أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - القدس في مواجهة «أسرلة المناهج» و«تهويد المدارس»














المزيد.....

القدس في مواجهة «أسرلة المناهج» و«تهويد المدارس»


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 7392 - 2022 / 10 / 5 - 19:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: وسام فتحي زغبر

■لم تتوقف يوماً جرائم التهويد والأسرلة بحق مدينة القدس ومقدساتها وضواحيها وأحيائها وشوارعها منذ احتلالها عام 1967، وتغيير واقعها الديموغرافي وهويتها الوطنية الفلسطينية وصولاً لعزلها وتهديد إقامة نحو (140) ألفاً من سكانها الفلسطينيين بسحب هوياتهم المقدسية.
من يمر في شوارع القدس وأحياءها، يرى الفارق كبير جداً بين الأحياء الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية المُقامة في القدس سواء بالبُنى التحتية والخدمات و الأبنية والمرافق العامة، حتى في عدد السكان البالغ (355.300) فلسطيني و(581.100) مستوطن إسرائيلي وفق إحصائية للعام 2019.
الهجمة الإسرائيلية الشرسة والقوانين العنصرية تتصاعد ضد القدس وأهلها وممتلكاتها، ولم يسلم النظام التعليمي بأكمله بما فيه المناهج الدراسية الفلسطينية من تلك الهجمة، ومحاولة فرض دولة الاحتلال المنهاج الإسرائيلي على مدارس القدس العربية بالقوة لتجريد الإنسان الفلسطيني من وعيه وهويته وانتمائه الوطني.
إن كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله في القدس دفع الاحتلال للتراجع عن خطواته في فرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس القدس، القائم على الترويج للرواية الصهيونية والقبول بالاحتلال كأمر عادي، والتحريض على الفلسطينيين وهويتهم الوطنية، والاستعاضة عنه في طباعة منهاج فلسطيني خالي من نصوص تتعلق بالهوية الوطنية الفلسطينية و ارتباط الفلسطيني بأرضه وكفاحه في وجه الاحتلال والاستيطان.
ولم تكتف دولة الاحتلال في محاربة الهوية والانتماء الوطني الفلسطيني في القدس، ومحاولتها فرض المنهاج الإسرائيلي بالقوة بل تعدت ذلك في اشتراط الجامعات الإسرائيلية قبول الطلبة الفلسطينيين إلا بعد اجتياز امتحان القياس «البسيخومتري». إضافة إلى تخفيض مستوى التحصيل للطلبة ومستوى التأهيل للمعلمين وعدم تطبيق إلزامية التعليم على الفلسطينيين على غرار المستوطنين، وتفشي المخدرات في الأحياء والقرى والمدارس العربية تحت بصر الاحتلال.
الاحتلال يوظف كل شيء في القدس لتهويدها وأسرلتها في سباق مع الزمن، بمصادرة الأراضي وهدم المنازل وسحب هويات المقدسيين، وبناء مزيد من المستوطنات، والاهتمام بالعلوم الإنسانية في المناهج الدراسية كالتاريخ والجغرافيا والمجتمع وطرح أنشطة لا منهجية لغرس مفاهيم جديدة تعبر عن فلسفتها التربوية وفكرها التوراتي الذي يستند للأساطير والخرافات الصهيونية، مثل عبارات «لا معنى لإسرائيل دون القدس، ولا معنى للقدس دون الهيكل».
الهدف من الحرب العدوانية الإسرائيلية على المدارس العربية والمناهج الدراسية أصبح واضحاً، لإرغامها على إلغاء برامجها التربوية واعتماد برامج بديلة منقوصة خالية من أي مضمون وطني يتعلق بالقضية والهوية والحقوق الوطنية والرواية التاريخية، حيث عمدت ما تسمى «وزارة المعارف الإسرائيلية» في تموز الماضي لسحب الترخيص الدائم من (6) مدارس في القدس لمدة عام بحجة التحريض في الكتب الدراسية على الاحتلال وجيشه ويشمل القرار، الكلية الإبراهيمية في حي المصرارة ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا، إلى جانب تهديد عدة مدارس أخرى بسحب تراخيصها في حال العثور على أية مواد تحريضية في مناهجها التدريسية.
هذه الحرب الإسرائيلية على المناهج المدرسية، هي فصل جديد من فصول الاستيطان التربوي على مدارس القدس العربية وأجيالنا الناشئة لتجهيلها وتشويه شخصيتها الفلسطينية لصالح شخصية هجينة فاقدة لمفهوم الانتماء للوطن وقضاياه العادلة تحت مفاهيم وقيم استيطانية.
معارك المقدسيين كثيرة في وجه من يسن قوانين عنصرية للنيل من صمودهم واقتلاعهم وتهجيرهم من بيوتهم وأحياءهم ومن شوارع وحارات القدس وعبرنتها، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى وتهويد كنيسة القيامة.
فما يحدث في القدس وبحق أهلها الفلسطينيين جريمة بكل المقاييس والمعايير الدولية، فأهالي القدس لا يعولون على العرب والمسلمين والمجتمع الدولي بقدر ما يعولون على المستويين الرسمي والشعبي الفلسطيني في تعزيز صمودهم ودعم مؤسساتهم على مختلف وظائفها والدفاع عن القدس بمقدساتها في وجه الأسرلة والتهويد.
بعد كل هذه الحروب على خطط التدريس الفلسطينية في القدس، ومحاولات إسرائيل المتكررة ‏لتغيير المصفوفة المفاهيمية المتأصلة في الشعب الفلسطيني وتاريخه المجيد حول القدس، ‏وفلسطين، يجب أن يكون هناك تعبئة للصفوف وتضافر للجهود، بما يكفل لهذه المدارس القدرة على التصدي لهذه الحرب بمخاطرها المعروفة، والصمود أمام القوانين الجائرة، التي تلجأ لها سلطات الاحتلال لتحقيق أهدافها الخبيثة، ودعم التعليم والمناهج الفلسطيني في القدس ودعم صمود المقدسيين في وجه محاولات التهويد والأسرلة التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني في كل مكان من فلسطين وخاصة في مدينة القدس ■
• صحفي ونقابي فلسطيني



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا حال الصحفي الفلسطيني في اليوم العالمي للتضامن معه!
- السجن يسلب طفولة الأسير الفتى أحمد مناصرة
- سلاماً للكاتب والناقد العنيد عبد الله أبو شرخ
- أربعون عاماً على مجزرة «صبرا وشاتيلا»، والجرح ما زال نازفاً
- نحو خطة وطنية لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وغلاء الأسعار
- في الذكرى الستين لاستقلالها.. الجزائر ستبقى أيقونة الثورة ال ...
- بين مسقط وباكو.. الدبلوماسية الفلسطينية تنتصر
- شتان بين حُزيران الشهداء والانتصارات، وحُزيران الهزيمة والان ...
- 4 أيام فلسطينية في كونغرس الاتحاد الدولي للصحفيين في عُمان
- .. ورحلت أيقونة الصحافة شيرين أبو عاقلة
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة، على الصحفيين قرع جدران الخزا ...
- يا عمال فلسطين اتحدوا وثوروا، فلن تخسروا سوى الأغلال
- عاش العيد ال(53) لانطلاقة الجبهة الديمقراطية
- لا عزاء لمقاطعي «المركزي» وحذار من بديل «منظمة التحرير»
- عنف المستوطنين والاحتلال وسبل مواجهتهما
- نحو سياسات اقتصادية لمواجهة جنون الأسعار
- اتفاق الإطار.. حيادية «الأونروا» شرط لاستدامة تمويلها
- هذا حال فقراء غزة في اليوم العالمي للقضاء على الفقر
- هذا حال فقراء غزة في اليوم العالمي للقضاء على الفقر
- لا بد من خطاب إعلامي فلسطيني موحد.. «محمد» و«منى» نموذجاً


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - القدس في مواجهة «أسرلة المناهج» و«تهويد المدارس»