هي بالضبط الوجه الآخر لتبرير احتلال العراق وتدميرة وابادة شعبة وتهجيره وتحويله إلى دولة فاشلة بفرية امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل. وأول وأهم هدف لها في هذا هو عصر الدعوة المحمدية وعصر صدر الإسلام والأموي، وخصوصاً شخص الرسول محمد بن عبد الله والقرآن.
ويعتبر المهندس "عبد الحسين سلمان عاتي" هو المروّج الأبرز في مقالاته لمدرسة تحريف تاريخ العرب والإسلام على موقع الحوار المتمدن . حيث سبق له أن روَّج - بلا ذرة من النقد الذي يتباهى باعتماده محرفو التاريخ هؤلاء - للكذبة المفضوحة التي فبركها التحريفي الصهيوني توم هولند من المدرسة أعلاه بكون المسلمين قد استعاروا شعيرة الصلوات الخمس وقصة الإسراء والمعراج من الديانة الزرادشتية، فقمت بإثبات بالأدلة القاطعة والموثقة بأن العكس هو الصحيح: الديانة الزرادشتية هي التي أخذت الصلوات الخمس وقصة الاسراء والمعراج ومناجاة موسى لربه ووو من الإسلام وذلك بعد الفتوحات في عهد الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين. يُراجع، لُطفاً، رابط مقالتَي بهذا الصدد:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=857654
و:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=857884
في مقاله الموسوم " مذبحة الترجمة مرة أخرى" (الكاتب ولوع بـ "المذابح") المنشور في محور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني، للعدد 8516 - 2025 / 11 /4 من الحوار المتمدن الأغر، نشر المهندس عبد الحسين سلمان عاتي ما يقول أنها ترجمته الخاصة من الفرنسية للعربية لكتاب "التاريخ الخفي للاسلام" للفرنسي أودون لافونتين. وأودون لافونتين هذا هو خريج مدرسة إدارة أعمال، ومدوِّن لا يتقن العربية، وليس باحثاً أكاديمياً أبداً، وهو – مثل مترجمه المهندس عبد الحسين سلمان عاتي - لا اختصاص له بالتاريخ ولا بعلم اللغة. كما أنه فاقد كلياً للمؤهلات التخصصية اللازمة لتحليل الأديان. وفوق كل هذا وذاك، فهو مشهور بكونه معادياً شرساً للإسلام وللمسلمين، ومنتحلاً مفضوحاً لأبحاث الغير، مثل انتحاله لمؤلفات الباحث الايراني: محمد علي أمير معزي، ولإطروحة الدكتوراه التلفيقية للقس الكاثوليكي الفرنسي إدوار ماري غاليز. المصدر:
https://fr.quora.com/Que-pensez-vous-du-livre-Le-Grand-Secret-de-lIslam
ولكن من هو القس الموما إليه أعلاه؟
إنه العضو في الجماعة المسيحية (جماعة القديس يوحنّا) التي خضعت عضويتها لتدقيق البابا فرنسيس بنفسه. وقد نشر أطروحته للدكتوراه في دار نشر يمينية متطرفة، وهي مليئة بالتلفيقات والخزعبلات مثل اختراعة من جيب جبته الكنسية لفرقة: "اليهود النصارى" التي أسست الإسلام، والتي يشبه اختلاقها نكتة: "المسلم الكاثوليكي" (سأعود لهذا الموضوع). المصدر:
https://fr.wikipedia.org/wiki/Discussion:Zayd_ibn_Th%C3%A2bit
والأطروحة أعلاه أشرف عليها رجل الدين الكاثوليكي رولان مينرات، رئيس أساقفة ديجون من عام 2004 إلى عام 2022 ! وهو الذي شغل قبلها منصب السكرتير ثم مراقب الحسابات في السفارة البابوية في برازيليا ( البرازيل ) وبون ( ألمانيا ) من عام ١٩٨٠ إلى عام ١٩٨٥. ثم أصبح مسؤولًا في مجلس الشؤون العامة للكنيسة في الفاتيكان من عام ١٩٨٥ إلى عام ١٩٨٨. وهو عضو اللجنة العقائدية في مؤتمر أساقفة فرنسا منذا عام 2008، وأصبح من بعدها السكرتير خاص لسينودس أساقفة الفاتيكان، وعضوًا في اللجنة اللاهوتية الدولية للفاتيكان .أما بالنسبة للكرسي الرسولي، فقد تم تعيينه عام 2015 عضوًا في مجمع العقيدة والإيمان للفاتيكان من قبل البابا فرانسيس.
ما شاء الله! علماء! موضوعيون! حياديون! نزهاء! البابا ليو الرابع عشر الحالي إتصل هاتفياً من الفاتيكان بأخية الأكبر في أمريكا قبل يوم موعد الإنتخابات البابوية ليبشره بأنه سيصبح بابا الفاتيكان القادم بأمر المجرم المدان والمخبول ترامب الذي هدد بوقف التحويلات المالية الأمريكية للفاتيكان إن لم يتم اختيار هذا الأمريكي لذاك المنصب! ليس هذا فحسب، بل ولقد سأل أخاه عن الإسم المناسب له باعتباره البابا القادم للفاتيكان!
المصادر:
https://fr.wikipedia.org/wiki/Roland_Minnerath
https://nypost.com/2025/05/08/world-news/pope-leo-xiv-gave-hint-he-could-be-next-pontiff-the-night-before-conclave-and-he-ignored-his-big-brothers-advic https://www.tyla.com/news/pope-leo-conclave-brother-interview-263157-20250509e/
تاريخ الإسلام بات يكتبه للمسلمين ولتاريخ البشرية ذيول أساقفة بابوات الفاتيكان! علماء، يقول المدجِّلون! نقد علمي نزيه، يفترون! سنكشف بالتفصيل أكاذيب أولئك الأفاكين المزورين للتاريخ، لتتهاوى منجسة مكبات القمامة الواحدة تلو الأخرى.
ولسوء حظ محرِّفي التاريخ هؤلاء أنه ما أن نطبِّق على أكاذيبهم المفبركة نفس معايير النقد التي يفترون بكونهم يلتزمون بها، حتى تتهاوى أبراج القش كافة التي يشكِّلون. وفي هذه الحقيقة تطبيق فاتن لديالكتيك: مثلما تدين، تدان! فمثلما يبيد هؤلاء مصادر التاريخ بفرية عدم مصداقيتها، بوسع الشخص العالم الناقد والنزيه بحق رفض أباطيلهم جملة وتفصيلاً لكونها مدفوعة لخدمة المصالح الصهيوإمبريالية العالمية الواضحة للقاصي والداني وضوح الشمس.
ولكن لماذا كل هذا الإصرار على تشويه سيرة محمد وتاريخ بعثته وقرآنه؟ الغرض واضح: الإبادة الجماعية لتاريخ الإسلام.
لنبدأ بالفقرة الأولى من "ترجمة" المهندس عبد الحسين سلمان عاتي:
" "محمد في التاريخ".
لنتناول الآن الشخصية التي ستُقدم على أنها نبي الإسلام العظيم، المعروف بـ"محمد"، الواعظ والقائد لدى بعض عرب قريش في بداية القرن السابع. لم يحفظ التاريخ اسمه الحقيقي؛ بل احتفظ بلقب "محمد" فقط، الذي أصبح فيما بعد اسمه المميز في التراث الإسلامي. سنستكشف كيف ولماذا نُسب هذا الاسم إليه، وربما إلى آخرين. لا يُعرف عنه الكثير على وجه اليقين. لم تبدأ الأدبيات الإسلامية عنه (التراث الإسلامي) في الظهور إلا بعد 100-150 عامًا على الأقل من حياته، ولا توجد مخطوطات من تلك الفترة. علاوة على ذلك، فإن الغالبية العظمى من هذه الأدبيات أحدث عهدًا. أُنتجت ونُشرت تحت إشراف صارم من سلطة الخلافة المهيمنة، ليس بدافع الالتزام بالدقة التاريخية، بل لأغراض سيرة ذاتية وتفسيرية، بهدف تبرير المرجعية نفسها من خلال تبرير الإسلام، الذي بدوره يعززها. سنقدم المزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع. الوثائق المعاصرة (وبالتالي غير الإسلامية) نادرة، وقد أُتلفت العديد منها عمدًا، مما دفع بعض الباحثين إلى التشكيك في الوجود الفعلي لمحمد. ومع ذلك، يبدو أن محمدًا تاريخيًا وُجد بالفعل، وإن كان مختلفًا اختلافًا جوهريًا عن "نبي الإسلام" الموصوف في الأدبيات اللاحقة. من المرجح أن محمدًا التاريخي قاد فصيلًا من عرب قريش خلال الغزوات العربية المسلحة المبكرة للشرق الأوسط، مما يشير إلى أن وجوده ضمن هذه الفصائل عادةً ما يعني وجود قائد مميز. إن إعادة التقييم النقدي للتراث الإسلامي، مسترشدةً بالاكتشافات المتعلقة باليهود النصارى، تتيح فهمًا أكثر دقة. "
أنتهى النص المقتبس.
إذاً، فمحمد أسمه ليس هو "محمد" - الذي يتسمى به أكثر من 150 مليون إنسان اليوم ، وهو الاسم الأشهر لحديثي الولادة الذكور في انكلترا وويلز عام 2023 - بل هو لقب (كذا)؛ كما "لم تبدأ الأدبيات الإسلامية عنه (التراث الإسلامي) في الظهور إلا بعد 100-150 عامًا على الأقل من حياته، ولا توجد مخطوطات من تلك الفترة".
هل هذا الكلام صحيح؟
الجواب هذا الكلام كله كذب بكذب، وهو ينطبق على شخصية المسيح وليس على محمد. ولقد كان على الفاتيكان أن يعي جيداً أن التشكيك بعدم وجود المسيح لا تلغيه فبركة التشكيك بوجود محمد.
المدونة الأولى التي تعود لفترة حياة محمد بالذات: "مخطوطة برمنغهام للقرآن الكريم"
هذه المخطوطة - المكونة من ورقتين مدونتين على جلد حيوان - تمت تأرختها باستخدام تحليل الكربون المشع بكونها تعود للفترة المحصورة بين عامي 568 و 645 للميلاد، وبنسبة (95.4٪) من الموثوقية للتأرخة (أو التحقيب التاريخي).
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Early_Quranic_manu--script--s
ومن المعلوم أن محمداً قد ولد عام 571م، وتوفي عام 632، مما يعني أن الحيوان الذي كتبت المخطوطة على جلده قد تم ذبحه قبل ميلاد محمد نفسه، وبنسبة موثوقية (95.4%). والذي تولى إتمام تحليل الكربون المشع لهذه المخطوطة ونشر نتائجه ليس "تحت إشراف صارم من سلطة الخلافة المهيمنة، ليس بدافع الالتزام بالدقة التاريخية، بل لأغراض سيرة ذاتية وتفسيرية، بهدف تبرير المرجعية نفسها من خلال تبرير الإسلام، الذي بدوره يعززها" (كذا!) مثلما يكذب المُترجَم له خريج مدرسة إدارة الأعمال الذي يزوِّر تاريخ الاسلام بأمر الفاتيكان وأسياده الصهيوإمبرياليين الملطخة أيديهم بدماء مليارت البشر الأبرياء، بل هي جامعة بيرمنغهام.
المصدر:
https://en.wikipedia.org/wiki/Early_Quranic_manu--script--s
السؤال: لماذا تكنس الكنيسة الكاثوليكية تاريخها الأسود الأشهر من الشهير في الإبادات الجماعية في كل قارة من قارات العالم منذ تأسيسها لحد اليوم، ثم تدفع لقساوستها وأذنابهم الأميين بالتاريخ والمعادين للإسلام بسخاء لتأليف وترجمة وطبع ونشر الكتب التي تبيد تاريخ نبي المسلمين محمد بن عبد الله بالأكاذيب والافتراءات والأباطيل وذلك عن سبق الإصرار والترصد؟
وأنا أتحدى المهندس عبد الحسين سلمان عاتي أن يجلب أي نص معاصر لحياة أي نبي من أنبياء بني إسرائيل (الذين استوردوا أنبياءهم وقصص توراتهم من حضارة العراق القديم) والنصارى والبوذيين والزرادشتيين والصابئة...
السؤال: هل أن العثور على مثل هذا الدليل المدون القاطع (وغيره، مثلما سأبين) هو أمر عسير على الاكتشاف في زمن انتشار الشبكة العنكبية المعاصر؟
الجواب، طبعاً لا، في ضوء أن التثبت من صحة أي معلومة اليوم بات لا يتطلب سوى ثوانَ قليلة من الغوغلة؛ ولكن هناك من يتحرّى الحقائق، وهناك من يحرِّفها أو يستخرجها من كمّه أو يختلقها من هلوسات رأسه المريض، بغية الضحك على ذقون المغفلين.
المدونة الثانية العائدة لفترة حياة محمد: نقش جبل سلع
هذا النقش كان أول من أثار الانتباه إليه هو المؤرخ الهندي الدكتور محمد حميد الله خان وذلك في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي (سنة 1939 م)، وذلك ضمن سبعة نقوش متقاربة، قام بتصوير وبنشر نصوص أربعة منها. وخبر هذا النقش شهير عند المطلعين على ألفباء تاريخ النقوش العربية الإسلامية، وليس عند الفرنسيين من خريجي مدرسة إدارة الأعمال ممن لا يتقنون اللغة العربية. المصدر:
M. Hamidullah, "Some Arabic In--script--ions Of Medinah Of The Early Years Of Hijrah", Islamic Culture, 1939 Volume XIII.
فما هو أولاُ جبل سلع؟
تقول الوكيبيديا عن هذا الجبل ما يلي:
"جبل سلع أحد جبال المدينة المنورة، يقع غربي المسجد النبوي الشريف على بعد 500 متر أو أقل بعد توسعة المسجد النبوي يبلغ طول الجبل 1000 متر وارتفاعه 80 متراً وعرضه ما بين 300 - 800 متر ويمتد من الشمال إلى الجنوب وتتفرع منه أجزاء في وسطه على شكل أجنحة قصيرة باتجاه الشرق والغرب. ويتكون الجبل من صخور بازلتية لونها بني داكن ويميل إلى السواد في بعض المناطق.
نبذة تاريخية
اكتسب أهميته ومكانته التاريخية في الإسلام من وقوع غزوة الخندق بقربه في السنة الخامسة من الهجرة حيث أقام المشركون معسكرهم في الجهة الغربية منه ولا يفصل بينهم وبينه إلا الخندق الذي حفره المسلمون وكان سفح جبل سلع الغربي مقر قيادة المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم محتمين به من جهة الشرق من كيد وخيانة اليهود التي توقعها المسلمون وحصلت بالفعل. وضُربت خيمة رسول الله على سفح الجبل ورابط أصحاب رسول الله في مواقع مختلفة من الجبل وأعينهم على خيمة قائدهم وأيديهم على السلاح في أجواء باردة ورياح شديدة انحدرت بدرجة الحرارة ليلاً إلى ما تحت الصفر بكثير. واشتدت الرياح ونزل الصقيع من السماء وتجمدت الأطراف وزلزلت الأنفس وبلغت القلوب الحناجر وتطايرت خيام المشركين وقدورهم وتفلتت دوابهم من عقلها. ونصر الله جنده وهزم الأحزاب وحده وولوا الأدبار."
انتهى نص الويكبيديا.
المصدر:
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D9%84_%D8%B3%D9%84%D8%B9
أما مندرجات النقش المعني، فإنه ينص على: "في السطرين الرابع والخامس من النقش أعلاه، تظهر عبارة : "أنا محمد بن عبد الله" ، وهذا هو الاسم الكامل للنبي محمد ولوالده عبد الله (أسمه ليس محمداً، يقول بكل وقاحة خادم الفاتيكان الأمي في التاريخ: أودون لافونتين). في السطر الثامن ”أنا سلمان (الأصفر؟)". في السطر الثاني عشر عبارة: "أنا سعد بن معاذ" . وأخيراً في السطر الخامس عشر: "أنا علي بن أبو طالب. ومن الثابت تاريخياً أن سعد بن معاذ قد توفي في عام 627 للميلاد، لذا لا يمكن أن يكون هذا النقش من حقبة لاحقة.
هذا النقش لا يحمل تاريخًا لأن التقويم الهجري الإسلامي لم يتم تصميمه حتى عام 639 م. واستنادًا إلى أسلوب الكتابة، من المرجح أن يكون عائداً لحوالي عام 625 م وفقًا لـ ح. الصفدي. وفي كلتا الحالتين فإنه ذكر معاصر مؤكد للنبي محمد ولعدد من أصحابه.
وهناك نقوش أخرى قريبة منه تذكر أسماء الشهداء [في معركة الخندق]، وأخرى تورد اسم "أبو بكر" و"عمر بن الخطاب". وقد تكون هذه النقوش الأخيرة من حقبة لاحقة، حوالي منتصف عام 630م."
المصدر، مع صورة بالأبيض والأسود للنقش:
https://www.quora.com/Has-there-been-any-substantial-evidence-to-back-up-Patricia-Crone-and-other-Revisionists-argument-that-Muhammad-and-Islam-were-subsequently-fabricated-rather-than-being-actual-persons-and-events-that-happened
وترد في النقش أيضاً جملة: أنا عمارة ... ، والمقصود به الصحابي عمارة بن حزم الانصاري الذي استشهد في معركة اليمامة في السنة 12 للهجرة، وكذلك النص: .... بن عوسجة، وهو الصحابي مسلم بن عوسجة الأنصاري الذي استشهد في واقعة الطف بكربلاء عام 61 للهجرة.
محمد، إسمه ليس محمد، بل هو لقب، يقول هذا المزوّر الفاتيكاني!
يُتبع، لطفاً .



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلم بالجمال السامي لدى الشاعرة ديلان تمّي: تعليق وترجمة
- -ألصابئون في القرآن الكريم- للأستاذ المتمرس الدكتور عبد اللط ...
- عربة حكومة ولاية بَتّيخ
- ما قُربَ الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (2-2)
- ما قرب الهجوم القادم لجيش الكيان الصهيوني على غزة؟ (1-2)
- إعلان وفاة
- الدرس الأول للعام الدراسي الجديد
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (7-7)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (6)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (5)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (4)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (3)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (2)
- ملاحظات عن اشتراكية الصين (1)
- الموساد صوَّر أشرطة لترامب وهو يغتصب القاصرات
- استخدام الرياضيات في البحث الماركسي
- تاريخ الكومونات الاشتراكية (3)
- تاريخ الكومونات الاشتراكية (2)
- تاريخ الكومونات الإستراكية (1)
- الفنان التشكيلي الكبير رسول علوان حيدر في كتاب جديد


المزيد.....




- الرئيس اللبناني يدعو القضاة لعدم الخضوع للضغوط والابتعاد عن ...
- قاليباف: على الدول الإسلامية استخدام القوة في مواجهة الكيان ...
- الرئيس الايراني: الفرقة داخل الامة الاسلامية، هي مطلب الصهيو ...
- النمسا: ضبط أسلحة في فيينا على صلة بثلاثة مشتبهين من حماس خط ...
- شيء -جنوني-، -صهر- السوريين... ترحيب واسع في الدول العربية و ...
- كيف قلب غوستاف لوبون نظرة أوروبا إلى الحضارة العربية الإسلام ...
- بابا الفاتيكان يستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس
- بابا الفاتيكان وعباس يبحثان إيصال المساعدات لغزة وحل الدولتي ...
- بعد اقتراع ثلث يهودها لصالحه.. تصويت نيويورك لممداني يقلق إس ...
- تلغراف: ما يحدث في نيجيريا ليس إبادة جماعية ضد المسيحيين بل ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين علوان حسين - عبد الحسين سلمان عاتي والإبادة الجماعية لمصادر التاريخ (1)