أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 3/3














المزيد.....

منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 3/3


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 02:13
المحور: القضية الكردية
    


والحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها بجرأة هي أنّ أيًّا من الأطراف لم يكن مستعدًا للتنازل إلا تحت وطأة مصلحة آنية، وأن المصالح الوطنية الكبرى ظلّت أسيرة الحسابات الحزبية الضيقة، هذا الانقسام ليس وليد اللحظة، بل تعود جذوره إلى مرحلة التفاهمات المشتركة مع النظام البائد، ثم تفاقم بعد أن نجحت قوى الإدارة الذاتية في إزاحة نفوذ نظام بشار الأسد المجرم، بمساندة روسيا وأمريكا والتحالف الدولي، أما المجلس الوطني الكوردي فقد اختار المعارضة السورية ومن بينها العنصرية العروبية وتركيا، دون أن يبلغ المكانة التي وصلت إليها الإدارة الذاتية، رغم نجاح ما تسمى بالمعارضة السورية، وهو ما جعل ميزان القوى يميل بشكل واضح لصالح الأخيرة، أي قوى الإدارة الذاتية.
ومع ذلك، ظلّ المجلس الوطني الكوردي يطالب، وبإصرار لا يخلو من العناد، بحصته في إدارة المنطقة، رغم ضعفه البنيوي وعدم قدرته على إدارة مؤسسة واحدة بفعالية، الأخطر من ذلك أنّه، وعلى مدى سنوات طويلة، تعامل مع قوى مناوئة للإدارة الذاتية، وفضّل الاصطفاف خلف معارضة عروبية مدعومة من أنقرة على الدخول في شراكة وطنية مع القوى الكوردية في الداخل، ويكفي أن نتذكر حادثة آذار 2021، حين أقنع المجلس قيادة جنوب كوردستان باستضافة رئيس الائتلاف العنصري نصر الحريري، الذي لم يتردد من هناك في إطلاق تهديدات مباشرة بالسيطرة على مقدرات غربي كوردستان عبر المعارضة العروبية الموالية لتركيا.
ومع ذلك، وبعد سنوات من هذا الصراع المرير، وتحت ضغط دولي وأمريكي، انعقد مؤتمر قامشلو وتشكّلت هيئة مشتركة، غير أنّها اليوم تكاد تكون مشلولة، لا بقرار من قسد أو من قوى الإدارة الذاتية التي تهيمن على الساحة، بل نتيجة مباشرة لتشابك مصالح الدول الإقليمية والدولية، التي تتحكم بالمشهد السوري وتكبّل أي مخرجات فعلية للمؤتمر.
والمؤسف أنّ المجلس الوطني لم يتحرّك داخليًا لإعادة تنشيط دوره أو فرض حضوره، بل اكتفى بالترويج لفكرة أنّ الإدارة الذاتية هي من يعطّله ويمنعه من التفاوض مع الحكومة السورية الانتقالية، غير أن الحقيقة، التي يعرفها الجميع، هي أنّ هذه الحكومة السورية الإرهابية ذاتها لم تستقبل قيادة المجلس، رغم محاولاته المتكررة وزيارات بعض قياديه إلى دمشق منذ اليوم الأول بعد سقوط نظام بشار الأسد المجرم. لقد همّشته تمامًا، كما همّشت الائتلاف نفسه، الذي كان المجلس أحد أعضائه الثانويين.
إنّ قبول المجلس في مؤتمر قامشلو، رغم كل تحالفاته السابقة، لم يكن نتاج قوة ذاتية أو إرادة مستقلة، بل جاء بفضل ضغوط دولية ووطنية فرضت نفسها على الأطراف، لذلك، من الخطأ أن نحمّل طرفًا كورديًا بعينه مسؤولية التعطيل، أو أن نُعمّق الشرخ بتبادل الاتهامات، فالمعطِّل الحقيقي لأي وحدة كوردية حقيقية هو التدخل الإقليمي، وفي مقدمته تركيا، التي استثمرت منذ البداية في تفتيت الصف الكوردي وتوظيف خلافاته لخدمة أجنداتها الخاصة.
ومن واجبنا اليوم أن نكشف هذه المؤامرات بلا مواربة، كما فعلنا سابقًا في مواجهة مخرجات مؤتمرات أستانة وسوتشي، التي لم يخلُ واحد منها من محاولات تهميش القضية الكوردية وإقصائها من طاولة المفاوضات.
من هنا، وبصفتي د. محمود عباس، أوجّه نداءً صريحًا إلى كل أطراف الحراك الكوردي، إلى الإدارة الذاتية، والمجلس الوطني الكوردي، والأحزاب والاتحادات الثقافية، أن يتجاوزوا منطق القوة والضعف، وأن يتعاملوا مع الواقع بما يليق بحجم التضحيات التي قدّمها شعبنا، إنّ المرحلة خطيرة، والتاريخ لا يرحم، وإن لم نوحّد صفوفنا اليوم ونحوّل مخرجات مؤتمر قامشلو إلى فعل سياسي ملموس، فإنّ القوى الإقليمية ستفرض وصايتها علينا، وسنجد أنفسنا، مرة أخرى، على هامش التاريخ.
إن معادلة المصير واضحة، نحن أقوياء بوحدتنا، ضعفاء بفرقتنا، ولا خلاص لنا إلا بكسر هذه الحلقة الملعونة التي تتغذى على صراعاتنا الداخلية، وتعيد إنتاج جدلية القوة والضعف بأشكال جديدة.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الثقافة السائلة في المأساة السورية والكوردية
- السعودية وتركيا في الملف السوري من صراع الخلافة إلى رهبة الف ...
- في لحظة مفصلية كهذه لا مكان للرمادية أو الهروب خلف التفاصيل
- الفيدرالية بين التجربة الكوردية في سورية ودروس الأمم قراءة ف ...
- خيوط زيارة هاكان فيدان إلى دمشق
- نتائج عبثية الحكومة السورية الانتقالية وتحول مواقف الدول الك ...
- كونفرانس الحسكة ومؤتمر دمشق بين الوطن الجامع والدولة أحادية ...


المزيد.....




- بعثة الأمم المتحدة تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم ضد ا ...
- الأمم المتحدة: تصعيد إسرائيل يجبر المزيد من الفلسطينيين على ...
- اليونيسف: معاناة أطفال غزة ليست صدفة
- خبراء يطالبون الأمم المتحدة بمنع كارثة إنسانية أكبر بغزة
- خبراء يطالبون الأمم المتحدة بمنع كارثة إنسانية أكبر بغزة
- اليونيسف: أطفال غزة جُرّدوا من حق التعليم والمدارس أصبحت ملا ...
- المعارضة الإسرائيلية تدعو إلى إعادة الأسرى من غزة.. -الحرب ت ...
- نادي الأسير: عدد الأسرى الفلسطينيين يتجاوز 11,100 حتى أيلول ...
- مدير الصحة العالمية يحذر من استمرار المجاعة في غزة
- مدير الإغاثة الطبية بغزة: لا نستطيع التعامل مع ضحايا قصف الأ ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 3/3