وسام فتحي زغبر
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 00:13
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين
عدوان يتوسع... وتهجير قسري ممنهج
بينما تواصل إسرائيل توسيع عدوانها العسكري على قطاع غزة، تفرض سياسة الأرض المحروقة، وتدفع بمئات الآلاف من السكان نحو التهجير القسري جنوبًا، في جريمة واضحة تستهدف تفريغ القطاع من سكانه ومقومات صموده. المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال ليست فقط أداة للقتل، بل جزء من خطة مدروسة لفرض واقع ديمغرافي وسياسي جديد على غزة.
في ذروة العدوان، تكشف وكالة رويترز عن مناقشات بين واشنطن وتل أبيب لتشكيل حكومة مؤقتة في غزة برئاسة مسؤول أميركي، تستمر حتى "نزع سلاح القطاع وشيطنة المقاومة"، مع استبعاد حماس والسلطة الفلسطينية، والاستعانة بتكنوقراط فلسطينيين، إلى جانب مشاركة دول عربية في تنفيذ هذا المخطط.
ما يُطرح ليس إعادة إعمار، بل إعادة استعمار. إن الحديث عن تعيين "حاكم أميركي" لغزة لا يختلف عن مفاهيم الانتداب التي فرضت على شعوب المنطقة قبل قرن، حين كانت القوى الاستعمارية تتقاسم النفوذ تحت شعار "الإدارة المؤقتة"، وهي اليوم تعود عبر نفس الأبواب: الدمار ثم الوصاية.
الهدف من هذا السيناريو واضح: تفريغ غزة من مقاومتها وشعبها، وشيطنة المقاومة وسلاحها وإعادة تشكيلها كمحمية خاضعة لإشراف أجنبي، بما يخدم خطة إسرائيل الكبرى لفصل غزة عن الضفة وتدمير أسس الدولة المستقلة، وإعادة هندسة الديمغرافية والنظام السياسي الفلسطيني على مقاس الاحتلال.
هذا المشروع، رغم ضجيجه، يصطدم بجدار الواقع. فغزة لم تُهزم، وأهلها لم يستسلموا رغم المجازر والمآسي. والشعب الفلسطيني، الذي رفض كل أشكال الاحتلال والوصاية، لن يقبل بحلول فوقية تستهدف نضاله وتضحياته، ولن يُسقط راية تقرير المصير.
ما يجري اليوم ليس فقط معركة بقاء لغزة، بل معركة وجود للكل الفلسطيني. المطلوب موقف فلسطيني موحد، يعيد الاعتبار للشرعية الوطنية والمقاومة من خلال إطلاق حوار وطني شامل على أعلى المستويات باعتباره السبيل نحو الوصول إلى توافقات سياسية تصون قضيتنا وأرضنا وشعبنا، لمواجهة كل محاولة الوصاية أو التقسيم، وكذلك تشكيل حكومة وفاق وطني تكون هي المسؤولة عن إدارة قطاع غزة كما الضفة بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع. كما أن على الدول العربية رفض التورط في أي إدارة تعيد إنتاج الاحتلال. أما المجتمع الدولي، فعليه أن يتجاوز الصمت، ويدافع عن القانون الدولي، لا أن يمنحه غطاءً انتقائيًا.
غزة اليوم على خط الزلزال. والاختيار ليس بين حكومة مؤقتة أو فراغ، بل بين مشروع تحرري ومشروع وصاية. ومَن يقف مع غزة، يقف مع فلسطين، مع العدالة، ومع التاريخ في لحظة امتحان.
#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟