أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شروق أحمد - القراءة تخرجك من النار














المزيد.....

القراءة تخرجك من النار


شروق أحمد
فنانة و كاتبة

(Shorok)


الحوار المتمدن-العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"فمتى يستكشف العلم هذه الجراثيم المعنوية التي تفسد الود، وتفتك بالحب، وتقطع أمتن ما يكون بين الناس من وصلات" طه حسين.

القراءة وما أدراك ما القراءة ...
أكثر مايؤلمني سماع شخصًا يقول أن القراءة مملة، وأن القراءة هي شيء مميت للروح و أنه لا يضيف شيء لحياتنا ولكن نفس الشخص يقول أنه مؤمن بالجنة و النار ويصلي كل فروضهُ و يقرأ القرآن ولا يفوت صلاة ولكنه لا يقرأ لأنها ليست أهم من الدين، صدقوني لولا الخوف من الجحيم و العذاب الأليم لما قرئوا القرآن و كأن القرآن نفسه لم يقل " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم" وبعد كل هذه الآيات لو تحدثت مع أي شخص يقول أن القراءة ليست فريضة في الدين، وعندها لا أتعجب من وضع الشعوب العربية و كم أشفق على حالنا ولا استغرب من رؤية الحروب الأهلية الطاحنة بسبب الدين وهي شعوب إن قرأت للأسف والغالبية منها تقرأ كتب السيد قطب، ابن تيمية ، البخاري لذلك ترى ان أغلب الكتب في معارض الكتب هي دينية و أو مستوحاة من كتب الدين " تفسير الأحلام، تفسير القرآن، و فتاوي" وقصص الحب الركيكة ، ولو كانت هذه الكتب لها معاني متضمنة العلم والمعرفة إذاً لماذا لا تمتلك الدول العربية دفاعات جوية في حالة و قوع الحروب، ولا تملك شركات ومختبرات اللقاحات و الأدوية و بحوث لاختراق أمراض السرطان الخ ...

الأمم التي لا تقرأ تاريخيا هي أمم لا تعرف إلى أين هي متجهة أو أي طريق ينتظرها؟ أي أمة لا تقرأ تُهزم في أول اختبار وهي أمم لا تتعلم الدروس، والشعوب التي لا تقرأ أو اذا ٌقرأت كما ذكرتُ سابقاً تقرأ فقه ودين فقط أو كتبًا سطحية حول العشق وقصص الحب السطحية التي لا يوجد منها منفعة للعقل، ومن لا يقرأ التاريخ والسياسة و حتى الروايات العالمية الأدبية والتاريخية لن يتعلم منها كيف يسير التاريخ وكيف تنهض المجتمعات والأمم مثل " الحرب والسلم للروائي العظيم تولستوي" لا يمكن تسميتها رواية بل كتاب يحتوي على قراءة دقيقة عن المجتمع في زمن الحرب و تتعلم منه التاريخ والمحطات التي تسير بها المجتمعات حتى وصولها إلى وقتنا الحاضر، ورواية " وداعاً للسلاح للعظيم الآخر ارنست هيمنغواي" للوهلة الأولى تعتقد أنها قصة حب و لكنها تأخذك في ثنايا تاريخ الحرب العالمية الأولى التي طحنت العالم أكثر من الحرب العالمية الثانية في بشاعتها و تتعلم التاريخ عبر الرواية، و أيضا رباعية " مقبرة الكتب المنسية للكاتب الراحل المذهل كارولس زافون" الذي يأخذك في عالم إسبانيا أبان الحرب الأهلية التي طحنت مئات الآلاف من البشر و هجرت الملايين من ديارهم و كم تتعلم من هذه الكتب آلم البشر و تاريخ هذه الأمة التي هي اليوم من أهم الدول الأوروبية و لكن من لا يقرأ لن يفهم ماهي الحرب الأهلية الإسبانية لأنه فقط يعرف إسبانيا الأندلس الإسلامية و دولة الخلافة التي تعلمناها في المدارس العربية، والكتاب الأخطر في إعتقادي " هكذا تكلم زرادشت للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه" والمضحك أن الوطن العربي بجميع فصائله و طوائفه رفضوا هذا الكتاب لأن الجملة الوحيدة التي حفظها من هذا الكتاب وحرضهم شرذمه من رجال الدين لجملة في الكتاب قالها زرادشت " أنا قتلت الله" و لكن لم يقرأ أحدهم هذا الكتاب الذي أعتبره أنا هو خارطة للحياة بل هو أحد أهم الكتب التي قرأتها في حياتي وهو كتاب يعلمك الشك قبل أن يعطيك اي إجابة و لك الخيار أن تقتنع أو ترفضه، و أخيرا كتاب " العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري ليوفال نوح هراري مؤرخ إسرائيلي وأستاذ جامعي في قسم التاريخ في الجامعة العبرية في القدس و هو كتاب يخبرك من أين أتى البشر واعتبره ملخص لما قاله دارون في أصل الأنواع و يكمل به مسيرة دارون و تنبأه إلى أين سيأخذنا التطور النوعي والتحديات العالمية في التاريخ البشري و الذكاء الاصطناعي، على فكرة منع هذا الكتاب في عدة دول عربية لأن الكاتب إسرائيلي.

بالله عليكم أي جحيم ينتظرنا في هذا الوطن العربي المغشي عليه بنعيم جنة مؤجلة ونار تحرق كل من يفكر أو يتعقل أو حتى يسأل سؤال منطقي، القراءة أخرجت أمم من النار أصلا فلننظر من حولنا نحن ننتظر الصيف على أحر من الجمر لترك دولنا لقضاء إجازة في نعيم الدول التي خرجت من النار لا بل لا نريد العودة إلى دولنا لأنها تذكرنا بحال يرثى له، الدول التي تقرأ هي الأمم التي تخرج من النار و الجحيم و نحن هنا في الوطن العربي لا نقرأو لا نفكر لأن الحياة فانية و الجنة آتيه و نتجنب الإختراع و القرأة و العلم الحقيقي لأنهم من عمل الشيطان و عذاب جهنم و عذاب القبر هما ما لا نريده، لقد خدروا رجال الدين وجماعة الإسلام السياسي العقول العربية بأن الحروب الأهلية و المشقة و الحال الذي يدمي القلب في الوطن العربي هو ثمن جنة النعيم و الآخرة أولى من الدنيا . لأن جنة الجهل أسهل من جحيم المعرفة، ولأن الوعي يجعلك تعمل وتفكر وتحلل وهذا لا يستحق كل تلك المشقة.


"أيها البشر الأتقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد ما تبحثون عنه في هذا العالم ابحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق" جلال الدين الرومي، رباعيات جلال الدين الرومي.



#شروق_أحمد (هاشتاغ)       Shorok#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوال السعداوي
- شعب ماكوندوا العربي
- الإنسانية لا دين لها
- قطار الإسلام السياسي و الأنظمة
- احتفال عربي إسلامي!!
- المسكوت عنه في الدورة الشهرية


المزيد.....




- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شروق أحمد - القراءة تخرجك من النار