أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حل الدولتين ينهي يهودية دولة إسرائيل















المزيد.....

حل الدولتين ينهي يهودية دولة إسرائيل


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَنْ يتابع مشروع حل الدولتين , دولة إسرائيل و دولة فلسطينية , سيجد أن هذا المشروع هو مشروع جاد و واقعي طرحته المملكة العربية السعودية التي تبنته و دافعت عنه و لازالت تدافع عنه و تسعى لتحقيقه , لقد تجسد هذا المشروع في المبادرة العربية للسلام لتحقيق أهدافه الأساسية في إنشاء دولة فلسطين معترف بها دوليا ضمن حدود 1967 و عودة اللاجئين الفلسطينيين و انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل و تطبيع العلاقات معها , لقد تم إقرار هذه المبادرة في اجتماع القمة لجامعة الدول العربية الذي انعقد في بيروت سنة 2002 بأغلبية كبيرة يمكن اعتبارها اجماع عربي حصل لأول مرة حول مشروع عقلاني و واقعي و قابل للتطبيق و ذلك من خلال كسب الدعم الدولي له .
لقد واجه مشروع حل الدولتين رفضا عنيفا و قاسيا من قبل الصهيونية الدينية و كذلك من قبل جماعات الإسلام السياسي السنية و الشيعية , هذا الرفض الذي جعله مشروعا معطلا و غير قابل للتطبيق على الواقع في الفترة الماضية .
لابد من الإشارة هنا الى أن اليهودية هي دين و قومية لذا فأن هنالك صهيونية دينية و صهيونية قومية ( سياسية ) , و إن الصهيونية الدينية تطلق على الضفة الغربية , حسب ايديولوجيتها الدينية , " يهودا و السامرة " و هذا الاسم , كما تدعي الأيديولوجية الصهيونية الدينية , انه الاسم التوراتي للضفة الغربية لذا لا يمكن لهذه الصهيونية التخلي عن جزء اساسي و جوهري من معتقداتها الدينية , انه أمر مستحيل , و لأن مَنْ يحكم إسرائيل في المرحلة الحالية هي الصهيونية الدينية أصبح مشروع حل الدولتين مشروعا معطلا ما دامت هذه الصهيونية هي التي تحكم إسرائيل .
إن تنفيذ حل الدولتين و قبول إسرائيل بدولة فلسطينية على ارض تشمل الضفة الغربية و عاصمتها القدس الشرقية سيعتمد بشكل مباشر و أساسي على تغلب الصهيونية القومية على الصهيونية الدينية و إضعافها بدرجة كبيرة بحيث لا يكون للصهيونية الدينية تأثير معرقل في قرارات دولة إسرائيل . عندها ستخطو إسرائيل خطوتها الأولى لتطبيق حل الدولتين , إن هذا الأمر ليس بالأمر السهل اطلاقا إذ انه يعني سقوط حلم الصهيونية الدينية في استرجاع الأرض التي مشيد عليها الأن المسجد الإسلامي الذي يطلق المسلمون عليه " المسجد الأقصى " و إعادة بناء الهيكل محله , من المؤكد أن تحقيق حل الدولتين يتطلب إرادة كبيرة للصهيونية القومية ( السياسية ) إذ إن اسقاط حلم إعادة بناء الهيكل ليس بالأمر السهل , بل إنه في غاية الصعوبة .
في المرحلة الحالية التي يمر بها الشرق الأوسط حدثت متغيرات كبيرة لها علاقة بتنفيذ مشروع حل الدولتين سببها ارتدادات عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في 7 تشرين الاول 2023 و ما تبعها من رد فعل إسرائيلي دموي مدعوم بقوة من أمريكا , رد فعل وصل الى أقصى درجات الهمجية فقد ادى ذلك الى تصاعد المطالبات الدولية بوقف الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة و تنفيذ حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط , ففي هذه المرحلة كسب مشروع حل الدولتين دعم دولي اضافي و خصوصا من قبل الدول الأوربية و أصبح مشروعا قابلا للتحقيق , من مؤشرات ارتفاع هذا الدعم الدولي :
المؤشر الأول : أرتفع عدد الدول التي اعترفت بدولة فلسطين ليصل العدد الى 157 دولة من اصل 193 دولة عضوة في الأمم المتحدة أي بحدود 80 % من عدد الدول .
المؤشر الثاني : اقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 دولة اعلان نيويورك لحل الدولتين و اعتراض 10 دول فقط مع امتناع 12 دولة عن التصويت و غاب الباقي عن الجلسة .
من المؤكد أن هذين المؤشرين هامين جدا و دليل قاطع على حصول تبدل كبير في الموقف الدولي حول القضية الفلسطينية و سبل حل هذه القضية خصوصا و ان اعداد مهمة من الدول الأوربية و هم اعضاء في حلف الناتو قد اعترفت بالدولة الفلسطينية و اقرت مشروع حل الدولتين , انه منعطف مهم في تحديد مستقبل دول الشرق الأوسط .
لقد كان للإبادة الجماعية التي مارستها إسرائيل بحق سكان قطاع غزة أثرا أخلاقيا سلبيا كبيرا وصل الى مستوى الأزمة الأخلاقية و خصوصا لدى وسط الشياب في الدول الأوربية بعد أن وجدوا انفسهم في مأزق أخلاقي كبير , فمن جهة يعتبرون أنفسهم من دعاة الحرية و حقوق الأنسان و من جهة أخرى يجدون حكوماتهم التي انتخبوها تدعم إسرائيل و تزودها بالأسلحة الفتاكة لتنفيذ الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين لذا بدأوا يتساءلون :
- هل يجوز قتل عشرات الألاف من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء و نسبة عالية منهم من الأطفال في معركة مع حركة حماس .
لقد امتد التيار الداعم لإنصاف الشعب الفلسطيني و منحه حقه في تقرير مصيره على أرضه الى الداخل الامريكي حيث تصدعت هيمنة اللوبي الصهيوني على القرار الأمريكي , و هذا التصدع سببه منطلقات سياسة " أمريكا أولا " التي اطلقها الرئيس ترامب , فقد صار لهذا الشعار صدى تجاوز اهداف الرئيس ترامب من اطلاقه حيث بدأت اصوات أمريكية تتعالى بشكل تدريجي تؤكد أن سياسة " أمريكا أولا " يتطلب جعل علاقة أمريكا بإسرائيل علاقة مصالح مشتركة و أن لا تكون هذه العلاقة لصالح إسرائيل على حساب المصالح الأمريكية .
إن التبدل في المزاج السياسي للقاعدة الشعبية الأمريكية الساندة للرئيس الامريكي ترامب و المنضوية في حركة ماجا ( اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى ) سببه انهم وجدوا أن هنالك تناقضا في أهدافها التي اساسها " أمريكا أولا " و انحياز امريكا لمشروع الصهيونية الدينية , هذا الانحياز الذي تسبب في حدوث ضرر كبير أصاب سمعة أمريكا لدى الكثير من دول العالم و منها دول حليفة لأمريكا .
من المؤكد أنه سوف لن يتحقق حل الدولتين دون تغير في ميزان القوى الدولية في منطقة الشرق الأوسط , تغير ينهي أو يضعف الهيمنة الامريكية في هذه المنطقة لذلك فأن تكامل اسس عالم متعدد الأقطاب سيؤدي الى تراجع الهيمنة الأمريكية و سيضعف الى درجة كبيرة نفوذ الصهيونية الدينية و ستكسب الصهيونية القومية قوة في الداخل الإسرائيلي على حساب الصهيونية الدينية مما سيمهد الطريق نحو تنفيذ حل الدولتين الذي سينهي يهودية دولة إسرائيل , أي ستكون إسرائيل دولة خارج مشروع الصهيونية الدينية و سيتلاشى هدفها في بناء الهيكل على أرض المسجد الأقصى الإسلامي بعد هدمه .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية قد بدأت فعلا .
- الرئيس الأمريكي ترامب و الغطرسة السياسية
- التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و ا ...
- الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 2 )
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 1 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )


المزيد.....




- أحجية ليغو لوجه ترامب.. شاهد أغرب تفاصيل زينة البيت الأبيض ل ...
- -50 سنت- يسخر من -ديدي- في وثائقي عنه.. إليكم قصة الخلاف بين ...
- زفاف أروى جودة في ليلة سادتها البهجة والكثير من الرقص.. الأب ...
- -اتجه للتطرف بعد وصوله لأميركا-.. تفاصيل جديدة عن منفّذ الهج ...
- -رأيتهم يدهسون الجرحى بسياراتهم-، الهروب المرعب من الحرب في ...
- شاهد.. حفل افتتاح مبهر واستثنائي لكأس العرب 2025
- عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية مدينة طوباس للجيش الإسرائيل ...
- الاحتلال يحاصر مدينة طوباس ويفرض حظر التجوال
- دفن 15 شهيدا من مجهولي الهوية بمقابر جماعية بدير البلح
- ما تأثير التحقيقات ضد قادة المعارضة على المشهد السياسي الترك ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - حل الدولتين ينهي يهودية دولة إسرائيل