أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية قد بدأت فعلا .















المزيد.....

نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية قد بدأت فعلا .


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اساسيات النظرية الماركسية في تفسير و رسم مسارات تطور المجتمعات البشرية هي انها اعتمدت على فرضية اتحاد الرأسماليات الوطنية في سوق عالمية واحدة مشتركة لتشكل بالضرورة رأسمالية عالمية واحدة و بالتالي سيتطلب الأمر تشكيل اتحاد ايديولوجي و تنظيمي للعمال في بلدان العالم المختلفة حيث جسدت النظرية الماركسية هذا الطرح النظري بشعارها الشهير " يا عمال العالم اتحدوا " .
ثم جاء زعيم الاشتراكية السوفيتية فلاديمير لينين ليعمق المفهوم الماركسي في فرضية توحد الرأسماليات الوطنية و تشكيل رأسمالية عالمية واحدة بمفهوم نطري جديد اكثر وضوحا حيث اطلق على الرأسمالية العالمية التي ستتشكل اسم جديد هو الامبريالية بعد أن افترض أن هذه الامبريالية هي اعلى مراحل الرأسمالية .
على ارض الواقع الاقتصادي العالمي اخذت الرأسماليات الوطنية التي تحكم البلدان الرأسمالية , المقصود هنا هي البلدان التي جعلت ملكية وسائل الانتاج بيد القطاع الخاص , بالعمل على بناء عولمة اقتصادية من خلال دمج الاسواق في البلدان المختلفة في سوق عالمية واحدة مشتركة و ذلك من خلال ازالة الحواجز الجمركية بين هذه البلدان و رفع كافة القيود التي تعيق تكامل و نشوء هذه السوق المشتركة لهذه البلدان مما يفسح المجال واسعا امام نموا سريعا للشركات المتعددة الجنسية التي ستكون القاعدة الحقيقية للعولمة الاقتصادية .
لقد تبنت الولايات المتحدة الأمريكية قيادة التحولات الاساسية التي نشأت بموجبها العولمة الاقتصادية الرأسمالية الشاملة التي ارادت لها أن تسود العالم , و بدأت فعلا دول عديدة تدخل هذه العولمة التي انشاتها و وضعت اسسها الرأسماليات الوطنية و على رأسها الرأسمالية الوطنية الأمريكية , لقد بدا الأمر و كأن العالم سائرا فعلا باتجاه تشكل الامبريالية التي تحدث عنها زعيم الاشتراكية السوفيتية فلاديمير لينين .
لقد دخلت دول عديدة نظام العولمة الاقتصادية الرأسمالية , من بين هذه الدول الصين , كان لدخول الصين هذه العولمة تأثيراته الكبيرة و الواضحة على مسار و مستقبل نمو و تطور الامبريالية المتمثلة بتوحد الرأسماليات الوطنية ضمن أطار رأسمالي عالمي موحد , فقد اعاقت الصين تشكل الامبريالية لكون أن الاقتصاد الصيني الذي أخذ ينمو و يتطور بسرعة مذهلة حتى اصبح اقتصادا عملاقا هو اقتصاد غير مسيطر عليه من قبل القطاع الخاص الصيني حيث أن حوالي 80 % من وسائل الانتاج في الصين هي ملك للدولة الصينية و ال 20% المتبقية من وسائل الانتاج هي بيد القطاع الخاص الصيني أو الاستثمار الأجنبي إلا ان هذا الجزء من وسائل الانتاج خضع ايضا لإرادة الدولة الصينية التي تعتمد بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية .
مع تداخل و تعارض المصالح الوطنية للدول التي دخلت اطار العولمة الاقتصادية الرأسمالية صارت أمريكا التي هي الراعية الأكبر لهذه العولمة الاقتصادية الرأسمالية مع مرور الزمن هي الدولة الأكثر تضررا من هذه العولمة , أما الصين فقد اصبحت الدولة الاكثر استفادة من معطيات هذه العولمة .
بشكل عام , ضمن العولمة التي اسستها امريكا اصبحت الدول التي فيها معدل دخل الفرد واطئ كالصين و الهند و دول اسيا و افريقيا و امريكا الجنوبية أو ما يعرف حاليا بدول الجنوب العالمي هي المستفيدة من انفتاح اسواق دولها على اسواق الدول التي فيها معدل دخل الفرد عالي كأمريكا و كندا و أوربا و اليابان و غيرها أو ما يطلق عليه الان دول الشمال العالمي .
من الضروري الإشارة هنا الى أن ضرر العولمة الاقتصادية الرأسمالية على الاقتصاد الأمريكي ليس مصدره دول الجنوب العالمي بل وجدت امريكا نفسها ضحية ايضا لدول اعتبرتها دول حليفة لها كدول الاتحاد الأوربي و بريطانيا و كوريا الجنوبية و غيرها من دول الشمال العالمي .
من المؤكد أنه بسبب العولمة الاقتصادية الغير عادلة هربت الصناعات الأمريكية من أمريكا باتجاه دول عديدة و خصوصا الى دول الجنوب العالمي و تحولت امريكا بشكل تدريجي من دولة صناعية عظمى الى دولة مستوردة للسلع الصناعية التي تصنع في بلدان اخرى , فبعد الحرب العالمية الثانية كانت أمريكا هي الدول الرائدة و الأولى في الكثير من الصناعات لكن بسبب العولمة التي أنشأتها أمريكا بنفسها اخذ معدل العجز في ميزان امريكا التجاري مع الدول الأخرى يتصاعد بشكل مستمر على حساب الاقتصاد الأمريكي حتى وصل هذا العجز الى حدود الألف و ثلثمية مليار دولار سنويا , انه حقا رقم كارثي , ليس هذا فحسب فأن هذا العجز في الميزان التجاري قد رافق صعود الدين العام الأمريكي لمستويات كارثية حيث وصل هذا الدين الى حدود 38 ترليون دولار .
لابد من التأكيد هنا الى انه مهما كان اقتصاد امريكا قويا فأن استمرار هذا النزيف الاقتصادي الكبير سيدفع امريكا حتما نحو هاوية الافلاس و الانهيار الاقتصادي لذلك صارت امريكا بأمس الحاجة لإجراء تغيرات جوهرية في طبيعة علاقتها الاقتصادية و التجارية مع كافة دول العالم الأخرى فظهرت السياسة الجديدة التي يقودها الرئيس الأمريكي ترامب تحت شعار " أمريكا أولا " لوقف النزيف الاقتصادي الذي تعاني منه أمريكا و لإنقاذها من السقوط في هاوية الأقلاس الاقتصادي التي قد يقودها الى التفكك الى دويلات أمريكية متناحرة .
إن تراجع أمريكا الاستراتيجي عن العولمة الاقتصادية الرأسمالية و خروجها من هذه العولمة الغير عادلة بالنسبة لها دفعها لوضع حواجز جمركية بينها و بين كافة الدول الأخرى و فرض قيود على السلع المستوردة و اتخاذ إجراءات لدعم صناعة أمريكا الوطنية أي دعم المنتجات التي تصنع داخل أمريكا حصرا و هذا سيؤدي حتما ليس فقط الى خروج أمريكا من العولمة الاقتصادية الرأسمالية بل ايضا الى انهيار هذه العولمة كليا , و بانهيار هذه العولمة سيتوقف تشكل الإمبريالية التي تصورها زعيم الاشتراكية السوفيتية فلاديمير لينين لذا صار واضحا بأن العوامل الموضوعية قد حالت دون تشكل الإمبريالية بمفهومها الاقتصادي و ان هذه الإمبريالية سوف لن تتشكل مستقبلا .
إن نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية سيفسح المجال أمام نشوء عولمة جديدة تؤسسها و تطورها مصالح الشعوب في كافة بلدان العالم و ليس مصالح الطبقات الرأسمالية فيها و أن هذه العولمة الجديدة ستستند على نظام اقتصادي جديد في عالم متعدد الأقطاب ليس فيه دول مهيمنة على دول أخرى .
إن خروج أمريكا من العولمة الاقتصادية الرأسمالية سيجعلها دولة اساسية في بناء عالم متعدد الأقطاب , حيث ستشارك أمريكا في تطور هذا العالم الجديد بالتعاون مع الصين و روسيا و دول عديدة أخرى .
من المعروف أن الصين و روسيا و معهم الدول المؤسسة لمجموعة بريكس , الهند و البرازيل و جنوب أفريقيا , هم الدول الراعية و الداعية لتأسيس عالم متعدد الاقطاب يسود فيه نظاما اقتصاديا اكثر عدلا إلا أن خروج أمريكا من العولمة الاقتصادية الرأسمالية و رفعها شعار " أمريكا أولا " جعلها تسعى لتكون قطبا اقتصاديا غير متحد مع أقطاب أخرى و هذا بالضبط ما يعنيه عالم متعدد الأقطاب و هو أن تكون كل دولة فيها تعتمد شعار " وطني أولا " و ما يربط الدول في هذا العالم هو المصالح و المنافع المشتركة بينهم و هو يعني ايضا انتهاء هيمنة أي دولة على الدول الأخرى .
أن الانتقال من الحالة الاقتصادية التي عليها الاقتصاد العالمي حاليا الى عالم متعدد الأقطاب , عالم يعتمد قوانين و نظم مالية جديدة تحقق العدالة بين كافة الدول لن يكون انتقالا سهلا و سيمر بمراحل عدة لكن في النهاية ستجد الشعوب طريقها نحو علاقات دولية جديدة اساسها المصير و المصالح المشتركة بينها و سيتم الشروع في بناء عولمة انسانية غير خاضعة لمنافع و رغبات الطبقات الرأسمالية حيث بدأت فعلا نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية و ظهور حضارة انسانية شاملة .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الأمريكي ترامب و الغطرسة السياسية
- التراجع الإسرائيلي الأمريكي في الحرب على غزة , الأسباب و ا ...
- الغضب الترامبي على الهند , أسبابه و تداعياته
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 2 )
- انهيار الأركان الاقتصادية للعولمة الرأسمالية ( 1 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 2 )
- مشاريع الأطراف المتصارعة في الساحة السورية ( 1 )
- بطولات اتباع الجولاني تتجسد في حلق شارب شيخ درزي
- نتنجولاني يتصدر المشهد في سوريا
- الرئيس ترامب صورة واضحة للغطرسة و التكبر الأمريكي
- سلاح التجويع ابشع انواع الأسلحة
- الأمة الشعب الوطن و علاقتهم بثلاثية اللغة القومية الدين
- تطبيع ثلاثي الأبعاد ينتظر دول الشرق الأوسط
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 4 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 3 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 2 )
- بعد إسرائيل , امريكا دخلت الحرب ضد إيران ...؟ ( 1 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 3 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 2 )
- كتابة التاريخ من كارل ماركس حتى شي جين بينغ ( 1 )


المزيد.....




- ترامب: نجني ترليونات الدولارات ومن يعارضون الرسوم الجمركية - ...
- تعرّف على -طائرة الخيال العلمي- التي قد تسافر على متنها يوما ...
- مصير مقاتلي حماس في أنفاق رفح.. هل تفتح إعادة رفات هدار غولد ...
- لافروف مستعد للقاء روبيو… وروسيا تتمسك بشروطها لإنهاء حرب أو ...
- فرنسا: فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات ...
- بوليفيا تفتح صفحة جديدة في العلاقات مع الولايات المتحدة
- حماس تدعو الوسطاء لإيجاد حل لمقاتليها العالقين في رفح وتؤكد ...
- العراق: أكثر من 1,3 مليون ناخب عسكري يدلون بأصواتهم في الانت ...
- اعتداءات المستوطنين تشعل الضفة الغربية وسط صمت دولي
- تراهما بعينيك.. كوكب المشتري والقمر يزينان سماء العالم العرب ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - نهاية العولمة الاقتصادية الرأسمالية قد بدأت فعلا .