أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - جنين أيقونة المقاومة وكابوس الاحتلال















المزيد.....

جنين أيقونة المقاومة وكابوس الاحتلال


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 7647 - 2023 / 6 / 19 - 21:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


■لم توقف حكومة الاحتلال الإسرائيلي التحريض على جنين بكامل جغرافيتها وخاصة مخيمها الذي دمرته آلة الحرب الإسرائيلية في شهر نيسان (إبريل) 2002، والدفع بقوات جيشها لخنق وفرض الحصار على المدينة والتلويح بشن عملية عسكرية للقضاء على المقاومة فيها على غرار عملية «السور الواقي».
فما حدث في التاسع عشر من حزيران (يونيو) 2023 وما قبل هذا التاريخ بأسابيع وأشهر وسنوات، حدثاً ليس عابراً إنما يجهز لما بعده وخاصة أن العدو الإسرائيلي أراد مباغتة المقاومة عبر عمليات الكر والفر ولكنه وقع في شر أعماله، عندما فجر المقاومون عبوات ناسفة بآليات الاحتلال وأعطبوها واشتبكوا مع قواته موقعين إصابات في صفوف جنوده ما دفع طائرات الاحتلال للمشاركة في هذه العملية لإنقاذ قوات الجيش التي وقعت في كمين محكم للمقاومة بإطلاق النار العشوائي، ما أدى لاستشهاد عدد من المدنيين وأبطال المقاومة الفلسطينية، في حين أفشل هؤلاء المقاتلون اقتحام جنين واجبروا الاحتلال على جر ذيول هزيمته خائباً معلناً انتهاء معركة جنين.
حملات التحريض على جنين ومخيمها لم تتوقف، حيث دعت حكومة الاحتلال الفاشية قوات جيشها للاستعداد لشن عملية عسكرية شمال الضفة الفلسطينية لاجتثاث المقاومة، ولكن تلك الدعوات يعارضها جهاز «الشاباك» الإسرائيلي لتخوفه من الدخول في هكذا عملية وخاصة أن سلاح العبوات الناسفة قد يلحق خسائر فادحة في صفوف جنوده إلى جانب تخوفه من تفجر الأوضاع في الضفة وغزة.
الصحفيون والمسعفون حالهم كحال المدنيين في جنين ومدن الضفة لم يسلموا من استهداف قوات الاحتلال، رغم ارتدائهم شارات تدلل على هويتهم، فكما اغتال جنود الاحتلال الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة ولم يعاقبوا على تلك الجريمة حتى هذه اللحظة، استهدف الصحفيون بوابل من الرصاص لمنعهم من توثيق عدوان الاحتلال على جنين ومخيمها والتي وصلت تلك الرصاصات إلى خاصرة الزميل الصحفي حازم ناصر الذي كان يرتدي سترة وخوذة الصحافة ما يدلل أن الاحتلال أطلق النار عليه بشكل متعمد بُغية قتله وترهيب الصحفيين وفرض تعتيم إعلامي عن جرائمه التي يقترفها بحق المدنيين.
في جنين تفوح رائحة البارود والرصاص في كل مكان ويعيش سكانها حياتهم بطرقهم الخاصة، شهيد يودع شهيداً، وشهيد يوصي بآخر، شهداء جنين حالهم وشكلهم يختلف عن باقي شهداء فلسطين، في شوارع وأزقة جنين تشتم رائحة الدم في كل مكان. كل بيوت وشوارع وأحياء جنين تعيش الموت وتودع أبنائها الشهداء بالزغاريد والورود في مواكب جنائزية مُهيبة، ولكن للحياة في جنين طعم آخر، فهي محاطة بوابل من الآلام والآمال معاً.
جنين خزان الثورة والانتفاضة الفلسطينية، جنين أيقونة نضالية في العطاء والتضحية، لها أن تفخر بأبنائها الشهداء، ففيها استشهد القائد القومي عز الدين القسام في جبال يعبد، وفيها ولد وترعرع الشهيد خالد نزال، واستشهدت الطالبة منتهى الحوراني خلال قيادتها مسيرة طلابية عام1974 وفيها استشهدت أيقونة الصحافة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، وفي جنين ولد وترعرع أسرى سجن جلبوع، وتصحو كل يوم في جنين على خبر شهيد أو أسير أو جريح، أو هدم بيت، وهي التي تتصدر قائمة المدن الفلسطينية في إحصائيات الشهداء والجرحى.
جنين لا تستطيع أن تصفها الكلمات والمرادفات، فقد وصفها الشهيد الرمز ياسر عرفات بـ«جنين غراد»، وعبر عنها المخرج الفلسطيني محمد البكري وهو صاحب الفيلم الشهير (جنين جنين) الذي تحدث عن معركة جنين عام 2002 قائلاً: «ليس فقط الموت، كانت التفاصيل الصغيرة تقتلني، أتذكر ذلك اللاجئ الذي قال لي عن صدمته عندما أفاق صباحاً ووجد منزل جاره كومة حجارة»، وكتب عنها الصحفيون ومنهم الصحفي الألماني الذي زار مخيمها بعد حرب الإبادة عام 2002 قائلاً «كل ما اعتقدت أنني أملكه من معلومات عن الأوضاع في فلسطين قد تحطم، فالمعلومات والصور شيء، والواقع شيء آخر، يجب أن تضع قدمك على الأرض لتعرف حقاً ما الذي جرى هنا... لا توجد أفران غاز هنا، ولكن القتل لا يتم فقط من خلال أفران الغاز، ما فعله الجيش الإسرائيلي يحمل نفس أعمال النازيين في أوشفيتس..».
هذا واقع جنين كما هو واقع فلسطين بعاصمتها وبمدنها وقراها ومخيماتها وبجناحي الوطن (48 +67)، وصولاً إلى شتات أبنائها في معارك التاريخ دفاعاً على الهوية والأرض والشعب والحقوق، حيث وصفها الشاعر الفلسطيني سميح القاسم «يا وجع قلبك يا جنين.. وأنتِ كل يومٍ تودعين بطلاً من رجالك.. وتبكين بحرقةٍ على فتية بعمر الورد.. ويا عزك يا جنين وأنتِ تكتبين بدمكِ تاريخاً مُشرفاً لشعبٍ يموت من أجل حريته.. جنين ستبقى نافذة فلسطين المشرقة نحو الاستقلال والأمل والغد الأجمل!».
إن هذه الجريمة النكراء والبشعة في جنين لم تدفع القيادة الفلسطينية إلى اتخاذ خطوات جريئة منها قطع كل أشكال العلاقة مع دولة الاحتلال كونها تشن حرباً مسعورة على الشعب الفلسطيني أو حتى تعليقها أو تعليق العمل بمسار العقبة –شرم الشيخ الأمني بل اكتفت بتعليق اجتماعات اللجنة الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال احتجاجاً على تسريع الاستيطان والضم، واكتفت أيضاً بالإكثار من بيانات الشجب والتنديد وإطلاق نداءات الاستجداء العربي والدولي والرهانات الخاسرة على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي وهي تدرك أن تزايد جرائم الاحتلال سببها التواطؤ الأميركي والتراخي العربي وانفتاح بعض الدول العربية في علاقاتها مع دولة الاحتلال.
وأمام استمرار السياسات العدوانية والجرائم الإسرائيلية والتي تأخذ أشكالاً تصاعدية وخاصة مع الحكومة الإسرائيلية الفاشية برئاسة نتنياهو واتساع نفوذ المستوطنين وانتقالهم للفعل المؤثر فيها عبر تشكيلات لميليشيات منظمة ومسلحة تدعو لحلول صفرية للصراع يقوم على الضم الزاحف، والقتل والإعدام، والتهجير والتهويد وهدم المنازل والمنشآت، للاستيلاء على كامل أرض فلسطين، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى القومية باعتبارها حسب إدعاء حكومة نتنياهو «ملكاً للشعب اليهودي حصراً»، وهذا يضع الحالة الفلسطينية بأكملها وقضية شعبنا أمام واقع جديد لا يمكن معالجته بالأساليب القديمة، ولا يبرر استمرار الانقسام ولا سياسة التفرد والهيمنة، ولا سياسة تغييب اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي ولا قراراتهما.
إنما على القيادة الفلسطينية التي دعت لاجتماع طارئ، لتحمل مسؤولياتها إزاء ما يجري من فرض الاحتلال للوقائع الميدانية في سياق حسم المعركة من جانب واحد عبر اعتماد سياسة جديدة للمواجهة الشعبية الشاملة في الميدان وفي المحافل الدولية من خلال تطوير المقاومة الشعبية باعتبارها صيغة حرب التحرير الشعبية وتوفير الحماية السياسية والأمنية لها وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لإدارة المعركة في الضفة وغزة، وإعادة النظر بالعقيدة الأمنية للمؤسسة الأمنية للسلطة لتتحمل مسؤولياتها في حماية شعبنا ومقاومته وأرضه من جرائم الاحتلال والمستوطنين.■



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس ديمقراطي في نقابة الصحفيين الفلسطينيين
- انصاف الصحفيين بمحاكمة مرتكبي الجرائم بحقهم
- يا عمال فلسطين، لا بد من طرق جدران الخزان وسام زغبر
- لا بد من خطاب إعلامي فلسطيني موحد داعم لقضية الأسرى
- جنين الثورة تُضمد جراحها
- بعد 40 عاماً في الأسر... أيقونة الأسرى كريم يونس حراً
- جثامين الشهداء.. رهائن في زنازين الموت
- جنين أيقونة نضال وتضحية
- في ذكرى رحيل اللواء خالد عبد الرحيم الرابعة..
- ما هكذا تُقاد غزة؟
- القدس في مواجهة «أسرلة المناهج» و«تهويد المدارس»
- هذا حال الصحفي الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن معه!
- السجن يسلب طفولة الأسير الفتى أحمد مناصرة
- سلاماً للكاتب والناقد العنيد عبد الله أبو شرخ
- أربعون عاماً على مجزرة «صبرا وشاتيلا»، والجرح ما زال نازفاً
- نحو خطة وطنية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وغلاء الأسعار
- في الذكرى الستين لاستقلالها.. الجزائر ستبقى أيقونة الثورة ال ...
- بين مسقط وباكو.. الدبلوماسية الفلسطينية تنتصر
- شتان بين حُزيران الشهداء والانتصارات، وحُزيران الهزيمة والان ...
- 4 أيام فلسطينية في كونغرس الاتحاد الدولي للصحفيين في عُمان


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - جنين أيقونة المقاومة وكابوس الاحتلال