أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - السلام الحقيقي يحتاج إلى الشجاعة الحقيقية














المزيد.....

السلام الحقيقي يحتاج إلى الشجاعة الحقيقية


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 22:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أنَّ في حياة الأمم والشعوب لحظات يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه؛ من أجل انطلاقة جسورة نحو آفاق جديدة.
وهؤلاء الذين يتحملون، مثلنا، تلك المسؤولية الملقاة على عاتقنا، هم أول من يجب أن تتوافر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية، التي تتناسب مع جلال الموقف. ويجب أن نرتفع جميعاً فوق جميع صور التعصب، وفوق خداع النفس، وفوق نظريات التفوق البالية؛ فمن المهم ألاّ ننسى أبداً أن العصمة لله وحده. وإذا قلت إنني أريد أن أجنّب كل الشعب العربي ويلات حروب جديدة مفجعة، فإنني أعلن أمامكم- بكل الصدق- أنني أحمل نفس المشاعر، وأحمل نفس المسؤولية، لكل إنسان في العالم، وبالتأكيد نحو الشعب الإسرائيلي. إنّ الروح التي تزهق في الحرب، هي روح إنسان، سواء كان عربياً أو إسرائيلياً. إنَّ الزوجة التي تترمل، هي إنسانة، من حقّها أن تعيش في أسرة سعيدة، سواء كانت عربية أو إسرائيلية." أنور السادات في الكنيسيت الإسرائيلي

مهما كررنا ومهما كتبنا على ما يبدو أن الأذن العربية صماء لا كلام يدخل ولا كلام يسمع، على مدى العصور وتوالي الأحداث، يبدو لي أن العرب لا يفهمون أو بالأحرى هم لا يريدون التعلم من الأساس، لأن الأمية ليست فقط في العلم، بل هناك أمية في كل شيء، أمية في السياسة وأمية في الإنسانية وحتى أمية في القلب، هناك أناس لا يقرؤون ولا يكتبون لكنهم يفهمون الحياة بقلبهم وبفطرتهم التي ولدوا عليها.

لقد ماتت الحكمة ومعها الفكر الحضاري والعصر الذي تجد فيه بعض العقول في الوطن العربي متفتحة على السلام الحقيقي وتشارك أفكارها مع العالم العربي لتفتح باقي العقول معها. أما اليوم فنحن في زمن السلام الزائف، سلام لا يتعدى الحبر على الورق. ماتت الشجاعة مع السادات ولم تعد بعدها أي شجاعة، لأنه أقام سلام لا رجعة فيه، ولم يهدد بين الحين والآخر باللعب بورقة السلام ، ولأنه كان يعلم أهمية المعاهدة، والدليل ذهابه إلى إسرائيل وعلى عاتقه المواجهة الشاملة مع الوطن العربي برمته، لكنه ذهب بكل شجاعة وبدون خجل، وحل ضيف على أكثر الحكومات يمينة في إسرائيل، لم يتذرع بوجود هذه الحكومة لتأخير أي خطوة من شانها رأب الصدع بين الأمتين، السادات لم يخجل من السلام مع إسرائيل ولم يوقع المعاهدة من هنا ويفتح إعلامه لمهاجمة إسرائيل ليلاً نهاراً من باب الشعور بالذنب أو الخجل، حتى يومنا هذا لم يتجرأ أي قائد عربي للذهاب إلى الكنيسيت الإسرائيلي ليمد يد السلام الحقيقي وليس التجاري وعلى الورق. عندما أفتح على الشاشات الإخبارية العربية لاعتقدت اننا مازلنا في حالة حرب مع تل أبيب، التحريض على الإسرائيليين مازال يومياً، الأخبار كلها تعكس أن لا سلام مع إسرائيل بالكذب والتظليل ونقل أخبار عارية عن الصحة، لعلم تلك القنوات أن المشاهد العربي لا يتابع المحطات الإسرائيلي، وعندما يتم استضافة المحللين الإسرائيليين يتم التعامل معهم على أساس فوقي و بتعالي، وتتم مقاطعة الضيف في كل ثانية وبكل صفاقة مما يوحي أن لا سلام حقيقي قد حصل، وفي نفس المقابلة يتم إعطاء متحدث باسم حماس أو أحد أفراد حكومة الجولاني كل الهواء والوقت حتى تصل إلى درجة عدم مراجعة كذب هؤلاء وتغيير الحقائق معهم. هذا ما شهدته في إحدى القنوات العربية، الضيف من دمشق بكل صفاقة يكذب ويقول: إن من أخرج إيران من سوريا هي قوات الجولاني، وأخذ يكذب ويكذب لمدة لا تقل عن خمس دقائق بدون أن يقاطعه المذيع وعندما حاول الضيف الإسرائيلي تصحيح المعلومة وهي أن لولا تل أبيب لكان بشار الأسد وحزب الله والحوثيين وإيران لوقعت كل الدول العربية تحت قبضة إيران وأتباعها، أضف على ذلك أن المذيع أخذ يكذب ويقاطع الضيف الإسرائيلي على كل كلمة وحرف.

السلام الحقيقي يحتاج إلى الشجاعة الحقيقية، وليس التواري خلف تصريحات من مسؤول هنا أو هناك، السلام الحقيقي عندما نتقبل الآخر بضمير صافي بدون أحقاد الماضي، مازال العرب يرون في السلام وسيلة من أجل مصالح خفية، عندما يبدأ الإعلام العربي ومن خلفه من يموله بتغيير الخطاب الكريه المقيت الموجه ضد كل قضية لا تتمشى مع معتقدات تاريخية سوف نفتح باب السلام الحقيقي بين الشعوب. ماذا تتوقع من المشاهد العربي عندما تتم أدلجته 24 ساعة في اليوم بخطاب معادي لليهود، والمسيحيين، والدروز، والعلوين؟ كيف يحدث سلام حقيقي والقادة العرب وماكينتهم الإعلامية تروج لليلاً نهاراً لمجازر الجولاني في سوريا وتسويقه للعالم ولا كأنه كان إرهابياً لبس بدلة غربية وخفف ذقنه الإرهابي وكأنه حمامة سلام، عندما يتم تبرير القتل ضد الأقليات التي تصل إلى حد إخفاء هذه المجازر وتصوريها على انها أحداث عادية في خلفية الشاشة العربية. عن أي سلام نتحدث إذا مازال الحديث الفوقي والمتعالي مع الآخر؟ أي سلام هذا خجل الذي يتحجج كل ساعة بقميص عثمان؟ " كما تذكر هذه الدول، وتلك الدولة يمينية متطرفة"، إذا كان هذا السبب، كيف يرد القادة العرب عن تعاونهم الوطيد والوثيق مع الجولاني وأتباعه قاطعي الرؤوس ومغتصبين المسيحين والدروز والعلوين وحتى السنة المختلفين معهم؟ أليس الجولاني يميني متطرف أيضاً بالقاموس العام؟ أم أنه أصبح فجأة أبو محمد سارتر؟ إذا كانت الحجة، اليمين المتطرف فقد سقطت الحجة في أول لحظة مدوا يدهم للسلام مع إرهابي ٍسابق أصبح رئيس بدون حتى انتخابات عامة، وعندما تتم دعوة لاريجاني إلى القصور العربية ووزير الدفاع الإيراني يتبجح في شوارع الدول العربية وهم الذين تلطخت أيديهم بدماء العرب، وهم أكثر البشر تطرفاً من أي يمين في العالم، لذلك العرب لا يستحقون السلام الحقيقي كسلام السادات، لأن حرب العرب هي حرب دينية ضد اليهود والمسيحيين والأقليات في الشرق الأوسط وليست قضية سياسية تحل بمد الأيادي للسلام الحقيقي وبنية صافية.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خبر عاجل
- أوروبا ترتدي الحجاب
- كل ما طال الحديث ضاعت الحقيقة
- نكسة 2025
- العدو يتربص بنا!
- كذبة القضية
- اخترعوا كذبة ثم صدقوها
- ماذا حدث لليسار؟!
- الانفجار الأعظم قادم
- اليأس يحب الرفقة
- عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا
- 1400 عام من الإرهاب
- الحياة حلوة بس نفهمها...
- نهاية سنة مثيرة
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم


المزيد.....




- وكالة الطاقة الذرية: درع مفاعل تشرنوبل لم يعد قادرًا على احت ...
- ترحيب في دمشق.. كندا ترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإره ...
- الأردن والعراق إلى ربع نهائي كأس العرب والجزائر تحقق فوزا عر ...
- نجل بولسونارو يعلن نفسه وريثا سياسيا لوالده ومرشحا لرئاسة ال ...
- كايا كالاس: غالبية الدول ترفض المشاركة في نزع سلاح حماس
- اليمن عند مفترق طرق: خارطة طريق معطلة وانقسامات داخلية تعمّق ...
- هل بدأت إيران تطبيق إستراتيجية المقاومة بدل التسوية؟
- عبد العاطي: معبر رفح لن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين
- خليفة -أبو شباب- يتوعد حماس في جنوب غزة
- الشرع: إقامة إسرائيل منطقة عازلة تهديد للدولة السورية


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - السلام الحقيقي يحتاج إلى الشجاعة الحقيقية