كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 00:24
المحور:
سيرة ذاتية
كل ما احتاجه الآن محطة ألقي فيها حمولتي خارج أسوار السيرك البشري، وخارج بؤر الوشاية والمخاتلة، فقد أدمنت العزلة ووجدت فيها سلامتي. لم اعد أثق بمعظم اقربائي، ولم أعد اظن بمعظمهم خيرا، فالذين ظننت بهم خيرا في البداية صدموني في النهاية. وكان آخرهم اقرب المقربين لي. كنت أبوح له بأسراري، أتواصل معه بلا انقطاع عبر هاتفي الخلوي. امنح نفسي حرية الحديث الحر عن خلجات نفسي، وحول انطباعاتي عن فلان أو فلان ومواقفي منهم. ثم فوجئت عندما علمت انه كان يتعمد ترك هاتفه مفتوحا كي يسمعني الذين يجالسونه في تلك اللحظة. فكانت اتصالاتي معه كلها مكشوفة ومسموعة بلا حواجز وبلا كتمان. .
تخيل انك تتحدث مع رجل تأتمنه على أسرارك، فتتكلم بعفويتك من دون ان تدرك انه يترك هاتفه مفتوحا في كل مرة حتى يسمعك من حوله. .
اكتشفت انني كنت أتعرى كل يوم تقريبا امام الناس على اختلاف مواقفهم. شعرت بصدمة قوية حينما عاتبني احدهم على كلام قلته لقريبي (بيني وبينه). سألته كيف عرفت ؟. قال لي انه سمعني بنفسه من تلفون قريبي الذي تركه مفتوحا كي يراني ويسمعني من هب ودب. .
ادركت اني ظلمت نفسي حينما منحت ثقتي لشخص تركني اقف مكشوفا في العراء. فقررت الابتعاد. .
حقيقة الأمر أنا لا أبتعد لألقنه درسا، بل أبتعد لأني تعلمت الدرس بعمر متأخر. أحيانا الانسحاب ليس عقابا للآخر، بل حماية للنفس بعد إدراك أن الاستمرار في نفس النمط مؤذ. لقد أعاد دماغي تفسير التجربة، فاخترت السلام بدلا من إعادة إنتاج الآلام. .
فشكراً لمن غيروا مفاهيم حياتي، شكراً لمن علموني أن لكل وفاء غدر، ولكل جزاء نكر، ولكل حنان قسوة ولكل خد طيب ألف صفعة. فكن جاهزاً لأي صدمة، من أي شخص، في أي وقت، ومن دون أي سبب. هكذا هم البشر في كل زمان. .
الخلاصة. . هي أن تبقى كما أنت حين يتلون الجميع. أن تختار الصواب ولو مشيت وحدك في الطريق. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟