أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - انتخابات مجلس النواب والصناعة النمطية














المزيد.....

انتخابات مجلس النواب والصناعة النمطية


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 13:17
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في كل دورة انتخابية نجلس لنراقب المشهد عسى ان يتغير فيه الحال، الا انه وعلى جري العادة ينتهي الى تكرار القوى والوجوه وكثيرا ما يؤدي الى التشظي بين القوى التي يوحدها عنوان عام واحد والسبب في ذلك هو الرغبة في الوصول الى كرسي السلطة والتحكم بمقدرات الشعب والامر والنهي،
الا ان الملفت للنظر ان على مدى تجربتنا الديمقراطية الحديثة منذ عام 2005 ولغاية الان، ومع تطور فهم الناخب العراقي، واتساع رقعة الثقافة الانتخابية والبرلمانية لدى عامة الناس، وتصدي جمع من الكفاءات الوطنية المؤمنة بوحدة العراق وشعبه ونبذ الظلم والديكتاتورية، الى المشهد الانتخابي، الا ان تلك الوجوه لا تقوى على الوصول الى مقاعد مجلس النواب، الا إذا كانت تحت عباءة قوى تهيمن على المشهد بحكم الأموال التي تحصلت عليها عبر منافع السلطة،
ومن الأمثلة على ذلك النائب (الدكتور رائد المالكي) الذي لا اتفق مع جميع ما تقدم به خلال عمله النيابي، بل اصل معه الى حد التعارض والتقاطع، لكن كان نائباً نشيطاً ومؤدياً لمهامه النيابية بشكل سليم وكان يتلمس حاجة الناس الى التشريع، وكان يدرك ان مهمة التشريع هي الأولى في أداء مهامه فضلا عن الدور الرقابي، وعندما وصل الى المقعد النيابي في حينه كان بعنوان مستقل، الا انه انضوى تحت لواء احدى القوائم المهيمنة على المشهد فنال بها مقعداً، وفي هذه الدورة الانتخابية السادسة، واعتزازا بنفسه وتاكيداً لاستقلاليته في فكره وعمله قدم نفسه مرشحاً منفرداً مستقلا عن أي من القوى المهيمنة، وفعلا حقق من الأصوات ما يعد نجاحا كبيرا في ظل حجم الدعاية وهيمنة القوى الكبرى، حيث بلغ عدد الأصوات التي حصل عليها (12000) اثنا عشر الف صوت وحل سابعاً فيها ومتقدما على بعض القوى الوالتحالفات الأخرى، لكن لم يوفق الى مسعاه في نيل المقعد النيابي،
هذا المثال هو دليل على ان صناعة مجلس النواب ، واقولها مجازاً، بان صناعة المجلس تكون عبر خط انتاج نمطي، واقصد به ان هناك قوالب معينة مصممة على انتاج نوع معين من النواب، لا يمكن ان ينتج غيره، مهما اختلفت نوعية المادة الأولية او طريقة مزجها او صبها في القالب، لان العبرة للقالب الذي سيعطي الشكل النهائي للمنتج، وقولي هذا عن تجربة عندما كنت صغيرا وكنا نعمل في تجارة المفرد واذهب مع والدي الى بعض المعامل لأشاهد كيفية انتاج هذه الكميات الكبيرة من نوع معين وبسرعة قياسية، حتى لاحظت ان جميع التغييرات في المواد الأولية او في طريق ضخها الى الماكنة او في نوعية العامل، فإنها سوف لن تعطيك الا النوع الذي حدده القالب النهائي للإنتاج،
وبما ان قالب الإنتاج لمجلس النواب هو القانون والمطبق له والمنفذ، فان أي تغيير في اليات الإنتاج سواء بتغيير المفوضية او بتغيير العاملين فيها، فإنها لا تأتي الا بالنمط المطلوب بالقالب المعتمد، وفعلاً كم عملية تغيير حصلت في المفوضية وكم استبدلنا فيها، وكم انفقنا عليها، الا ان القالب واحد، والإنتاج واحد، وهي ذات القوى المهيمنة على المشهد، واذا تعرض كيانها الى الخطر، فإنها تتحد ثم تتصارع على نيل مراكز القوى،
ومع الأسف حتى ان القوى الساندة للعملية الانتخابية، كانت ومازالت تسير في ظل هوى تلك القوى، ولاحظنا في الدورة الانتخابية التي شارفت على الانتهاء، كيف إثر قرار المحكمة الاتحادية العليا في اختيار رئيس الجمهورية ومن ثم أدى الى تعطيل تشكيل الحكومة، بل أدى الى اقصاء كتلة تمكنت من الحصول على اكثر من سبعين مقعداً بمفردها دون أي تحالف، مما اربك المشهد على من يهيمن على الحكم، فتنادت جميع القوى المشتركة الى الوقوف بوجه هذه الكتلة وعبر جميع الوسائل، لمنعها من الوصول الى مسعاها، ونجحت،
واليوم المشهد يتكرر ولن يختلف المسار وسيبقى عنوان الفساد ظاهرا وطاغيا على المشهد وسيبقى المواطن في عزوف دائم، اما ارقام المشاركة مهما كبرت فإنها لا تمثل الطموح، لان الذين يحق لهم التصويت والمشاركة بالانتخابات اكثر من عشرين مليون شخص، والذين شاركوا في التصويت نصف هذا العدد، وهو مؤشر على ان القناعة في المشاركة غير متوفرة لدى نصف الذين يحق لهم التصويت، والسبب هو النظام الانتخابي والالية المتبعة فيه، وعند الدخول في التفاصيل سوف تجد نسبة المشاركة في منطقة الوسط والجنوب اقل بكثير من ثقلهم الانتخابي الحقيقي،
لذلك لابد من تغيير أسلوب ادراة الانتخابات من النظام الحالي الى نظام يضمن للمواطن ان صوته لن يجير الى غير من صوت له وان يمنح فرصة اختيار اكثر من مرشح حتى لا يضطر للعزوف عن المشاركة، لان القانون النافذ يلزم الناخب بان يصوت لمرشح واحد فقط، بينما في كل محافظة عشرات الشخصيات المستقلة التي لها قدرة على التغيير في حال وصولها بكثافة الى قبة البرلمان،
اما الاعذار التي يتعلل بها البعض فهي واهية، حتى ان بعضهم حاول اسكات كل صوت ينادي بالتغيير الى الأفضل، تحت عنوان حماية المؤسسات وسمعتها وقدسيتها، مع ان تلك الأصوات تنتقد العمل ولم تتجه الى نقد المؤسسة، او ان البعض جير المؤسسة له و وظف كل السلطات لحمايته ومنع التعبير عن الرأي
وفي الختام أقول ما قاله الشاعر الجاهلي عمرو الباهلي
( إِذا أَنتَ لَم تَجعَل لِعِرضِكَ جَنَّةً ... مِنَ الذَمِّ سارَ الذَمُّ كُلَّ مَسيرِ)



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد اجراء الانتخابات في ضوء احكام الدستور العراقي
- هل الشعب يكره الديمقراطية ويرفضها؟
- القاص الرائد ذنون أيوب/ قبل عام 1954 في قصة من وحي الانتخابا ...
- عندما تسهم الدولة بسرقة اموالها
- زعماء السلطة المستبدون وحواشيهم التابعين والخانعين (الطاهر ب ...
- الا تعد الأموال المتحصلة بالكسب غير المشروع سوء سلوك؟ قراءة ...
- هل يجوز توجيه النقد الى القضاء؟
- التخارج بين العوز التشريعي والاجتهاد القضائي المتباين ـ دراس ...
- ضحايا احتجاجات تشرين، أرواح منسية وجناة طلقاء
- أحسنوا اختيار رئيس الجمهورية لتضمنوا تكليف الأنسب لمنصب رئيس ...
- تمنح الامتيازات لأصحاب المناصب لضمان عدم انحرافهم، عذرٌ تسبب ...
- النزاهة جوهر المقاومة الشهيد نصرالله انموذجاً
- اثبات الوصية التمليكية بين قواعد الاثبات في النصوص القانونية ...
- هل قيدت او عطلت مدونة الاحكام الشرعية صلاحية محكمة التمييز ا ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العليا حول مركز التسوية والت ...
- حوار قضائي بنكهة فقهية ، قراءة في تعقيب الزميل فضيلة القاضي ...
- قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية لا يسري على الوقائع السابق ...
- هل يجوز ان تنفذ الاحكام القضائية جبرا بواسطة الدائن؟ تسليم ا ...
- انعدام التسبيب في قرار المحكمين يكون سببا لنقضه، قراءة في ضو ...
- ثعلب الشاعر احمد شوقي في فترة الانتخابات


المزيد.....




- غزارة الأمطار تكشف عورة الخيام وتفاقم معاناة النازحين مع بدء ...
- الأونروا: الدمار بجميع أنحاء غزة مُروِّع.. والعديد من المبان ...
- الأمم المتحدة: الذخائر غير المنفجرة تشكل تهديدا خطيرا لسكان ...
- الأونروا: الأمطار تزيد صعوبة أوضاع غزة والعائلات تلجأ إلى أي ...
- غزة: الأمطار الغزيرة تفاقم معاناة النازحين وتغرق خيامهم
- منظمة حقوقية: الاستعمار المتسارع شرق القدس يهدد التجمعات الب ...
- الدفاع المدني في غزة: نحتاج 450 ألف خيمة لإيواء النازحين
- بالفيديو..صرخة طفلة غزّية وسط برد قاس بعد غرق خيام النازحين ...
- الأمم المتحدة تضع خطة ترمب للسلام في غزة على جدول تصويت مجلس ...
- سفير إيران لدى الأمم المتحدة: طهران لن تستسلم أبدًا للتهديد ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - انتخابات مجلس النواب والصناعة النمطية