أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - تعدّد الأحزاب التركمانية في أربيل: تعددية سياسية أم تشتت يقوّض المصلحة العامة؟














المزيد.....

تعدّد الأحزاب التركمانية في أربيل: تعددية سياسية أم تشتت يقوّض المصلحة العامة؟


عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعدّ المشهد السياسي التركماني في أربيل من أكثر المشاهد تشظّيًا مقارنة ببقية المكوّنات، إذ يتوزّع التركمان على ما يقارب أربعة عشر حزبًا وتجمعًا سياسيًا، رغم أن حجمهم السكاني وانتشارهم الجغرافي لا يستدعي هذا الكمّ من التنظيمات. هذا التعدد الظاهري، الذي قد يُفهم للوهلة الأولى على أنه علامة “ديمقراطية”، تحوّل مع مرور الوقت إلى أزمة حقيقية أثّرت في وحدة القرار التركماني، وفي قدرة هذا المكوّن على الدفاع عن مصالحه في المحافل المحلية والإقليمية.

أولاً: تعددية حزبية بلا مشروع موحّد
إن وجود هذا العدد الكبير من الأحزاب لا يستند إلى اختلافات فكرية عميقة، ولا إلى مشاريع سياسية متباينة. فبرامج معظم هذه الأحزاب تكاد تكون متطابقة في القضايا الثقافية واللغوية والخدمية. ما يعني أن الدافع الحقيقي لظهورها لم يكن الحاجة إلى رؤى جديدة، بل كان في كثير من الأحيان بحثًا عن مواقع، أو تمثيلًا شخصيًا، أو استجابة لضغوط خارجية.

ثانيًا: الانقسام على حساب المصلحة العامة
يدفع المواطن التركماني اليوم ثمن هذا الانقسام. فبدل أن يكون للتركمان صوت سياسي واحد أو جبهة قوية تمثّلهم بفاعلية، توزّعت الأصوات وتشتّت القرار. وبدل أن تتوحد الجهود لتحصيل حقوق تعليمية وثقافية وخدمية، تضيع المطالب بين صراعات حزبية صغيرة لا تخدم سوى أصحابها.
وقد ظهر أثر هذا التشتت بوضوح في الانتخابات الأخيرة، حيث لم تستطع القوى التركمانية تحقيق حضور مؤثر في أربيل على الرغم من وجود قاعدة بشرية قادرة على ذلك لو كانت موحدة.

ثالثًا: الولاءات الخارجية وتغييب الإرادة الشعبية
من أبرز أسباب ضعف هذه الأحزاب اعتماد بعضها على دعم خارجي بدل الاعتماد على القوة الشعبية. ومع مرور الزمن، أصبحت بعض القيادات السياسية أقرب إلى تمثيل توجهات الجهات الداعمة منها إلى تمثيل هموم الناس. هذا الوضع ولّد حالة من اللامبالاة لدى الناخبين، الذين بدأوا يشكّون في جدوى هذه الأحزاب ما دامت لا تعكس إرادتهم الحقيقية.

رابعًا: غياب القيادة الموحدة والرؤية المشتركة
المكوّنات الصغيرة تحتاج إلى تكتّل أكبر لا إلى تشتت أكبر. والمشكلة الأساسية أن الأحزاب التركمانية لم تنجح في إنتاج قيادة جامعة، أو برنامج سياسي متفق عليه، أو آلية واضحة لحل الخلافات. فكل حزب يرى نفسه ممثلًا “شرعيًا” للشعب، رغم أن الواقع يشير إلى العكس: لا أحد بمفرده يمتلك القوة الكافية، والكل يعمل في مساحة ضيقة تُضعف الجميع.

خامسًا: هل يحتاج التركمان إلى 14 حزبًا؟
الجواب واضح: لا.
المصلحة العامة تقتضي أن يتوحد التركمان في حزب واحد قوي، أو على الأقل في تحالف واسع يضم الغالبية، بحيث يكون لهم صوت مؤثّر في البرلمان والحكومة والمؤسسات. وجود أربعة عشر حزبًا لا يدل على حيوية سياسية، بل على غياب التنسيق وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة الشعب.

سادسًا: نحو مشروع سياسي موحّد
إن الطريق الأمثل لاستعادة القوة السياسية للتركمان في أربيل يكمن في الخطوات التالية:

- تأسيس جبهة سياسية موحدة تضم الأحزاب الفاعلة ذات الحضور الحقيقي.

- تبني برنامج سياسي مشترك يستند إلى أولويات الشعب التركماني.

- الاعتماد على الدعم الشعبي بدل الخارجي.

- اختيار قيادة تتمتع بالنزاهة والكفاءة لا بالمحاصصة الحزبية.

إنّ تجربة السنوات الماضية أثبتت أن تشتت الأحزاب التركمانية لم يحقق مكسبًا واحدًا يُذكر للمجتمع التركماني في أربيل. بل أدى إلى تراجع الدور السياسي، وتراجع الثقة الشعبية، وتراجع القدرة على التأثير في القرار.
ولذلك فإن توحيد الصفّ لم يعد خيارًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية. فصوت واحد أقوى من أربعة عشر صوتًا متنافرة، وحزب واحد يخدم الشعب خير من أحزاب كثيرة تبحث عن مصالحها الخاصة.



#عبدالباقي_عبدالجبار_الحيدري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجبهة التركمانية في أربيل: من ذروة القوة إلى نكسة نوفمبر قر ...
- انتخابات بلا وعي… ووطن يكرر جراحه
- المرشح والناخب بين الوهم والحقيقة: مسرحية انتخابية متكررة
- قلعة أربيل بين الأيادي الأصيلة والأيادي الحزبية
- إشكالية تشكيل الحكومة في إقليم كردستان: قراءة تحليلية في أسب ...
- العراق على أعتاب انتخابات نوفمبر 2025: 22 سنة من الخراب والف ...
- مشروع أكاديمي مقترح بيت المؤتمرات العلمية في قلعة أربيل
- الاستفتاء الكردي: استحقاق مؤجَّل لا حلم عابر
- الماء بين الأمس واليوم: مقارنة بين مشروع سنحاريب المائي ومشر ...
- الإرهاب الأميركي المقنّع بالديمقراطية: تحليل وثائقي وسياسي خ ...
- جامع باشا في أربيل: ذاكرة دينية ومعمارية نابضة
- أسرار المئذنة المظفرية: قراءة معمارية وسياسية وعسكرية
- عقارات هوب زون… 22 عاماً من الثقة والتميّز في سوق أربيل العق ...
- تحولات مدينة أربيل الحضرية بين دوكسيادس وبول سيرفيس: من النم ...
- فن تخطيط المدن في فكر روبير أوزيل: من الفلسفة إلى التطبيق
- الكيان الصهيوني بين حماية الدروز وإبادة الفلسطينيين: ازدواجي ...
- خارطة طريق لإنقاذ كردستان: إصلاح من الداخل لا مغامرة نحو الم ...
- الشرق الأوسط الجديد: سيناريو تفكك المحور الإيراني وهيمنة أمر ...
- ترامب بين جنون العظمة واضطراب الشخصية: قراءة في السلوك النفس ...
- حين تنشب الحرب بأدوات أمريكا وأموال العرب: إيران تقاتل وحدها ...


المزيد.....




- -لا أريد سماع ذلك-.. لحظة طريفة بين ترامب والصحفيين عند سؤال ...
- -زايد ما مات دام أبو خالد حي-.. تركي آل الشيخ ينشر صورة من ل ...
- بن سلمان يزور ترامب في البيت الأبيض: قضايا ساخنة على المحك! ...
- اليابان تدعو مواطنيها في الصين للحذر وسط تصاعد التوتر مع بكي ...
- ترامب يتوعد -عصابات- الكاريبي ومادورو مستعد للقائه
- مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبات ومنازل فلسطينية في قرية با ...
- حادث غامض بخط أنابيب غاز في منطقة أومسك الروسية
- القصبة.. قلب الجزائر العاصمة ومتحفها العابر للأزمنة
- ميرا غنيم.. فتاة فلسطينية ترسم القدس وتفوز بجائزة عربية
- النواب الأميركي يصوت اليوم على الإفراج عن ملفات إبستين وترام ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالباقي عبدالجبار الحيدري - تعدّد الأحزاب التركمانية في أربيل: تعددية سياسية أم تشتت يقوّض المصلحة العامة؟