وسام فتحي زغبر
الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 04:51
المحور:
القضية الفلسطينية
بقلم: وسام زغبر
عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
شهادات مروعة من قلب سجن «ركيفت» تكشف فصولاً جديدة من التعذيب الممنهج بحق معتقلي غزة.
> «ركيفت ليس مجرد زنزانة تحت الأرض، بل قبر حيّ يُدفن فيه الإنسان الفلسطيني بعيداً عن الشمس والعدالة.»
في دهاليز الصمت وتحت سطح الأرض، تنبض الحقيقة بأصوات المعذّبين في سجن «ركيفت»، ذاك المكان الذي لا يشبه السجون بقدر ما يشبه قبراً حيّاً يُدفن فيه المعتقل الفلسطيني من غزة، جسداً وروحاً، بعيداً عن أنظار العدالة والإنسانية.
زيارة نادرة قام بها محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني إلى هذا القسم السري تحت سجن «نيتسان-الرملة»، كشفت عن فصل جديد من كتاب الانتهاكات الصهيونية، لكن هذه المرة كانت الصفحات أكثر سواداً، أشدّ قسوة، وأكثر انحداراً في وحل الفاشية. فـ«ركيفت» ليس مجرد زنزانة تحت الأرض، بل منظومة تعذيب ممنهجة، تُرتكب فيها الجرائم بدم بارد، وتُمارس في الخفاء، تحت الأرض، وبغطاء من الصمت الدولي.
شهادات الأسرى تحاكي الجحيم. تحقيقات بلا نوم، أجساد أنهكها الجوع والبرد، أمراض تفترس مناعة المعتقلين، وإهانات يومية تُمارس كجزء من استراتيجية إذلال مدروسة. ما ورد عن كسر الإبهام كعقوبة، أو إجبار المعتقل على شتم والدته، ليس سلوكاً فردياً، بل تعبير عن عقلية احتلالية لا ترى في الفلسطيني إنساناً.
«ركيفت» هو العنوان الأبرز لما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث كشفت دولة الاحتلال الصهيوني عن وجهها الاستعماري دون رتوش، ورفعت الغطاء عن دولة تشرعن التعذيب وتحتجز الفلسطينيين بصفتهم «مقاتلين غير شرعيين»، لتبرر إخراجهم من نطاق الحماية القانونية التي يكفلها القانون الدولي.
لكن الأهم من كل ذلك، أن هذه الشهادات ليست مجرد وثائق قانونية، بل نداء إنساني عاجل، صرخة من تحت الأرض تطالب العالم بأن يستيقظ. إنها دعوة لكل أحرار الأرض، لمؤسسات حقوق الإنسان، لمحكمة الجنايات الدولية، بألا تبقى صامتة. فالصمت هنا جريمة، والتغاضي تواطؤ.
«ركيفت» ليس حدثاً عابراً، بل لحظة مفصلية في الصراع الفلسطيني-الصهيوني، توجب التوثيق والمحاسبة ومحاكمة مرتكبيها، وكشف الحقيقة، لا لأجل المعتقلين وحدهم، بل من أجل إنقاذ ما تبقى من القيم الإنسانية في هذا العالم.
#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟