أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شروق أحمد - الانفجار الأعظم قادم














المزيد.....

الانفجار الأعظم قادم


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 00:11
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بخلاف التفاؤل هذه الأيام، وكل المحادثات هنا وهناك، وكل الصراعات المفتوحة في منطقتنا، ورغم حديث واشنطن عن الدبلوماسية القوية والتوصل إلى حلول مع الجميع، إلا أن طبيعة الشرق الأوسط هي طبيعة انفجارية وغير متوقعة، لم تنفع قط الدبلوماسية، بل بالعكس كلما حاول الجميع التظاهر أن هناك حل في الأفق، فجأة تنفجر المنطقة، لأننا نعيش مع واقع متناقض وكل طرف في هذا الصراع الكبير يخدم إيديولوجية معينة، وكل طرف يخدم قوى آخر، كل فصيل له انتمائه، فلا يمكن أن يبنى سلام بين متناقضات هذا لم يحدث ابداً في التاريخ وحتى لو حدث يكون آني، فمثلاً في كل عقد من الزمن تقوم الأطراف العربية مجتمعة على فكرة حلول لمشكله معينية إلا أنها دائما تأتي بعد انفجار كبير يكون قد حرق الأخضر واليابس، فقبل 15 عام كان انفجار الربيع العربي "ربيع الدم" ماذا فعل العرب؟ قاموا بحلول ترقيعيه، قام كل طرف بترقيع حلول للطرف الذي يتماشى مع اجنداته بدون تغيير حقيقي أو سياسة واضحة، القيادات العربية لم تحل هذه المشاكل جذرياً، بل تعاطت مع الوضع كأمر واقع لا مفر منه، في ليبيا، تونس، سوريا، اليمن، العراق، ولبنان وغيرها من الدول عندما ننظر إلى حالة هذه الدول وبعد عقد ونصف، ذهب إلى الأسوأ لم تفد الحلول العربية ابداً.

وها نحن بعد كل هذا الدمار والقتل والدماء عاد العرب لأنصاف الحلول، والتعاطي مع كل مشكلة كأمر واقع لا يمكن تغييره، فمثلاً سوريا سلم العرب أن الحكم الجديد فيها إسلامي رجعي، بدل من مواجهةِ هذا الواقع بحزم، قاموا بإعطاء الأوكسجين إلى هذه الجماعات الإرهابية، ودفع المليارات لهم وتمكنيهم من الحكم، رغم أن الدول العربية في الظاهر تحارب التطرف والإرهاب وتحاول أن تصبغ دولها على أنها مدنية، كيف يمكن تحليل هذا المشهد، عندما نقول اننا مع العلمانية والمدنية ثم تدعم جماعات تعيش في قرون الغزوات والفتوحات، لا يمكن بناء سلام مع متناقضات، اذا كان المشروع العربي هو حول التقدم إلى الأمام وبناء الدول على شكل القرن الواحد والعشرين فكيف يسير هذا مع هيئة تحرير الشام وحماس ونظام الملالي في طهران؟


ان ما تمر به منطقة الشرق الأوسط اليوم ليس الهدوء قبل السلام بل الهدوء قبل الانفجار، لأن حقيقة الأمر أن التاريخ لا يسير إلى الخلف حتى لو كان يبدو كذلك، لا يمكن للسلام أن يحدث بين العلمانية المدنية والداعشية والملالي، فالعقل يقول أنهُ لا يمكن لطرفين متناقضان في الإيدلوجية أن يبنيا سلام حقيقي، لأن هناك طرف يريد البناء والتقدم في كل المجالات والطرف الآخر يريد ان يعود إلى زمن الخلفاء الراشدين والصراع على الخلافة، لا يمكن التصديق أن عقول تعيش في قرون الفتوحات وعقول تعيش عالم الذكاء الاصطناعي و البحوث العلمية والتطور الطبيعي للدول والحضارات مع دولة الخلافة. ما يحدث في الشرق الأوسط هي حروب دينية بحته بين سنة وشيعية وكل طرف يريد إلغاء الآخر، والدليل على ذلك سوريا وما يحدث اليوم فيها من صراعات، عندما يتحدث حكام الدول العربية عن خروج إيران من سوريا وعودتها إلى الحضن العربي يعني بالمختصر أن سوريا عادت سنية، والعرب مجددا يرتكبون نفس خطأ أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي والجماعات الجهادية بتسليم سوريا إلى تركيا التي تدعم إخوان المسلمين وتهرب المال لحزب الله في نفس الوقت، في ذات الوقت الذي تحضٌر فيه الدول العربية جماعة الإخوان، وفي نفس اللحظة محاولة استيعاب نظام الملالي في إيران الذي يتناقض مع ما يحدث في سوريا، مما يجعل العقل في حيرة، كل هذه الأطراف تريد الخلاص من بعض، وفي نفس الوقت الكل يدعي أنه يريد السلام ، لذلك الانفجار الأعظم قادم بل وعلى كل الجبهات، رغم كل مؤشرات التهدئة.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليأس يحب الرفقة
- عالم الموسيقى اسمعوا لها وأنصتوا
- 1400 عام من الإرهاب
- الحياة حلوة بس نفهمها...
- نهاية سنة مثيرة
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم
- هل حان وقت الرحيل؟
- لماذا ليس السودان؟!
- القراءة تخرجك من النار
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي
- الإنسانية لا دين لها
- قطار الإسلام السياسي و الأنظمة
- احتفال عربي إسلامي!!
- المسكوت عنه في الدورة الشهرية


المزيد.....




- -لكنتم تتحدثون الألمانية أو اليابانية الآن-.. ترامب عن تنظيم ...
- حصار غزة: سفينة -مادلين- في مهب رياح السلطات الإسرائيلية
- شطب الإمارات من القائمة الأوروبية السوداء لغسل الأموال وإضاف ...
- هل تهدد أزمة كاليفورنيا أسس النظام الفدرالي الأمريكي؟
- عقوبات أمريكية تستهدف مؤسسات خيرية بزعم دعمها حركة حماس
- الحوثيون: استهدفنا مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخين بالستي ...
- الحكومة الإيرانية: طهران أعدت نفسها لمختلف السيناريوهات
- نيبينزيا: روسيا تدعم سيادة العراق وتعارض أي تدخل خارجي في شؤ ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية: خطط الضربات جاهزة في حال ان ...
- على غرار صفقة رأس الحكمة.. مصر تخصص أرضا ضخمة بالبحر الأحمر ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - شروق أحمد - الانفجار الأعظم قادم