أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الشرق الأوسط الجديد بين أوهام سايكس–بيكو وحقائق الكورد المؤجلة














المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد بين أوهام سايكس–بيكو وحقائق الكورد المؤجلة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند التوقف أمام كلمة دونالد ترامب في البيت الأبيض اليوم، إلى جانب نتنياهو، بشأن السلام في غزة، حين قال إن "الإشكالية تخص كل الشرق الأوسط"، ولافتًا إلى الاتفاقية الإبراهيمية، يلاحظ المتأمل دقته اللافتة – وربما المتعمّدة – في نطق الكلمة، متأرجحًا بين لهجته الخاصة واللكنة العبرية، وكأنه أراد أن يخلع عليها بُعدًا رمزيًا يتجاوز السياسة المباشرة ليمنحها مسحة من القداسة.
في المقابل، نجد مبعوثه إلى سوريا ولبنان، توماس براك، يتحدث ولعدة مرات، وخاصة تصريحه البارحة، بوضوح عن الجغرافيات العشوائية التي وُلدت في مطلع القرن العشرين مع اتفاقية سايكس–بيكو، واصفًا دول المنطقة بأنها كيانات بلا أساس قومي، متداخلة فيها العشائر والقبائل والعائلات أكثر من القوميات المتماسكة.
وحين نضيف إلى ذلك تصريح فلاديمير بوتين عن ضرورة النظام الفيدرالي في سوريا، يصبح واضحًا أن ما يُتداول عن "الشرق الأوسط الجديد" ليس وهمًا إعلاميًا، بل حقيقة تتحرك خلف الكواليس، تنتظر مرحلة النضوج السياسي والفكري لشعوب المنطقة. ولهذا تتصاعد وتهدأ الموجات الإعلامية بشأنها تبعًا للظروف والصفقات.
وفي قلب هذه التفاعلات، برزت التحالفات الإقليمية التي تقودها تركيا، بمشاركة إيران، منذ أكثر من عقد من الزمن، مدعومة أحيانًا من قطر والعراق وسوريا، وكلها تلتقي عند نقطة مشتركة، إيقاف الصعود الكوردي، خصوصًا في سوريا الأن، فتركيا جعلت من هذه القضية إحدى النقاط المهمة لتحركاتها الدبلوماسية في البيت الأبيض، مسخّرة أوراقها للضغط باتجاه دعم حكومة الجولاني، ليس حبًا بها، بل خوفًا مما قد يترتب على الاعتراف بغربي كوردستان إذا ما رضخت الحكومة السورية الانتقالية لشروط قسد والهيئة المنبثقة عن مؤتمر قامشلو، تلك الهيئة التي جُمّدت فجأة بقدرة قادر.
ولم تكتف أنقرة بالتحركات الدبلوماسية، بل تعمد إلى تقوية منظماتها التكفيرية، وحثّها على مهاجمة نقاط التماس مع قوات قسد، في محاولة لفرض شروطها، نظام مركزي، حل قسد، ودمجها فيما يسمى "الجيش الوطني السوري" الهدف التركي يتجاوز إسقاط الإدارة الذاتية، ليصل إلى تعطيل الاستراتيجية الأمريكية–الأوروبية، وربما استخدامهم لإسرائيل كأداة في التنفيذ، وإن لم تكن هي صاحبة الخطة، وهذا ما يتوقع أن يؤدي حتى ربما إلى مواجهة خطيرة، بينها وبين إسرائيل، كما تمت مع إيران، وتركيا لن تتراجع عندما تدرك أن الخطر أصبحت على أبوابها.
ومهما تأخر الوقت، فإن المخطط سيُنفّذ ويُعاد رسم خريطة الشرق الأوسط. لكن يبقى السؤال المصيري، هل سينال الكورد وطنهم القومي هذه المرة؟ الجواب مرهون بوعي الحراك الكوردي وقدرته على الارتقاء إلى مستوى بناء الدولة وإدارتها. المؤسف أن المشهد الراهن لا يختلف كثيرًا، من حيث التخلف السياسي والدبلوماسي، مقارنة بين المرحلتين من حيث التطور الحضاري، عن وعي الكورد أيام اتفاقيتي سيفر ولوزان حين كانت سايكس–بيكو تُرسم على الخرائط.
نظن أحيانًا أننا أصبحنا قوة قادرة على إدارة الدولة، لكن الواقع يكشف أننا ما زلنا في بدايات التكوين، وأن وعينا النظري متراجع أحيانًا عن مكتسباتنا العملية على الأرض. ومع ذلك، فإن الدول التي تحتل كوردستان ليست بالجبروت الذي تصوره، فهي في داخلها غارقة في أزماتها وأوبئتها، وستنهار عند أول مواجهة دولية جدية. وهنا يكمن التحدي والفرصة معًا: نحن أمام واقع هشّ يحيط بنا، ولدينا من الإمكانيات ما يؤهلنا لتجاوزه.
أبقى متفائلًا، حتى وإن طال الزمن وتأخرت اللحظة، فالإمكانيات لا تنقصنا؛ نملك كل عناصر بناء الدولة، الموارد، والعقول، والقوى الاجتماعية، والموقع الجيوسياسي الفريد.
ما يعوزنا هو التركيز، إذ نهدر طاقاتنا في الهامشيات والثانويات. نحن كأمة نمتلك قوى خامًا قادرة، لو جُمعت وصُقلت، لكانت كفيلة ببناء كوردستان ودفعها إلى مصاف الدول المتقدمة سياسيًا، واقتصاديًا، وثقافيًا، واجتماعيًا.
علينا ألا نستهين بقدراتنا، ولا نقلل من قيمة مداركنا وسويتنا، ولا من إمكانياتنا الفكرية والسياسية. الطريق يفرض أن نعمل معًا، بوعي ووحدة، لنكسب ثقة العالم ونحصل على الدعم الدولي الذي يليق بقضيتنا وحقنا في الوجود.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
29/9/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- من غربي كوردستان إلى البيت الأبيض تجارة ترامب وأوهام أردوغان ...
- فضيحة الألف عام والألفي عام، ترامب يقرأ من كتاب أردوغان
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- من العشيرة إلى الأمة وليس العكس
- الكورد أصل الأرض وأكذوبة الهجرة سلاح البعث والجولاني
- ثلاثة محاور أساسية
- مسرحية القمة العربية والإسلامية وخطاب الجولاني الفارغ
- الجولاني وسط الحوار المرئي، الحقائق تُكشف
- الكتلة الوطنية لماذا تتنكرون للفيدرالية وتعيدون إنتاج خوف ال ...
- قمة قادة العرب في قطر لحظة إعلان نهاية حماس
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- يُمنح الإرهابيون المنابر ويُحرم الكورد من مقعدهم في هيئة الأ ...
- تراجع شعبية إسرائيل وصعود المأزق الفلسطيني
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة


المزيد.....




- هل اتخذ ترامب قرارًا بشن هجوم بري على فنزويلا؟ مسؤولان يكشفا ...
- السعودية.. اصطدام شاحنة وقود بحافلة معتمرين من الهند قرب الم ...
- تعليق على رد تيتان: يجب أن ينعكس سعي تيتان نحو التحسّن في اح ...
- كونغو الديمقراطية.. لحظة انهيار جسر في منجم نحاس وكوبالت وسق ...
- الزواج.. عريس جزائري يترك قاعات الأفراح ويختار مشاركة فرحته ...
- جون برينان.. كيف تندّر المصريون على تصريح مدير الـ-سي آي إيه ...
- كيف تتوزع القوة البحرية بين الولايات المتحدة والصين وروسيا؟ ...
- بن سلمان في البيت الأبيض بعد 7 سنوات من مقتل خاشقجي.. ما الذ ...
- صفقة رافال التاريخية: 100 مقاتلة فرنسية تدعم أوكرانيا في موا ...
- منتجع تزلج فرنسي يبدأ مبكرا صنع الثلج الاصطناعي استعدادا للش ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - الشرق الأوسط الجديد بين أوهام سايكس–بيكو وحقائق الكورد المؤجلة