أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خدعة أردوغان الأخيرة ووعوده الكاذبة للمشهداني: كيف وصلنا إلى هنا؟














المزيد.....

خدعة أردوغان الأخيرة ووعوده الكاذبة للمشهداني: كيف وصلنا إلى هنا؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 17:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كشفت الاتفاقية العار التي وقعت عليها حكومة محمد شياع السوداني (وهي بمثابة حكومة تصريف أعمال في فترة انتخابية وليس من حقها توقيع اتفاقيات بهذا الحجم) كشفت عدة أكاذيب روجتها الحكومتان العراقية والتركية ومنها:
*أكذوبة أن "تركيا تعاني من الإجهاد المائي وقلة المخزون في سدودها". ولكن موافقتها على إطلاقات مياه جديدة تبلغ مليار متر مكعب من مجموع تسعين مليار، تنفي هذه المعلومة وتؤكد أن تركيا حشرت العراق بالتدريج في زاوية الموت عطشاً لملايين العراقيين أو التنازل عن ثرواته فوافقت حكومة الفساد برئاسة السوداني على هذه الصفقة المشينة. ومعلومة التسعين مليار م³ غير صحيحة فالأقمار الاصطناعية أكدت قبل أشهر قليلة أن مخزون تركيا في بحيرات وخزانات سدودها ضعف هذه الكمية تقريبا وهذا أمر لا يمكن للسلطات التركية نفيه او التلاعب به لأن صور الأقمار الاصطناعية لا تكذب وهي متاحة للجميع. صحيح أن الخزين التركي المائي قد تضرر قليلا بسبب قلة تساقط الأمطار والثلوج خلال العوام الأخيرة ولكن ليس إلى درجة أن يبلغ 90 مليار م³.
*إن موافقة حكومة السوداني على هذه الصفقة ليست لمصلحة العراق بكل المقاييس بل هي جاءت لتربط العراق باتفاقية إذلال وعبث بموارده المائية لمدة خمس سنوات حتى إذا تحسنت الحالة المناخية الى الموسم الرطب وسوف تقوم الإدارة "التركية حصرا لسدودنا وقنواتها بإهدار الحصاد المائي القادم. ولا ندري إن كانت هذه الاتفاقية – لم تعلن رسميا بكافة بنودها حتى الآن - مغطاة بأصول سيادية عراقية أم لا، والأرجح أنها مربوطة بتلك الأصول وهذا يعني أن العراق لا يستطيع التملص من الاتفاقية أو إلغاءها من طرف واحد لأن تركيا ستصادر بعض أصول ثرواته كالنفط والغازل في باطن الأرض وتشكوه إلى المحاكم الدولية!
*إن السوداني ومن أجل نيله الولاية الثانية مستعد لبيع العراق قطعة قطعة لكل الطامعين والمعادين وذوي الأجندات الأجنبية المعادية وهو في هذا المسعى لا يختلف عن كافة زملائه في حكم المحاصصة الطائفية السابقين واللاحقين ومن أصغر مدير مدرسة إلى الرئاسات الثلاث.
*ستتحول هذه الاتفاقية إلى مسمار جحا في المستقبل وستمتنع تركيا بعد خمس سنوات عن إطلاق حصص العراق العادلة من المياه عندما يطالب بها إلا بشرط التوقيع على اتفاقية مماثلة أو تمديد الاتفاقية الحالية.
*والآن كيف وصلنا إلى هنا؟ معلوم أنَّ العراق بعد أن تقيد بشروط تركيا بعدم تدويل مشكلة المياه وبزيادة التبادل التجاري، وهو تبادل من طرف واحد أي أنه في غالبه استيراد من تركيا، مقابل وعود بإطلاقات مائية ظل معتمدا على هذه الوعود ومصدقا بها رغم نكوث السلطات التركية مرارا بوعودها. وحتى المرة الوحيد التي هدد وزير خارجية عراقي فيها هو إبراهيم الجعفري بعدم تجديد التوقيع على اتفاقيات التبادل التجاري واضطر الأتراك إلى توقيع ورقة بهذا المعنى لوزير الخارجية آنذاك تخلوا عنها ولم ينفذوا منها شيئا. دعونا نفصل قليلا في هذه المحاولة فنقول:
*في شهر آذار مارس 2019، قال حسن الصفار معاون مدير المعهد الوطني لإدارة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية في لقاء متلفز: لأول مرة، منذ ثلاثين سنة، اعترفت تركيا بوجود حقوق للعراق في مياه الرافدين دجلة والفرات. وقد ضغطنا في المفاوضات التي جرت في اللجنة العراقية التركية المشتركة التي عقدت في العام الماضي 2018 في تركيا، واستمرت مفاوضاتنا مع الجانب التركي اثنتي عشرة ساعة. والجملة التي طالبنا بإدراجها في البيان تقول (إن للعراق حقوقا في مياه نهري دجلة والفرات). ولكن الأتراك رفضوا، وأخيرا قلنا لهم إن هذه الجملة هي مقابل معاهدة التبادل التجاري البالغ 16 مليار دولار كلها، فإما أن تدرج هذه الجملة وإما أن تلغى معاهدة التبادل التجاري كلها، ولن نوقعها! فرضخوا ووافقوا على كتابتها في الوثيقة. كما تم الاتفاق على أن الوزيرين العراقي والتركي المعنين سيجتمعان لتحديد نسب المياه لكل دولة من الدول المتشاطئة على النهرين. وحين اجتمع الوزيران العراقي والتركي رفض الاتراك توقيع اتفاقية تضمن حقوق العراق وحصته العادلة من مياه النهرين فانسحب الوفد العراقي من المفاوضات.
*ويومها قال مهدي رشيد مدير عام السدود والخزانات في وزارة الموارد المائية العراقية لقناة "العراقية"، إن تركيا تنصلت من وعود سابقة قدمتها للجانب العراقي بالتوقيع على اتفاقية رسمية. ولم تتابع حكومة عادل عبد المهدي الموضوع لاحقا ولكن حركة الاستيراد من تركيا استمرت تتصاعد.
حتى جاءت محمد شياع السوداني وتم تكليف الانتهازي المحترف محمود المشهداني بوصفه رئيس مجلس النواب بالتوسط لدى أردوغان على اعتبار المشهداني من العرب السنة (فحكام العراق الحاليون الجهلة اليوم يتصورون أن إدارة الدولة كإدارة العشيرة أو الموكب الديني)، ووعد أردوغانُ المشهدانيَّ بزيادة الإطلاقات المائية إلى 500 متر مكعب في الثانية لمدة ستة أشهر ولكن الإطلاقات لم تكد تبلغ 300 م³ ولم تستمر أكثر من شهر وعادت وانخفضت إلى حدود 100 م³ وهو أدنى مستوى للتدفق في تاريخ نهر دجلة.
وحين عاد المشهداني من تركيا متفاخرا بانتصاره أقدمت وزارة الموارد المائية وتحت ضغوطات الحكومة والمزارعين على زيادة كميات إطلاقات المياه من الخزين الاحتياطي في سدي الموصل والثرثار على أمل وصول إطلاقات أردوغان فبلغ الخزين درجة حرجة وأصبح توفير مياه الشرب لأربعين مليون عراقي تحت خطر التهديد المباشر. هنا وقع العراق في شراك الخطة التركية التي استغلوا بها المشهداني وجعلوه يصدق بوعودهم ثم نكثوا بتلك الوعود وأصبحت حكومة السوداني مستعدة للاستسلام والتوقيع على اتفاقية التفريط والعار التي تنازل بموجبها لتركيا عن إدارة مياهه الوطنية فأصبحت رقاب ملايين العراقيين تحت التهديد التركي المباشرة.
وأخيرا يبدو أن التسريبات التي قالت إن مدة نفاذ الاتفاقية خمس سنوات ليست صحيحة فهناك مصادر قريبة من الأوساط الحاكمة تقول إن المدة هي عشر سنوات وإن الحكومة العراقية تكذب!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبادة الجماعية مشروع مجتمع استيطاني لا زعماء متطرفين فقط
- احتلال تركي مدفوع الثمن: حكومة السوداني تكلف دولة أجنبية بإد ...
- المؤرخ آفي شلايم: إسرائيل مسؤولة عن تهجير اليهود العراقيين
- المالكي يتهم السوداني بالتطبيع والأخير يعلن انه مؤمن بزوال إ ...
- ديموقراطية ترامب: ضد اليسار اللاتيني ومع الانقلابيين وتجار ا ...
- مقتبسات من كتاب إسرائيل شاحاك -التاريخ اليهودي والديانة اليه ...
- المزاد الانتخابي: نواب يعرضون نماذج موثقة من جبل الفساد الحك ...
- متابعات بالفيديو: سفير بريطانيا وثورة 14 تموز وعبد المهدي يب ...
- مهرجان البذاءة في شرم الشيخ والفرق بين الإرهاب والتحضر
- حرب الإبادة على جبهة الآثار الفلسطينية
- الإبادة الجماعية مشروع قومي لإسرائيل وليس لليمين المتطرف فحس ...
- أكذوبة ترامب عن الحروب السبع التي أوقفها
- سلام ترامب على نيران نوبل الحامية
- أسئلة مشروعة على هامش موافقة حماس على خطة ترامب
- لماذا تلقف ترامب موافقة حماس وصدم بها نتنياهو؟
- احتيال سياسي: خطة ترامب التي قدمها للزعماء العرب ليست هي نفس ...
- فتنة المشبوه علي فاضل ودلالاتها: صراعات سياسية أم أفلام كارت ...
- الانحياز الأيديولوجي المنافق في مهاجمة واشنطن والدفاع عن عمل ...
- تحفظات على رسالة -لقاء البصرة- المفتوحة إلى المرجع السيستاني
- مجرم حرب يعبث بعلوم التاريخ والآثار: نقش سلوان مجددا!


المزيد.....




- بيان للخارجية المصرية وسط تقارير عن اختطاف 3 مصريين في مالي ...
- غاز الميثان.. خطر خفي يهدد كوكبنا!
- هبوط تسع طائرات كويتية اضطراريا بمطار البصرة.. والسبب؟
- صفقة تسلا التريليونية لماسك تشعل الجدل على منصات التواصل
- باكستان تبدي استعدادها للتحاور مع أفغانستان بعد فشل المفاوضا ...
- الحكومة الإسرائيلية: لن يتم نشر أي جنود أتراك بغزة
- المغرب والجزائر.. جذور الأزمة وسبل المصالحة
- صحف عالمية: مهمة مستحيلة لتأمين غزة ومسؤولية أميركية عن فظائ ...
- باستثناء فئة واحدة.. ترامب يعتزم دفع 2000 دولار لكل أميركي
- غراهام: لا سلام في الشرق الأوسط طالما بقيت حماس مسلحة


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - خدعة أردوغان الأخيرة ووعوده الكاذبة للمشهداني: كيف وصلنا إلى هنا؟