|
حصر السلاح بيد الدولة واجب وطني
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 03:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تداعيات الهجوم المسلح الذي استهدف دائرة الزراعة في بغداد جانب الكرخ 27 / 7 / 2025 ، حيث قامت قوة مسلحة تابعة لميليشيات معروفة بالهجوم على مديرية زراعة بغداد رافضة المدير الجديد الذي تم تعينه بدلاً عن المدير السابق المنتمي لهذه الميليشيا وحسب الاخبار والمعلومات فقد تسبب هذا الهجوم المسلح في اصابة ( 9 ) من عناصر الأمن وأشارت قيادة العمليات المشتركة في بيان تلقته " وكالة الانباء العراقية " عن إلقاء القبض على البعض من هذه الميليشيات وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان تلقته "وكالة الأنباء العراقية " إنه "على خلفية الحادث الآثم الذي حصل في إحدى دوائر وزارة الزراعة في جانب الكرخ صباح هذا اليوم وما رافقته من تداعيات" وأشار البيان ان القائد العام للقوات المسلحة محمد السوداني اصدر امراً بتشكيل لجنة تحقيقية للعلم ( كما هي الأحوال السابقة في تشكيل عشرات اللجان التحقيقية لا تكشف الحقيقة بل لتبرير فعل الفاعل لا لتدينه) وأشار البيان أن "قواتنا الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على 14 متهمًا، ولدى تدقيق هويات الملقى القبض عليهم، تبين أنهم ينتمون إلى اللواءين (45, 46) بالحشد الشعبي" وقد تمت احالتهم الى القضاء لتطبيق القانون. الحادث المؤلم الذي أدى الى قتل وجرح العديد من القوى الأمنية يعيدنا الى المربع الأول ويذكرنا هذا الحادث الاجرامي حول قضية السلاح المنفلت الذي أشرنا له منذ سنين والكثير من المرات ومخاطره وضرورة حصره بيد الدولة، ولكن لا من يسمع ولا من يجيب. أن ظاهرة السلاح المنفلت ومقولة " حصر السلاح بيد الدولة « لا يمكن تجاهلها في العراق وبخاصة 1 ــ من يمتلك السلاح العلني والسري هي المليشيات الطائفية المسلحة المعروف اتجاهاتها وارتباطاتها وهي تتحدى الدولة وغير الدولة الاقتراب من سلاحها ؟ 2 ــ ولماذا السلاح محصور بجهات معينة دون سواها؟ حسب التصريحات من قبل البعض حتى لا يفقدوا الحكم والحشد الشعبي خير ضمان لمستقبلهم السياسي 3 ــ ولماذا ازداد وتوسع بعد فتوى السيد علي السيستاني « الجهاد الكفائي " في 13 / 6 / 2014 ؟ لانهم استغلوا فتوى المرجعية وحوروها. ان هذه الفتوى اختيارية الجهاد ضد داعش الإرهاب وهي دعوة لجميع العراقيين حسبما اوضحته المرجعية الشيعية ولكنها استغلت من قبل البعض لإقامة ميليشيات جديدة إضافة للقديمة ثم القيام بتكوين الحشد الشعبي هذا الاستغلال تطور اكثر وسنّ قانون برلماني حول شرعيته على أساس الدعوة لدمجه للقوات الأمنية الحكومية تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، بهدف حصر السلاح بيد الدولة لكن "تجري الرياح بما لا تشتهي السفنُ" فقد اصر البعض بجعله مستقلاً لاستغلاله حسب رؤيا طائفية لم تعد مقبولة وأصبحت تشكل خطراً على كيان الدولة مع ميليشيات طائفية مسلحة خارج اطار الحشد الشعبي ومدعومة خارجياً وبمساواتها مع الجيش العراقي الوطني، هذه الخطورة دفعت في اصدار فتوى جديدة للسيد علي السيستاني دعا فيها لحصر السلاح بيد الدولة بالمعنى الواضح الذي لا لبس فيه " رفع الشرعية " للفصائل المسلحة وتحكيم سلطة القانون بيد الدولة هذه الدعوة جاءت اثناء استقبال السيد السيستاني محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الجديد وأشار " إلى "منع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات". نحن نتفق مع هذه الدعوة وفي الوقت نفسه نعتقد ايضاً انها جاءت متأخرة !، وكان من المفروض ان يجري توضيح جوهر الفتوى "حول الجهاد الكفائي" وغلق باب التأويلات واستغلال الفتوى وتحويرها لصالح البعض من القوى الشيعية والميليشيات المسلحة التابعة، ومع ذلك نقول انها بادرة جيدة من قبل المرجعية الشيعية لأن التجاوزات ازدادت والتصرفات غير القانونية وغير المسؤولة تكاثرت، وهنا لسنا بصدد كشف جميع الاحداث والتجاوزات والخروقات ولدينا والآخرين الكثير والكثير، وتقديم البعض منها كمثال" 1- مديرية الزراعة التي راح ضحيتها أبرياء برصاص فصيل تابع ومعروف،2 - جرف الصخر والاستيلاء على الأراضي والبساتين وطرد اصحابها 3 - جريمة اعتقال وتسريب صور المحامية زينب جواد الشخصية...* خلال اعتقالها من قبل أمن الحشد الشعبي ( حسب تصريحاتها للإعلام والمحطات التلفزيونية) واكدت أن "أمن الحشد اختطفني وطالبني بمساندة الفصائل في الانتخابات لأنني ابنة المذهب " أي شيعية هناك الكثير من ذلك، مع التأكيد الإيجابي حول دور الحشد الشعبي غير التابع في محاربة داعش الارهاب . أن المطلب الملح "حصر السلاح بيد الدولة" هو الطريق الصحيح لإعادة هيبة الدولة والمؤسسات الأمنية التابعة للدولة، وعملية اعتقال (14) مسلح ممن اشترك في التجاوز والاعتداء شيء مهم مع ضرورة تقديمهم للعدالة ليس كأفراد فحسب بل أيضاً الجهة او الفصيل الذي ينتمون اليه، ونتمنى أن يكون تأكيد القائد العام للقوات المسلحة محمد السوداني حول الالتزام بالقوانين حاسماً حيث أشار اننا " نؤكد بأننا لن نتساهل مطلقاً مع أي فرد يتجاوز الأوامر أو يخالف السياقات الأمنية المتبعة " ولا نعرف كيف يفسر ذلك مع ما ازعمت الميليشيات أن "الحشد الشعبي، وُجد ليكون درعاً للوطن وامتداداً للمؤسسات الأمنية الرسمية، ويعمل تحت مظلة الدولة وقيادتها الشرعية" وكلنا يعرف ان ما ذكر عن الامتداد للمؤسسة الأمنية الرسمية والعمل تحت مظلة الدولة وقيادتها الشرعية باطل وغير صحيح لا بل البعض يعتبره كمؤسسة عسكرية مسلحة يشابه الحرس الثوري في ايران ويعتبره افضل من الجيش الوطني!!. أن حصر السلاح بيد الدولة يعني استتاب الأمن والاطمئنان وخلق حالة إيجابية في التعامل من قبل المواطنين مع المؤسسات الأمنية كما انه وحسب تصريح رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي "ومن نافل القول التأكيد ان لا أمنا ولا استقرارا، سياسيا واجتماعيا، ولا نموا وتطورا اقتصاديا من دون دولة قانون قادرة على الحفاظ على حقوق وحريات وأمن المواطنين" ولو تطلعنا الى اوضاعنا لوجدنا انها في حالة يرثى لها من جميع النواحي، اكثر من ( 20 ) عاماً ونحن نراوح لا بل نتراجع لنكون اسفل البلدان الفقيرة من حيث الخدمات والأوضاع الأمنية السيئة والبطالة والفقر وتدني الخدمات في مجال الطاقة الكهربائية والماء ومجال الصحة والأوضاع السكنية والفساد ...الخ كل ذلك وغير ذلك ابتلى به الشعب العراقي تحت طائلة حكم المحاصصة الطائفية كما أصبح العراق مسرحاً للتدخل الخارجي ، لقد آن الأوان ان تتحرك الحكومة العراقية وتتحمل مسؤولية حصر السلاح بيد الدولة وإنهاء وجود الميليشيات الطائفية المسلحة والتابعة ودمج الحشد الشعبي مع الجيش العراقي والاعتماد على المؤسسات الأمنية التابعة للدولة وفي مقدمتها الجيش العراقي كمؤسسة عسكرية وحيدة تستطيع القيام بواجبها الوطني وللحفاظ على استقلال العراق
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شرود في المتاهات
-
تداعيات الازمة الأخيرة مع إقليم كردستان العراق
-
متاهة فن الاستجابة والسقوط
-
الانتخابات القادمة في العراق واستخدام المال السياسي
-
أكاذيب الانتصارات
-
العنجهية الإسرائيلية والقصف الصاروخي
-
رونالد ترامب والمخطط الإجرامي لتهجير الفلسطينيين
-
الانتخابات النيابية القادمة ومعايير النزاهة والديمقراطية
-
مأساة استقطاع 1% من قوت المتقاعدين والموظفين
-
رباعيات عام 2025
-
على اعتاب عام 2025 والاخطار مازالت تحدق بالعراق
-
سقوط مشحون بالتداخل
-
التبرع الوطني الطوعي الطريق الحضاري وليس الاستقطاع الفوقي
-
أكتوبر حلم الوجود
-
الطائفية نهجٌ والفساد يهيمن على العراق
-
التفاؤل المعطوب بفوز دونالد ترامب
-
تداعيات تشريفية في تشرين
-
القسم الثاني / تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
-
تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
-
طالما تبقى أغاني!
المزيد.....
-
أزمة مياه خانقة.. 10 ملايين إيراني يواجهون أسوأ موجة جفاف في
...
-
مصر.. القطاع العقاري يواجه رسوما جديدة على الأراضي
-
الحوثي يكشف تفاصيل -المرحلة الرابعة- ضد إسرائيل ويصف المساعد
...
-
بعد انضمام البرتغال إلى الدول الساعية للاعتراف بفلسطين.. هل
...
-
إصابات بعضها خطيرة في سقوط مرعب للعبة بمدينة ملاه بالسعودية
...
-
اعتراف فرنسا بفلسطين.. دعم من ماكرون للقضية أم استعراض رخيص؟
...
-
وفاة شاب بمركز أمني سوري تثير غضبا ومطالب بمحاسبة المتورطين
...
-
قافلة المساعدات الخامسة تدخل محافظة السويداء
-
استشهاد فلسطيني اختناقا بدخان حرائق أضرمها مستوطنون في سلواد
...
-
السويداء تستقبل القافلة الخامسة من المساعدات الإنسانية
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|