أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - «أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة














المزيد.....

«أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة


وسام فتحي زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 19:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

لم تكتفِ إسرائيل بجرائمها اليومية من قتل وتدمير وحصار ضد الفلسطينيين برًا وجوًا وبحرًا، بل أضافت إلى ترسانتها وسيلة أكثر خسةً وحقارة: تجنيد أدوات محلية لتنفيذ مشروعها الاستعماري بأيدٍ فلسطينية.

كشفت تقارير عبرية أن رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار، هو العقل المدبّر لما يُسمى بمشروع "أبو شباب" — عصابة فلسطينية جُنِّدت وسُلِّحت بهدف إعادة إنتاج الاحتلال بوجه محلي. ووفقًا للمصادر ذاتها، وافق بنيامين نتنياهو على الخطة، وأشرف "الشاباك" على نقل السلاح وتمويل المجموعة لتبدأ مهامها القذرة تحت غطاء "الحكم البديل".

مرتزقة بلا قضية

من هم عناصر "أبو شباب"؟ إنهم مجموعة من الخارجين عن القانون، تورطوا في تجارة المخدرات والتهريب وجرائم ضد الممتلكات. لا يملكون انتماءً وطنيًا، ولا يحملون راية، بل يشكّلون ميليشيا وظيفية هدفها تفكيك المجتمع وضرب استقراره، مقابل حفنة من المال وخدمةً لأجندة الاحتلال.

ما يُروَّج له باسم "الحكم البديل" ليس مبادرة إنقاذ، ولا تسوية سياسية، بل حرب من نوع جديد، تُخاض بأدوات قذرة لتفكيك النسيج الوطني الفلسطيني من الداخل، وتصفية قضيته بأيدٍ مأجورة.

الدهنية... الحاضنة القديمة للمشروع الأمني

لفهم السياق الأمني لهذا المشروع، لا بد من التوقف عند منطقة الدهنية شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، المحاذية للأراضي المحتلة عام 1948. هذه المنطقة الزراعية الحدودية، كانت حتى عام 2005 بؤرة نشطة للعمل الأمني الإسرائيلي، حيث استُخدمت لنشر العملاء وجمع المعلومات بسبب موقعها النائي وضعف الكثافة السكانية آنذاك.

قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة، شكّلت الدهنية مركزًا للتنسيق الأمني ونقطة تواصل آمنة للجواسيس. لكن بعد تفكيك المستوطنات، تحوّلت إلى نقطة ارتكاز للمقاومة، وشهدت حملات تمشيط أمني وملاحقة للعملاء، إضافة إلى بناء تحصينات لرصد تحركات الاحتلال.

اليوم، حين يعيد الاحتلال الترويج للدهنية كنقطة انطلاق جديدة لمشروعه، فإنه يستدعي ذات العقلية الأمنية التي ترى في الجغرافيا أداة لضرب الداخل الفلسطيني.

لا «حماستان» ولا «فتحستان»... بل «خيانة ستان»

منذ بدء العدوان، يسعى نتنياهو لفرض معادلة جديدة: لا مكان لحماس، ولا للسلطة الفلسطينية في غزة. فمَن البديل؟

الجواب الصادم: ميليشيا عميلة، تتلقى أوامرها من "الشاباك"، وتستعد لتشكيل كيان موازٍ يخدم الاحتلال. أن تتحوّل مجموعة بلا شرعية، تروج لخدمات عامة وتُعلن عن وظائف، إلى سلطة حاكمة؟ هذا لا يختلف عن تجربة "روابط القرى" أو "جيش لحد" — أدوات الاحتلال لقتل حركات التحرر من الداخل.

السلطة الفلسطينية: شريكة بالصمت... أو بالفعل

في ظل هذا المشهد، تلوذ السلطة الفلسطينية بصمت مريب. وإنكار المتحدثين الرسميين لأي علاقة بـ"أبو شباب" لا يعفيها من المسؤولية. فالصمت، دون موقف واضح يُدين المشروع ويجرّمه، لا يُفسَّر إلا كموافقة ضمنية.

إن غياب موقف وطني حازم من السلطة، وتراخي الفصائل في ملء الفراغ السياسي والأمني في غزة، يمنح الاحتلال فرصة لتوسيع نفوذه بأيدٍ فلسطينية.

«أبو شباب»: خنجر مسموم في خاصرة الوطن

هذا المشروع ليس تجريبيًا، بل أداة أمنية واستخباراتية متكاملة، هدفها إشاعة الفوضى، وضرب المقاومة، وتمزيق وحدة غزة. هو احتلال مقنّع بواجهة فلسطينية، أشد خطرًا من الاحتلال المباشر لأنه يختبئ خلف أقنعة محلية.

لا رحمة للخونة... ولا غفران للمتواطئين

الخيار الآن واضح: إما إسقاط مشروع "أبو شباب"، أو التسليم باحتلال جديد يُدار بأسماء ولهجات فلسطينية. كل من يتعاون مع الاحتلال، أيًا كانت صفته أو فصيله، هو خائن يجب فضحه ومحاكمته. ومن يصمت على الخيانة، فهو شريك في الجريمة.

الرهان على وعي الناس...

لن تُسقط هذه العصابات إلا بثورة شعبية واعية وشجاعة، تفضحها وتحاصرها وتمنع تمددها بالقوة. وإذا استمر التراخي في مواجهتها، فسيجد الجميع أنفسهم أمام نسخة فلسطينية من "جيش لحد" في قلب غزة.

الطعنة من الداخل أشد إيلامًا

"أبو شباب" ليس اسمًا لشخص، بل عنوانًا لخيانة منظمة تُمرَّر تحت وقع النار والحصار والصمت. وإن تُرك المشروع يتمدد، فإننا أمام سيناريو يُدار فيه قطاع غزة بأدوات الاحتلال، كما حدث في جنوب لبنان.

حان وقت الحسم. فكل من يرفع سلاحه ضد شعبه خدمة للاحتلال، لا يُسمى مقاومًا، بل خائنًا — ولا مكان للخونة بيننا.



#وسام_فتحي_زغبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «مادلين».. سفينة الحرية التي كسرت حاجز الصمت وفضحت قرصنة الا ...
- مراكز الإغاثة تتحوّل إلى ميادين إعدام: واشنطن تقود المجازر ف ...
- إما وقف العدوان أو استمرار الإبادة: غزة في مواجهة فخ المساوم ...
- صرخة من تحت الركام بعد أكثر من 600 يوم من حرب الإبادة في غزة
- يوم من حرب الإبادة في غزة... وصمة في جبين الإنسانية والعدالة ...
- بأوامر عليا: إسرائيل تحوّل الفلسطينيين إلى أدوات موت في مياد ...
- «ركيفت».. الجريمة المستترة تحت الأرض
- المقاطعة تتقدّم... وإسرائيل تُعزل في عقر دار داعميها
- من التهجير إلى الوصاية: المشروع الاستعماري يُستكمل في غزة
- الصحافة تحت النار: حين تصبح الكاميرا شاهدة على الرحيل الأخير
- التهجير تحت نار الحرب: -ليس مجرد قصف... بل اقتلاع للإنسان-
- غزة تنادي في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أوقفوا إبادة الصحف ...
- الفوضى في زمن الإبادة: كيف نحمي ما تبقى من غزة؟
- القاتل الصامت: كيف حوّلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي إلى سلاح ف ...
- حين تتحول السجون إلى مقابر للأحياء: معتقلو غزة بين وحشية الا ...
- حسام أبو صفية.. طبيب فلسطيني هز أركان «كيان إسرائيل»
- الاختفاء القسري والتنكيل بالأسرى الفلسطينيين جرائم حرب
- مجرمو الإبادة في غزة دون عقاب
- ما بين حرب أكتوبر ومسار التطبيع.. المطلوب فلسطينياً؟
- غزة تُجلد من ساستها


المزيد.....




- إسرائيل تعلن عن أول وفاة جراء الهجوم الإيراني
- إصابة نائب تركي باعتداءات على نشطاء -قافلة الصمود- في مصر
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجارات في طهران.. واشتعال ني ...
- مسؤول إيراني لـCNN: سنستهدف قواعد أي دولة ستدافع عن إسرائيل ...
- شاهد.. دمار واسع في تل أبيب خلفه الهجوم الإيراني
- -التايمز-: إسرائيل لم تبلغ بريطانيا بنيتها ضرب إيران لأنها ل ...
- خبير طاقة مصري يكشف أسوأ سيناريو بعد الضربة الإسرائيلية للمن ...
- الحرس الثوري الإيراني: الضربات الصاروخية استهدفت 150 موقعا إ ...
- خبير عسكري مصري يكشف سبب قوة تأثير صواريخ إيران فرط الصوتية ...
- وزير خارجية الإمارات يجري اتصالات موسعة مع عدة دول لتجنب الت ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام فتحي زغبر - «أبو شباب»: خنجر الاحتلال المسموم في خاصرة غزة