|
|
الذكاء الاصطناعي
سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي
(Saoud Salem)
الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 13:02
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
.” Sherlock Holmes said to Dr. Watson, “When you have eliminated the impossible, whatever remains, however improbable, must be the truth
1 - يمكن تعريف الجهل لغويا على أنه نقيض للعلم، والتجاهل صفة تُطلق على الشخص الذي يُبدي ظاهريا عدم معرفته بالشيء، ولكنه ليس كذلك في الحقيقة، بينما يُعرّف الجهل اصطلاحًا على أنه افتقار الإنسان إلى المعلومات والمعرفة المتعلقة بموضوع معين. ويختلف مفهوم الجهل عن الغباء، إذ إن الجهل ينتُج عن عدم تعلّم الفرد لمعلومات ما، والتي قد تكون نتيجة لإهمال مٌتعمّد أو للظروف الإجتماعية أو الإقتصادية المتعلقة بالتاريخ الشخصي للفرد، أو رفض اكتساب معرفة جديدة يجب اكتسابها، بينما يُشير الغباء إلى عدم القدرة على التعلم والاستنتاج وعدم القدرة على إيجاد العلاقات بين الأشياء والمواقف. بينما يعبر الجهل عن عدم الوعي بأهمية معرفة أشياء ضرورية، أو عدم الإدراك لبعض القوانين الإجتماعية. ولا شك أن نقيض الغباء هو الذكاء، والذكاء هو امتلاك قدرات عقلية تتمثَّل أولا بخاصية الإدراك، والقدرة على التحليل، والتخطيط، وحلِّ المشاكل، ووضع الاستنتاجات، وسرعة البديهة في التصرُّف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار والمعلومات، وتعلم اللغات، وسرعة التعلم، وأضاف بعض العلماء إلى تعريف الذكاء القدرة على الإحساس، وإبداء المشاعر، وفهم مشاعر الآخرين. والذكاء أيضا هو القدرة على تعلُّم مهارات جديدة، واكتساب خبرات مع مرور الوقت وكلُّ ذلك يخدم الإنسان في مواجهة مشاكله، والتعرُّف على حلول مناسبة وسريعة للمشاكل التي تواجهه في الحياة العامة والعملية. ويرى البعض أنَّ الذكاء مجرَّد أداة تمكن الأفراد "والمجموعات" من التأقلم مع الظروف المحيطة من خلال استغلال ما هو موجود، ومتوفر للوصول إلى حل مشكلة معينة. ولذلك نحن نرى أن مفهوم "الذكاء الإصطناعي" هو مفهوم خاطيء لغويا، وكان بالأحرى تسميته بالعلم الإصطناعي أو كما يسميه شومسكي بـ "التعلم الآلي- machine learning".
2 - تشكل التطورات الثورية المفترضة في مجال الذكاء الاصطناعي سبباً للقلق والتفاؤل في نفس الوقت. التفاؤل لدى المؤسسات الرأسمالية التي تروج لهذه البرامج، لأن "الذكاء" هو الوسيلة التي نحل بها المشاكل التي تواجهنا ولأنها بضاعة جديدة يمكنها أن تستولي على العديد من مجالات الإنتاج. والقلق، لدى المفكرين والأخلاقيين الذي يخشون أن يؤدي هذا النوع الأكثر شعبية وعصرية من الذكاء الاصطناعي ــ التعلم الآلي ــ إلى تدهور العلم وتليف العقل وإضعاف ألأخلاق من خلال دمج مفهوم خاطيء، لغويا ومعرفيا، بشكل أساسي وهو مفهوم "الذكاء" في التكنولوجيا المعاصرة. لقد تم الترحيب بهذه البرامج باعتبارها أول ومضات في أفق الذكاء الاصطناعي العام - تلك اللحظة التي تنبأ بها العلماء منذ فترة طويلة عندما تتفوق العقول الميكانيكية على الأدمغة البشرية، ليس فقط من حيث سرعة المعالجة وحجم الذاكرة ولكن أيضًا من حيث النوعية، من حيث البصيرة الفكرية والإبداع الفني وكل قدرة بشرية مميزة أخرى. قد يأتي ذلك اليوم، لكن فجره لم ينبلج بعد، على عكس ما يمكن قراءته في العناوين الرئيسية المبالغ فيها والحسابات غير الحكيمة. إن النبوءة لم ولن تحدث - ونؤكد أنها لا يمكن أن تحدث - إذا استمرت برامج التعلم الآلي مثل ChatGPT في الهيمنة على مجال الذكاء الاصطناعي. ومهما كانت فائدة هذه البرامج في بعض المجالات الضيقة (يمكن أن تكون مفيدة في برمجة الكمبيوتر، على سبيل المثال، أو في اقتراح قوافي للشعر الخفيف أو كتابة سينارهوات هوليوود)، فإننا نعلم من علم اللغويات وفلسفة المعرفة أنها تختلف اختلافًا عميقًا عن كيفية تفكير البشر واستخدامهم للغة. تفرض هذه الاختلافات قيودًا كبيرة على ما يمكن أن تفعله هذه البرامج، مما يرمّزها بعيوب لا يمكن القضاء عليها. وكما يقول شومسكي "إنه لأمر مضحك ومأساوي في آن واحد، أن يتم تركيز الكثير من المال والاهتمام على هذا الشيء الصغير للغاية ــ شيء تافه للغاية عند مقارنته بالعقل البشري، الذي يستطيع بفضل اللغة، أن "يستخدم وسائل محدودة إلى ما لا نهاية"، فيخلق أفكاراً ونظريات ذات نطاق عالمي". ن العقل البشري ليس، مثل برنامج ChatGPT ومثيلاته، محركاً إحصائياً ضخماً لمطابقة الأنماط، يستهلك مئات الملايين من البيانات ويستنتج الاستجابة الأكثر احتمالاً للمحادثة أو الإجابة الأكثر احتمالاً لسؤال علمي. بل على العكس من ذلك، فإن العقل البشري عبارة عن نظام فعال وأنيق بشكل مدهش يعمل بكميات صغيرة من المعلومات؛ وهو لا يسعى إلى استنتاج الارتباطات الإعتباطية بين نقاط البيانات بل إلى خلق التفسيرات وإيجاد المعاني. وقد طرحت السؤال على ChatGPT، بخصوص هذا الموضوع، وأقدم هذا الحوار للقلريء بدون تعليق. السؤال: أريد تعريفا علميا دقيقا للذكاء الإصطناعي ChatGPT a dit : الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence – AI) هو مجال في علوم الحاسوب يهدف إلى تصميم أنظمة قادرة على تنفيذ مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً، وذلك من خلال بناء نماذج وخوارزميات تسمح للآلة بالفهم، والتعلّم، والاستنتاج، واتخاذ القرارات. التعريف العلمي الدقيق: الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحاسوب يطوّر خوارزميات ونماذج حسابية تمكّن الأنظمة من اكتساب القدرات المعرفية — مثل الإدراك، والتعلّم من البيانات، ومعالجة اللغة، واتخاذ القرار — بطريقة تماثل أو تحاكي العمليات الذهنية البشرية، بهدف أداء مهام معقدة تلقائياً أو شبه تلقائياً. العناصر الأساسية في الذكاء الاصطناعي: التمثيل المعرفي (Knowledge Representation): كيفية تحويل المعلومات إلى صيغ يمكن للآلة معالجتها. خوارزميات التعلّم (Learning Algorithms): مثل التعلّم الآلي والتعلّم العميق، والتي تسمح للنظام بتحسين أدائه عبر البيانات. الاستنتاج (Reasoning): القدرة على استنتاج نتائج جديدة من معطيات متوافرة. الإدراك (Perception): معالجة المدخلات مثل الصور، الصوت، اللغة. اتخاذ القرار (Decision Making): اختيار الأفعال المثلى بناء على المعلومات المتاحة. أنواع الذكاء الاصطناعي: ضيّق (Narrow AI): مصمم لمهمة محددة (مثل التعرف على الصور). عام (General AI): قدرة مشابهة للبشر على أداء مختلف المهام (غير محقق حالياً). فائق (Superintelligent AI): ذكاء يتجاوز البشر (نظري). إذا رغبت، يمكنني أيضاً تقديم شرحًا مبسّطًا، أو مقارنة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري، أو شرحاً لأنواعه وتقنياته.
Vous avez dit : لا أعتقد أن هذا التعريف يتصف بالدقة أو العلمية، العنصر الأول والثاني قد يكونان صحيحان إلى حد ما، أما العنصر الثالث والرابع والخامس فلا أساس لهم من الصحة إطلاقا. فالعنصر الرابع، الإدراك، على سبيل المثال، هو خاصية للكائنات الواعية، التي تتمتع بالوعي، والإدراك يتم عن طريق الحواس، مثل الرؤية والسمع والملمس ومعرفة الروائح .. إلخ ،وهي عناصر لا تتوفر في الآلة. فما يسمى خطأ بالذكاء الصناعي لا يمكنه لا الإدراك ولا الإستنتاج ولا إتخاذ القرار، لآنه سجين شبكة المعلومات التي يوفرها له العامل الفني الذي يقوم بتغذيته. ChatGPT a dit : أتفهم تمامًا اعتراضك، وهو اعتراض فلسفي–علمي مشروع، وينتشر كثيرًا عند التدقيق في المصطلحات المستخدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. جزء كبير من الخلط يأتي من استخدام مفردات بشرية (إدراك – استنتاج – قرار) لوصف عمليات حسابية لا علاقة لها بالوعي أو الخبرة الذاتية. سأقدّم لك تعريفًا علميًا دقيقًا، ثم أوضح الفرق بين الاصطلاح العلمي في الحوسبة و المعنى الفلسفي–الإنساني للمفاهيم التي ذكرتها.
✔ التعريف العلمي الدقيق للذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي هو حقل من علوم الحاسوب يطوّر خوارزميات ونماذج رياضية تمكّن الأنظمة من معالجة البيانات بطريقة تسمح لها بأداء مهام مُحددة، عبر عمليات حسابية تُحاكي سلوكيات معرفية بشرية من دون أن تمتلك إدراكًا أو وعيًا أو قصدًا. أي أن الذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعياً ولا إدراكاً حسياً ولا فهماً حقيقياً. كل ما يفعله هو معالجة بيانات وفق تعليمات رياضية احتمالية. ✔ تصحيح المفاهيم التي أثرتها: 1) الإدراك (Perception) أنت محق تمامًا: الإدراك بمعناه الفلسفي والعصبي مرتبط بالوعي والحواس والفهم الذاتي – وهذا غير موجود إطلاقًا في الآلات. لكن في علوم الحاسوب، كلمة perception تستخدم اصطلاحًا بمعنى: "معالجة إشارات خارجية (مثل صور أو صوت) عبر خوارزميات رياضية لاستخراج أنماط". الآلة لا تدرك الصورة أو الصوت، بل تقوم بعمليات تحويل رياضي (ملف → مصفوفة أرقام → عملية حسابية → نتيجة). 2) الاستنتاج (Reasoning) الاستنتاج البشري شيء، وما يسمى "Reasoning" في الذكاء الاصطناعي شيء آخر تمامًا. البشر: ✔ استنتاج مبني على خبرة + وعي + فهم + نية + ذاتية الآلة: ✘ لا تملك أيًا من ذلك ✘ لا “تفهم” ما تفعل ✔ بل تطبق خوارزميات رسمها بشر، مثل: استدلال منطقي صوري نماذج احتمالية شبكات تعلم تعتمد على الأنماط في البيانات هذا استنتاج شَكلي وليس معرفيًا. 3) اتخاذ القرار (Decision Making) مرة أخرى، القرار عند الإنسان عملية وعي وإرادة وقيم ودوافع. أما في الآلة فهو: اختيار ناتج من دالة رياضية: maximize f(x) أو minimize loss. أي أنه خيار رياضي وليس قرارًا واعيًا. 4) الاعتماد على البيانات كما ذكرت ما قلته دقيق جدًا: الذكاء الاصطناعي "سجين" بياناته ونماذجه، ولا يمكنه تجاوزها. هو لا يمتلك: معرفة خارج التدريب قصدًا أو نية وعيًا بالحقيقة فهمًا لسياق وجودي إدراكًا حسياً للعالم بل يقوم فقط بـ توليد مخرجات من الأنماط التي تغذيه بها البيانات. ✔ خلاصة ما نوافق عليه: الذكاء الاصطناعي لا يملك وعيًا. لا يدرك العالم بالحواس. لا يستنتج بالمعنى البشري. لا يتخذ قرارات بل ينفّذ محسوبات رياضية. هو خاضع تمامًا للبيانات التي يزوّده بها البشر. ✔ إذن: التعريف العلمي الأكثر انضباطًا ودقة هو: الذكاء الاصطناعي: أنظمة حسابية تعتمد على خوارزميات رياضية لمعالجة البيانات بطريقة تسمح لها بأداء مهام محددة، عبر محاكاة شكلية لبعض جوانب السلوك البشري دون امتلاك أي وعي أو إدراك أو فهم ذاتي. إذا رغبت، يمكنني أيضًا أن: أقدّم لك مقارنة علمية بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري. أشرح المبالغات الإعلامية التي تسببت في سوء الفهم. أو أقدّم تعريفًا أكثر اختصارًا أو أكثر فلسفية.
#سعود_سالم (هاشتاغ)
Saoud_Salem#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-لماذا يوجد شيء بدلًا من لاشيء؟-
-
الحجرة رقم 22
-
بيروقراطية المعاطف
-
أودرادِك
-
ثقوب المرايا
-
من عبودية الإقطاع إلى عبودية الرأسمالية
-
روسيا بلاد النبلاء والعبيد
-
مرايا الزمن
-
بلاد الثلج والقياصرة والفودكا
-
معرض -تكوين- التشكيلي
-
أفول العقل المطلق
-
فويرباخ والإستلاب
-
نهاية هيجل
-
الصيرورة في الكينونة والعدم
-
هيجل وعلم المنطق
-
السلب والإيجاب عند هيجل
-
هيجل
-
الجسد معبد اللغة
-
تفتت الأنا
-
ميلاد الموتى
المزيد.....
-
شاهد ما كشفته صور ومقاطع فيديو نُشرت من جزيرة إبستين
-
ماثيو بلازي يحوّل محطة مترو مهجورة في نيويورك إلى منصة لعرض-
...
-
شاهد كيف يتحول نزلاء أحد السجون في أفريقيا إلى محامين
-
تداول فيديو لـ-استعادة قوات حكومية السيطرة على معسكر في اليم
...
-
إسرائيل تؤكد هوية جثمان رهينة تايلاندي .. وقتلى في قصف على غ
...
-
كيف سيبدو العالم في ظل احترار بدرجتين مئويتين؟
-
?التصلب المتعدد.. هذه العوامل تؤثر على مسار المرض
-
إسرائيل تتخفى في ثوب جديد ودول العالم تخشى المشاركة
-
لاجئو سوريا بالأردن بين العودة إلى وطن مدمر أو البقاء في فقر
...
-
-تحت التوتة-.. مشروع شبابي داخل أسوار القدس القديمة
المزيد.....
-
قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف
...
/ محمد اسماعيل السراي
-
تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي
...
/ غازي الصوراني
-
من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
/ غازي الصوراني
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|