أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة














المزيد.....

صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8358 - 2025 / 5 / 30 - 13:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


*وين الملايين وين؟*
*صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة*
بقلم: وسام فتحي زغبر
عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين

"وين الملايين وين؟ وين الشعب العربي وين؟"
صرخة دوَّت ذات يوم في الشوارع والساحات العربية، فحرّكت ضمائر وأوقدت شعلة التضامن. اليوم، وبعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تعود هذه الصرخة لتجلجل في الآفاق، لا كأغنية وطنية، بل كنداء استغاثة حارق يخرج من تحت الركام، من أفواه الأطفال الجوعى، من قلوب الأمهات المكلومات، ومن عيون الأيتام الباحثين عن دفء فقدوه إلى الأبد.

أكثر من 600 يوم من القصف، والتجويع، والتهجير القسري، والعزل الكامل. مجازر متواصلة، تطال البشر والحجر، تستهدف البنية التحتية والذاكرة الوطنية، وتضرب عُمق الحياة المدنية، ضمن خطة ممنهجة لتدمير غزة وتهجير أهلها وتصفية القضية الفلسطينية. ومع ذلك، يُصرّ شعبنا في القطاع الصامد على التشبث بأرضه، متسلحاً بالإرادة، والكبرياء، وروح المقاومة.

في المقابل، يتصاعد سؤال موجع لا مفرّ من طرحه: أين الملايين من أبناء أمتنا؟ أين الغضب الشعبي العربي؟ أين التضامن الذي عهدناه في زمن الانتفاضات والمجازر السابقة؟ لماذا خفُت صوت الشارع العربي، بينما ترتفع في غزة أصوات الاستغاثة والبطولة؟

نُدرك حجم القمع والاستبداد والتضييق على الحريات الذي تعيشه كثير من الشعوب العربية، ونعلم أن الأنظمة عملت على كيّ الوعي وتصفية الحس القومي، لكننا لا نستطيع أن نقبل بأن تتحول القضية الفلسطينية – وهي جوهر الصراع في المنطقة – إلى خبر عابر على شاشات ممسوخة، أو إلى تغريدة موسمية تنتهي مع انتهاء العدوان الإعلامي.

ولعلّ موقف جامعة الدول العربية يعكس بؤس الواقع الرسمي العربي، إذ لم تتجاوز ردودها على المجازر اليومية سوى إصدار بيانات شجب وإدانة خجولة، لا ترقى إلى مستوى الجريمة المستمرة بحق الإنسانية. بيانات جوفاء تكرّر نفسها منذ النكبة، وكأن الجامعة تحوّلت إلى أرشيف للبيانات لا مؤسسة فاعلة تعبّر عن ضمير الأمة. لم نرَ تحركًا سياسيًا حقيقيًا، أو خطوات دبلوماسية ضاغطة، أو حتى جهودًا قانونية لملاحقة قادة الاحتلال كمجرمي حرب. وما لم تتحول هذه المؤسسة من عبء شكلي إلى كيان فاعل، ستبقى الشكوك قائمة حول دورها وجدواها.

الصمت الرسمي العربي بلغ حدّ التواطؤ، والتطبيع مع العدو الصهيوني بات سياسة مكشوفة عند بعض الأنظمة. لكن الأمل كان – ولا يزال – في الشعوب. في إرادتها. في وعيها. في قدرتها على تجاوز الحواجز المفروضة عليها. لأن ما يجري في غزة ليس شأناً فلسطينياً فقط، بل قضية أخلاقية وإنسانية وسياسية تمسّ كل حرّ في هذا العالم، وتمسّ ضمير كل عربي يدّعي الانتماء لأمته.

اليوم، نحن بأمسّ الحاجة إلى إعادة إحياء الفعل الشعبي العربي، إلى إعادة بناء جدار التضامن الذي كُسر، وإلى رفع الصوت العربي المجلجل في وجه القهر، نصرة لغزة وللمقاومة وللحرية.

آن الأوان لتعود الصرخة من رحم الغضب والوفاء:
وين الملايين وين؟ وين الشعب العربي وين؟
فغزة لا تسأل عن المعونات، بل تسأل عن الضمير، عن الكرامة، وعن الفعل.



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة ...
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
- الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب
- مجرمو الإبادة في غزة دون عقاب
- ما بين حرب أكتوبر ومسار التطبيع.. المطلوب فلسطينياً؟
- غزة تُجلد من ساستها
- احتجاز جثامين الشهداء في زنازين الموت.. جريمة عنصرية
- شـكـراً لـلـجـزائــر الأيقـونـة العربـيـة الـداعمـة لــفلـسط ...
- ما بعد معركة جنين لن تكون كما قبلها
- سبل مواجهة جرائم المستوطنين والاحتلال


المزيد.....




- أول تعليق من مبعوث ترامب على رد حماس على مقترح وقف إطلاق الن ...
- لأول مرة... الهند تقرّ بخسائرها في الحرب الأخيرة مع باكستان ...
- قائد قوات -أحمد- الروسية: -الناتو- أعد القوات الأوكرانية لغز ...
- إجراءات صارمة حول الأضحية بالمغرب.. الأمن يداهم المنازل ويصا ...
- فيديوهات خادشة للحياء.. الأمن المصري يعتقل سيدتين بسبب تيك ت ...
- هل تنهي أي هدنة بغزة حرب إسرائيل؟
- ألمانيا تخشى من الاصطدام مع روسيا في بحر البلطيق
- علامات غير واضحة للسرطان
- سيناريو الإسكندرية قد يتكرر.. 4 محافظات مصرية على موعد مع تح ...
- كيف تواجه حكومة لبنان هجمات إسرائيل؟


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة