أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علا مجد الدين عبد النور - علّمني الخيبة يا با!!














المزيد.....

علّمني الخيبة يا با!!


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 01:01
المحور: كتابات ساخرة
    


مثلٌ مصري يقول: «علّمني الخَيبة يا با… قال له تعالى في الهَايفة واتصدّر».
والمثل يشير ببساطة إلى أن الانشغال بالتفاصيل الصغيرة يورّط صاحبه في مشاكل أكبر، ويؤخره عن رؤية الصورة الكاملة.
وهذا بالضبط ما يحدث الآن في مصر، مع الجدل الواسع المصاحب لإعلان عرض فيلم «الست» للفنانة منى زكي، الذي يتناول حياة كوكب الشرق أم كلثوم.

خلال المؤتمر الصحفي للفيلم في مهرجان مراكش، وفي ظهوره العالمي الأول، أدلى الكاتب أحمد مراد بتصريح أشعل مواقع التواصل والمحامين معًا، حين قال:
«لو بنعمل فيلم عن رسول كان هيبقى أسهل شوية».

هذا التصريح وحده كان كافيًا ليقدّم مجموعة من المحامين بلاغًا إلى النائب العام بتهمة «ازدراء الأديان»، متهمين مراد بأنه طعن في مقام رسول الله، وأنه عقد مقارنة بينه وبين مطربة— حتى لو كانت أم كلثوم.


قضية بالألف واللام

البلاغ المقدّم اعتمد على تفسير موسّع للتصريح، حيث ورد فيه لفظ «الرسول» بالألف واللام، رغم أن مراد لم يقل سوى كلمة «رسول» بلا تحديد ولا ذكر لنبي بعينه.
هذا الفارق البسيط في الصياغة تحوّل في البلاغ إلى اتهام كامل ببناء نية ومرجعية دينية لم تصدر عن المتحدث أساسًا.

كما استند مقدّم البلاغ إلى المادة 98 (و) من قانون العقوبات، التي تعاقب بالحبس أو الغرامة لمن يستغل الدين لإثارة الفتنة أو ازدراء الأديان السماوية.
لكن بالعودة إلى التصريح، لا نجد فيه تحريضًا أو ازدراءً، بل مقارنة فنية تتعلق بصعوبة تقديم سيرة ذاتية لفنانة جماهيرية بحجم أم كلثوم، مقارنةً بشخصية تاريخية قد لا تتفق الجماهير أصلًا على تفاصيل سيرتها.


ما وراء الغضب

تجارب العالم كله تُظهر أن الأعمال الفنية عن الأنبياء تواجه حساسية دينية وثقافية تجعل الإقبال الجماهيري عليها محدودًا، بغضّ النظر عن جودة العمل.
وحتى الأنبياء أنفسهم—عليهم السلام—لم يجتمع الناس على اتباعهم، بين مسلم ومسيحي ويهودي ولاديني.
فكيف نطلب من جمهور اليوم أن يلتف حول عمل فني عن شخصية بحجمهم، بينما لا يتفقون أصلًا على قراءة واحدة لسيرتهم؟

لذلك، لم يكن تصريح مراد ازدراءً، بقدر ما كان توصيفًا لواقع يعرفه العاملون في الصناعة:
إنك حين تقدّم عملًا عن شخصية دينية، سيختلف الناس… لكن حين تقدّم عملًا عن أيقونة فنية بحجم أم كلثوم، سيشتبك الناس أكثر لأنهم يشعرون بامتلاكها.


خلاصة الهَيافة

القضية ليست في «رسول» ولا في «الرسول»، ولا في مقارنة مستحيلة بين الفن والدين.
القضية أننا أصبحنا نتصدّر للهايفة، ونتعامل مع الكلمات المبتورة باعتبارها جرائم مكتملة الأركان.
بينما تُترك الأسئلة الأكبر—عن حرية الإبداع، وعن علاقتنا بالرموز، وعن قدرة الفن على إعادة قراءة التاريخ—خارج إطار النقاش.

ولو علّمنا الزمن شيء، فهو أن الخَيبة الحقيقية تولد عندما نترك القضايا الكبرى ونمسك في زلات الألسن.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبجدية السياسة (الاخيرة): سياسة واقتصاد
- أبجدية السياسة _7_ نظم الحكم عبر التاريخ
- أبجدية السياسة (6): اللامبالاة السياسية
- أبجدية السياسة_5_ الأحزاب السياسية
- العلمانية الدينية بين المستحيل والممكن..
- أبجدية السياسة (4): مجلس الشيوخ
- -حين يصبح التفكير تهمة.. أزمة حرية الاعتقاد في مصر”
- أربعة وثلاثون عامًا من اللاجدوى
- أبجديّة السياسة (3): -مجلس النواب-
- حرب المال والبلطجة من أجل عيون المواطن!!
- أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2
- المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)


المزيد.....




- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة


المزيد.....

- لو كانت الكرافات حمراء / د. خالد زغريت
- سهرة على كأس متة مع المهاتما غاندي وعنزته / د. خالد زغريت
- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علا مجد الدين عبد النور - علّمني الخيبة يا با!!