أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شروق أحمد - نهاية سنة مثيرة














المزيد.....

نهاية سنة مثيرة


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 22:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحتفل العالم بنهاية كل سنة على وقع الأنغام والاحتفالات والرقص وعلى أمل أن تكون بداية السنة الجديدة جميلة وسعيدة فيها الكثير من الفرص والأحلام الجديدة، فالعالم يجري نحو إنجازات جديدة، وفتح آفاق علمية خيالية، وبناء ناطحات السحاب بأشكال هندسية لا يتخيلها العقل البشري، والبحث عن فرص عمل جديدة وتحليل الأخطاء السابقة، ظاهرة لازمة مع نهاية كل عام تفتتح بالألعاب النارية والبشرية ترقص في شوارع الدول الحية على وقع أنغام موسيقى نهاية العام، والعشاق يحتفلون بالقُبل مع العد التنازلي لنهاية السنة وبدأ سنة جديدة فالعائلات تتحرك كخلية نحل كما بالأفلام الإيطالية حيث يشهد المطبخ حزمة من النشاط، منهم يطبخ ومنهم من يأكل ومن يجرب وسط ضوضاء الفرح والضحك أذ يمتلئ المنزل بالعائلات وتفوح روائح الأطعمة الممزوجة بالحب والنكهات ،هذه هي الجنة الحقيقية.

مع كل مشاهد الفرح والرقص والحب هذه التي تسود عواصم القارات وتحديدًا الدول الحية والمدنية، تأتي للشرق الأوسط ومحيطه العربي والإسلامي وتجلس على طاولة طعام بأحد المطاعم البائسة، تنتظر نهاية السنة وكأنها شيء واجب، لتبدو وكأنها نهاية الكون، بل هناك الأمر المحزن أن ترى من يحتفل بنهاية السنة على أساس أنها نهاية سنة مسيحية وليست إسلامية، وأن الاحتفال بنهاية السنة هي بدعة وثنية وحرام الاحتفال بها، بل هناك دول عربية حرمت حتى وضع شجرة الميلاد وهناك من يحرق شجرة الميلاد وكأننا في عصر الخلافة والعصور التي ولت بلا رجعة ولكن يبدو أن تخلفنا عن الحضارات هو تخلف حتى في الفرح الروحي وحب الحياة كما غناها فريد الأطرش "الحياة حلوة بس نفهمها" وكأنه كان يعلم أنه سيأتي يوم ويكون فيه حتى الفرح محرم ،حتى نلتحق بالجنة الموعودة، أما جنة الأرض فهي مخالفة لكل غريزة بشرية خلقت معنا منذ أول نظرة على هذا الكون.
عندما أرى العالم يحتفل ويرقص بعد سنة طويلة من التعب والعمل والشقاء وهناك البعض يحتفل بعد أن أتم علاج طويل متعب أو بعد انتكاسة صحية يأتي ليحتفل بنجاحه في اختبار الصحة التي طال انتظارها، ليأتيك شيخ معمم او شيخ أزهري ليحرم عليك هذه الفرحة، أو ليقول للأمة عن حكم الاحتفال بالسنة الجديدة.

ومع كل الاحداث الدراماتيكية التي حدثت في الشرق الأوسط هذه السنة كما كل سنة غير أن هذه السنة مع تغيير خرائط الشرق الأوسط ومع الحروب التي لاتزال تحرق كل شيء ورغم الأوضاع المزرية التي يبكي لها القلب، يأتيك فضيلة الشيخ ومعهُ العقول البالية الرجعية الدينية المتحجرة لتقول لك أن الاحتفال بالسنة الجديدة هي بدعة والمضحك المبكي في هذا المشهد كله أن هناك عقول علمانية وليبرالية في الوطن العربي تخرس ولا تتجرأ وتتكلم خوفاً من ردة الفعل عليها وخوفاً من العزلة الاجتماعية التي تفرض على من يخالفهم الرأي، وهؤلاء العلمانيين أو من يدعون الليبرالية يحتفلون بالسر في بيوتهم ولا ينطقون بحرف ضد أصوات رجعية سلفية لم يكمل بعضها حتى دراسة الابتدائية، ورغم كل التغييرات الحاصلة امامنا وكل الخرائط التي ترسم من حولنا مازلنا نناقش هل الاحتفال بالسنة الجديدة حلال أم حرام.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوكب الجاهلية
- الصمت من فولاذ
- العالم يسقط
- زعيم السلام
- البيت العربي يحترق
- زمن القهوة والموسيقى والعلوم
- هل حان وقت الرحيل؟
- لماذا ليس السودان؟!
- القراءة تخرجك من النار
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي
- الإنسانية لا دين لها
- قطار الإسلام السياسي و الأنظمة
- احتفال عربي إسلامي!!
- المسكوت عنه في الدورة الشهرية


المزيد.....




- بعد سنوات من الصمت.. “الجمل” يعيد الروح الرياضية للمؤسسة الع ...
- العراق يدعم اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في إسطنبول ب ...
- ريشون ليتسيون أول مستوطنة لليهود في فلسطين
- وزير خارجية إيران يدعو الدول الإسلامية للتحرك ضد إسرائيل
- هل عارض ترامب خطة إسرائيلية لقتل المرشد الأعلى الايراني؟
- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على جميع ا ...
- إعلامي مصري شهير يتهم الإخوان المسلمين بالتعاون مع إسرائيل
- إيران تفتح المساجد والمدارس للاحتماء من ضربات إسرائيل
- وزير الخارجية الإيراني يدعو الدول الإسلامية إلى التحرك ضد إس ...
- TOYOUR EL-JANAH TV تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد على ن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شروق أحمد - نهاية سنة مثيرة