أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - هاله ابوليل - ادوارد سعيد وجسور التعليم المفقودة















المزيد.....

ادوارد سعيد وجسور التعليم المفقودة


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 15:08
المحور: قضايا ثقافية
    


ادوارد سعيد؛ المفكر الفلسطيني الراحل وصاحب كرسي الاستاذية في جامعة كولومبيا : رسولنا للضمير الانساني؛ هذا ماكتبه محمود درويش، كنعي عنه سنة ٢٠٠٣۔

لم يتوانى سعيد يوما عن نصرة فلسطين وكان لسانها الفصيح الذي يخاطب العالم الامريكي، بكل فصاحة؛ محللا وفاضحا الاستشراق والكولنيالية و كاشفا زيفهم وتناقضاتهم، ولم يقبل ان يظل مفكرا كونيا منسلخا عن شعبه؛ فقد اظهر الحق الفلسطيني الاصيل في المقاومة كواجب قومي وانساني وهو ما لا يؤمن به عباسكو( محمود عباس) حاكم مقاطعة رام الله، الذي ترك وطنه محتلا، واستعذب عيشة القصور و ربات الخدور ولم يكتف بالنوم الوثير على انقاض شعبه المجوع بل هاجم المقاومة الوحيدة التي يطلبها الشعب الفلسطيني لتحرير بلاده.



كان ادوارد يدرك "منزلق اوسلو" الذي انحدرت به فصائل فتح ركضا وراء الكراسي الوثيرة والاستثمارات التي تضخ الدولارات وفنادق اوروبا وشواطئها والسفارات.
كان سعيد يحتقره ، و جميع شرائح الشعب الفلسطيني المثقف ، وقد شبهه في احدى مقالاته؛ كدمية تتكلم من بطنها بكلمات أمليت عليه من موظف الخارجية الامريكية
و ربيبتها الصهيونية بالشرق الاوسط او ما تسمى باخرائيل.
وفعليا هو موظف صهيوني، لم ينكر ذلك عندما قال انه يعيش تحت البسطار الاخرائيلي لاكثر من مرة مكرسا خطاب الانهزام والاستسلام ونقص الكرامة.

فأي عيشة دنيئة هذه التي ارتضاها هذا المسخ المتصهين لشعبه وهو يتمسح لحثالة الامم ويراضيها بل ويبارك لها ويهنئها بعيد السنة العبرية الجديدة وهي دولة الاحتلال التي يعيش تحت بسطارها والتي قتلت من شعبه في غزة من 2023/ 2024حتى الآن سبعين الف فلسطيني، نصفهم من الاطفال ومايزيد عن الثلاثمائة الف جريح وفقيد .

،،،،، لم يكن وصف ادوارد سعيد له عبثيا بل كان من صلب دهاليز السياسة التي احترفها ووعى مخاطرها وكتب عنها، فحاربته سلطة اوسلو المطبعة، ومنعت كتبه بل و حاربته اخرائيل بكل شراسة لدرجه ان القنصل الاخرائيلي في امريكا والذي كان بتلك الايام هو نفسه النتن ياهو هذا المجرم العتيد، والذي اتهمه في مقابلة على الهواء بمحاولة قتله كأسلوب صهيوني دنىء في تشويه السمعة، وكعادة يهودية قذرة في تحريف الحقائق، واظهار انفسهم كضحايا، مستغلا كل وسائل الاعلام الامريكي التي يمتلكها اليهود لشيطنته و تشويه صورته واعتباره إستاذ للارهاب.
حاول المتصهينيين ترويح ذلك لطرده من الجامعة، لقمع صوته الحر، فقد كان يزعجهم وجود مثقف فلسطيني مسيحي، بروفيسور في احد اكبر جامعات امريكيا، وهم من كانوا يروجون ان لا شيء اسمه فلسطين،وهذا البروفيسور المقدسي من حي الطالبية، يحظى بالاحترام والتقدير، و لقلمه الحر مكان بالصحافة ، ليدافع عن فلسطين في المنابر الاعلامية التي كان اليهود السيانيم (الذين يساعدون اليهود) يمتلكون اكثرها ،اكثر من 80٪منها خدمة للمشروع الصهيوني وترويج للسردية الاخرائيلية الكاذبة، ومع ذلك، ورغم كل تلك الاكاذيب لم ينتصروا عليه !

و لكن انتصر المرض (سرطان الدم) الذي قاومه لمدة ١٢ سنة ،كمحارب شرس وعنيد ۔

قيل عن موته : انه المسيحي الذي كان يدافع عن الاسلام.

وكان عاشقا متيما للغة العربية ،وكان عازفا جيدا لمعزوفة ضوء القمر۔
فقد كان يعتبر ان كل تحفة موسيقية ؛هي تصوٌر عن العالم لا يمكن ادراكه۔ هذه التوليفة المثقفة الواعية والمتألقة والمنسجمة مع الكون والانسانية، لم تعجب يهود امريكا فحاولوا شيطنته وحتى ارسال جاسوس صهيوني وراءه يسمى جوستوس وينر لمدة ثلاث سنوات، لتقصي امر عائلته بالقدس، وليثبت انه لم يكن تلميذا بمدرسة المطران بالقدس،وقد ظهر كذب الجاسوس عندما اغفل شهادة احد طلاب مدرسته، رغم ان والدته من مواليد الناصرة وابوه مقدسي وكل ذلك ليظهروا انه في سنة 1948/ سنة النكبة، كان ادوارد بمصر، وكأن ذلك يمنع من كونه فلسطينيا رغم ان بيته ما زال بالقدس محتلا من قبل عصابات الاجرام الصهيوني وقد استولت عليه عصابات الهاجاناة وحولته الى
ولكي تعرف سعيد اكثر عليك قراءة كتاب السيرة" خارج الزمان وكتاب خيانة و كتاب “الاستشراق” الذي فتح باب النقد للدراسات الشرقية التقليدية .
ماقاله عن نفسه يغني عن كل توصيف ” أنا فلسطيني ولكني طردت منها منذ الطفولة, وأقمت في مصر دون أن أصبح مصرياً, وأنا عربي ولكني لست مسلماً, وأنا مسيحي ولكن بروتستانتي, واسمي الأول “إدوارد” رغم أن كنيتي “سعيد”.
يقال انه عندما سمع الراحل محمود درويش هذا الكلام، كتب ليصيغ ما قاله ادوارد سعيد في قصيدته الرائعة (“طباق إلى إدوارد سعيد”):

يقول: أنا من هناك. أنا من هنا

ولستُ هناك, ولستُ هنا.

لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان…

ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما

كنتَ أحلَمُ,

لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ

طيِّعةُ المفردات,

ولي لُغَةٌ من حوار السماء

مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ

لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي

والهويَّةُ؟ قُلْتُ فقال: دفاعٌ عن الذات…

إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها

في النهاية إبداعُ صاحبها, لا

وراثة ماضٍ.

أنا المتعدِّدَ… في

داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني

أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن

من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن

يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ…

فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ

نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ

ومع ذلك، وكل ما كتبه عن العولمة والاستشراق والاستعمار، كان خددمة جليلة للدين والعروبة والقضية الفلسطينية وجداله مع
برناد لويس، جدل طويل حول _الاستشراق_ والطريقة التي يصف بها الغرب، العالم الإسلامي. اتهم سعيد، برناد لويس بأنّه يروج لصورة سلبية ومجردة عن الإسلام، ويعتبره جزءًا من مشروع غربي يسعى إلى الهيمنة الثقافية والسياسية، فبرناد لويس، كان مؤيدًا قويًا لإسرائيل ويدافع عن التدخلات الغربية في الشرق الأوسط، وهو ما انتقده سعيد بشدة باعتباره خدمة لمصالح القوى الاستعمارية .

لم ينس ادوارد الكتابة عن التعليم بشكل عام، ويعتبر مقاله (* جسر فوق الهاوية) قطعة ادبية، يجب ان تُدرس في الجامعات كمادة من ضمن مقرر انساني و متطلب جامعي اجباري لكل الكليات العلمية والانسانية، يتم فيه مناقشة مقالات لكل الادباء العظماء وتقييمها وخاصة من يعملون بالخارج ويخدمون اوطانهم بالوعي والكلمة والفعل والفكر المستنير۔

فماذا كتب ادوارد سعيد، عن طرق التعليم داخل الغرفة الصفية!

يقول في مقالة جسر فوق الهاوية"الاهرام ويكلي (١٠ ايلول ١٩٩٨)

في الاصل، نود الاشارة ان مقالته لم تحدد اي مرحلة دراسية مناسبة فهو يتكلم بشكل عام، وبصفته محاضر جامعي
واستاذ للادب المقارن ونظرية النقد ،فهو يشرح لنا طريقته بالتدريس ولكي تعرف تأثيره على طلبته عليك ان تقرأ شهادة احدى طالباته النجيبات" فريال غزول".
تقول عنه وصفا لشخصية فريدة : رفض ان يلبس عباءة الاستاذ ولم يستسلم لإغراءات الايقونات الثقافية ولم يسع وراء المريدين ولم يطق الاتباع.
اراد لطلابه ان يزدهروا وهم يجدون أراءهم ويرسمون مخطط سيرهم.
تقول : زرع فينا فضيلة "الاستقامة الثقافية" علمنا قبل كل شيء ماهو اثمن من كل الدروس؛ تستطيع الحقيقة ان تخاطب السلطة ويجب ان ترد على السلطة.
المعرفة هي وجه آخر للفعالية.
يجب ان يساهم البحث في تبين مخاوف الفقراء والمعدمين.
كان ادوارد سعيد محبوبا وحتى اعداءنا المنصفين احبوه؛ واكثر من رثاه، اصدقاء يهود مثل نعوم تشومسكي ودانييل بارينبيوم فليس كل اليهود اعداءنا، فمنهم من خدم القضية الفلسطينية اكثر من عباسكو وفتح. وادوارد سعيد كان منفتحا وذكيا، كان مثقفا كونيا ولا ننسى صديقه اليهودي الذي عزف معه اشهر موسيقاه، و في وسط وبحر من التعاطف مع الصهيونية اليهودية، كان الوحيد الذي يحارب المنظومة الموالية كلها، وكان الصوت الذي لا يهدأ للدفاع عن فلسطين وعن دوافع المقاومة الفلسطينية؛معتزا بفلسطينيته ومدافعا شرسا عن قضيته، لم يكن من امثال عمر ياغي؛ هذا العالم بالكيمياء، المتصهين الذي وجد كيمياء الصعود عن طريق الالتحام بكيمياء مجرمي وطنه وقاتلي شعبه و الذي لا نتشرف بفلسطينيته ولا اسلامه، والذي كان يركض منذ سنين وراء نوبل متمسحا بمباركة العدو الصهيوني وترشيحها له بقبول جوائزها الغارقة بلحم الفلسطيني النازف.
استخدم عمر ياغي اذرع التصهين كعكاز للصعود، فسقط من اعين شعبه في حين ارتفع جبين سعيد المسيحي الذي كان يدافع عن الاسلام بفهم يفوق فهم المسلمين لدينهم،لم يتمسح بالغرب ولم يعلن ارتباطه بهم بحكم مسيحيته المشتركة،لم يفقد ضميره الحي لدعم قضيته من اجل جائزة دنيوية،بل كان الفلسطيني المسيحي الذي اعتز بفلسطينيته عن طريق التزامه بالثوابت الوطنية،كان يشرح معاناة ابناء وطنه،كان يخبر العالم عن عنصرية الاحتلال،عن طرق اليهود المعبدةو التي يمنع فيها الفلسطيني من السير من خلالها الا عبر الالتفاف بطرق غير معبدة بتمييز عنصري حتى باستخدام الشوارع.
تحدث عن جدار الفصل العنصري الذي يقسم ارض الفلسطيني الى قسمين وشجرات زيتونه الى منطقتين يلزمه اخذ تصريح لدخولها لقطف اشجاره؛ التي هي ارض مستباحة لدخول المستوطنين السراقين لسرقة زيتونها او احراقها، بمساعدة جيش الاحتلال المجرم.
تحدث سعيد عن الارهاب واخرج المقاومة الفلسطيني من تصنيفها؛ مفرقا بين المقاومة المشروعة وفعل الارهاب المتعمد قائلا": ان من فجر برجي نيويورك كانوا اشخاص يتكلمون الانكليزية وارتادوا جامعات تعليم طيران وهم مرتاحون ماديا وهم غير يائسين؛ مثل الفلسطيني المحروم من حقوق الانسان من العيش بسلام ومحروم من حق الكلام ومن حق التنقل الآمن بدون حواجز وتفتيش بوطنه،بدون ان يهدم بيته بقرار اداري،بدون ان يعتقل بدون اي جرم ويلقى بالسجن بدون محاكمة لسنوات طوال.
،،،، هذا الفلسطيني المقموع ، المهدورة كرامته، فعندما يقاوم؛ فحقه مشروع، اما الآخر المتعلم،الذي سافر للغرب وتعلم لغتهم وارتاد جامعاتهم،ثم ركب طائرة وارهب ركابها وفجرها بمبنى فهو الارهابي.

صحيح، ان مقالة جسر على الهاوية، بشكلها العام؛ يشتبك بها الثقافي مع التعليمي مع السياسي؛ ليخرج لنا عصارة فهمه لطرق التعليم.

فعندما نقد التقرير الاجمالي للجنة العالمية للثقافة والتطوير تحت رعاية اليونسكو عام ١٩٩٥ وما افتقده هذا التقرير عن البعد الضروري جدا للديمقراطية؛
أي كيف يستطيع التعليم ان يشجع الناس كي يفكروا لوحدهم ؛ يفكروا ضد السلطة، ويفكروا ضد الدين،
يفكروا بصيغة الشك والشقاق،
وليس بصيغة الاذعان والوفاق،
او القبول المسلم به بدون تمحيص او نقد او رفض او حتى إبداء للشكوك حولها!

فوظيفة التعليم عنده، هي تعزيز روح المقاومة بدل الامتثال.
والتفويض الفردي بدلا من الجبرية الجمعية وإلا كيف سنشجع طلابنا على التمييز بين العدل والظلم و بين الافكار العقائدية ( الارثوذوكسية) عن الديمقراطية وبين الديمقراطية التشاركية الحقيقية".

كان سعيد، يصر على ضرورة البحث عن بدائل، وعدم قبول كل ما يقدم للتلاميذ. فترك الطالب يتلقى المعلومات بدون ان يفكر او يبتكر بدائل لها يجعله يسقط في اول امتحان او في اول مشكلة حياتية تصادفه. لذا اعتقد سعيد انه يجب ان تتضمن الخطة اليومية بالتعليم ؛ اسئلة على شاكلة البحث عن حلول وايحاد بدائل وتفنيد للكلام وعدم قبوله كمسلمات.
فمثلا، كمعلمة في احد الدروس وكخبرتي استطيع توظيف ذلك عن طريق عرض مشكلة بالاسلوب القصصي، فقد افتتح الدرس بشكوى من دودة القز التي بدأت بالتمرد ورفضت انتاج المزيد من الحرير الطبيعي.
قائلة على لسانها: بأن البشر توحشوا و اصبحوا يستنزفون الطبيعة والحيوانات، و بأن الانسان ، لم يصنع شيئا ذي قيمة مثل الحرير الذي اصنعه / اسئلة على هذه الشاكلة تنفع لهذا المثال
كيف يمكن لك ان ترد على هذه الدودة بحجج تظهر تحاملها على البشر؟
هل لديك بدائل لصناعة الحرير بدون الاستعانة بها وبتذمرها الازلي؟ اخبرها بمافعله الانسان لحماية البيئة واظهر لنا تحاملها على الانسان؟
من منكم يؤيد دودة القز بادعائها هذا؟
من منكم مستعد لطلب الغفران منها وشكرها برسالة مكتوبة لا تتعدى الصفحة.
بإمكانك ان تقسم الصف لفريقين؛ فريق يدعم الدودة وفريق يرفض اتهامها عن طريق استحضار الحجج المؤيدة والرافضة
او ايجاد الحلول للمشكلة المطروحة.
مثل هذه الطرق بالتدريس، هي من تخلق فردا ناقدا لمجتمعه ومبتكرا للحلول، لا مجرد متلقي سلبي لا يحاكم ما يسمعه ولا يبدي اراء حوله بسبب الخجل او الخوف .
لذلك على المعلم الناجح ان يفتتح دروسه بما يسمى بالعصف الذهني الذي من اول شروطه عدم محاكمة الفكرة او صاحبها او التنمر عليها او على صاحبها!
مما يعمق مفهوم الحرية العقلية المنفتحة بدون خوف من ردود الفعل الرافضة.
فلا يوجد تابوهات مقدسة تنآى عن النقد والتمحيص والمناقشة.
فمثل هذه الاطروحات المشوقة والتي تتطلب بدائل اخرى لطريقة مشوقة،تجعل الطلاب يسعون للبحث والتنقيب، لاظهار قدرتهم على تخطيها وتفوقهم عليها وخاصة لو كانت تلك المشكلات تقدم لمجموعات لكي يتنافسوا فيما بينهم لدحض افكار دودة القز واظهار بدائل لصناعة الحرير بدون الاستعانه بها.
مثل هذه الطرق التعليمية الاكثر تشويقا والاكثر متعة والاقل نسيانا بالذاكرة، هي الطريقة لجعل التعليم اكثر استدامة ونموا وترسيخا بالعقل لحل مشكلات الحياة المستقبلية.
ومن افكار ادوارد سعيد، رؤية الاشياء بصورة مختلفة؛ مثل توجيه الطلبة للخروج من دائرة التفكير داخل الصندوق الى خارجه.
ولا ننسى استخدام صيغة "ماذا لو" التشعبية في التعليم، لمنع تحجر التعليم ووقوفه على عتبة الحفظ و التكرار الببغاوي.
ماذا لو، تفتح كنوز المساءلات والتعمق بجذور المشكلات على ان تراعى الفروق الفردية وانماط التعليم الحركي والبصري والسمعي، معتمدين على نظرية الذكاءات السبعة في ايجاد حلول سبعة لكل مشكلة حسب ذكاء كل شخص. ولا ننسى لعبة قبعات التفكير ذات الالوان الستة، كاستراتيجة نشطة لتحليل المشكلة وايجاد الحلول لها فالقبعة الصفراء تجعل الطلاب يفكرون بالبدائل والحمراء يفكرون بالمشاكل والخضراء للتفكير بالايجابيات والسوداء يفكرون بالمخاطر والتهديدات والبيضاء استنادا للمعلومات والحقائق والمعرفة الشاملة للمشكلة، يتم لبس القبعة الزرقاء لرؤية اوسع ومجال ارحب وحل للمشكلة وانتاج البدائل.
ان ثورة العمل الجماعي والتفكير الجماعي، ممارسة لتعليم الطلاب طلب المشورة ، والايمان بالشورى والتفتح لآراء الاخرين..
ان استخدام ذكاءات الاطفال ينتج اعمالا مثمرة ولها اهمية لانها من انتاجهم وابداعهم، فعندما يؤلف طفل ردا مضحكا على دودة القز على شكل اغنية وابيات شعرية، فستكون تلك انتاجا ذاتيا لهم لن ينسوه او يقوم احدهم بعمل قصة مصورة وهو يحبس دودة القز داخل قضبان الحديد، ويجري محاكمة لها كقاضي اومحام للدفاع عنها فسيعلم الطلاب اهمية مقاضاة الافكار وتحليلها باستخدام اعلى مستويات بلوم بالتركيب والتحليل وايجاد الحلول وابداء الرأي والرأي المخالف.
ان جوهر التعليم ينبثق من مراعاة الفروق الفردية التي يكمن جوهرها التفردي بماقاله فيلسوف
" فيما لو انك حاكمت سمكة على عدم قدرتها على تسلق شجرة، فستظل بقية حياتها تعتقد انها غبية".
ونفس الشيء يندرج فيما لو حاكمت طير على عدم قدرته على السباحة لظل طول عمره يشعر بالعجز" فنحن بالتعليم نراعي كل طفل وموهبته لا موهبة زميله او جاره،فلا يوجد طفل غبي او طفل ذكي، بل يوجد مدرس لم يبذل جهدا، لكي يكتشفها له
و يشجعها على البروز، اتذكر، اني طلبت من والدي الذي كان يعمل بالكويت، مجموعة من القصص، فلم ينتظر عودته لجلبها لي، فارسل لي مع صديقه العائد مائة قصة،احتفظ صديقه بعشر قصص لاولاده واعطاني التسعين قصة فالتهتمتهم خلال اربع ايام، وهكذا بتشجيع من والدي الذي سارع بتلبية طلبي ، وجدت هدفي و مسلك حياتي. فلو لم يهتم و يدعمني لاصبحت شخصا آخر لا يشبهني.
***لروح ادوارد سعيد السلام في ذكرى ميلاده (ولد إدوارد سعيد في 1 نوفمبر� في القدس، التي كانت آنذاك جزءًا من فلسطين الانتدابية).



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازياء وهوس التسوق، هوية شخصية ام امراض نفسية
- غزة الكاشفة، وفلسطين ليست قضيتي
- ذكرى الطوفان واحداث 9/11والمخطط الارهابي
- يائير سارة النتنياهو، سيدخلون نادي المليونيرية
- هل استسلمت غزة اخيرا!
- قطر، محمية امريكية والحرب قادمة
- مجلس السلام لإدارة غزة
- اليهودية الصهيونية مرض و ليست ديانة
- عندما يصبح ترويج - نحن نحب الحياة- كٱحد اسلحة الخداع ا ...
- صواريخ التنديد والشجب والاستنكار
- غال غادوت -انا يهودية- ،نيالك ياولية
- قطر تحت القصف الهتلري الاخرائيلي
- ثلاث اماكن لا تنسى زيارتها
- اسطول الصمود وقوة حركة التضامن العمالي العالمي
- على الفلسطيني ان يرحل من ارضه حالا
- شمعدان السيسي و المال يتكلم بالعبرية
- قيمة اليهودي الوهمي (قانون هانيبال)
- الحياد ايها الاعراب الانجاس
- ضربة السيسي الاستباقية
- جزيرة- جفري ابستن- و متلازمة ترامب۔


المزيد.....




- تركيا تعلن فتح تحقيق بشأن سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي
- مقتل رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ب ...
- -لن ننسحب مليمترًا-.. كاتس يعلن نية إسرائيل إنشاء مستوطنات ج ...
- إعلان مقتل قائد الجيش الليبي ومرافقيه في حادث تحطم طائرتهم ف ...
- من ميلانيا ترامب إلى البابا..صور فاضحة في ملفات إبستين؟
- ماذا وراء الحملة الإسرائيلية شمالي القدس؟
- مسؤول إسرائيلي سابق يكشف كيف حاول نتنياهو التنصل من مسؤولية ...
- لماذا تبقي واشنطن على شركة شيفرون في فنزويلا؟
- عاجل | حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا: إعلان الحداد الرسمي في ...
- كرة لهب وحطام.. لقطات لسقوط طائرة رئيس أركان حكومة الدبيبة


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - هاله ابوليل - ادوارد سعيد وجسور التعليم المفقودة