أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة














المزيد.....

يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 19:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


600 يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة

بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

"الموت في غزة لم يعد خبراً، بل تحوّل إلى يوميات دامية تتكرر على وقع القصف والحرمان والجوع، فيما العالم يكتفي بالمشاهدة الصامتة."

ستمئة يوم مرت على حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. ستمئة يوم من القتل والتدمير المنهجي، من الحصار والتجويع، من اقتلاع الحياة وطمس معالمها. أكثر من عام ونصف من الجريمة المستمرة التي وثّقتها الشاشات وأرشفتها العدسات، لكن العالم ما يزال متقاعساً عن ردع الجناة.

لقد ارتكبت قوات الاحتلال مجازر لا حصر لها بحق المدنيين، حيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 54,000 شهيد، وأُصيب ما يزيد عن 123,000 جريح، معظمهم من النساء والأطفال. كما فُقد الآلاف تحت الأنقاض، وتحوّلت البيوت والمستشفيات والمدارس إلى ركام، وسط مشاهد تعيد إلى الذاكرة أبشع صور الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

ضمن هذه الحرب الممنهجة، لم يَسلم الإعلام ولا الصحفيون من آلة القتل، إذ استُشهد أكثر من 215 صحفياً وصحفية، وأُصيب المئات، وتعرضت المؤسسات الصحفية والمنازل الخاصة بالإعلاميين للدمار الكامل. كما تم منع الصحفيين الأجانب من دخول قطاع غزة، في محاولة واضحة من الاحتلال لحجب الحقيقة وطمس آثار جرائمه.

ورغم هذا المشهد الدامي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير حربه يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. خطوة تاريخية، لكنها بقيت رمزية دون أثر ملموس على الأرض، حيث يستمر العدوان ويشتد الحصار وتُمنع المساعدات ويُهجّر السكان قسراً.

في هذا السياق، تبرز المطالبات بضرورة استكمال المحكمة الجنائية الدولية لدورها، وإصدار مذكرات اعتقال بحق بقية أركان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وعلى رأسهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، المتورطَين بشكل مباشر في التحريض على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني.

أما محكمة العدل الدولية، فقد أصدرت في مايو 2024 سلسلة من التدابير الاحترازية الملزمة، وأكدت صراحة أن ما يجري في غزة قد يرقى إلى جريمة إبادة جماعية، داعية إلى وقف العمليات العسكرية فوراً، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وفوري. لكن إسرائيل، كعادتها، قابلت هذه الأحكام الدولية بالتجاهل، ضاربة بعرض الحائط كل المعايير الأخلاقية والقانونية.

أمام هذا المشهد، تتضح الحقيقة الصارخة: العدالة الدولية ما زالت انتقائية، تُطبَّق حيث تشاء وتُعطل حيث تتقاطع مع مصالح القوى الكبرى. فهل باتت حقوق الإنسان مجرد شعارات؟ وأين الضمير العالمي من أطفال يُذبحون في رفح وخان يونس والوسطى والشمال وغزة المدينة؟

لقد آن الأوان لتتحول الأحكام القضائية إلى إجراءات ردع حقيقية، تُجبر دولة الاحتلال على وقف عدوانها، وتُعيد للشعب الفلسطيني حقه الأساسي في الحياة والأمن والكرامة. فكل يوم يمر تحت نار الحرب هو جريمة جديدة، وصمة جديدة في جبين الإنسانية، واختبار صارخ لمزاعم المجتمع الدولي حول العدالة وحقوق الإنسان.

غزة لا تنتظر عبارات الشجب والاستنكار، بل تنتظر فعلًا دوليًا عاجلاً، وعدالة حقيقية، ومحاسبة للمجرمين.
كما قال نيلسون مانديلا: "الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع."



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
- الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب
- مجرمو الإبادة في غزة دون عقاب
- ما بين حرب أكتوبر ومسار التطبيع.. المطلوب فلسطينياً؟
- غزة تُجلد من ساستها
- احتجاز جثامين الشهداء في زنازين الموت.. جريمة عنصرية
- شـكـراً لـلـجـزائــر الأيقـونـة العربـيـة الـداعمـة لــفلـسط ...
- ما بعد معركة جنين لن تكون كما قبلها
- سبل مواجهة جرائم المستوطنين والاحتلال
- جنين أيقونة المقاومة وكابوس الاحتلال


المزيد.....




- صانعة المحتوى اللبنانية عبير الصغير تحتفل بخطوبتها في أجواء ...
- صانعة المحتوى عبير الصغير تحتفل بخطوبتها.. تفاصيل حصريّة عن ...
- -بخطوة نادرة-.. مسؤول يكشف لـCNN: وزير الخارجية السعودي سيزو ...
- ترامب: بكين -انتهكت بالكامل- الاتفاق مع واشنطن بشأن الخفض ال ...
- -برا وبحرا وجوا-.. -نيويورك تايمز- تكشف بنودا من مذكرة أوكرا ...
- الولايات المتحدة.. سحب طماطم ملوثة بالسالمونيلا قد تفتك بالم ...
- السيسي يتلقى اتصالا من رئيس وزراء اليونان بعد أزمة دير سانت ...
- تحذيرات من -أسلوب جديد- لسرقة أموال المصريين عبر الهواتف
- -سبيس إكس- تخطط لإرسال روبوتات إلى المريخ
- كاتس يهاجم ماكرون: اعترافكم بفلسطين مجرد ورق يلقى بمزبلة الت ...


المزيد.....

- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة المؤجلة