أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ استطعتم-!














المزيد.....

لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ استطعتم-!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أن الجاهل معرفيا والأعمى سياسيا وأخلاقيا هو ذاك الذي لا يميز بين النقد والشماتة. بين الكشف الموَّثق والشتائم، بين التفكيك المنهجي والثرثرة العاطفية الرثة، لهذا يطالب البعض برأس كل من ينتقد ما يسمى باليسار والمدنيين (المدنية هو الاسم الذي اخترعه المُنَظِّر الدجاجي بديلا للعلمانية كي لا يستفز المعممين وكهنة الإكليروس) بعد خيبتهم الثقيلة في الانتخابات الأخيرة!
لقد حصدتم ما زرعتم؛ حصدتم مشاركتكم في مجلس حكم بريمر الاحتلالي إلى جانب عتاة الطائفية والسلفية والعرقية الانفصالية،
ومشاركتكم في لجنة كتابة دستور المكونات إلى جانب ممثلي القوى الرجعية المحافظة والمرجعيات الطائفية.
وانشغلتم في تأثيث المقرات بدلا من النقابات،
ومهرجانات الكتب والأصبوحات الشعرية بدلا من الأسواق التعاونية للفقراء،
وانشغلتم بالأطروحات الجندرية وأهملتم النساء العراقيات المظلومات والمضطهدات من قبل الذئاب البشرية الشبقة من ذوي العمائم والأفندية.
وقفتم ضد انتفاضة تشرين 2019، وأصدرت قيادتكم في البداية توجيها داخليا لرفاقكم بعدم المشاركة فيها لأنها "نشاطات مشبوهة تدار من جهات مريبة"، ولكن رفاقكم سخروا من توجيهكم وتمردوا عليه وشاركوا شباب شعبهم فيها وقدموا بعض الشهداء فخضعتم لمنطقهم الجريء وتبعتموهم كالخراف الضالة وبدأتم تمجيد الانتفاضة كأنكم أنتم من أطلقها.
سكتم على فساد الإقطاع السياسي الكردي في الحزبين، ولم يصدر منكم سطر واحد طيلة ربع قرن يدين القمع والاضطهاد الذي مورس ضد المعارضة الكردية والناس المستقلين الذين تظاهروا ضدهما،
ولم تنطقوا حرفا واحدا ضد محاولة البارزاني الانفصالية بالتعويل على الجهد الإسرائيلي ودعاة ومُنَظِّري الحركة الصهيونية من أمثال برنار ليفي وكوشنير وديفيد بولوك ووقف ممولكم وعضو مكتبكم السياسي السابق فخري كريم بين هؤلاء حاشرا نفسه حشرا وبشكل أخرق بينهم في صورة تذكارية لتخليد عاره!
تحالفتم انتخابيا مع الداعية الصهيوني مثال الآلوسي رغم كل ما قيل بحقه وفشلتم، ثم تحالفتم مع الإسلاميين الشيعة في تيار الصدر وفشلتم،
وها أنتم تتحالفون اليوم مع حامل الجنسية الأميركية والعضو في حزب ترامب الجمهوري عدنان الزرفي وكأنكم "حالفين يمين" على أن تفشلوا وتعالجوا خطأكم بخطأ جديد!
*ردوا عليَّ واحدة من هذه الأخطاء الكارثية إنْ استطعتم وكذِّبوها؟! هل انتقدتموها؟ هل تحفظتم عليها علنا؟ أين ومتى؟ إنَّ أي نقد لمسيرتكم على الأقل منذ 2003 وحتى اليوم يقفز على هذه الأخطاء الفاحشة والكارثية لا معنى له ولا فائدة منه ولن يعني سوى بقائكم في الهاوية نفسها؛ هاوية الفشل والتراجع والضمور!
الأدهى والأَمَرُّ أن بعضكم لا يعترف حتى بالهزيمة التي حلت بهذا العنوان "اليساري المدني" بعد أن فشل في إيصال نائب واحد إلى مجلس النواب ونجحت بعض العشائر الصغيرة والتجمعات الموسمية البائسة من إيصال أكثر من نائب، فيقول: "نحن لم نفشل لأن برنامجنا الانتخابي أفضل برنامج سياسي طُرح"!
ترى ما الفرق بين هذا الذي ينكر الهزيمة التي حلت بكم والدكتاتور صدام حسين الذي أنكر هزيمته وظل يسميها "انتصارات أم المعارك المجيدة"، في حين أن فرق التفتيش الأميركية لم تستثن حتى غرفة نومه من التفتيش والمرمطة والإذلال؟
بصراحة، فإن عداءكم الشرس وحساسيتكم المرضية للنقد والكشف والتفكيك المنهجي سواء وجه إلى حزبكم أم إلى الإقطاع السياسي الكردي يشير إلى أن الرؤوس الستالينية المتعجرفة غير قابلة للعلاج حتى وإنْ ارتدت أقنعة حداثية وليبرالية يسارية وتبرأت من ستالين ولينين طالما هي تعبد الغرب الليبرالي.
صدقوني، بلا نقد ولا مراجعة فإنَّ هزائم أخرى تنتظركم في المستقبل، وأن المستقبل الذي تتوجهون إليه هو الاندثار والتلاشي بعد أن ساهمتم بقصد أو بدونه في ترسيخ الأنظمة الأكثر رجعية في تاريخ العراق، وتأبيد انتصارات القوى الظلامية والطائفية السياسية العميلة للإمبريالية الأميركية والدول الإقليمية.
لا خيار أمامكم سوى النقد الجذري والحقيقي والمخلص لأخطائكم وحماقاتكم، لماضيكم ولحاضركم. نقد لا يرحم، ولا يستثني أحداً أو شيئاً، نقد هو عماد الفلسفة والنظرية التي تتشدقون بالانتماء إليها زورا أي الماركسية...
لا خيار لكم ولن تقوم لكم قائمة ولن تفوزوا بشيء ذي قيمة طالما أسلمتهم قيادكم للتكرار والطاعة العمياء لمن هم فوقكم من عجائز لا يريدون أن يعترفوا بأنهم شاخوا وأن الزمان تغير والعالم تغير وأن الكلمة الآن للشباب الباحثين عن الحقيقة والمراهنين على العلم والتقانة ومزج الوعي الثوري بالعلم الحديث.
وأعترف لكم بأنني شخت أيضا، ولكني أحاول أن أستمر بالقبض على جمرة الانتماء إلى الحقيقة والمشاعية الحقة فأنفض من على كتفيَّ الغبار وخيوط العناكب بين الفينة والأخرى، واتصالح مع الشمس فأتسلح بالنقد بحثاً عن الحقيقة لأنها ثورية دائما، بعكس من يتسلح بالتكرار والتقليد والانصياع والامتثال دعوا الشباب يصنعون أنفسهم وتاريخهم بعيدا عن خيباتكم ... سلام!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية: الدوران في الحلقة الطائفية المفرغة مستم ...
- نماذج من نقد شباب اليسار العراقي لأداء مرشحيهم في الانتخابات
- لعبة تزوير الانتخابات تبدأ من تزوير نسبة المشاركة
- تزوير فظ لنسبة المشاركة في الانتخابات رغم مقاطعة أكبر أحزاب ...
- رئيس حكومة أم زعيم معارضة: السوداني يتحدث عن الاتفاقية المائ ...
- هل فرطت الحكومة بنصف عائدات النفط لشركة إكسون موبيل من أجل ا ...
- انتخاب مامداني: ترامب يتراجع: كن لطيفا معي ويوم أسود وحالة ح ...
- خدعة أردوغان الأخيرة ووعوده الكاذبة للمشهداني: كيف وصلنا إلى ...
- الإبادة الجماعية مشروع مجتمع استيطاني لا زعماء متطرفين فقط
- احتلال تركي مدفوع الثمن: حكومة السوداني تكلف دولة أجنبية بإد ...
- المؤرخ آفي شلايم: إسرائيل مسؤولة عن تهجير اليهود العراقيين
- المالكي يتهم السوداني بالتطبيع والأخير يعلن انه مؤمن بزوال إ ...
- ديموقراطية ترامب: ضد اليسار اللاتيني ومع الانقلابيين وتجار ا ...
- مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك -التاريخ اليهودي والديانة اليه ...
- المزاد الانتخابي: نواب يعرضون نماذج موثقة من جبل الفساد الحك ...
- متابعات بالفيديو: سفير بريطانيا وثورة 14 تموز وعبد المهدي يب ...
- مهرجان البذاءة في شرم الشيخ والفرق بين الإرهاب والتحضر
- حرب الإبادة على جبهة الآثار الفلسطينية
- الإبادة الجماعية مشروع قومي لإسرائيل وليس لليمين المتطرف فحس ...
- أكذوبة ترامب عن الحروب السبع التي أوقفها


المزيد.....




- الباغيت يواجه مستقبلًا غامضًا.. كيف تعيد فرنسا التفكير في خب ...
- أقراط ماسيّة بقيمة نصف مليون دولار.. جنيفر لورنس تروّج للمجو ...
- السعودية.. محمد بن سلمان يعلق على الاستقبال المهيب بأمريكا ب ...
- تحليل.. لماذا تحصل السعودية على طائرات إف-35 بينما تكتفي أوك ...
- هل مازالت الاتفاقيات الإبراهيمية قائمة؟ - مقال في نيوزويك
- الاتحاد الأوروبي يعتزم تدريب 3 آلاف شرطي في قطاع غزة
- جون آفريك: معسكر حفتر في ليبيا يعلن إنشاء قوة مشتركة مع الجي ...
- صحيفة إسرائيلية: بن سلمان يضغط لإقامة دولة فلسطينية في 5 سنو ...
- مستقبل مجهول بانتظار مئات الأطفال السودانيين بعد فقد ذويهم ب ...
- هذه أكثر برامج البودكاست الأميركية رواجا في 2025


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - لماذا فشل اليسار العراقي؟ نسخة مخففة من -ردوها عليَّ إنْ استطعتم-!