أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شروط بارزاني على بغداد وشروط التنسيقي على السوداني: مزيدا من الأمركة!














المزيد.....

شروط بارزاني على بغداد وشروط التنسيقي على السوداني: مزيدا من الأمركة!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 18:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن السيد مسعود بارزاني لا يختلف عن زملائه ساسة المحاصصة الطائفية والعرقية فلكل منهم نسخته الخاصة من الانفصال عن الواقع وتحويل الخسائر والهزائم الى انتصارات على طريقة "أم المعارك" الصدامية "ويامحلى النصر بعون الله"! الانفصال عن الواقع ليس ممارسة سياسية خاطئة فقط بل هو مرض نفسي يسميه العلماء والأطباء "اضطراب الاغتراب عن الواقع أو تبدد الشخصية"، (Depersonalization disorder).
فبعد أن خسر حزب بارزاني ربع وزنه الانتخابي تقريبا (خسر تسعة مقاعد من مجموع 35 فاز بها في الانتخابات السابقة لسنة 2021) وفقد نصف مقاعده السابقة تقريبا (انخفض من تسعة مقاعد إلى خمسة) في نينوى، وفقد هو حليفه حزب طالباني الغالبية في محافظة كركوك، أعلن أنه "رغم العراقيل التي وُضِعت في طريق الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلا أن الحزب تمكن من تحقيق نجاح مشهود بفضل الثقة الكبيرة التي منحه إياها شعبُ كردستان". وفي ضوء هذا "النجاح المشهود وضع بارزاني شروطه للمشاركة في الحكومة القادمة وهي مشاركة إلزامية ولا يستطيع الامتناع عنها بأمر الحاكم الفعلي أي السفيرة الأميركية ببغداد وشروطه هي:
1-تطبيق المادة 104 كركوك واقتطاع هذه المحافظة من الإدارة العراقية لتكون جزءا من إدارة الإقليم، ومع كركوك باقي المناطق التي فرضوا عليها تسمية "المناطق المتنازع عليها" بالاتفاق مع حلفائهم الساسة الطائفيين الشيعة في الدستور، علما أن "التنازع" يكون عادة بين دولتين مستقلتين على أراض أو مياه ...إلخ وليس بين دولة وإقليم هو جزء منها دستوريا!
2- تعديل قانون الانتخابات الذي خسر بموجبه ربع مقاعده.
3- تشكيل المجلس الاتحادي لضمان حكم الترويكة الطائفية العرقية رسميا.
4-إقرار قانون النفط والغاز باتجاه أن يمتلك هو وعائلته والعائلة الحليفة له "آل طالباني" حق استخراج وتصدير النفط مباشرة ومن دون موافقة وإشراف بغداد وهو الأمر الذي كان يمارسه فعلا لعدة سنوات بعد الاحتلال الأميركي حتى حكمت محكمة باريس للتحكيم الدولي ضد تركيا لأنها اشتركت في تهريب النفط العراقي المصدر إلى الخارج من دون موافقة الدولة العراقية!
5-الإبقاء على قوات التحالف الدولي بقيادة القوات الأميركية بسبب استمرار وجود التهديد الداعشي.
*ويختم بارزاني شروطه بهذه الثلاثية التي تقول بوجوب اعتماد "التوافق والتوازن والمساواة" بين ممثلي المكونات. ومعلوم أن المطالبة بالتوازن تكون بين قوى غير متساوية في الوزن السكاني والانتخابي لتفادي الصدامات بينها. وواقع العراق المجتمعي الذي يصرُّ عليه حملة رايات الهويات الفرعية ليس فيه مساواة مكوناتية بين الشيعة والسنة والأكراد كما هو معلوم. ونحن نناقش هذا الموضوع انطلاقا من رفضها وإعلاء شأن الهوية الوطنية العراقية وليس من أجل الدفاع عن طرف فيها. ومعلوم أيضا أن التوافق السياسي يعني عدم وجود فريق حاكم وآخر معارض بل يعني مشاركة الجميع في حكم توافقي شعاره الفعلي (أما أن نحكم كلنا لنسرق كلنا وإلا فلا). والتوافق لا يتم إلا عبر الصفقات والمؤامرات السرية تحت الطاولة والتستر على الفساد تحت شعار شعبي يقول "طمطم لي واطمطم لك".
وأخيرا فهذه الشروط التي يضعها بارزاني تأتي في وقت غير مناسب له تماما، وبهذا فهو يستمر في إلحاق الضرر بالعراق أولا، وبقضية الأكراد كأمة ثانيا، بعد أن حول المنطقة التي يسيطر عليها إلى إمارة إقطاعية قروسطية وراثية ديريها هو وأفراد عائلته الأقربون، ينهبون ثرواتها ومقدراتها بلا رحمة. ولم يعد له الحق في الحديث عن أي تمثيل مشروع، خصوصا بعد أن خرج هو وحليفه حزب طالباني خاسرَين للكثير من قوتها التمثيلية المكوناتية، فكيف ينجح في فرض أو حتى التفاوض من موقع قوة وقد خسر ما خسر، أم أنه موعود بشيء آخر من مايسترو اللعبة الأميركي وربما نصحه مستشاروه المتصهينون بسحب مسدسه الانفصالي ثانية؟!
شروط التنسيقي على السوداني
لماذا رفض الإطار التنسيقي التجديد للسوداني لولاية ثانية من حيث المبدأ؟ توقعنا أن يكون سبب رفض الإطار التنسيقي التجديد لمحمد شياع السوداني متعلقاً بتهالك هذا الأخير على طلب رضا الإدارة الأميركية (لنتذكر مثلا إحالته حقل نفط مجنون باحتياطيه الضخم من النفط والغاز والذي تقول البيانات الأحدث التي أوردها مدير حقل مجنون النفطي ضياء شاكر في مايو/أيار من العام الماضي 2023، قال فيها إن الحقل يحتوي على 58 مليار برميل من النفط الخام، و38 تريليون قدم مكعبة من الغاز، إلى شركة إكسون موبيل الأميركية بعقد إنتاج ومشاركة في الأرباح)، فظهر العكس حيث زايد قادة الإطار التنسيقي على توجهات السوداني الأميركية واشترطوا أن ينال المرشح "رضا القوى الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية" كما ورد في الرسالة المفتوحة التي وجهها د. ليث شبر إلى قيادة الإطار التنسيقي. ولكن ليس هذا هو السبب الحقيقي لرفض التجديد للسوداني كما اعتقد، فالكل سائرون مع التيار الأميركي وليس السوداني فقط، ولكن السبب هو قرار الإطار بـ "منع رئيس الوزراء المقبل من تأسيس حزب أو خوض الانتخابات ووضع مكتب رئيس الوزراء، بقرارته ومستشاريه وطاقمه، تحت رقابة كاملة من إلإطار التنسيقي" أي تحويل رئيس الوزراء إلى دمية بيد أحزاب الفساد كما كان ماضيا وسيكون دائما.
هل ستكون تلميحات د.ليث شبر الواضحة إلى أنه ربما يكون بديلا للسوداني كافية لإقناع الإطار التنسيقي بما يلمح إليه؟ لنقرأ بعض ما كتب: "في العراق اليوم رجال دولة، لديهم مشروع واضح، قادرون على بناء مؤسسات، وضبط الإيقاع الأمني، وفتح البلاد على اقتصاد حديث، وإعادة إنتاج دور العراق في الإقليم والعالم. رجال لا يطلبون المواقع ولا يجري وراءهم الإعلام، لكنهم حين يتحملون المسؤولية… يغيّرون المعادلة"!
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ است ...
- الانتخابات العراقية: الدوران في الحلقة الطائفية المفرغة مستم ...
- نماذج من نقد شباب اليسار العراقي لأداء مرشحيهم في الانتخابات
- لعبة تزوير الانتخابات تبدأ من تزوير نسبة المشاركة
- تزوير فظ لنسبة المشاركة في الانتخابات رغم مقاطعة أكبر أحزاب ...
- رئيس حكومة أم زعيم معارضة: السوداني يتحدث عن الاتفاقية المائ ...
- هل فرطت الحكومة بنصف عائدات النفط لشركة إكسون موبيل من أجل ا ...
- انتخاب مامداني: ترامب يتراجع: كن لطيفا معي ويوم أسود وحالة ح ...
- خدعة أردوغان الأخيرة ووعوده الكاذبة للمشهداني: كيف وصلنا إلى ...
- الإبادة الجماعية مشروع مجتمع استيطاني لا زعماء متطرفين فقط
- احتلال تركي مدفوع الثمن: حكومة السوداني تكلف دولة أجنبية بإد ...
- المؤرخ آفي شلايم: إسرائيل مسؤولة عن تهجير اليهود العراقيين
- المالكي يتهم السوداني بالتطبيع والأخير يعلن انه مؤمن بزوال إ ...
- ديموقراطية ترامب: ضد اليسار اللاتيني ومع الانقلابيين وتجار ا ...
- مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك -التاريخ اليهودي والديانة اليه ...
- المزاد الانتخابي: نواب يعرضون نماذج موثقة من جبل الفساد الحك ...
- متابعات بالفيديو: سفير بريطانيا وثورة 14 تموز وعبد المهدي يب ...
- مهرجان البذاءة في شرم الشيخ والفرق بين الإرهاب والتحضر
- حرب الإبادة على جبهة الآثار الفلسطينية
- الإبادة الجماعية مشروع قومي لإسرائيل وليس لليمين المتطرف فحس ...


المزيد.....




- محاولات لنقل حوت عنبر نافق طوله 50 قدمًا.. شاهد صعوبة العملي ...
- سفير طهران في السعودية يكشف تفاصيل رسالة الرئيس الإيراني إلى ...
- الخطة الأميركية بشأن أوكرانيا على طاولة قمة العشرين.. والكرم ...
- خطة السلام الأمريكية ـ موسكو تدعو للتفاوض وكييف تتمسك بوحدة ...
- قادة أوروبا يؤكدون دعمهم الثابت لأوكرانيا ويبدون تحفظات على ...
- تونس: احتجاجات على التضييق الإعلامي
- هل تتحول بوصلة العقوبات الغربية إلى جورجيا؟
- الغزيون يواجهون أزمة نقص الوقود والغاز ببدائل ضارة بالصحة
- أوضاع إنسانية قاسية للنازحين من الفاشر لبلدة طويلة
- نص خطة ترامب لوقف الحرب الروسية الأوكرانية


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - شروط بارزاني على بغداد وشروط التنسيقي على السوداني: مزيدا من الأمركة!