أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى محمد غريب - الإبادة الجماعية احد اعيار النظام الراسمالي















المزيد.....

الإبادة الجماعية احد اعيار النظام الراسمالي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 23:53
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


الإبادة الجماعية جريمة كبرى ارتكبت وما زالت ترتكب بحق البشرية ولم تكن إلا مجازر وضعها القتلة بحجج مختلفة تتنافي مع قيم الخير والسلام والتعايش السلمي بين البشر على سطح المعمورة، ومنذ ظهورالراسمالية كتشكيلة اجتماعية اقتصادية وبعد نهاية المزاحمة الحرة والانتقال الى الاستعمار والامبريالية صارت الإبادة الجماعية عرف الازاحة والتدمير منهجاً للتطهير العرقي وتحت مصطلح غريب على الفكر الإنساني اخترعه منظروا الراسمالية وهي الدفاع عن " حقوق الانسان والديمقراطية والاتهام مصطلح الإرهاب!! " وخير دليل ما قامت به الولايات المتحدة الامريكية في فيتنام وغيرها وفرنسا في الجزائر ودول رأسمالية اخرى في أماكن عديدة ما تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني متناسية ( الهولوكوست او المحرقة اليهودية التي هي إبادة جماعية " التي راح ضحيتها الملايين من اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا" والعالم يعرف جيداً ان الحزب النازي وبقيادة هتلر هو من قام بعمليات القتل والابادة التي استهدف فيها اليهود بشكل رئيسي، ولم تكن الإبادة الجماعية قد اقتصرت على اليهود بل شملت حسبما ذكر التاريخ منهم الغجر والمعاقين وجماعات أخرى وهو دليل على التشابه الذي تقوم به حكومة نتن ياهو الآن في غزة والضفة الغربية من قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ بشكل منظم ومبرمج والعمل العدواني لتهجير مئات الآلاف من العوائل الفلسطينية بحجة الإرهاب.
وإلى جانب اليهود، قتل النازيون مجموعات أخرى من البشر، بما فيهم الغجر وذوي الإعاقة. كما اعتقلوا وانتهكوا حقوق جماعات أخرى كالمثليين والمعارضين السياسيين وغيرهم. وهي دلالة على ان الإبادة الجماعية هي وحشية الفكر المتطرف العنصري الموغل بالعداء للأعراق الأخرى من قبل عرق او دولة اوحزب او أي تجمع يتبنى الغاء الآخر بالقوة "جسدياً وفكرياً وثقافيا"ً، وبذلك تعتبر الإبادة منهاج يحمل منطق التدمير بشكل عام او خاص، وما يؤسف له لم يتم بموجب القانون الدولي اصدار احكام في العديد من الإبادات الجماعية مثل ما حدث في رواندا سنة 1994 والمذبحة المشهورة في البوسنة سنة 1975 والهرسك وغيرها في مناطق عديدة في شرقي اسيا وفي فيتنام وكمبوديا والابادة الجماعية في ميانمار ضد أقلية " الروهنجيا المسلمة "وقد أشار آدم جونز صاحب كتاب الابادة الجماعيىة "ظاهرة الإبادة من المنظار السوسيولوجي كظاهرة حديثة ارتكزت على الأيديولوجيا القومية والتطور التقني والعقلانية البيروقراطية، كونها صراعًا ذا جانب "إثني"، ولدور "الأقليات المهيمنة على السوق".
وقد ظهرت الإبادة باشكال مختلفة في العراق وبخاصة بعد الاحتلال وهيمنة المحاصصة الطائفية من قبل الأحزاب الشيعية وحلفائها وبخاصة ما بين أعوام ( 2006 و 2007 و 2008 مع استمرارها باشكال مخفية ) وعمليات الإبادة والتهجير القسري في عدة مناطق واشهرها منطقة جرف الصخر هذه المدنية التي تم تهجير اهاليها عام 2014 وقتل ( 3000 مواطن ) ومازالت الميليشيات الطائفية الشيعية تمنع عودة سكانها وبهذا يكون حقاً تطهيراً عرقياً وطائفياً وفق مخطط واسع طائفي داخلي ومدعوم من خارج العراق وبالذات ايران!
ان الصياغة للمصطلح المذكور ظهرفي عام 1944 وقد ذكر في ( اتفاقية من ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية المادة ـــ 2 ) عام 1948 " انه رد فعل من الأفعال التالية المرتكبة بقصد التدمير الكلي او الحزئى لمجموعة وطنية أو عرقية أو عنصرية أو دينية ... الخ " ومثلما ذكرنا هي منهاج القتل ضد الآخرين والحاق الاضرار الجسدية او العقلية ومن جملتها منع النساء من الإنجاب وعمليات تغيير ديموغرافي لمجموعة او ترحيل الأطفال من مجموعة لاخرى وهناك جرائم الحرب واستخدام الأسلحة الممنوعة دولياً والتي تستخدم لعمليات الإبادة الجماعية وغير الجماعية، الجرائم التي تعد ضد الإنسانية تعتبر نوع من الإبادة الجماعية مثل جرائم الدولة ومؤسساتها الأمنية على أساس مكافحة الأفكار الهدامة التي تعتبر في تضادد مع سياسة الدولة او الأحزاب الحاكمة او تحريض مجموعة عرقية للقيامة بأعمال عنف لطرد مجموعة عرقية أخرى والاستيلاء على أراضيها بالقوة وقتل أعضائها، هناك الكثير من الامثال والوقائع التي تدل على نوعية استعمال الإبادة الجماعية والفردية وشهد القرن العشرين والواحد والعشرين العدد من وقائع الابادة الجماعية منها ماجرى للارمن في تركيا والكرد في عهد النظام البعثي الصدامي في مناطق عديدة من العراق واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا حيث تم تصفية وقتل " 180 الف كردي " وتهجير آلاف العوائل الكردية من أراضيهم وقراهم ونقلهم الى المناطق الجنوبية والغربية ، ولكن اكبر جريمة ارتكبت ومازالت تحدث هي الإبادة الجماعية والفردية التي تقوم بها دولة إسرائيل وبخاصة في غزة التي أصبحت تعادل في نتائجها تلك الابادات الجماعية جميعها،ان النهج الوحشي الإسرائيلي ضد شعب غزة لا يبرر بقتل الناس جوعاً وبخاصة النساء والأطفال والشيوخ والعجز والمرضى حتى ذلك التدمير والخراب الذي أصيبت به المدينة المنكوبة، لقد اشارت الاحصائيات حول القتل الجماعي والفردي الى اكثر من " 64،522 شهيد والى اكثر من 163،096 " مصاب غير المفقودين تحت الأنقاض وغير نتائج المجاعة والامراض وأسباب الوفاة" هل يصدق ؟ ان تقف أمريكا واكثرية دول الناتو الغربية متهسترةً لقتل اسرائيلي واحد وتعتبر الإرهاب هو المتمكن ويجب عقاب الآلاف مثلما يحدث في غزة الآن؟.. هذا هو الموقف الدولي الرسمي وموقف النظام الإسرائيلي اللامبالي والمستخف بكل القوانين الدينية والدولية وبمن يقول ان الغزاويين وغزة تتعرض لإبادة ممنهجة، اما الموقف العربي الرسمي فهو هش لم يكن بالفاعل امام الهجمات الإسرائيلية العدوانية وآخرها وليس اخيرها القصف الاسرائيلي على قطر ومحاولة اغتيال الوفد الفلسطيني المفاوض وهو استهتار إسرائيلي يجب ان يعاقب حسب القانون الدولي ولكن ردة الفعل كانت فقط الاستنكار وذكر بيان أصدرته وزارة الداخلية القطرية "تعلن وزارة الداخلية أن دوي الانفجارات الذي سُمع في أنحاء متفرقة من مدينة الدوحة عصر اليوم الثلاثاء 9 / 9 / 2025 كان نتيجة استهداف إسرائيلي لمقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاءالمكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية" والذي تابع تصريحات نتن ياهو بعد القصف سيجد مقدار الاستهتار العنصري والتجاوز على الأعراف والقانون الدولي والأمم المتحدة حتى الاستهتار بمجلس الأمن وعدم احترام الشعوب والاستنكار العالمي وشجب العدوان من قبل المجتمع الدولي.
ليس كلما ذكرناه قد استوفى الحقيقة الكاملة وهو القليل القليل على ذكر الإبادات الجماعية . وقد شهد العالم المآسي نتيجة المواقف العنصرية والطائفية والفاشية عشرات الاعمال العدوانية والتطهير العرقي، اما موقف الدول الراسمالية الغربية فهي تغلق العيون والاذان على صوت الإدانة بينما شعوب العالم تصرخ وتتفاعل بدون ان تهتز ضمائر مجلس الأمن وبالذات الولايات المتحدة الامريكية والبريطانية وغيرها وتقف الموقف الإنساني المحايد على الأقل وتأمر إسرائيل وحكومة نتن ياهو بوقف الإبادة الجماعية!.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممارسة العنف والتجاوز على حقوق المرأة العراقية
- لجفاف وعطش المواطنين والدور العدواني لدول المنبع
- نص البحث عن منفذ سري؟!
- حصر السلاح بيد الدولة واجب وطني
- شرود في المتاهات
- تداعيات الازمة الأخيرة مع إقليم كردستان العراق
- متاهة فن الاستجابة والسقوط
- الانتخابات القادمة في العراق واستخدام المال السياسي
- أكاذيب الانتصارات
- العنجهية الإسرائيلية والقصف الصاروخي
- رونالد ترامب والمخطط الإجرامي لتهجير الفلسطينيين
- الانتخابات النيابية القادمة ومعايير النزاهة والديمقراطية
- مأساة استقطاع 1% من قوت المتقاعدين والموظفين
- رباعيات عام 2025
- على اعتاب عام 2025 والاخطار مازالت تحدق بالعراق
- سقوط مشحون بالتداخل
- التبرع الوطني الطوعي الطريق الحضاري وليس الاستقطاع الفوقي
- أكتوبر حلم الوجود
- الطائفية نهجٌ والفساد يهيمن على العراق
- التفاؤل المعطوب بفوز دونالد ترامب


المزيد.....




- قطر تؤكد مقتل مدير مكتب خليل الحية خلال الغارة الإسرائيلية ع ...
- قطر تبحث مع الشركاء بالمنطقة الرد على الهجوم الإسرائيلي ...ك ...
- لغز الهجوم على أسطول الصمود في تونس: ماذا أظهرت كاميرات المر ...
- مقتل الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك في إطلاق نار وترامب ...
- محللون: نتنياهو وضع أميركا بمأزق ولا يستطيع تكرار عدوانه على ...
- شاهد.. هل انتقاد الجزائريين للمدرب بيتكوفيتش حالة صحية؟
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء وإدانات متواصلة للهجوم ع ...
- عاجل | الخارجية القطرية: نستنكر بأشد العبارات التصريحات المت ...
- قطر تؤكد استشهاد مدير مكتب خليل الحية بالهجوم الإسرائيلي
- الكابوس الأكبر لإسرائيل الآن


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى محمد غريب - الإبادة الجماعية احد اعيار النظام الراسمالي