أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - العدو يتربص بنا!














المزيد.....

العدو يتربص بنا!


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ فجر التاريخ ومع الثورة الصناعية وما تلاها من ثورات رقمية وثورات علمية، والبشرية لم تتوقف حتى يومنا هذا عن تشغيل العقل، حتى الفن وصناعة الأفلام هي تعتبر ثورة فكرية ونهضة حضارية أخذت العالم من مكان إلى مكان، لكل أمة كبوة ولكل أمة نهوض ولكل أمة خياران، إما البناء أو البقاء في الحضيض. هناك أمم اختارت النهوض الثوران على نفسها، ومعنى الثورة هنا ليس فقط النزول إلى الشارع والتظاهر ضد سياسة الحكومات، بل ثورة فكرية في العلم والموسيقى، ثورة في التعليم والصناعة، ثورة في انتاج الأدوية واكتشاف طرق جديدة لمواجهة التحديات، ثورة عسكرية تحمي سماء الدول، وثورات أخرجت دول كانت تفتقر حتى خدمات الصرف الصحي وكانت شوارعها تفيض بالمخلفات البشرية، كل ذلك أنتهى بعد أن قررت هذه الأمم أن تنتفض على نفسها أولاً وعلى النظام العام ثانياً.

وعلى النقيض، الدول الاخرى أو بالأحرى الدول التي تقودها النخبة العفنة الدينية التي تآكلت هي وحكوماتها وشعوبها، مثل الوطن العربي والأمة الإسلامية جمعاء أنظروا إلى حال هذه الدول وكأن الزمن تجمد عند القرن الأول الهجري أنظروا إلى حال هذه الشعوب وشوارعها، أختار الحكام فيها أولاً أن يحكمُ بالسيف والنار والحديد على أن يتنازلوا ولو عن قطرة من التغيير، والشعوب مع الوقت سلمت الدفة لهؤلاء وغاصت في نعاس عميق على غرار أهل الكهف، ولم يستيقظوا حتى اليوم، وعند أي منعطف يشك الحكام بأن الشعب ممكن أن يستيقظ خدروه مرة آخر بكذبة التدخل الخارجي والمؤامرات الخارجية والعدو يتربص للأمة الخ.... ، وعندما ترى الدول العربية والإسلامية بلا ماء ولا كهرباء ولا مقومات حقيقة للعيش مثل البشر الآخرين، يتساءل المرء ما هذا الأفيون الذي تتعاطاه هذه الشعوب؟ التي قبلت بالذل والحرمان، أي تخدل خارجي سيكون أسوأ من عدم وجود بنية تحتية أو حتى مياه صالحة للشرب؟ كنا في الوطن العربي نتشدق بخيراتنا ونقارن الرفاهية التي يعيش فيها المواطن العربي بالمواطن الغربي، كنا نقبل بعدم وجود حرية الرأي لأننا نعيش في بحبوحة، وكنا نعيش حياة كريمة لا يوجد فيها انقطاع للكهرباء وشح للمياه، والقطاع الصحي في دولنا كان متقدم واليوم أصبح قطاع الموت، ضرائب تزداد كل يوم بدون أي تغيير في حال البلد، بل بالعكس كلما زادوا الضرائب كلما زاد الفساد والفقر، وعند أي استفسار عن الحالة التي وصل لها أي بلد عربي يأتيك رد ممثلي الحكومات بأنها افضل حكومة وإن سقطت أو زال الحكم فالتدخل الخارجي سيكون أسوء، ليعيش المواطن ويموت على هذا الحال.

حجة التدخل الخارجي والمؤامرات تذكرني بكتاب جورج أورويل "مزرعة الحيوان" عندما استلمت الحيوانات السلطة من البشر وثم حولت المزرعة إلى ركام، كان العذر في أي لحظة من لحظات التململ من الوضع في المزرعة هو" إذا لم تقبلوا بهذا الوضع فإن البشر سيعودون لاستعبادكم كما في السابق"، كحال بعض الشعوب، ولكن على المرء أن يتساءل لماذا لم يهدد قادة كوريا الجنوبية بعودة الحرب الكورية وخداع الأمة بهذا الوهم وترك الدولة في مهب الريح وقادتها يستمتعون بالخيرات والثروات والشعب يقبل بالحضيض، لماذا قادة فيتنام لم يأخذوا الحرب الطاحنة سبباً لبقائهم على حالهم والتمتع بالسلطة بدون أن يقدموا أي شيء للشعب؟ انظروا إلى فيتنام الآن هي من أجمل الدول في العالم، لماذا لم يهدد قادة اليابان بالدمار المستمر؟ بل قاموا بالاستسلام وذهبوا إلى بناء أعظم اقتصاد في العالم، والدخول في النظام العالمي الطبيعي، وكذلك ألمانيا بعد سقوط جدار برلين أصبحت ألمانيا الدرع الطبي للعالم واقتصادها اليوم هو أكبر اقتصاد في القارة العجوز والاتحاد أوروبي يعتمد عليها مالياً، لم يهدد سياسيوها يوماً بعودة الاتحاد السوفيتي وبعودة التقسيم مرة أخرى ذريعة لهم. لذلك الوطن العربي والشرق الأوسط لم يلحق بركب الثورات كلها وبقينا في القرن 14، ولو قطع عنا العالم فقط القهوة والطحين لمتنا من الجوع فما بالكم التكنولوجيا والطب والفن والطائرات التي تحلق بنا كل صيف إلى عالمهم السحري.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة القضية
- اخترعوا كذبة ثم صدقوها
- ماذا حدث لليسار؟!
- الانفجار الأعظم قادم
- اليأس يحب الرفقة
- عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا
- 1400 عام من الإرهاب
- الحياة حلوة بس نفهمها...
- نهاية سنة مثيرة
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم
- هل حان وقت الرحيل؟
- لماذا ليس السودان؟!
- القراءة تخرجك من النار
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي


المزيد.....




- إسرائيل تخطط لـ-إجهاض- الاعتراف بدولة فلسطينية، والسلطة الفل ...
- باريس ولندن وبرلين تفعّل آلية إعادة فرض العقوبات الأممية على ...
- إسرائيل تشن أعنف هجماتها على صنعاء وتستهدف قيادات حوثية بارز ...
- لبنان... مجلس الأمن ينهي عمل اليونيفيل بعد 50 عاما من خدمتها ...
- حكومة السودان تسلط الضوء على معاناة مليون شخص محاصر في الفاش ...
- المعلمون التونسيون ينظمون -يوم غضب- للمطالبة بزيادة الأجور
- سموتريتش يدعو لإبادة سكان غزة ويتوعد: من لا يموت بالرصاص سيم ...
- احتجاجات الأساتذة تؤجج المواجهة بين اتحاد الشغل والسلطة في ت ...
- -لحظة حاسمة-.. ترامب يستضيف لي في أول زيارة له كرئيس لكوريا ...
- غارات إسرائيلية جديدة على صنعاء.. ومسؤولان: استهدفت كبار قاد ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شروق أحمد - العدو يتربص بنا!