مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 22:47
المحور:
الادب والفن
قصيدة
من نافذة البيت الجوزي
تتخايل في ذهني نوتات طيور النورس
تنساب من النهر الى البحرِ
تبدو مساحات الأرض على شكل حصان جامح
تحت سماءٍ زاهيةٍ بالشمس القطبيةْ
وعصافيرٌ تتزاحم قرب البرواز الخشبي
وعلى القرميد الأصفر في الأعلى
آه يا همَّ الجالس وحدي اتحسر في الغربة
وانا وحدي والهاجس في سرٍ مخفي
هاجس أنى ابحث عن جنة في خلدي
اتناثر في سوح فراغ مطري
عيناي تغني بالحلم الفطري
شوقٌ في أشجار الشوح العملاقة
باسقةٌ من خلف السور الخشبي
ها أني أعيش اللحظات المحسوبة في ذراتٍ
من طين احمر
ها أني أعيش العشق المفقود
ها أني أرى سنجاب حني يتمطط بين الاغصان
يتربص عقعق في الاعلى
العقعق مسحورٌ بالسنجاب
والسنجاب الحني مسحورٌ بالأشجار
وانا مسحور الرغبة بالتيهان
وأتيح لنفسي حلم الطيران
قبل بزوغ الفجر
قبل طلوع الافواج من البط البري
وظهور الشمس الوردية
وانا مازلت على حالي خلف زجاج النافذة
ظلي بقايا من ريش طيور النورس
وحديقة بيتي روضة أطفالٍ في وجدي
تتراقص في جذل معلوم
يبهرني الريح القادم كالسكران
في عيد الغفران
منذ زمان
منذ الحسَ مكان
دربي في الكثبان..
وانا لهفة جدران بيوتٍ قرب الشيخ رفيع**
والمكتبة الخلانية أيام الشاعرْ محمود الريفي**
وكثيفٌ حتى أشعر بالفرحة القلبية
وانا في الغابة المهجورة بفعل صواعق رعدية
وكأني في القرية السحرية
ألقي جسدي التعبان من الوجع الدائم
قرب الساقية الغربية
تشهق فيها فخاتي بريةْ
فتئن بصوتٍ مسموع
في أشجار الصفصاف
وسماع ككوختي ليهز مشاعر مكبوتة**
يعني التذكار الساطع احلام الصور الشعرية
من خط العشق الصابر في الغربة السرية
امضي قدماً..
احتج على من يخلق ضوضاء الأطيار
احتج على من يقطع اغصان الأشجار
احتج على من يعمي الابصار
احتج على كل غريبٍ في الدار
كنت اظن الأنهار ستسقي الأنهار
داري وحديقة داري
تعلن عن أسماء الاسفار
لكن الأمر غريبٌ للغاية في الاقدار
فحدائقنا تشكو الماء
التقديس الأمثل لتراث الانماء
من نافذتي أرى العالم كالحلم
وارى أنى غريب عن كل الموجودات
حالة من ارهاق ذهني
او تعب موروث
من رحلة عمرٍ منهوب
من اوجاع خريفٍ وثني
اهٍ يا نافذة الصور الرمزيةْ
لأرى فيك ملامح مجهول القسمات
ملتحفاً بالظن وبالرؤيا
وأرى فيك قوافل تسري
تسري طول العمر
1 / 11 / 2025
ــــــ
** ــ الشاعر محمود الريفي (1930 ــ 2003) طورد سياسيا ً عمل في مكتبة الخلاني 1958، كان مقدراً له أن يكون أحد أبرز شعراء العراق المجددين المعاصرين في مقام السياب والبياتي
** ــ منطقة في الرصافة بغداد
** ـــ صوت الفختية متشابه تحول لأغنية شعبية «ككوختي وين اختي بالحلة، شتاكل باجله، ستشرب ماي الله...الخ "
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟