أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 13:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لخلو العالم من عقل سياسي حر مستقل يبث رؤاه الى انحاء العالم الى العقول الجائعة ( التلقنية والمكررة ببغاويا ) ما تلقن به لتعرف العالم وواقعها والحقيقة القائمة ومتغيراتها في واقعها المحلي والعالمي - لعدم وجود مثل هذا العقل - وهو امر فعلي منتج واقعيا في مضمون صيرورة التطور البشري بأن الدينامو المحرك للتغير هو العلم بفروعه التجريبية والتطبيقية المختلفة المجالات ولم يعد للعلوم الاجتماعية او الفلسفية اي اثر يذكر لفهم ما يجري وما سيأتي ، ولذا مختلف الطروحات والرؤى لتعليل ما يجري وسيأتي بطابع تفلسفي ليس إلا لا تعد بطابعها فكر فلسفيا او اجتماعيا او انثروبيولوجيا بل هي ممزقات رؤيوية من منتجات العلم التجريبي ، ولذا فهي لا تذهب نحو بحث الوصول الى اليقين المعرفي بل تذهب لفتح بوابات الاحتمالات والتخمينات اللامحدودة التي لا تعطي ادراكا ومعرفة شبه ثابتة او حلا حقيقيا ، وهو ما يشيع ثقافة ووعي عالمي ومحلي متشعب تأويلي لا يقف على ارضية فكرية ورؤيوية واضحة المعالم ، وهو ما يشيع انتقالات المرء او المثقف او الحزب الى مختلف المواقف حتى تلك التي طبع بمعاداته لفكرها ايديولوجيا من عقود طويلة
وخلاصة القول تحولت التجريبية من اسلوب عمل الى نهج يذهب نحو تثبيت اصله جوهرا كأيديولوجية العصر التقني الراهن والمستقبلي ، وتكون هذه الايديولوجية ليست ذات طابع عقائدي ايماني ولكنها ايديولوجية مطاطية في مستوعب النفعية وامتلاك قوة السلطة ، وبهذا المسار ستصبح التجريبية هي النظرية الاساسية المحركة للتاريخ الراهن والمستقبلي بدلا ان كانت اسلوب عمل اجرائي ، وبتحولها الى مؤسس النظرية التاريخية فهو ستفرخ من نهجها اصول افرزتها قيم النفعية الرأسمالية المؤتمته ك صناعة الفوضى الخلاقة كإتدوير لإعادة الانتاج - المجتمع او حتى الانتاج او الاقتصاد او حتى في علوم الفضاء والاكتشافات والاختراعات ، وتعتمد على صناعة التمزقات المفرخة اعتمادا على النهج الاسلوبي المعتمد على اللعب على المتناقضات لتخليق الجديد المخطط له ذهنيا بشكل مسبق - وهنا تكون التجريبية قد حلت محل علوم الاجتماع الساقطة والمتلاشية كفكر محرك للتاريخ لتصبح ممزقات فكرية معاد استخدامها كمجزئات وفق موجها ايديولوجية النظرية التجريبية .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟