أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي والنيوليبرالية (في العراق) 109















المزيد.....


التحليل النفسي والنيوليبرالية (في العراق) 109


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 03:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحلقة 109 في مسلسلة "التحليل النفسي وتطبيقاته المعرفية"
------
نشأت النيوليبرالية اصلا في النمسا. بسبب تضخم الحكومات في بريطانيا وأمريكا في 1940s، بدأ ثلاثة رجال معركتهم ضد السياسة الجماعية الجديدة وقتها: الشيوعية واقتصاد كينز القاضي بتدخل الحكومات لثبات السوق. وهؤلاء الثلاثة هم كارل بوبر, لودفيغ فون ميزس, و فريدريك هايك. وكانوا مشاركًين في جمعية مونت بيليرين، وهي مجموعة مؤثرة في التطور المبكر للأيديولوجية.
The Long Shadow of Mont Pèlerin
https://dissentmagazine.org/article/the-long-shadow-of-mont-pelerin/

انتقد كارل بوبر، فيلسوف علم وشيوعي سابق, المفكرين من أفلاطون إلى ماركس الذين, باعتباره, فضلوا الجماعة على الفرد. اما لودفيغ فون ميزس, اقتصادي من الجناح اليساري سابقا, فقد اعتقد انه ليس هنالك من بيروقراطية قادرة على كبح جماح نفسها. واعتقد فريدريك هايك, وهو الاكثر شهرة من الاثنين الآخرين, باستحالة التخطيط المركزي، لأن أي شخص، مهما بلغ ذكائه، لن يعرف ما تريده الناس.

اراد هايك وميزس ان تكون رسالتهما جذرية على عكس بوبر الذي سعى لجذب أكبر عدد ممكن من الناس، وحتى الليبراليين والاشتراكيين. لاحظ بوبر غير المتشدد, في وقت لاحق, عيوبا في أيديولوجية السوق، وقارنها بالدين. اما الطوباوي دوما, هايك, فقد مضى قدما في رسالته واسس جمعية بيليرين مونت لتعزيز أفكاره. وهكذا تأسست النيوليبرالية.

اختير ميلتون فريدمان، اقتصادي جامعة شيكاغو والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد في عام 1976, كخليفة لهايك وهو ينتمي الى ما يسمى "الموجة الثانية المعادية لتدخل الدولة في السوق". وهو الذي اشاع استخدام مصطلح "النيوليبرالية" في مقال عام 1951 بعنوان “Neoliberalism and Its Prospects” ، "النيوليبرالية وآفاقها".
“Neo-Liberalism and its Prospects”
by Milton Friedman
https://www.stephenhicks.org/wp-content/uploads/2022/03/FriedmanM-Neo-liberalism-02.17.1951.pdf

ورأى فرديمان نفسه كوريث للزعيم الروحي للرأسمالية آدم سميث اقتصادي القرن ال18 المدافع عن الفرد, وذلك بالرغم من ان سميث قد اعتقد ان واحدة من وظائف الدولة هي اقامة المنشآت و المؤسسات العامة التي بخلافها ستفشل هي تحت ضغوط السوق. كما رأى سميث ان واجب الدولة يقضي بانشاء المدارس والجسور والطرق. على عكس سميث, يرى فريدمان أن هذه الوظائف هي من اختصاص القطاع الخاص. ولكن الفروقات بين سميث وفريدمان ليست حادة او خطية.

أصبحت النيوليبرالية المذهب الاقتصادي والسياسي السائد في العقود الاخيرة, ويسعى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عمليا الى انتشارها.

مع نهاية الحرب الباردة وانحسار البديل الاشتراكي للاقتصاد الرأسمالي العالمي انشرت السياسات النيوليبرالية على ايدي قادة مثل رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر في المملكة المتحدة، الرئيس السابق رونالد ريغان في الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص، سلطة شيلي المدعومة من قبل الولايات المتحدة برئاسة الدكتاتور الرأسمالي، أوغستو بينوشيه,الذي اسقط الحكومة الشرعية الاشتراكية برئاسة سلفادور اليندي, وسبب بمقتل مئات الآلاف من خيرة ابناء وبنات الشعب الشيلي او هجرتهم الى الخارج, وبضنمهم اشتراكيين وشيوعيين وغيرهم من احرار الفكر والعقل. وكان اقتصاديّ مدرسة شيكاغو ميلتون فريدمان, الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد, الاب الروحي لهذا الانقلاب.
Neoliberal Economists Like Milton Friedman Cheered on Augusto Pinochet’s Dictatorship
https://jacobin.com/2023/09/neoliberalism-human-rights-democracy-dictatorship-chile-chicago-hayek-friedman-pinochet

The threat that democracies would interfere with the ‘spontaneous order’ of the market led Friedrich von Hayek to support brutally violent dictatorships.
"لقد أدى التهديد المتمثل في أن الديمقراطيات قد تتدخل في "النظام التلقائي" للسوق إلى دفع فريدريك فون هايك إلى دعم الديكتاتوريات العنيفة والوحشية."
Neoliberal Economists Like Milton Friedman Cheered on Augusto Pinochet’s Dictatorship
https://jacobin.com/2023/09/neoliberalism-human-rights-democracy-dictatorship-chile-chicago-hayek-friedman-pinochet

على اثر الانقلاب, شرعت تشيلي بينوشيه بتنفيذ حزمة واسعة من السياسات النيوليبرالية, وكان ذلك بناء على نصيحة خبراء الاقتصاد من جامعة شيكاغو. وتم تطبيق التدابير إلى حد كبير من خلال قمع السلطة للشعب، بما في ذلك القتل والاختفاء وتعذيب الآلاف من اليساريين التشيليين ومن الصحفيين.

لأن فريدمان أدرك أن سياساته لا تتوافق مع الديمقراطية، فقد طوّر هذه النظرية التي تسميها نعومي كلاين "مبدأ الصدمة". في مقال نُشر عام 1982، قال فريدمان: "الأزمة، سواءً كانت فعلية أو مُتصوَّرة، هي وحدها التي تُحدث تغييرًا حقيقيًا. وعندما تقع الأزمة، تعتمد الإجراءات المُتَّخذة على الأفكار السائدة".
تقول كلاين
"في العراق، استُخدمت هذه الاستراتيجية (استراتيجية الأزمة او الصدمة التي نظّر لها ميلتون فريدمان كما ورد اعلاه. ط.ا) بشكلٍ مكشوفٍ لدرجة أننا جميعًا نلمسها - سُميت الحرب نفسها "الصدمة والرعب". كانت استراتيجية عسكرية قائمة على قوة الصدمة. إذا قرأتَ الدليل العسكري "الصدمة والرعب"، ستجد أنه يتحدث عن استهداف المجتمع ككل لإدخاله في حالة من التخبط والخوف الجماعي.
فور سقوط بغداد، أُرسل بول بريمر إلى العراق. شرع بول بريمر في تطبيق أشد جرعة من العلاج بالصدمة الاقتصادية جذريةً لم يشهدها أحدٌ في أي مكان. أولًا، قضى على قطاع الخدمة العامة.
سُمي هذا "اجتثاث البعث"، وشمل تسريح مئات الآلاف من الموظفين العموميين دفعةً واحدة. قضى على الجيش العراقي، وسلّم الأمن عمليًا لشركة الأمن الخاصة بلاك ووتر يو إس إيه. جعل العراق أوسع منطقة تجارة حرة انفتاحًا في العالم، دون أي قيود على تدفق البضائع من وإلى البلاد. سمح للشركات الأجنبية بالدخول وامتلاك 100% من الأصول العراقية والحصول على 100% من الأرباح. أطلق عليها الاقتصاديون اسم "قائمة أمنيات المستثمرين الأجانب".
عندما بدأ الشعب العراقي بالتمرد، كان ذلك ردًا مباشرًا على هذه السياسات الاقتصادية، التي اعتُبرت نهبًا... ردًا على تلك الانتفاضة، شهدنا ظهور الاستخدام المنهجي لذلك النوع الثالث من الصدمة، صدمة التعذيب.
لذا، عندما نسمع أن الحكومة العراقية لا تُحقق أهدافها، فهذه هي النقطة الأساسية، بمعنى ما: لم تُخلق الحكومة العراقية لتؤدي وظيفتها. بل إنها بالتأكيد مُصممة لتكون ضعيفة"
Absorbing the Shock Doctrine
https://www.realchangenews.org/news/2007/10/24/absorbing-shock-doctrine

The neocons in the Bush administration (Dick Cheney, Donald Rumsfeld, Paul Wolfowitz and Douglas Feith) considered the invasion to be an opportunity for Iraq to be reborn into a neoliberal capitalist state.
The Coalition Provisional Authority (CPA), headed by Paul Bremer, advanced the neoliberal agenda in Iraq. Bremer wasted no time in pursuing a neoliberal agenda in Iraq. Within his first month, Bremer ordered the privatisation of 200 Iraqi state-owned companies.
"اعتبر المحافظون الجدد في إدارة بوش (ديك تشيني، دونالد رامسفيلد، بول وولفويتز، ودوغلاس فيث) الغزو فرصةً لإعادة إحياء العراق كدولة رأسمالية نيوليبرالية.
وعقيدة الصدمة مستمدة من تقنيات إوين كاميرون، طبيب نفسي أسكتلندي المولد في الولايات المتحدة والرئيس السابق لجمعيتي الطب النفسي الأمريكية والعالمية, بالتعاون مع الاستخبارات الامريكية, للتلاعب بذاكرة البشر وجعلهم اكثر تقبلا للأيحاءات والقيادة بدون ادنى مقاومة.
Dr Ewen Cameron and the Shock Doctrine
http://frontierpsychiatrist.co.uk/dr-ewan-cameron-and-the-shock-doctrine/

وعززت سلطة الائتلاف المؤقتة، برئاسة بول بريمر، الأجندة النيوليبرالية في العراق. ولم يُضيّع بريمر وقتًا في السعي لتنفيذ أجندة نيوليبرالية في العراق. ففي غضون شهره الأول، أمر بريمر بخصخصة 200 شركة عراقية مملوكة للدولة."
Revisiting the Iraq War
https://intpolicydigest.org/revisiting-the-iraq-war/

ويَجْدُرُ بِالذّكْر ان بول بربمر, التلميذ النجيب لميلتون فريدمان ورئيس سلطة الإئتلاف المؤقتة في العراق, تحكّم "بما مجموعه (38.4) بليون دولار أمريكي تم تبديد جلها في مشاريع وهمية أو غير منجزة أو في تسديد مستحقات شركات الحماية الأمريكية و شراء ولاء السياسيين المحليين". طبعا هذا بالأضافة الى سرقة 8.8 بليون دولار من قبل بربمر من اموال خزينة اعمار العراق, حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
So, Mr Bremer, where did all the money go?
https://www.theguardian.com/world/2005/jul/07/iraq.features11

وارباب العملية السياسية في العراق كلهم بلعوا السنتهم, ولم يطالبوا باسترجاع الأموال, بما فيهم من يسمون انفسهم اصحاب الأيادي البيضاء, باعتبار ان بياض اليد دلالة على النزاهة والنقاء الأخلاقي!؟ هل هنالك لغة عنصرية كولونيالية أكثر انحطاطا من هذه اللغة؟ هل الانسان الأبيض هو الانسان المتميز فقط بالنزاهة والشرف رغم قتله عشرات الملايين وابادة شعوب بأكملها, وقتل وجرح مئات الالوف من ابناء وبنات الشعب العراقي بأسم التحرير والديموقراطية؟ وعلى من يسمون انفسهم اصحاب الأيادي البيضاء ان يتفضلوا ويوضحوا لنا هل ان قاموس الحرية والديموقراطية يتضمن اغتصاب او ايذاء الرجال والنساء جنسيا او اغتصابهم/اغتصابهن؟ هل ان شيوعية اصحاب الايادي البيضاء تجوز قتل مئات الالوف من ابناء الشعب العراقي واغتصاب افراده. حتى الخمير روج في كمبوديا, رغم جرائمهم الفاحشة, لم يفعلوا هذا مع ابناء جلدتهم. وحتى ستالين ايضا لم يعرف عن نظامه الدموي اغتصاب ضحاياه. ولكن الرجل الابيض (السامي حتى النخاع) في اسرائيل, وبمعونة ظاهرة او بسكوت يصم الآذان من قبل الرجل الابيض الآخر في واشنطن, فعل هذا مع ضحاياه. واصحاب الأيادي البيضاء كرموا الرجل الأبيض على جرائم الابادة الجماعية وقتل المئات من الألوف من افراد الشعب العراقي واغتصاب افراده ونهب اموال العراق ليس فقط بالجلوس في مجلس حكم الاحتلال البريمري النيوليبرالي-محاصصاتي, بل انهم أيضا مؤخرا اختاروا احد اتباع الرجل الأبيض في واشنطن ليترأسهم في تحالفهم الذليل "البديل" للدخول في الانتخابات, انتخاباتهم ليثبتوا فيها ديموقراطية الرجل الأبيض.

وكما قلت في الحلقة السابقة, ان غزو العراق, وسياسة الصدمة النيوليبرالية قد سببت في انهيار اللغة في العراق, او السجل الرمزي بعرف المحلل النفسي جاك لاكان, او المنطق الشكلي-الارسطي في ان الشيء لا يمكن ان يكون نقيضه في آن واحد. ولكن انهيار المنطق الشكلي يعني ولا بد انهيار منطق الديالكتيك لدى اصحاب الأيادي البيضاء لأنه لا يمكن لمنطق الديالكتيك ان يفعل فعله اذا كانت الاطروحة ونقيضها سيان. انهم فعلا الغوا المنطق الديالكتيكي, او انه الغيّ لهم على يد الرجل الأبيض المحَتل من خلال سياسة الصدمة النيوليبرالية فأصبحت الأطروحة ونقيضها بالنسبة لديهم سيان. انهم رسل فوكوياما الصغار. ولذا اعلنوا ان ديموقراطيتهم هي الديموقراطية التوافقية.
-الحزب الشيوعي العراقي والديموقراطية التوافقية-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=406994

ونحن نتسائل عن معنى شيوعية اصحاب الأيادي البيضاء (وهو مصطلح اجوف فضلا عن عنصريته وأرثه الكولونيالي)
في حالة الغاء الديالكتيك كجوهر التطور في النظرية الماركسية. ان شيوعيتهم المزعومة قد تخلت عن الديالكتيك, وبذلك تخلت بالفعل, وليس بالأسم عن ماركس, وذلك بعد تخليهم عن لينين وتعاليمه بالفعل والأسم من قَبلْ. ولكنهم تذكروا لينين الآن ونفضوا الغبار عنه ليعلنوا ان مقاطعي الانتخابات هم من اتباع اليسار الطفولي في الشيوعية-نسبة الى كتاب لينين ادناه. يا للعار, انهم يتذكرون لينين الآن ويستنجدوا به كقشة خشب لأنقاذهم من الغرق ولتسويق سياساتهم النيوليبرالية. ولذا بلغ بهم التخبط والابتذال مداه بأن يقوموا بشويهه من اجل ممارسة سياساتهم الذيلية وديموقراطيتهم التوافقية! فهل ان كل مقاطعي الانتخابات, وهم بالملايين, يساريون طفوليون؟

لينين يؤكد في كتابه ان اشتراك البلاشفة في اشد البرلمانات رجعية في روسيا القيصرية بعد الثورة البرجوازية الأولى عام 1905 كان من اجل التحضير للثورة البرجوازية الثانية (فبراير 1917) وبعد ذلك الثورة الاشتراكية (اكتوبر 1917). واليساريون الطفوليون كان يعني وقتها في روسيا انصار الاغتيالات الفردية (فاني كابلان في August 30, 1918 اطقت النار على لينين نفسه لمحاولة اغتياله والتخلص من النظام البلشفي أيضا عن طريق الأغتيالات الفردية), وهو وضع لا ينطبق بتاتا على ظروف مقاطعي الانتخابات في العراق عام 2025 من شيوعيين او غيرهم. واذا لم يقدم الحزب الشيوعي العراقي الدلائل لأتهاماته الباطلة بخصوص النية في الأغتيالات الفردية او العمل الفعلي من اجل هذا مٍن قبل مِن اطلق هو عليهم لقب -مرضى الشيوعية الطفولية-اليسارية- هذه وبأسرع وقت, فنحن سنكون محقين تماما بأتهامه بالكذب والدجل!
-مرض -اليسارية- الطفولي في الشيوعية-
فلاديمير لينين
https://m.ahewar.org/s.asp?aid=38480&r=0

فهل كانت نية اصحاب الأيادي البيضاء من وراء الاشتراك في الانتخابات القيام بثورة برجوازية (ثانية واين هي الأولى؟!) لتعقبها ثورة اشتراكية؟ اذا لم يكن هذا هدفهم, وهو لا يمكن ان يكون بحكم ديموقراطيتهم التوافقية, فعلام الاستشهاد بلينين ان لم يكن من اجل تشويهه وذلك لتسويق سياساتهم التي اعلنت بنفسها التخلي عن اللينينية في مؤتمرهم العتيد, الذي سموه مؤتمر -الديموقراطية والتجديد- في عام 1993؟

كما ان بريمر نفسه اصدر 100 قرار من اجل بسط النيوليبرالية سلطانها على السياسة والاقتصاد في العراق
Status of Coalition Provisional Authority Regulations, Orders, Memoranda and Notices
https://www.gjpi.org/academic-resource/status-of-coalition-provisional-authority-regulations-orders-memoranda-and-notices/

وبريمر نفسه ذكر في حيثيات كل قرار اصدره انه فعل ذلك بعد تشاوره مع اعضاء مجلس الحكم الذين كانوا تحت امرته وبالاتفاق معهم. وهذا يعني ان ممثل الحزب الشيوعي العراقي في المجلس قد وافق ايضا على ال100 قرار التي تخصع العراق بالكامل للسياسات النيولييرالية وتكّرس الظلم والقمع, والمعادية للعدالة والحريات.

مصطلح -اصحاب ايادي البيضاء - يذكرنا بكتاب الطبيب النفسي الماركسي, والناطق الرسمي لجبهة التحرير الجزائرية وقتها, فرانتز فانون, المعنون
BLACK SKIN,
WHITE MASKS
FRANTZ FANON
https://monoskop.org/images/a/a5/Fanon_Frantz_Black_Skin_White_Masks_1986.pdf
الذي يشرح فيه ان النساء السوداوات في الكاريبي يتزوجن الرجل المستعمر الأبيض لأنهن يعتقدن ان الزواج هذا ينقلهن من منزلة العبد الى منزلة السيد.

شعار الحزب الشيوعي العراقي هو
-وطن حر وشعب سعيد-!
ان النيوليبرالية قد خلقت مؤخرا صناعة رائجة توفر ارباحا بالمليارات. الصناعة هي صناعة السعادة.-
-النيوليبرالية و(علم صناعة) السعادة-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=692604&utm_source=hathalyoum.net
والدلائل تؤكد لنا ان سياسة اصحاب الايادي البيضاء في تحقيق السعادة هي احدى تفرعات علم وصناعة السعادة النيوليبرالية. وان كانت السعادة والتعاسة, بنفس (اللا)منطق اعلاه, اصبحتا سيان!

 موقف التحليل النفسي النظري من النيوليبرالية — هو من أكثر المواضيع إثارة وخصوبة فكريا في العقود الأخيرة، خاصة منذ التسعينيات وحتى اليوم. التحليل النفسي (الفرويدي واللاكاني بشكل أساسي) لا يملك موقفاً موحداً رسمياً كما هو الحال في الأيديولوجيات السياسية، لكنه طوّر نقداً جذرياً وعمیقاً للنيوليبرالية يمكن تلخيصه في النقاط النظرية التالية:
1. النيوليبرالية كنظام للـ"استمتاع" (jouissance) الجديد
جاك لاكان وتلاميذه (خاصة سلافوي جيجك، وتود مكغوان، وألينكا زوبانتشيتش) يرون أن النيوليبرالية ليست فقط نظاماً اقتصادياً، بل أمر بالاستمتاع (imperative to enjoy).
بدلاً من الخطاب الرأسمالي القديم ("اعمل بجد، أرجئ المتعة، ستحصل عليها لاحقاً")، أصبح الخطاب النيوليبرالي: "استمتع الآن، لا تنتظر، المتعة واجب عليك".
هذا التحول يلغي دور "السيد القديم" (الأب، القانون، السلطة الرمزية) ويستبدله بـ"سيد جديد" هو السوق والاستهلاك والأداء الذاتي.
2. الفرد النيوليبرالي كـ"ذاتية مريضة نفسياً"
العديد من المنظرين التحليليين يصفون الذات النيوليبرالية بأنها:
تعاني من "اكتئاب جديد" (آلان إيرنرايخ، داريان ليدر) أو "تعب الذات" (بيونغ-تشول هان مع تأثير فرويدي).
أصبحت الذات ملزمة بأن تكون "ريادية ذاتية" (entrepreneur of the self) حسب تعبير ميشيل فوكو الذي طوره اللاكانيون، أي أن عليها أن تعامل نفسها كمشروع رأسمالي دائم.
هذا يؤدي إلى تلاشي "الأب الرمزي" (القانون الذي يضع حداً للاستمتاع) وظهور اضطرابات نفسية جديدة: القلق المعمم، الإرهاق (burnout)، اضطراب ثنائي القطب، الإدمان السلوكي.
3. نقد "الخطاب الجامعي" والإدارة النفسية للرأسمالية
لاكان حدد في السبعينيات "الخطاب الجامعي" (discours de l’universitaire) كشكل جديد من السلطة يتنكر في هيئة المعرفة والكفاءة.
النيوليبرالية هي تجسيد هذا الخطاب: الخبراء، الإداريون، المدربون، علماء النفس الإيجابي، تطبيقات الرفاهية، كلها تعمل كوكلاء للسيد الرأسمالي لكن بلباس "العلم" و"الرعاية الذاتية".
4. أبرز المنظرين التحليليين المعاصرين ومواقفهم
سلافوي جيجك: النيوليبرالية هي "انحرافية" (perversion) هيكلية، الذات تتنصل من المسؤولية وتتصرف كأنها مجرد أداة للسوق.
تود مكغوان (في كتابه Capitalism and Desire): الرأسمالية النيوليبرالية تستمد طاقتها من الفشل الدائم في الوصول إلى المتعة الكاملة، فالذات تظل تستهلك وتعمل لتعوض عن الفقدان الجوهري.
ألينكا زوبانتشيتش: النيوليبرالية تفرض "أخلاقيات الواجب المطلق للاستمتاع"، وهو تناقض مدمر.
بيونغ-تشول هان (متأثر جداً بفرويد ولاكان): مجتمع الأداء النيوليبرالي يلغي "السلبية" (الملل، التأمل، الموت) ويحول الإنسان إلى آلة إنتاج واستمتاع دائمين، مما يؤدي إلى انهيار نفسي جماعي.
5. الخلاصة النظرية
من وجهة نظر التحليل النفسي (وبشكل خاص التوجه اللاكاني المعاصر): النيوليبرالية ليست مجرد نظام اقتصادي ظالم، بل هي أخطر نظام أيديولوجي في التاريخ لأنه:
يستغل الرغبة والاستمتاع نفسهما كأدوات سيطرة.
يلغي الرمزي (القانون، الأب، الحد) ويترك الذات وجهاً لوجه مع الاستمتاع المباشر المدمر (الـReal).
فهو ينتج ذواتاً مكتئبة، قلقة، مدمنة، مرهقة، لكنها في الوقت نفسه تشعر أنها "حرة" و"مسؤولة عن مصيرها".
لذلك يمكن القول إن التحليل النفسي المعاصر يرى في النيوليبرالية العدو الأيديولوجي الأول، ليس فقط لأنها تسبب معاناة، بل لأنها تستخدم الليبيدو (الطاقة الجنسية-الرغبية) نفسه كوقود لاستمرارها.
سأسعى الى شرح مصطلحات ومفاهيم التحليل النفسي اعلاه باسهاب في الحلقات القادمة.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحليل النفسي, الخيال العلمي, وخسارة الشيوعيين للانتخابات 1 ...
- التحليل النفسي والأدب القوطي 107
- التحليل النفسي: -فرانكشتاين في بغداد- 106
- التحليل النفسي والذكاء الاصطناعي 105
- اوتو رانك في عصر القلق وعدم اليقين 104
- الماركسية الظاهراتية: ما لها وما عليها
- هربرت ماركوزه والماركسية السوفيتية 103
- تحالف الشيوخ والنيوفاشيين: الاستبداد والنرجسية الجماعية 102
- ادورنو والشخصية الاستبداية 101
- التحليل النفسي والعدالة الاجتماعية 100
- هيغل والتحليل النفسي, وشاز! 99
- الطب النفسي في العراق والانسان الأقتصادي!
- تأملات لاكانية وماركسية حول التحليل النفسي والثورة (98)
- تأملات لاكانية وماركسية حول التحليل النفسي والثورة (97)
- لاكان: فيلم -الدوار-, وام كلثوم (96)
- (لغة) لاكان, تشوميسكي, والقاموس
- القطة, ستالين, والوعي!
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية!
- الكومونات الأشتراكية, علم الطوبولوجيا, وقانون ويلسون!
- مناقضة (وهم) الزمان للماركسية!


المزيد.....




- ترامب: خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا -ليست عرضي النهائي-
- جرحى فلسطينيون باعتداءات للمستوطنين والاحتلال بالضفة
- ما أبرز الخروقات الإسرائيلية في قطاع غزة؟
- فرنسا تؤكد ضرورة الاستعداد لخطر الحرب في أوروبا
- مجموعة إيرانية تنشر تفاصيل شخصية لموظفين عسكريين إسرائيليين ...
- مقتل 24 فلسطينيا بضربات إسرائيلية متواصلة على قطاع غزة
- مصر.. قضية مدرسة -سيدز- تهز المجتمع ووزارة التعليم تتحرك
- -كوب30- يعتمد اتفاقًا مناخيًا من دون تعهّد بالتخلّص من الوقو ...
- الشرطة البرازيلية تحتجز الرئيس السابق -لمنعه من الفرار-
- الطريق إلى الوعي العميق.. كيف تشكل المشروع الفكري لمختار الش ...


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - التحليل النفسي والنيوليبرالية (في العراق) 109