أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - غزة بعد وقف النار – اختبار جديد للإرادة الفلسطينية والمجتمع الدولي














المزيد.....

غزة بعد وقف النار – اختبار جديد للإرادة الفلسطينية والمجتمع الدولي


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 00:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

يسجّل الشعب الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، صفحة جديدة في سجلّ صموده الأسطوري، مع إعلان وقف إطلاق النار الذي أنهى، ولو مؤقتًا، فصولًا دامية من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عامين. هذا التطور، وإن حمل في طيّاته بارقة أمل، يشكّل في الوقت نفسه محطة اختبار حقيقية أمام صلابة الإرادة الفلسطينية وصدقية الموقف الدولي.

إن رضوخ الحكومة الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار لم يكن استجابة طوعية أو إنسانية، بل نتيجة مباشرة لصمودٍ غير مسبوق لشعبٍ أُريد له أن ينكسر، فاختار أن ينتصر بكرامته وإصراره. لقد قاوم الفلسطينيون في غزة الحصار والجوع والدمار، دون أن يتنازلوا عن حقهم في الحياة والحرية، مؤكدين أن القوة العسكرية مهما بلغت لا يمكنها إخماد إرادة التحرر الوطني.

ومع ذلك، لا يمكن فصل هذا الاتفاق عن سياق التجارب السابقة التي شهدت فيها إسرائيل انتهاكًا متكررًا للاتفاقات والالتزامات، كما حدث في الثاني من مارس/آذار 2025، حين أقدمت حكومة اليمين المتطرف على خرق تفاهمات التهدئة واستئناف عملياتها العسكرية. ومن هنا، تبرز الحاجة إلى ضمانات واضحة وفعّالة من الأطراف الراعية، ولا سيما مصر وقطر والولايات المتحدة، لضمان التزام إسرائيل ببنود الاتفاق وعدم الالتفاف عليه سياسيًا أو ميدانيًا.

ورغم أهمية وقف إطلاق النار، فإنه لا يعني نهاية الحرب فعليًا ما لم يُترجم إلى انسحابٍ كامل لقوات الاحتلال، ورفعٍ فوري للحصار، وفتحٍ دائم للمعابر دون قيود، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة بلا شروط. كما يجب أن يُستتبع بخطة شاملة لإعادة إعمار القطاع، بالشراكة مع مصر والدول العربية، لضمان تعافي غزة وعودة الحياة إلى شوارعها ومدارسها ومستشفياتها.

في المقابل، لا يمكن تجاهل المخاطر السياسية التي تلوح في الأفق، مع محاولات إسرائيل والولايات المتحدة إعادة إنتاج ما يُعرف بـ"الفصل الثاني من خطة ترامب"، الهادفة إلى فصل غزة عن الضفة الغربية وتكريس واقعٍ سياسي جديد يُضعف الهوية الوطنية الفلسطينية. هذه المخططات تتطلب موقفًا فلسطينيًا موحدًا يحبط أي مشروع لتجزئة الأرض أو تفكيك القضية.

ومن هنا، تبرز الضرورة الملحّة إلى إطلاق حوار وطني شامل يضم الأمناء العامين للفصائل، وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وهيئة رئاسة المجلس الوطني، إلى جانب شخصيات وطنية مستقلة، للتوافق على خطة وطنية جامعة تنظم الموقف الفلسطيني في المرحلة المقبلة. كما أن تشكيل وفد تفاوضي موحد، على غرار تجربة عام 2014، يشكّل خطوة أساسية لضمان وحدة القرار والتمثيل الفلسطيني في أي مسار سياسي قادم.

إنّ وقف إطلاق النار ليس نهاية الحرب، بل هو بداية معركة جديدة على طاولة السياسة والشرعية الدولية، حيث سيُختبر التزام العالم بقراراته، ومدى استعداده لإنفاذ القانون الدولي ورفع الحصار عن أكثر من مليوني إنسان.
فمن صمد في وجه القصف والحصار لن يقبل أن يُهزم على طاولة المساومات، ومن قدّم التضحيات الجسام لن يتنازل عن حقه في الحرية والاستقلال والعودة.



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل م ...
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- «أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة
- «مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الا ...
- مراكز الإغاثة تتحوّل إلى ميادين إعدام: واشنطن تقود المجازر ف ...
- إما وقف العدوان أو استمرار الإبادة: غزة في مواجهة فخ المساوم ...
- صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة
- يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة ...
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
- الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب


المزيد.....




- الولايات المتحدة: القضاء يأمر بتعليق نشر الحرس الوطني في شيك ...
- توقيع اتفاق المرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة في مصر بمشا ...
- لماذا وافق نتنياهو على وقف الحرب مرغما؟
- انفجاران عنيفان يهزان العاصمة الأفغانية كابل
- لماذا شارك مستشارا ترامب في جلسة حكومة نتنياهو؟
- عامان على الإبادة.. إسرائيل تصدّق على اتفاق غزة وهدوء حذر في ...
- طلائع قوات أميركية تصل إلى إسرائيل لمراقبة جهود خطة ترامب في ...
- بوتين يدعو إلى تعزيز التعاون الإقليمي في قمة دوشنبه التاريخي ...
- 733 يوما من الجحيم… غزة تخرج من رماد حرب الإبادة
- الحكومة الإسرائيلية تصدّق رسميا على اتفاق غزة


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - غزة بعد وقف النار – اختبار جديد للإرادة الفلسطينية والمجتمع الدولي