أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - القرار 2803… بين الحماية والوصاية: سباق فلسطيني لتحديد المسار قبل أن يُفرَض عليهم














المزيد.....

القرار 2803… بين الحماية والوصاية: سباق فلسطيني لتحديد المسار قبل أن يُفرَض عليهم


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 00:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


يدخل القرار 2803 إلى المشهد الفلسطيني في لحظة شديدة التعقيد، حيث تتداخل المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع الحسابات السياسية والأمنية الإقليمية والدولية. في هذا السياق بات التعامل الفلسطيني مع القرار محكوماً بواقعية سياسية تحاول تفكيك مضامينه وتحديد مكامن الخطورة فيه، من دون رفض مطلق أو تأييد غير مشروط، وبهدف حماية حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ومنع تحويل القطاع إلى ساحة وصاية دولية.

أولاً: إدارة القطاع… صون حق تقرير المصير
تعطي المقاربة الفلسطينية الواقعية أولوية لإدارة مدنية من أبناء غزة وأصحاب الكفاءة، بالتنسيق مع المؤسسات الرسمية الفلسطينية، بما يضمن وحدة الضفة والقطاع ككيان جغرافي وسياسي واحد ويمنع ترسيخ الانفصال. وترى أن أي إدارة تُفرَض من الخارج ستفتح الباب لإعادة إنتاج الوصاية بأشكال جديدة.

ثانياً: قوات الاستقرار الدولية… حماية لا هيمنة
لا يُرفض وجود قوة دولية من حيث المبدأ، لكن وظيفتها يجب أن تقتصر على حماية المدنيين من الاعتداءات، وتأمين المعابر، والانتشار على خطوط 1967. أما الأمن الداخلي فيبقى مسؤولية جهاز شرطة محلي يديره جسم فلسطيني موحد، بما يمنع تحويل القوة الدولية إلى سلطة أمر واقع.

ثالثاً: سلاح المقاومة… ملف سياسي قبل أن يكون أمنياً
البند المتعلق بـ«التخلي عن السلاح» أثار حساسيات واسعة. المقاربة الفلسطينية الوطنية ترى أن السلاح مرتبط بواقع الاحتلال، وأنه ملف سياسي يُناقَش ضمن ترتيبات تضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ولا يجوز ربطه بملفات إنسانية ملحّة كالانسحاب أو الإعمار، تجنباً لتحويله إلى أداة ضغط أو ابتزاز.

رابعاً: المسار السياسي… الدولة هي الإطار الناظم
يفقد أي نقاش حول مستقبل غزة معناه إذا لم يُربَط بإنجاز الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس. من دون هذا الإطار، قد يتحول القرار إلى تسوية تقنية أو مؤقتة تُعمّق الفصل الجغرافي والسياسي.

خامساً: الوجود الإسرائيلي… خطر «القوس الأمني»
الحديث عن نشر قوات إسرائيلية خلف قوات الاستقرار الدولية يُعدّ من أخطر بنود القرار، لأنه يكرّس تموضعاً أمنياً دائماً بغطاء دولي. لذلك يشكّل الانسحاب الإسرائيلي الكامل وغير المشروط قاعدة لا يمكن تجاوزها في أي ترتيبات مستقبلية.

سادساً: مواقف القوى الفلسطينية… تباين يعكس عمق الأزمة
توزعت المواقف الفلسطينية تجاه القرار 2803 على نحو يُظهر غياب رؤية موحدة:

▪️حركة حماس: لم ترفض القرار بالكامل، لكنها رفضت الوصاية الدولية وبند السلاح.

▪️الجبهة الديمقراطية: قدّمت مقاربة وسطية واقعية، دعت للتعامل مع القرار بما يحدّ من سلبياته ويعظّم إيجابياته، ويضمن إدارة مدنية محلية ويمنع دوراً شرطياً للقوة الدولية، والتأكيد أن ملف السلاح سياسي تفاوضي.

▪️حركة فتح: رحبت بالقرار ورأت فيه خطوة نحو فتح أفق سياسي جديد لشعبنا، وأنه يشكل فرصة مهمة للبناء عليها لفتح الطريق أمام مستقبل أفضل لشعبنا

▪️الجبهة الشعبية: رفضت القرار ودعت لإعادته إلى مجلس الأمن لتعديله.

▪️الجهاد الإسلامي: رفضٌ واضح ومباشر.

▪️السلطة الفلسطينية: رحّبت بالقرار وأبدت استعدادها لتنفيذه بما في ذلك ملف السلاح.

هذا التباين يعكس غياب استراتيجية وطنية جامعة، ويُبرز الحاجة إلى توافق فلسطيني يمنع فرض ترتيبات خارجية من دون شراكة حقيقية.

إلى أين يتجه القرار؟
لا تزال مسارات القرار مفتوحة على احتمالات عدة، ستتأثر بعدد من العوامل الحاسمة:

▪️دور مجلس السلام الدولي الجديد، الذي قد يحدّ من انفراد واشنطن بالملف.

▪️تشكيل قوة استقرار دولية تضم دولاً عربية وإسلامية، ما قد يخلق هوامش لصالح الفلسطينيين في الملفات الحساسة.

▪️بناء أجهزة أمن محلية في غزة من أبناء القطاع والضفة، بما يعيد الثقة المجتمعية.

▪️تنظيم الجهد الشعبي والمؤسسات المحلية لمنع الفراغ وتحصين المجتمع أمام أي ترتيبات مفروضة.

خلاصة
القرار 2803 ليس انتصاراً ولا هزيمة، بل ساحة صراع جديدة. نجاح الفلسطينيين في فرض إدارة محلية، وحماية حقهم في تقرير المصير، ومنع الوصاية الدولية والأمنية، قد يحوّل القرار إلى فرصة. أما ترك المسار للقوى الكبرى وحدها، فسيقود إلى نتائج تُفرَض على الفلسطينيين بدلاً من التفاوض عليها.

المعركة الحقيقية ليست حول نص القرار فقط، بل حول مَن يمتلك القدرة على توجيه مساره في الأشهر المقبلة.



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوق السوداء في غزة: حين يصبح البقاء سلعةً في زمن الإبادة
- غزة بعد وقف النار – اختبار جديد للإرادة الفلسطينية والمجتمع ...
- في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل م ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- «أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة
- «مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الا ...
- مراكز الإغاثة تتحوّل إلى ميادين إعدام: واشنطن تقود المجازر ف ...
- إما وقف العدوان أو استمرار الإبادة: غزة في مواجهة فخ المساوم ...
- صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة
- يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة ...
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...


المزيد.....




- بعد مقتل أبو شباب المتهم بالتعاون مع إسرائيل، غسان الدهيني ي ...
- -متهوّر وغير كفوء-.. انتقادات متزايدة تلاحق وزير الحرب الأمر ...
- بوعلام صنصال يتسلم جائزة -سينو ديل دوكا-.. ويأمل بالإفراج عن ...
- مصدر يمني: السعودية سحبت قواتها من قصر عدن الرئاسي ومواقع أخ ...
- اجتماع أميركي سوري بشأن السويداء في عَمان
- خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا ...
- توقيف 4 نشطاء لطخوا صندوق عرض التاج البريطاني بالطعام
- لو باريزيان: ماذا وراء تصريحات بوتين ضد أوروبا؟
- هل تمثل محاكمة الهيشري مدخلا للعدالة الدولية في ليبيا؟
- نجل بولسونارو يعلن نفسه وريثا سياسيا لوالده ومرشحا لرئاسة ال ...


المزيد.....

- قراءة في وثائق وقف الحرب في قطاع غزة / معتصم حمادة
- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - القرار 2803… بين الحماية والوصاية: سباق فلسطيني لتحديد المسار قبل أن يُفرَض عليهم