أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -ارتفاع أسعار العطور في غزة: بين الجشع وغياب الرقابة














المزيد.....

-ارتفاع أسعار العطور في غزة: بين الجشع وغياب الرقابة


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 18:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل الأزمات الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، يتساءل المواطنون عن أسباب ارتفاع أسعار بعض السلع بشكل غير مبرر، وخاصة السلع التي يمكن اعتبارها كمالية في حياة البعض. العطور، على سبيل المثال، تعتبر أحد هذه السلع التي شهدت زيادات مهولة في أسعارها في الفترة الأخيرة، مما جعلها تخرج عن نطاق قدرة العديد من الأسر على شرائها. ما يحدث في سوق العطور في غزة يعكس صورة واضحة للجشع الذي يمارسه بعض التجار، وعدم وجود الرقابة الفاعلة من الجهات المسؤولة.

تجار العطور في غزة يعتمدون بشكل رئيسي على استيراد زيوت العطور من تجار الضفة الغربية، حيث يتم استلام الكميات بسعر يعادل حوالي 300 شيكل للكيلو. ولكن، وفي خطوة غريبة وغير مبررة، يتم بيع هذه العطور في غزة بأسعار تصل إلى 1500 شيكل للكيلو، ما يعكس فارقًا شاسعًا في السعر. هذا الارتفاع الفاحش يجعلنا نتساءل: هل من المعقول أن تكون تكاليف الجمرك والربح تصل إلى 1200 شيكل؟ وكيف يتحمل المستهلك الغزي هذه الزيادة؟ ومن يقف وراء هذا التضخم غير المنطقي في الأسعار؟

قبل الحرب الأخيرة، كان سعر الكيلو من العطور يتراوح بين 300 إلى 400 شيكل، بينما كان بإمكان المواطن الغزي شراء عبوة صغيرة من العطر بسعر معقول. على سبيل المثال، كانت عبوة 50 ملي تُباع بحوالي 20 إلى 25 شيكل، بينما اليوم أصبحت تُباع بنفس الحجم بأسعار تتراوح بين 70 إلى 80 شيكل. هذه الزيادة الكبيرة تؤثر بشكل مباشر على قدرة المواطن الغزي، الذي يعاني أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة، في أن يحظى بكماليات مثل العطور.

ما يحدث في قطاع العطور في غزة هو تجسيد صارخ لظاهرة الاحتكار، حيث يتم رفع الأسعار بشكل غير مبرر للاستفادة من الوضع الراهن. هذا التلاعب بالأسعار يترك المستهلك في موقف صعب، ويزيد من الأعباء المالية على الأسر الفقيرة، التي بالكاد تستطيع تلبية احتياجاتها الأساسية.

في هذا السياق، يبرز التساؤل الأهم: أين هي الجهات المختصة من مراقبة هذه الظواهر الاقتصادية السلبية؟ أين دور الجهات المسؤولة عن حماية حقوق المستهلك ومراقبة الأسواق؟ في ظل غياب الرقابة الفعالة، يصبح المواطن ضحية للممارسات التجارية غير العادلة التي تؤثر على قدرته الشرائية.

لا بد من تدخل الجهات المختصة لضبط الأسواق، ووضع آليات للحد من الاحتكار ورفع الأسعار غير المبرر. في هذا الظرف العصيب، يجب أن يكون هناك وقفة جادة مع التجار الذين يتاجرون بمعاناة الناس ويستغلون الظروف الاقتصادية لتحقيق مكاسب غير مشروعة.

وفي الختام، يمكن القول إن ارتفاع أسعار العطور في غزة ليس مجرد مسألة تجارية، بل هو جزء من مشكلة أكبر تتعلق بجشع بعض التجار وغياب الرقابة الاقتصادية. وفي هذه الظروف، يبقى المستهلك هو المتضرر الأكبر، وعليه أن يتحلى بالوعي الكافي لمقاطعة هذه السلع غير الضرورية حتى يتم وضع حد لهذه الممارسات الجشعة.

"الغش والاحتكار هما وجهان لعملة واحدة، وكلما طال الصمت عنهما، زادت معاناة المواطن البسيط."


---

أرجو أن يكون هذا المقال قد جاء وفقًا لما تحتاجه. إذا كنت ترغب في تعديلات أو إضافة شيء آخر، لا تتردد في إخباري.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : أنين الخيام في شتاء الوطن
- تقرير خاص يكتبه: سامي إبراهيم فودة سوق سوداء تستغل حاجة النا ...
- غزة… خيامٌ تقاوم العاصفة وقلوبٌ تصمد رغم الخذلان
- المنفى بعد الحرية... وصمة العار على جبين العروبة
- قانون الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين... وصمة عار على جبين ال ...
- ياسر عرفات... القائد الذي لم يرحل والرمز الذي يسكن الذاكرة ا ...
- -حماس والمستوطنات: لعبة جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني-
- نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين
- قصيدة: -نوفمبران… من الأوراس إلى القدس-
- أمريكا… الشريك الكامل في جريمة إبادة غزة
- مروان.. سيف الشمس
- -حين يصبح الموت مشهدًا احتفاليًا، ينهار معنى العدالة-
- -رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد
- رواية : وراء القضبان… حكاية صمود
- ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي
- حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء


المزيد.....




- رأي.. عبدالخالق عبدالله يكتب: موقف الإمارات من النزاع العسكر ...
- -المليارديرات يأكلون أولا-: لافتات عيد الشكر تبرز أثر تأخر ت ...
- مدرج على لائحة العقوبات الأميركية.. تاجر مخدرات في قبضة الجي ...
- ما تفاصيل خطة واشنطن الجديدة لإنهاء حرب أوكرانيا.. وكيف رد ا ...
- تريليون دولارـ حقيقة خطط الاستثمار السعودي في الولايات المتح ...
- مباحثات سورية لبنانية حول ملفات المفقودين والموقوفين والحدود ...
- ندوة شبابية بإثيوبيا تدعو لتحرير العقول وتعزيز الشراكة بين أ ...
- الوكالة الذرية تصدر قرارا بشأن نووي إيران وطهران ترد
- خبير عسكري للجزيرة نت: أوروبا لن تتجنب الحرب ما لم تعد بناء ...
- أوكرانيا تُعلن تسلمها مسودة خطة ترامب للسلام.. ومكتب زيلينسك ...


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -ارتفاع أسعار العطور في غزة: بين الجشع وغياب الرقابة