أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون- أنموذجا














المزيد.....

اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون- أنموذجا


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بتاريخ ٢٠/نوفمبر/٢٠٢٥ مقالا بعنوان "الأخطاء التي تقرب من الانتفاضة الثالثة" للكاتب "آفي يسسخروف". جاء في مقدمته "إن الهجوم الذي وقع أمس عند مفترق غوش عتسيون، والذي انتهى بمقتل هارون كوهين، من كريات أربع، وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، يوضح إلى أي حدّ لا تزال مخاطر التصعيد الواسع في الضفة الغربية تخيّم فوق رؤوس الجميع. ربما تفضل إسرائيل دفن رأسها في الرمال في أحسن الأحوال، بتجاهُل السلطة الفلسطينية وإضعافها، أو تساهم فعلياً في التصعيد من خلال إعطاء ضوء أخضر، بصمت، ولا تمنع الإرهاب اليهودي في الضفة، لكن في نهاية المطاف، باتت أبخرة الوقود في الهواء فعلا".

ما يثير في مقال "آفي يسسخروف" هو التحذيرٍ الذي يرفض الكثيرون في دولة الاحتلال الاعتراف به، ويكمن في أن المشهد المشتعل حاليا في الضفة الغربية يشكل من وجهة نظر "يسسخروف" بنية متكاملة لحافة انفجار ثالث.
فالمواجهات التي تبدأ باعتداءات "صغيرة" من مجموعات المستوطنين، التي يصفها الكاتب صراحة ب "ميني بوغروم" لا تبقى صغيرة، ولا تقرأ فلسطينيا على أنها حوادث هامشية. إنها تستقبل كمؤشر على انهيار ما تبقى من قواعد الاشتباك، وكعلامة على أن الدولة التي يفترض أن تضبط سلوك مستوطنيها المسلحين ، في نظر الفلسطينيين، طرفا في الهجوم.
وهنا يبدو بأن "يسسخروف" يضع أصبعه على الجرح، وأن الخطر في الدافع الفلسطيني للمقاومة لا تكمن في الدوافع، لأن الدوافع كثيرة ومتراكمة منذ عقود، إنما الخطر هو في الشرارة التي تقدمها الاعتداءات اليهودية لتسخين الأرضية النفسية والسياسية. فكل هجوم يشنه المستوطنون، وكل عملية انتقام صغيرة، وكل "ميني بوغروم" كما يصفها، عمليات ترهق الفلسطينيين في قراهم وحقولهم، وتزيد وتيرة غضبهم، ما يؤدي إلى منح المقاومة الفلسطينية المسلحة الحاضنة الشعبية التي تحتاجها كي تعود إلى العمل المنظم.
الكاتب يدرك أن الاحتلال نفسه هو ما ينتج هذه البيئة، لكن ما يضيفه المستوطنون اليوم هو أنهم يقدمون للمقاومة، الشرعية الشعبية لاستعادة السلاح. فحين يتعرض المزارعون للهجوم خلال موسم الزيتون، وحين يعتدى على البيوت والمحاصيل أمام أنظار الجنود الصهاينة أو بمشاركتهم الضمنية، يصبح حمل السلاح بالنسبة لكثير من الشباب الفلسطيني فعلا دفاعيا قبل أن يكون هجوميا. وهنا يكمن الخطر الذي يشير إليه "يسسخروف" في المقال، فالحوادث "الصغيرة" ظاهريا تتحول خلال أسابيع إلى بؤر اشتباك مفتوحة.

المفارقة أن حكومة الاحتلال لا تريد ضبط مستوطنيها، الذين باتوا يمتلكون نفوذا سياسيا يفوق قدرتها على المساءلة. وهذا العجز يقرأ في الشارع الفلسطيني كرسالة لا لبس فيها، مضمونها أن دولة الاحتلال تريد هذا العنف وتستخدمه كورقة ضغط. وهكذا يشعر الفلسطيني بأن لا طريق لحماية نفسه إلا بالسلاح. بدليل ما ذكره الكاتب في مقدمة المقال، كأنموذجا، الهجوم عند مفترق "غوش عتسيون".

هذه الظروف نفسها التي أدت إلى الانتفاضة الأولى عام ٨٧، حين تجاهلت دولة الاحتلال تحولات الواقع الاجتماعي الفلسطيني، وهي أيضا ذاتها التي سبقت الانتفاضة الثانية عام ٢٠٠٠، حين تراكمت الانتهاكات اليومية تحت غطاء "إدارة الصراع".

لكن ما يجعل اللحظة الحالية أخطر من وحهة نظر "يسسخروف"، أن المشهد الإقليمي نفسه مضطرب، وأن الضفة الغربية اليوم ليست تلك الضفة التي عرفتها دولة الاحتلال قبل عقدين. فالمدن والقرى باتت مليئة بالسلاح الذي تزودها به إيران عن طريق الأردن وسوريا، والبنية الأمنية للسلطة الفلسطينية أضعف من أن تضبط موجة الغضب، والمجتمع الفلسطيني بات أكثر تشظيا وإحباطا، لكنه أيضا أكثر استعدادا للانفجار. وفي مقابل ذلك، يظهر المجتمع الصهيوني أكثر اعتمادا على مجموعات أيديولوجية متطرفة، وأقل قدرة على اتخاذ قرار سياسي عقلاني.

إذن فالكاتب "يسسخروف" يحاول القول إن دولته تتجهة إلى انتفاضة ثالثة تقود إلى انهيار شامل لسيطرة الجيش في أجزاء واسعة من الضفة، وإلى مواجهة لا يمكن احتواؤها بعملية أو اثنتين. وفي لحظة كهذه، لن تكون هي التي تختار توقيت الانفجار ولا مداه.

ما يقدمه المقال قراءة واقعية لمسار تسير فيه دولة الاحتلال بثقة عمياء. فإذا كانت القيادات السياسية تظن أن القوة وحدها تمنع الانتفاضات، فإن "يسسخروف" يذكر بأن القوة العمياء، حين تترك بأيدي جماعات متطرفة، تصبح هي بذاتها الشرارة التي تشعل ما تحاول الدولة تجنبه.
ونقول أن الطريق إلى الانتفاضة الثالثة ليست فقط قصيرة، كما ذكر الكاتب، إنما باتت معبدة يوميا بفعل خيارات سياسية وأمنية لا ترى في الفلسطيني صاحب حق يتعرض لسلب متواصل منذ عقود.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توسع الاحتلال شرق غزة وفراغ الضمانات الدولية
- إعدام الأسرى..تشريع للقتل الجماعي
- مجزرة مخيم عين الحلوة ليلة 19/نوفمبر/2025
- المشروع الأميركي الجديد لغزة..هل هو انتداب حديث؟
- جمعية -المجد- ورحلة -رامون- إلى جنوب إفريقيا..
- مطر يختبر الخيام.. وإرادة تهزم الغرق
- *جاجة حفرت على راسها عفرت*
- جرائم باسم -الأمن-..اغتصاب في سجون الاحتلال
- إرهاب العصابات الصهيونية بين الأمس واليوم..من مشروع الدولة إ ...
- أنفاق رفح تعيد خلط أوراق الحرب على غزة
- الماء كسلاح احتلال..ردم الآبار في الضفة الغربية نموذجا.
- الطبيب الذي كتب بدم الشهداء..منير البرش يوثق الحقيقة.
- اليمين المتطرف يشرعن الإعدام الجماعي باسم -الأمن القومي-
- بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد ل ...
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع


المزيد.....




- سلطنة عُمان.. الشرطة تعتقل عدة مواطنين ملثمين افتعلوا الفوضى ...
- لماذا التخلّي الرسميّ العربيّ عن غزّة؟
- ما حدود هامش المناورة أمام زيلينسكي بشأن خطة ترامب لإنهاء ال ...
- مظاهرة وسط العاصمة التونسية دفاعا عن الحريات والحقوق
- حليفة سابقة لترامب تعلن استقالتها من الكونغرس بعد خلافات بشأ ...
- ما هي مضامين خطة ترامب للسلام في أوكرانيا ولماذا رفضها زيلين ...
- موجة غارات إسرائيلية تستهدف الجنوب اللبناني
- عُثر عليها في علّية.. نسخة من -سوبرمان- تصبح أغلى مجلة قصص م ...
- بعد خطة ترامب.. أوكرانيا تكشف عن تطور بشأن مشاورات مع أمريكا ...
- دونالد ترامب يطرح آخر عروضه لاستسلام أوكرانيا - مقال في وول ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - اعتداءات المستوطنين تسرع طريق الانتفاضة الثالثة..-غوش عتسيون- أنموذجا