أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 1/3














المزيد.....

منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 1/3


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 00:23
المحور: القضية الكردية
    


علينا أن نعي، بوعيٍ تاريخيٍّ متجذّر وبصيرةٍ فكرية نافذة، أن سجلّ الإنسانية لم يعرف يومًا قوةً سياسية أو عسكرية بسطت سلطانها على الجغرافيا واستحوذت على مقدرات شعبها، ثم تخلّت طوعًا عن هيمنتها أو قدّمت نفوذها هديةً لخصم أضعف أو مخالف لها فكريًا وإيديولوجيًا. فجوهر السلطة – كما علّمنا ميكيافيللي وهوبز – يقوم على شهوة البقاء وهاجس السيطرة، لا على أوهام الإيثار ولا على طوباويات الشراكة.
القوة لا تُسلَّم إلا تحت وطأة الضرورة القاهرة أو المصلحة العاجلة، أما حديث الشراكات المجرّدة خارج موازين القوة فليس إلا وهمًا سياسيًا، ورفاهًا ذهنيًا لا مكان له في صراعٍ تحكمه المصالح وتحدد مصائره رهانات البقاء.
لا شك أنّ هذه الجدلية تنطبق اليوم بكل تفاصيلها على مجريات الأحداث بين الحراك الكوردي والحكومة السورية الانتقالية، فلولا وجود قوات قسد والإدارة الذاتية والدعم المباشر من دول الحلفاء، لما تجرأت حكومة الجولاني أصلًا على فتح باب الحوار معهم، ولا كانت ستعيرهم أي وزن سياسي أو تفاوضي.
هذا هو منطق القوة في السياسة، من يمتلك أدوات الردع هو من يُستدعى إلى الطاولة، أما من يفتقدها فمكانه على الهامش.
ولهذا لم تُحاور حكومة الجولاني حتى الآن المجلس الوطني الكوردي ولا الهيئة المنبثقة من مؤتمر قامشلو حول القضية الكوردية بشكل مستقل، بل تجاهلتها كليًا، ولولا قوة قسد لكان مصيرهم كمصير قادة المجلس الذين تم تناسيهم في فنادق دمشق بعد يوم واحد من سقوط بشار الأسد، بلا اعتبار ولا قيمة.
والمعادلة ذاتها تنطبق على الداخل الكوردي، بين طرفي الاستقطاب، المجلس الوطني الكوردي من جهة، وقوى الإدارة الذاتية من جهة أخرى، الحقيقة التي يجب أن ندركها بلا أوهام ولا رومانسية هي أنّ السياسة لا تعترف بالطوباويات أو النوايا الحسنة، بل تُدار بموازين القوى ومصالح الأطراف، من يملك القوة يفرض شروطه، ومن يفتقدها يجد نفسه تابعًا أو مهمشًا مهما كانت نبل مقاصده، إنّ البحث عن العدالة المطلقة أو الإنسانية الخالصة في عالم محكوم بصراعات النفوذ والهيمنة ليس سوى وهم فكري لا يغير في الواقع شيئًا.
ومع ذلك، فإننا نحاول أن نهدم أركان هذه الجدلية داخل البيت الكوردي، خدمةً للمصلحة القومية ومن أجل الغاية الأسمى التي نؤمن بها، وهي بناء وطن يليق بتضحيات شعبنا، وندرك أنّ بلوغ هذه الغاية لن يكون سهلًا، لكنه ممكن فقط عبر شراكة صادقة بين جميع أطراف الحراك الكوردي، حتى وإن كنا على خلاف، لأن ما يجمعنا أكبر وأعمق من كل ما يفرقنا.
لهذا، وبعكس جدلية القوة والضعف، كنت ولا أزال، مع أغلبية الشارع الكوردي، أطالب بالتوافق بين أطراف الحراك الكوردي جميعها، حتى وإن كان بينها خلافات عميقة، مرارًا طرحت مقترحات وسبل للتعاون، وقلت في أكثر من منبر إنه لا بد من تناسي الخلافات مرحليًا في سبيل الهدف الأسمى، الوطن. لكن الإشكالية الكبرى تكمن أحيانًا في مطالب الضعيف لإدماجه في إدارة مصيرية، من دون أن يدرك أو يدرس حقيقة أنّ المنطقة محاطة بقوى إقليمية ودولية تتربص بها وتترقب أي شرخ لتوظيفه.
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
31/8/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الثقافة السائلة في المأساة السورية والكوردية
- السعودية وتركيا في الملف السوري من صراع الخلافة إلى رهبة الف ...
- في لحظة مفصلية كهذه لا مكان للرمادية أو الهروب خلف التفاصيل
- الفيدرالية بين التجربة الكوردية في سورية ودروس الأمم قراءة ف ...
- خيوط زيارة هاكان فيدان إلى دمشق
- نتائج عبثية الحكومة السورية الانتقالية وتحول مواقف الدول الك ...
- كونفرانس الحسكة ومؤتمر دمشق بين الوطن الجامع والدولة أحادية ...
- الفيدرالية واللامركزية السياسية في سوريا حدود لا تُمس
- رسالة إلى الشعب السوري، وقيادة قسد والإدارة الذاتية والحراك ...


المزيد.....




- ترامب يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى.. هكذا ردت الحركة
- فرنسا تسعى إلى اعتقال بشار الأسد في قضية مقتل صحافيين عام 20 ...
- اتهام حوثي لموظفي الأمم المتحدة في صنعاء بممارسة أنشطة تجسس ...
- العفو الدولية تنتقد قرار محكمة أميركية باحتفاظ غوغل بأندرويد ...
- إسرائيل: اعتقال خلية تابعة لحماس خططت لاغتيال بن غفير
- 14 يومًا لمغادرة البلاد.. اليونان تُقر تشريعًا يقضي بالسجن و ...
- غزة بين المجاعة والإبادة.. إنتقادات أوروبية متصاعدة لـ-إسرائ ...
- إسرائيليون يقطعون الطريق بين تل أبيب والقدس للمطالبة بإعادة ...
- إندبندنت: أزمة المهاجرين مستمرة بعد 10 سنوات على مأساة إيلان ...
- اليونان تقر -الإعادة القسرية- وتسرع ترحيل المهاجرين المرفوضي ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدارة الذاتية 1/3