أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - سردية السيسي عن ثورة يناير















المزيد.....

سردية السيسي عن ثورة يناير


الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل
منظمة سياسية

(Socialist Revolution - Struggle For A Free And Just Society)


الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 20:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حسن مصطفى

سردية واحدة لا ينقطع السيسي عن استخدامها ككود سياسي لحكمه؛ تقوم على القول بأن ثورة يناير كانت مؤامرة على مصر دبرها الأشرار، وأنه نجح عبر الجيش والشرطة “بتوفيق من الله وكرمه” في مواجهتها والقضاء عليها.

ورغم تفاهة هذه السردية وضحالتها إلى درجة قد تضحك أي مواطن في العالم لو رويت له، وربما يظن أنك تمزح معه، فإنها حين تقترن بقدر من القمع غير المحدود تتحول إلى كابوس حقيقي يعيشه شعب بأكمله.

تختزل هذه السردية الصراع السياسي والطبقي في صيغة بدائية للضدية الثنائية بين الخير والشر: الخير مدعوم إلهيا – فالله هو الذي حمى مصر و”وفق السيسي وسدد خطاه” لإنقاذ المصريين من مؤامرة الأشرار. أما الشر فيمثله “المتآمرون” الذين سعوا في ثورة 2011 لهدم الدولة وتخريب المجتمع، ولذلك يجب القضاء عليهم وإقصائهم.
قد لا تتوفر لهذه الصيغة حد أدنى من المنطق أو المعقولية، لكن ذلك لا يهم طالما توفر لها الإكراه العنيف لأدوات الدولة القمعية كي تتسيد وتحكم شعباً يبلغ تعداده مائة وعشرةَ مليون نسمة، أي ما يقرب من ثلث سكان الولايات المتحدة الأمريكية.

لا أحد يصدق هراء السيسي هذا، ولا حتى الجمهور الذي يصفق له كلما ردد تلك التفاهات أمامه. ومع ذلك فهو يصطف وراءه ويدعم تلك السردية بقوة لأنها تخدم مصالحه الشخصية وشبكات نفوذه؛ واستمرار هيمنة تلك الشبكة من العلاقات الزبونية الضخمة التي يقودها داخل مؤسسات الدولة على المجتمع. أما من ينكر تلك السردية كونه أحد المشاركين في ثورة 2011 مثلاً، أو أنه أحد عامة الشعب الذي تطحنه الأزمات وليس من طبقة الحكم المنتفعة من الوضع الراهن، فإن تجربة القمع الطويلة التي عشناها على مدار الاثني عشر عاماً السابقة والمستمرة ستجعله يرى أنه من الحكمة الاحتفاظ برأيه لنفسه حتى لا يجد نفسه مختفياً قسرياً في أحد أقبية المقرات الأمنية أو معتقلاً في أحد سجونها.

في نفس الوقت، حين تنظر للأمر من زاوية السيسي والطبقة التي يعبر عن مصالحها من ضباط ورجال أعمال ومستشارين، ستجد أن الرجل لديه كل الحق في اعتبار ثورة يناير مؤامرة وحربا على الدولة، لأنها كادت أن تسقطها من بين أيديهم؛ فكادت أن تساوي بين الأسياد والعبيد، بأن يحصل المواطنون على حقوق متساوية تتيح لهم اختيار من يحكمهم ومن يمثلهم في دولة تصان فيها حقوق وكرامة الجميع، بلا استثناء. وهذا ما كان سيمثل طامة كبرى عليهم، إذ يفقدون بموجبها الدولة المصرية التي يتمتعون فيها بوضع السادة في دولة عبيد لا حقوق لهم.

بالفعل، كادت ثورة يناير أن تزيح طبقة فاسدة، مجرمة، استعلائية عن الحكم، لو أنها تطورت وامتلكت رؤية وتنظيماً قادرين على القيام بمثل هذه المهمة، لكن هذا لم يحدث. وما حدث هو أن نجحت الثورة المضادة في إخماد الثورة والقضاء عليها، واستعادة حكم إرهاب الدولة القمعي بصورة أكثر وحشية.

ولأن التاريخ يكتبه المنتصرون، يستمر السيسي في ترويج خطاب مؤامرة يناير 2011، وأهل الشر، والخ من هذا الهراء، لتبرير القمع والإجراءات الاستثنائية الدائمة، فعبر استحضاره الدائم لثورة يناير في خطاباته، فإنه يبرر بشكل تلقائي القمع، ويحول الإجراءات الاستثنائية إلى إجراءات غير استثنائيه دائمة، بالشكل الذي يجعل الثورة المضادة ثورة مضادة مستمرة.

وهو ما مكن نظام السيسي من تدمير الحياة السياسية، والقضاء على المساحات العامة، وممارسة سياسة الضغط الأقصى، ليتأكد من عدم تشكل حالة ثورية كتلك التي سبقت اندلاع ثورة يناير، رغم الضغط الكبير الذي يتعرض له المجتمع الآن. ومع ذلك، فنجاحه في هذا لا يعدو كونه محاولة لمنع نسق واحد محدد من التكرار وهو الذي نجح سابقًا في إجهاضه الخاص بثورة 2011. لكن ذلك لا يعني أو يؤشر بحال من الأحوال أن نسق ثورة 2011 هو النسق الوحيد الذي يجب أن تسلكه ثورة جديدة، أو أن القمع مهما بلغ مداه سيكون بمقدوره منع الثورة إلى ما لا نهاية من أن تشق لنفسها طريقا جديدا.

لكن كما يفهم ويعبر السيسي عن عدائه السافر للثورة، علينا أن نعلن نحن أيضاً عداوتنا وأهدافنا بوضوح. لا يكفي أن نحدد ما نرفضه؛ بل الأهم أن نحدد ما نريد وسبل تحقيقه، حتى تتوفر لنا فرصة في الثورة القادمة لتحقيق ما عجزت عنه ثورة يناير: إسقاط النظام العسكري وإعادة كتابة تاريخنا عن حقبة الاستبداد على حقيقتها، وليس كما كتبها المستبدون عن أنفسهم.

يجب أن يكون هدفنا المركزي في الثورة القادمة هو إسقاط نظام الضباط وبناء نظام عمالي ديمقراطي ـ لأن مصالح الطبقة العاملة الوحيدة التي لا تتقاطع مع مصالح النظامِ القائم، بل تتعارض معه تعارضاً جذرياً. لهذا، هي الطبقة الوحيدة المرشحة والقادرة عملياً على قيادة جماهير الثورة لتحقيق هدف إسقاط النظام وإرساء الديمقراطية وحمايتها.

وقد عاينا بأنفسنا، من خلال تجربة ثورة يناير المهزومة، كيف وظف النظام النخب والتيارات السياسية المختلفة، سواء الإسلامية أو الناصرية أو الليبرالية أو الاشتراكية الشعبوية، واستخدمها كدروع لحمايته من الثورة. فهذه النخب والتيارات، تتقاطع مصالحها مع النظام؛ فهي تنظر إلى نظام الضباط باعتباره الضامن الأساسي لمصالحهم الرأسمالية وامتيازاتها الطبقية. وجل ما يسعون لتحقيقه هو حيز من المشاركة السياسية الأوسع، وليس هدم النظام الطبقي القائم على الاستغلال الرأسمالي، لأن مصالحهم في الواقع منسوجة منذ عقود مع هذا النظام، حتى لو من باب معارضته.

شكلت تلك النخب والتيارات عملياً في ثورة يناير كوابح على الثورة، للحفاظ على الدولة والنظام على اعتبار أن الضباط سيسمحون لهم بنفوذ سياسي أوسع وتعزيز مكانتهم الطبقية، دون إدخال تغييرات هيكلية على بنية السلطة وعلاقات القوى التي تحكم المجتمع، ويكفيهم فقط الحصول على حصة أكبر من المكاسب. هذا ما سعى له الإخوان المسلمون مباشرة بعد اندلاع الثورة، ونجح نظام الضباط في توظيفه خير توظيف. ثم سعى له بالطريقة نفسها الناصريون والليبراليون والاشتراكيون الشعبويون، ونجح السيسي بالطبع في توظيفه في انقلابه النهائي على كل من الإخوان والثورة. والنتيجة: ربح السيسي، نابليون مصر، وربحت الثورة المضادة والبرجوازية العسكرية الحاكمة.

سيتكرر ذلك مع اندلاع ثورة جديدة ـ سواء بنفس الشكل أو بأشكال مختلفة ـ إن لم تنظم الطبقة العاملة نفسها وفق مشروع سياسي اشتراكي ثوري، يتيح لها قيادة جماهير الثورة لتحقيق أهدافها للتغيير الجذري وقلب علاقات القوى في المجتمع الذي يتربع الضباط على عرشه.

وكي نتمكن من الدفع باتجاه تنظيم الطبقة العاملة وفق مشروع سياسي اشتراكي ثوري، علينا العمل في اتجاهين متوازيين:

الأول هو صياغة البرنامج السياسي الذي يعبر عن المشروع الاشتراكي الثوري التحرري القادر على النهوض بمجتمعنا والتعامل مع أزماته ومشاكله التي خلفها عقود من الاستبداد والقمع، وتشويه الوعي والأفكار والخطابات الطائفية والرجعية.

الاتجاه الثاني هو توسيع قاعدة عضويتنا بجذب العناصر الثورية الجادة من عمال وطلبة ومثقفين إلى تنظيمنا، بالشكل الذي يمكننا، مع الوقت والعمل والنضال التراكمي الصبور، من تحقيق هيمنة تحررية وفقا لمشروعنا السياسي، في الضد من هيمنة مشاريع الخنوع والانسحاق والعدمية واللاجدوى التي تفرضها وتروجها البرجوازية العسكرية الحاكمة.

تواصلوا معنا وانضموا إلينا.

https://soc-rev-egy.org/2025/11/04/%d8%b3%d8%b1%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b3%d9%8a-%d8%b9%d9%86-%d8%ab%d9%88%d8%b1%d8%a9-%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%b1/



#الثورة_الاشتراكية_-_نضال_من_أجل_مجتمع_حر_وعادل (هاشتاغ)       Socialist_Revolution_-_Struggle_For_A_Free_And_Just_Society#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات النواب تكريس للاستبداد – نظام الضباط يدفع نحو الثور ...
- بيان للتوقيع بشأن ضمان نزاهة العملية الانتخابية في مصر
- الوطنية الجوفاء كأداة للهيمنة: إحدى أوراق التضليل في إعادة ت ...
- أشهد أننا خُلقنا لنُقتل، فدماؤنا هي الأسهل والأرخص ثمنًا
- الإصطفاف غطى على أي إنحراف
- من اشتري الذل بدم الشهداء؟ رحلتنا من عبور العزة إلى انكسار ا ...
- مقتل طفلة عاملة بشركة بالإسكندرية.. جرائم الرأسمالية في حماي ...
- قافلة الصمود المصري: العدو أمامك وحولك فلا تنخدع.. أو على ال ...
- رسالة معتقل: كل منشور “حرز” وكل تعاطف “جريمة”
- حادث قطار مطروح.. إسقاط النظام ضرورة للنجاة
- النجم الساطع ليس إلا العار الساطع
- يا تجهزوا جيش الخلاص… يا تقولوا على المسكن خلاص
- جريمة جديدة في سلخانة قسم شرطة المنشية بالإسكندرية
- أما أن تكون أنسًا شريفًا.. وأما أن تكون أثر حذاء على تراب ال ...
- من الجون إلى نيرون: كيف يحرق السيسي المصريين بالغاز الإسرائي ...
- الغاز ممزوج بدم غزة
- مفيش محكمة هتحميك من ديكتاتور… اللي هيحميك هو نضالك مع جارك ...
- انتخابات الشيوخ : الكوميديا الأمنية في موسم العبث الوطني
- الجمهورية الأمنية: كل مواطن ضابط وكل خلاف جنحة
- من يحاصر شعبة لا يؤتمن على قضية


المزيد.....




- حسن العبودي// مجددا وباختصار شديد: لماذا يكتب المناضل؟ ولمن ...
- بهجلي يقترح الإفراج عن دمرداش وأوجلان يدعو لإحراز تقدم في عم ...
- The Democratic Party Needs a Soul, Not a Focus Group
- Larry Cohen On No Kings, Organizing, and Winning
- From Tariffs to Tribute: The $350B Price of -Parity’
- No Big Deal: The Trump-Xi Meeting in Korea
- Rome’s Fall Is America’s Warning: Civic Neglect Can Topple E ...
- المجلس الوطني الثالث لحزب النهج الديمقراطي العمالي يعبر عن: ...
- رئيسة تنزانيا تكتسح الانتخابات بنسبة 98% وتتهم معارضيها بالخ ...
- زهران ممداني.. صعود لافت لمرشح يساري لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - الثورة الاشتراكية - نضال من أجل مجتمع حر وعادل - سردية السيسي عن ثورة يناير