أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل مقاومة














المزيد.....

في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل مقاومة


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8488 - 2025 / 10 / 7 - 14:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


*في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل مقاومة*

بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تمرّ الذكرى الثانية على حرب الإبادة في غزة، لكنها ليست مجرّد محطة زمنية في تقويمٍ فلسطينيٍ مثقلٍ بالمآسي، بل اختبارٌ أخلاقيّ للعالم بأسره. عامان مرا منذ أن تحوّلت غزة إلى مسرحٍ مفتوحٍ للدم والرماد، وإلى مرآةٍ تكشف الوجه الحقيقي لنظامٍ دوليٍّ فقد ما تبقّى من ضميره. فمنذ اللحظة الأولى، لم تكن الحرب على غزة حربًا عسكرية بحتة، بل خطة ممنهجة لاقتلاع الوجود الفلسطيني، وتدمير مقومات الحياة، وإخضاع الوعي الجمعي للإرهاب والقهر.

لكن في مقابل كل هذا الخراب، صمدت غزة.
لم تُهزم رغم الجوع والدمار والعزلة. بل أعادت تعريف معنى الحياة وسط الموت، ومعنى الحرية داخل الحصار. ففي كل حيٍّ مهدّم، ووراء كل صورة طفلٍ خرج من تحت الركام، كانت تنبض رواية جديدة عن الإنسان الفلسطيني الذي يرفض أن يُمحى، مهما كان الثمن.

عامان على الإبادة، والعالم ما زال يتردّد في توصيف الجريمة باسمها الحقيقي. تقارير الأمم المتحدة تتحدث بلغةٍ رمادية، والعواصم الغربية تتذرع بـ"حق الدفاع عن النفس"، فيما صار واضحًا أن الدفاع الوحيد المشروع هو دفاع غزة عن حقها في الوجود. في المقابل، تتنامى في الضمير العالمي أصواتٌ حرّة — من جامعات، ومؤسسات ثقافية، ومجتمعات مدنية — تفضح الأكاذيب وتكسر احتكار السردية الإسرائيلية.

لقد فشلت آلة الحرب في تحقيق أهدافها.
لم تُنهِ المقاومة، ولم تُرغم الناس على الرحيل، ولم تُسقط روح التحدي التي باتت اليوم جزءًا من هوية غزة الكفاحية. فالدمار الذي أرادوه سلاحًا للإخضاع، تحوّل إلى وثيقة إدانة معلّقة في وجه العالم، وإلى ذاكرة جمعية تُعيد تعريف مفهوم العدالة والكرامة في القرن الحادي والعشرين.

وفي البعد السياسي، شكّلت الحرب لحظة انكشاف فلسطيني وعربي ودولي. فالصمت الرسمي العربي لم يكن أقلّ فتكًا من الصواريخ، والانقسام الفلسطيني استُغلّ لتقويض مشروع التحرر الوطني. ومع ذلك، أثبتت التجربة أن الشعب الفلسطيني هو الضامن الوحيد لبقاء قضيته حيّة، وأن المراهنة على الإرادة الشعبية أقوى من كل اتفاقيات الخداع والمساومات الإقليمية.

إن مرور عامين على الإبادة ليس فقط مناسبة للبكاء على الضحايا، بل دعوة إلى محاسبة المجرمين، وإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني على قاعدة الوحدة والمقاومة والعدالة. فغزة لم تعد مجرد جغرافيا محاصرة، بل فكرة أخلاقية كبرى، تتحدى منطق القوة وتُعيد طرح السؤال الأهم: ماذا يعني أن تكون إنسانًا في زمنٍ يُكافأ فيه القاتل وتُعاقَب فيه الضحية؟

بعد عامين على حرب الإبادة، ما زالت غزة تعلّم العالم أن الحياة ليست نقيض الموت، بل انتصاره.
من بين الركام، تكتب المدينة قصيدتها الأخيرة: “لن نموت مرتين، مرة بالرصاص، ومرة بالنسيان.”
هي ليست مجرد ذكرى، بل وعدٌ متجدد بأن الشعب الذي قاوم الإبادة سيصنع الحرية بيده.



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الإبادة بالعطش: الماء كسلاح تطهير جماعي في غزة
- «أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة
- «مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الا ...
- مراكز الإغاثة تتحوّل إلى ميادين إعدام: واشنطن تقود المجازر ف ...
- إما وقف العدوان أو استمرار الإبادة: غزة في مواجهة فخ المساوم ...
- صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة
- يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة ...
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
- الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب
- مجرمو الإبادة في غزة دون عقاب


المزيد.....




- حريق في منزل قاض بأمريكا.. والتحقيق جارٍ لكشف الأسباب الغامض ...
- جنيفر لوبيز تتألّق بإطلالة عنكبوتيّة مستوحاة من فيلمها الجدي ...
- بفيديو من زفافها.. سيلينا غوميز توجه رسالة لـ تايلور سويفت
- تحطم مروحية طبية على طريق سريع بأمريكا.. شاهد ما حدث
- تحفة معمارية..نظرة على دير منحوت بصخور جبل المقطم في مصر
- إسرائيل تحيي الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر
- سلوفينيا تختتم مهرجان R.o.R بمشهد فني يربط الإنسان بالكون
- تدخين التبغ في انخفاض مستمر والسجائر الإلكترونية تتصدر الأسو ...
- ألمانيا: مساعدات إعادة إعمار غزة جاهزة فور وقف إطلاق النار
- الضفة الغربية: أكثر من 31 ألف اعتداء إسرائيلي وأكثر من ألف ق ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - في الذكرى الثانية لحرب الإبادة في غزة: حين يصبح البقاء فعل مقاومة