كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 00:24
المحور:
الصحافة والاعلام
خبر طارئ مثير للدهشة تداولته وكالات الأنباء العراقية منسوب إلى الادميرالية البحرية البريطانية. يقول: (بغداد وختم من لندن. . بدأ فحص الفاو وخرائط العالم تتغير لصالح بحر العراق). .
غالبا ما يلعب الإعلام دورا تمويهياً مضللا في الضحك على ذقون الناس، فالخبر المنشور يوحي بان الادميرالية البريطانية لا شغل لها هذه الايام سوى الاهتمام بمتابعة حجم الإنجازات الخنفشارية الهائلة في ادارة الموانئ العراقية، رغم انها غير معنية بهذا الأمر لا من بعيد ولا من قريب، ويشير الخبر أيضاً إلى توجه الادميرالية وعزمها على فحص ارصفة ميناء الفاو. وهذا ليس من اختصاصها، فهي غير معنية بالتفتيش على الموانئ حتى لو كانت داخل بريطانيا نفسها. ثم جاء ذكر (بحر العراق) لتعظيم شأن سواحلنا المنكمشة إلى الداخل. .
أنباء واخبار كلها من العيار الثقيل المفبرك الذي سوف يذهل عقول العراقيين، ويرهق كاهلهم بأكاذيب لا حصر لها: (والبصرة مبنية بتمر فلش واكل خستاوي). .
عندما تقرأ (إن خرائط العالم تتغير لصالح العراق) تشعر ان نظرية زحزحة القارات تمردت على قوانين الجيولوجيا والجيمورفولوجيا، وانفلتت من عقالها، ثم تغلغلت في حوض الخليج بطوفان هائل على غرار طوفان ملحمة جلجامش، فتوسعت سواحلنا بقدرة قادر، وتعمقت مياهنا، وانتظمت ممراتنا الملاحية، وازدانت مقتربات شواطئنا بأشجار الموز واللوز والكيو، وعاد بنا الزمن إلى عصر الميزوبوتاميا، وهبط انكيدو من عالم الانوناكي فوق مركب من مراكب شركة دايو الكورية ليمنحها صولجان التفوق على الشركات الهولندية المنشغلة بإدارة موانئ الجيل الخامس. .
قديما غنت ام كلثوم (للصبر حدود) فحبذا لو تغني لنا فرقة الخشابة أغنية (للكذب حدود) على ضفاف شط العرب تحت قوس الجسر الإيطالي. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟