أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حين عرّى الوعي الكوردستاني الزيف الانتقالي














المزيد.....

حين عرّى الوعي الكوردستاني الزيف الانتقالي


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 11:37
المحور: القضية الكردية
    


سقوط الأقنعة في ساحات سوريا وأوروبا ومعركة الشرق الجديد.
لقد انكشف المستور أخيرًا؛ فالحكومة السورية الانتقالية ومن يقف خلفها من قوىٍ إقليمية تعرّت أمام العالم، بعدما فشلت في تحشيد الناس ضدّ قوات سوريا الديمقراطية، سقط قناعها الدعائي الذي روّجت به أنها تمثل "أغلبية الشعب السوري"، فإذا بها لا تمثل حتى ربع المكوّن السني الذي تتحدث باسمه. لقد تكشفت هشاشتها في الداخل والخارج، وانفضح دورها كأداة تنتهي مهمتها بزوال الحاجة إليها، ولو أدرك القائمون عليها هذه النتيجة، لما أقدموا على مغامرة كهذه تكشف خواءهم السياسي والأخلاقي.
إنّ تلك المسيرات التي حاولت السلطة الانتقالية افتعالها لم تكن سوى ارتعاشات كيانٍ يدرك أنه في طور الزوال، فهي جزء من مشهدٍ أوسع من الصراع على جغرافية الوعي ومصير الشرق الأوسط الجديد، حيث تدور معارك متزامنة، ضدّ "قسد" بوصفها الذراع الأكثر ثباتًا للولايات المتحدة والتحالف الدولي، وضدّ القضية الكوردية التي بدأت تفرض حضورها على خرائط التفاهمات الإقليمية.
ما جرى لم يكن مجرّد تحشيدٍ سياسي، بل إحدى حلقات الحرب على الوعي الكوردستاني الذي تجاوز حدود الجغرافيا واللغة، فالجهات المحرّضة، من بقايا البعثيين، والتكفيريين، والمأجورين، تتحرك بأمرٍ من أنقرة، تلك التي جعلت من العداء للكورد عقيدة دولة، وجرّت خلفها حكومتها الوكيلة المسماة "الانتقالية" لتكرار دور النظام البائد في محاربة كلّ من يحمل هوية الحرية أو راية كوردستان.
ولم يعد خافيًا أن ما يجري في الخفاء أكبر من حدود سوريا نفسها؛ فالمشهد الجيوسياسي للشرق الأوسط يُعاد رسمه، ومن ضمنها تركيا وإيران والعراق وسوريا، تحت مظلة مصالح القوى الكبرى، وبموازاة ذلك تتحرك مراكز القرار في واشنطن ولندن وباريس وموسكو لتفحص بنية الوعي الجديد لشعوب المنطقة، ومنها الوعي الكوردستاني الذي تحوّل من قضية محلية إلى قضية عالمية ذات بعد حضاري وإنساني.
هذه المراكز لم تعد تدرس الشرق الأوسط كخرائط طاقة وحدود نفوذ، بل كمنطقة تتنامى فيها قوة الوعي الجمعي الذي يكسر قوالب الاحتلال والاستبداد، ويعيد تعريف الانتماء والهوية، ولعلّ هذا ما أقلق الأنظمة المحتلة لكوردستان، التي كانت تحتكر تصنيف الأعداء والأصدقاء، فوجدت نفسها أمام شعوبٍ بدأت تعيد تعريف ذاتها خارج قوالبها القديمة.
ومن هنا نفهم مغزى مؤتمر الأقليات في إسرائيل الذي ظنّه البعض مجرّد مبادرة فردية هامشية، بينما هو في الحقيقة إحدى حلقات المخطط الجديد لإعادة صياغة الشرق الأوسط على ضوء التحولات الفكرية والوعي الخوارزمي العابر للحدود، إنّ حضور شخصيات كوردية ودرزية وعلوية ومسيحية في هذا المؤتمر لم يكن انشقاقًا عن أوطانهم، بل تمرّدًا على ثقافة الإقصاء التي سادت قرنًا من الزمن.
لقد تغيّر المشهد، فالقضية لم تعد تُقاس بالسلاح، بل بمن يمتلك وعي الشعوب ومفاتيح المستقبل، ومن هنا، فإنّ الحرب الحقيقية التي تخوضها قوى الظلام ليست ضدّ قسد أو الإدارة الذاتية فحسب، بل ضدّ الوعي الجمعي الكوردستاني الجديد الذي بدأ يُسقط أقنعة الأنظمة، ويكسر جدران الصمت، ويُعيد للشرق وجهه الإنساني بعد قرونٍ من التزييف.
اليوم، لم يعد الصراع في سوريا صراعًا على سلطةٍ أو حدود، بل على العقل الذي يرسم الغد، فبين من يصرّ على إحياء الخرائط القديمة، ومن يسعى لبناء شرقٍ جديد يقوم على الحرية والتعددية، يقف الشعب الكوردي في قلب المعادلة، لا كأقلية تبحث عن اعتراف، بل كقوة فكرية وثقافية تعيد تعريف معنى الوطن.
والذين ظنّوا أن بإمكانهم محو هذا الوعي بالتحريض أو التشويه، سيكتشفون قريبًا أن التاريخ لا يرحم من يحارب الفكرة عندما تتحول إلى وعيٍ جمعيٍّ لا يُقهر، ليس فقط على مستوى شعوب سوريا، بل شعوب الشرق الأوسط.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
31/10/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الديمغرافي في غربي كوردستان هو استمرار لجريمة البعث ...
- ترامب الابن في الرياض وسوريا بين الإعمار والمساومة
- الإعلام العربي بين تلميع السفهاء وإقصاء الكورد
- خدم السلطان بلباس المثقف والمحلل السياسي
- إلى الأخت الكاتبة (نسرين تيلو) حكاية الغياب والذاكرة.
- قامشلو البوابة السياسية لوطنٍ يُعاد بناؤه
- حين يُقصى الكورد تموت فكرة سوريا
- أيّ سوريا نريد؟
- الدولة الكوردية من الحلم الثوري إلى الوعي المؤسسي
- الذكاء الاصطناعي سلاح الوعي الكوردي
- الشرق الأوسط في لحظة الحساب الكبرى
- الحكومة السورية الانتقالية تُقصي الكورد وتستدعي الاحتلال
- قسد تفجّر الصراع التركي–الأمريكي على سوريا
- رعب أنقرة من الوعي الكوردي
- بيان التحالف الأمريكي من أجل سوريا الديمقراطية
- إلغاء عيد نوروز تكفير مقنّع وإنكار صريح للقومية الكوردية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الشرق الأوسط الجديد بين أوهام سايكس–بيكو وحقائق الكورد المؤج ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- من غربي كوردستان إلى البيت الأبيض تجارة ترامب وأوهام أردوغان ...


المزيد.....




- لجنة الإنقاذ الدولية تحذر من ازدياد أعداد الأطفال اللاجئين غ ...
- عائشة إيرم..شاعرة ألمانية تتحدى العنصرية بشعر -الصلام-
- الأقليات في العراق.. غياب الثقة ورمزية الحضور في البرلمان
- مدريد: الملتقى الدولي لنصرة غزة والأسرى يوصي بإرسال لجنة تقص ...
- معاناة النازحين في ملعب اليرموك بغزة وسط انهيار الأوضاع الإن ...
- سهام الشعبوية الفاشيّة صوب المنظّمات والمجتمع المدني: الحريّ ...
- القدس.. اللاجئون الفلسطينيون وتداعيات قرارات ترامب.. قراءة ف ...
- الجزيرة نت تطلق صفحة -شفافية- لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد ...
- الأونروا: 75 ألف فلسطيني يحتمون في 100 مبنى لنا بغزة
- الاحتلال يرفض الاستئناف على قرار الاعتقال الإداري بحق 52 أسي ...


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حين عرّى الوعي الكوردستاني الزيف الانتقالي