أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - يُمنح الإرهابيون المنابر ويُحرم الكورد من مقعدهم في هيئة الأمم المتحدة














المزيد.....

يُمنح الإرهابيون المنابر ويُحرم الكورد من مقعدهم في هيئة الأمم المتحدة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمت دعوة رئيس الحكومة السورية الانتقالية أحمد الشرع من قبل هيئة الأمم المتحدة لإلقاء كلمة، في خطوة لافتة بعد غيابٍ طويل لرؤساء سوريا عن منصة الأمم المتحدة دام أكثر من أربعين عامًا، منذ الكلمة التي ألقاها الرئيس حافظ الأسد عام 1974. وقد مُنح الشرع تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، في الوقت نفسه الذي مُنع فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من الحضور، المفارقة هنا صادمة، كيف يُفتح الباب أمام شخصية ارتبط اسمها مباشرةً بأكثر التنظيمات إرهابًا، ويُغلق في وجه رئيسٍ لشعب ما زالت قضيته تحتل صدارة الملفات الدولية؟
يعلم الساسة الأمريكيون، كما تدرك وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والبنتاغون والبيت الأبيض، أن أبو محمد الجولاني، أحمد الشرع، كانت يداه ملوثتين بدماء الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا في العراق بين عامي 2003 و2012، حين كان شريكًا لأبي مصعب الزرقاوي، ثم أداة في مشروع البغدادي، تناسي هذه الحقائق في الوسط السياسي الأمريكي لا يعني اختفاءها، فهي قنابل مؤجلة قد تنفجر في أي لحظة أمام الإعلام أو الرأي العام الأمريكي، ومتى ما طُرحت هذه الملفات مجددًا، فإنها قد تتحول إلى أزمة سياسية وأمنية تمس إدارة ترامب، بل وقد تنعكس مستقبلًا على مسار الانتخابات الرئاسية ضد الحزب الجمهوري.
هذا التناقض يسلّط الضوء على حجم التحولات في الموازين الدولية، أصبح ممثل "النظام السوري" بعباءة الإرهاب أكثر حضورًا واعتبارًا على منبر الأمم المتحدة من رئيس السلطة الفلسطينية، واضحت "هيئة تحرير الشام" أثقل وزنًا من الحراك الفلسطيني الرسمي، واللافت أن هذا التفضيل لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة دور القوى الإقليمية والإسلامية التي أعادت تشكيل الأولويات بما يخدم مصالحها. أن يُفضَّل إرهابي على رئيس سلطة يسعى إلى الحوار السياسي لحل القضية الفلسطينية، هو أمر يكشف عمق التشويه الذي أصاب هذه القضية، ولا شك أن لحركة "حماس" النصيب الأكبر من المسؤولية، بعدما حولت النضال الفلسطيني إلى ورقة في يد إيران، فشوّهت صورة القضية، وأغرقت غزة وأهلها في أتون المآسي.
كنت قد ذكرت عبر قناة ولات أنّ مشاركة الشرع في الأمم المتحدة قد تفتح الباب أمام لقاء محتمل بينه وبين نتنياهو، لكنني أعود اليوم لأتراجع عن هذا الطرح بعد نقاشات واعتبارات متعددة. مثل هذا اللقاء غير وارد، الجولاني، الذي هو عباءة الشرع، لن يجرؤ على تخطي الإملاءات التركية الرافضة لأي تقارب من هذا النوع، كما أن مجرد التفكير فيه سيُعد انتحارًا سياسيًا له وسط البيئة السنية المتشددة التي يستند إليها، وقد يكون بداية نهايته. ومن الجانب الآخر، فإن نتنياهو لن يخاطر بالجلوس مع رئيس ماضيه غارق في الإرهاب ودماء الجنود الأمريكيين، حتى لو سبق لترامب أن صافحه ووصفه بما يرضي مصالحه؛ إذ إن تلك المصافحة لم تكن سوى انعكاس لصفقات اقتصادية هائلة بلغت قيمتها خمس تريليونات دولار، لا أكثر!
إنها لوحة سياسية فاضحة بالتناقضات، تُستبدل فيها الشرعية التاريخية المتمثلة بالقضية الفلسطينية بشرعية زائفة ملوثة بالإرهاب، وتُمنح المنابر الأممية لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، فيما يُقصى أصحاب الحق إلى هوامش الصمت وأروقة النسيان. ومأساة هذا المشهد لا تقتصر على فلسطين وحدها، بل تمتد إلى الشعب الكوردي الذي ما زال حتى اليوم، رغم ثوراته المتلاحقة وحركاته التي وقفت سدًّا منيعًا في وجه الإرهاب دفاعًا عن العالم بأسره، خارج دائرة الاعتراف الدولي. أمة قوامها يقارب السبعين مليون إنسان، جزء أصيل من بنيان البشرية، ما زالت غائبة عن هذا المحفل الدولي المسمى "هيئة الأمم"، وكأن الأمم اجتمعت لتُحصي الجميع وتستثني الكورد، لتظل أمة كاملة بلا مقعد، وبلا صوت، في مجلس يُفترض أنه يعكس ضمير العالم.
وهنا تنكشف المفارقة الكبرى، هيئة تزعم أنها جامعة للأمم بينما تمارس الإقصاء بحق أمة بأكملها، هيئة تتشدق بالدفاع عن العدالة بينما تشرعن وجود من لوثوا ضمير الإنسانية بجرائمهم. إنها ليست هيئة أمم، بل هيئة انتقائية، تمنح الشرعية حيث تقتضي مصالح القوى الكبرى، وتصادرها حين يتعلق الأمر بشعب أعزل يطالب بحقه في الحرية والوجود. فليعلم صُنّاع القرار في هذا المحفل أن التاريخ لن يغفر لهم هذا العار، وأن صمتهم أمام تغييب الكورد سيبقى وصمة تلاحقهم، حتى يُنتزع لهذا الشعب مكانه بين الأمم، لا كهبة تُمنح، بل كحق لا يُلغى.



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجع شعبية إسرائيل وصعود المأزق الفلسطيني
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- منطق القوة لا يرحم الكورد بين عجز المجلس الوطني وهيمنة الإدا ...
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 2/2
- هل تعطّلت مخرجات مؤتمر قامشلو؟ 1/2
- الحكومة السورية الانتقالية بين خطاب الوحدة وممارسة التجزئة
- كوردستان وقادم الشرق الأوسط تحولات كبرى وصراع على المستقبل
- قسد بوابة خلاص سوريا من الاستبداد والإرهاب
- برلمان الجولاني شرعنة للتقسيم تحت قناع الديمقراطية
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الجولاني بين وهم الأبدية وحتمية السقوط
- مؤتمر الرقة ورسائل الصراع غير المعلن بين أمريكا وتركيا
- هل صار الاستجداء هوية كردية؟
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- الثقافة السائلة في المأساة السورية والكوردية
- السعودية وتركيا في الملف السوري من صراع الخلافة إلى رهبة الف ...
- في لحظة مفصلية كهذه لا مكان للرمادية أو الهروب خلف التفاصيل
- الفيدرالية بين التجربة الكوردية في سورية ودروس الأمم قراءة ف ...
- خيوط زيارة هاكان فيدان إلى دمشق


المزيد.....




- نانسي عجرم تختار الكروشيه لإطلالة صيفية ناعمة
- تعبيرًا عن حبها لأبوظبي.. مصورة توثق جمال الحياة اليومية في ...
- بعد سقوط بايرو.. برغر كينغ يفتح لرئيس الوزراء الفرنسي السابق ...
- غارة إسرائيلية جنوب بيروت تستهدف سيارة.. وسلام يتمسك بخطة ال ...
- ارتفاع أسعار خدمات الصحة النفسية في مصر يثير مخاوف من تداعيا ...
- ناجون من زلزال أفغانستان ينامون في العراء بانتظار المساعدات ...
- فور، لومبار، لوكورنو... أسماء متداولة لخلافة فرانسوا بايرو ف ...
- مصر: صبي بأي ثمن! تجارة اختيار جنس المولود
- فريق -إسرائيل-بريمير تيك- المشارك في طواف إسبانيا يسحب كلمة ...
- مع بدء تشغيل سد النهضة.. هل دخلت أزمة النيل مرحلة اللاعودة؟ ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - يُمنح الإرهابيون المنابر ويُحرم الكورد من مقعدهم في هيئة الأمم المتحدة