أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - حرامية الفرص وسراق الجهود














المزيد.....

حرامية الفرص وسراق الجهود


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 10:22
المحور: سيرة ذاتية
    


لم أتعلم القسوة إلا عندما عاقبتني المواقف على طيبة قلبي. لم يكن حظي سيئاً بل كانت معظم خياراتي غبية بنوايا صادقة. .
كنت أتعامل مع أصناف من الانتهازيين لا يفكرون إلا بأنفسهم، خذلوني في منتصف الطريق. تنكروا لمواقفي كأنهم لا يعرفوني. كنت نقيا إلى ابعد الحدود في التعامل معهم من دون ان اعلم انهم دخلوا حياتي من اجل تحقيق مصالحهم. كانوا يجددون جلودهم مثلما تجدد الأفعى سمها. .
يخشى بعضهم العيب أكثر من الحرام. يتزلفون لأصحاب النفوذ من اجل ضمان منافعهم. يحترمون الأصول قبل العقول. يتظاهرون بالوفاء لكنهم مزيفون. .
لا يختلف ناكر الجميل عن اللص المحترف. الفرق الوحيد بينهما: ان اللص يسرق متسترا خلف قناع سميك، وناكر الجميل يسرق خلف ستار الملاطفة المصطنعة. ليست لديهم ثوابت اخلاقية، فكل خطوة من خطواتهم لها ثمن وتقاس بظروفها ودوافعها. أما في عقولنا نحن الأسوياء فالعالم منقسم بين الصواب المطلق والخطأ المطلق. لا مساحة بينهما للنسبية. ولكن لكل جواد كبوة، والأخطاء الماضية لا تلغي شرف الفروسية. .
أذهلني جحود اولئك الذين كانوا يتواصلون معي ليل نهار، يسعون لسرقة الفرص واستغلال جهدي وقوتي. وما ان غادرت منصبي في طريقي إلى التقاعد، حتى قطعوا اتصالاتهم معي، واغلقوا قنواتهم كلها. كدت افقد أعصابي، لم يخطر ببالي ان مزاعمهم السابقة عن المروءة والرجولة والبسالة كانت لذر الرماد في العيون. فالغاية عندهم تبرر الوسيلة. .
ادركت انني لا استطيع إصلاح العالم، ولا سبر عقول الناس، ولست ملزماً بالخوض في مآربهم وأساليبهم، ولا إبداء رأيي في مواقفهم الخادعة والمراوغة، ولست وصياً على أحد منهم. .
لكنني مازلت أتابع اخبارهم من بعيد مندهشاً من إصرارهم العجيب على مواصلة التمثيل مع عامة الناس بشكل واضح وفاضح. فالحياة في مفهومهم عبارة عن جولات استعراضية تتطلب الدهاء والفهلوة، والسعي الدؤوب لإلتقاط الفرص المؤاتية بعيون وقحة. .
أعظم انتصار حققته في حياتي هو أنني بقيت كما أنا، نقي القلب صادق النية، في زمن يُقاس فيه الذكاء بمدى قدرة الإنسان على الخداع، ويُسمى الثبات على المبدأ سذاجة. .
حكمة: خذلان الناس رحمة خفية تنقذنا من التعلق الخاطئ، وتُرينا حقيقة من كنا نظنه سندا. فالخذلان ليس نهاية الطريق بل بداية وعي جديد نتعلم فيه أن لا نحمل قلوبنا أكثر مما تحتمل، وأن السلام الحقيقي لا يؤخذ من الناس بل يُصنع في داخلنا. .
خذلانهم هدية لأن الله صرفهم لطفاً بنا لا عقوبة لنا. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة تنبأت بزوال الشرق الأوسط
- توتر صيني ياباني حول تايوان
- خرائط العالم تتغير لصالحنا
- طعنة اخرى خارج التوقعات
- عودة بغداد إلى أهلها !؟!
- مدير بصلاحيات سوبرمانية خارقة
- ابو مازن خلف القضبان
- ديمقراطية القرى الغافلة
- ما الذي ينتظرنا بعد الآن؟
- المتقاعدون في دول الجوار
- باعوا الإيغور برخص التراب
- استيقظت بعد سن السبعين
- التسقيط بكاميرات الأفلام الخادشة
- أهوارنا ضحية السلاح المنفلت
- اما ان تقتلوا أنفسكم أو نقتلكم
- الكاهن (ياتي) والداعية (وجدي)
- تداعيات الثقة المفرطة
- جوقة التخويف المشفر
- بين الانتخابات العراقية والمصرية
- صديقي الذي خذلته الصناديق


المزيد.....




- وزير خارجية روسيا: موسكو تنتظر أحدث نسخة من اتفاق السلام مع ...
- شاهد بحرينية تستكشف شاطئًا برمال مغناطيسية في قلب جورجيا
- إطلاق سراح 24 تلميذة بعد اختطاف جماعي شمال غرب نيجيريا
- السودان يرد على ورقة مستشار ترامب ويلتزم بتسيهل دخول المساعد ...
- الاحتلال يطلق عملية عسكرية واسعة في طوباس بالضفة الغربية
- ترامب يعدل خطته بشأن أوكرانيا ويؤكد أن لا موعد محددا لاتفاق ...
- تحطم طائرة مساعدات في جنوب السودان ومصرع طاقمها
- مسؤولون إسرائيليون: نحتاج -خطة عملياتية- لنزع سلاح حماس
- وثيقة وقعها بوتين: سنجعل 95 % من سكان أوكرانيا روسًا
- قرقاش: الإمارات لم تنقل أي أسلحة لأطراف حرب السودان


المزيد.....

- أعلام شيوعية فلسطينية(جبرا نقولا)استراتيجية تروتسكية لفلسطين ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - حرامية الفرص وسراق الجهود